يُعدّ الحديد (Iron) أحد المعادن الأساسية الضرورية لجسم الإنسان، فهو المكوّن الأساسي لِبروتين الهيم (البروتين المسؤول عن نقل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم) داخل الهيموغلوبين (Hemoglobin) في كريات الدم الحمراء، وعلى الرغم من أنّ نقص الحديد قد يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم،[1] إلا أنّ ارتفاع مستوياته في الجسم قد يُسبب الضرر لبعض أعضاء الجسم خاصةً القلب، والكبد، والغدد الصماء،[2] ويستدل الطبيب على مستويات الحديد المُخزنة في الجسم من خلال إجراء تحليل مخزون الحديد،[3] فما هو؟
ما هو فحص مخزون الحديد في الدم؟
يُعدّ فحص مخزون الحديد (Serum ferritin) المعروف بالفريتين أحد أكثر الفحوصات المخبرية شيوعًا، وهو البروتين المسؤول عن تخزين الحديد داخل الخلايا، كما يكشف أيضًا عن مستويات مخزون الحديد في الجسم، ويوجد ضمن نطاقاتٍ طبيعية محددة في الدم، وغالبًا ما يرتبط انخفاض أو ارتفاع مستويات الفيريتين في الدم بوجود مشكلة مُرضية مُعينة،[4][5] يوجد الفيريتين أساسيًا في الكبد، كما أنّه يوجد في كلٍ من نخاع العظم، والعضلات، والطحال، ومجرى الدم الذي من خلاله نستطيع الاستدلال على كمية الحديد المُختزنة في الجسم،[3] يُسهم الحديد في إنتاج خلايا الدم الحمراء، وهو ضروري لصحة العضلات، ونخاع العظم، ووظائف الأعضاء.[6]
دواعي إجراء فحص مخزون الحديد في الدم
يُجري الطبيب عادةً فحص مخزون الحديد لتقييم مستويات الحديد لدى المريض، وتحديد مدى قدرة الجسم على تخزين الحديد في الحالة الطبيعية،[7] كما أنه يُجرى لعدة أسباب أُخرى:
- رصد مدى استجابة المريض للعلاج أو التزامه به.[8]
- مراقبة مستويات الحديد لمرضى الفشل الكلوي، أو مرضى غسيل الكلى.[8][9]
- قياس مدى استجابة أجسام الأشخاص الذين يتناولون مكملات الحديد الغذائية لهذه المكملات من خلال تحديد مستويات الحديد في الدم.[8]
- تشخيص أو استبعاد الإصابة بإحدى المشكلات المَرَضية المُتعلّقة بمستويات الحديد في الجسم، مثل داء ترسّب الأصبغة الدموية (Hemochromatosis) المعروف بفرط تخزين الحديد، أو فقر الدم الناتج عن نقص الحديد (Iron deficiency anemia) وهو انخفاضٌ شديدٌ في عدد خلايا الدم الحمراء ينجم عن نقصٍ في مستوى الحديد، أو اضطرابات الكبد التي تؤدي إلى ارتفاع نسبة مخزون الحديد، أو متلازمة تمُلمل الساقين (Restless legs syndrome) وهو شعور بالوخز في الساقين وقد يرتبط بانخفاض مستوى الحديد.[7]
- تقييم المشاكل المرضية المُزمنة التي تؤثر في مستويات الحديد في الجسم، مثل السرطان، وأمراض الكلى، وأمراض المناعة الذاتية.[7]
- ظهور أعراض انخفاض مستوى الحديد:[6]
- شحوب الجلد.
- التعب والضعف العام في الجسم.
- ضيق التنفس.
- تسارع في ضربات القلب.
- ظهور أعراض ارتفاع مستوى الحديد:[6]
- آلام المفاصل.
- ألم في البطن.
- خسارة الوزن.
- انخفاض الطاقة في الجسم.
- تحديد السبب الأساسي لفقر الدم، وفيما إذا كان مرتبطًا بنقص الحديد، وذلك عند الحصول على نتائج غير طبيعية وغير مُحددة لفحص تعداد الدم الشامل (CBC).[10]
مخاطر إجراء فحص مخزون الحديد في الدم
لا توجد مخاطر متعلّقة بإجراء فحص مخزون الحديد في الدم، إلا أنّ المريض قد يشعر بوخزة خفيفة لحظة إدخال الإبرة خلال عملية سحب الدم لكن سرعان ما يزول الألم.[6]
تحضيرات ما قبل إجراء فحص مخزون الحديد في الدم
يتعيّن على المريض الامتناع عن تناول الطعام والشراب عشية اليوم السابق للفحص، كما يُستحسن سحب عينة الدم الخاصة بإجراء الفحص في أوقات الصباح الباكر.[11]
طريقة إجراء فحص مخزون الحديد في الدم
يُجرى فحص مخزون الحديد من خلال سحب عينة دم من الوريد، وغالبًا ما تستغرق عملية سحب الدم ما يقارب الخمسة دقائق،[7] باتباع مجموعة من الخطوات:[6][12]
- تحديد مكان السحب من خلال تحسُّس الوريد المناسب قبل وضع العاصبة (Tourniquet).
- وضع العاصبة بموضع يرتفع عن الوريد المُراد سحب الدم منه بما يُقارب 4 إلى 5 أصابع.
- تعقيم موضع سحب الدم باستخدام قطنة تحتوي على الكحول المُخفّف بنسبة 70%.
- الانتظار لمدة 30 ثانية حتى يجف الكحول.
- سحب كمية الدم المطلوبة باستخدام إبرة صغيرة الحجم، قد يشعر المريض بوخزٍ خفيف لحظة إدخال وإخراج الإبرة.
- فك عاصبة اليد قبل سحب الإبرة، ومن ثم سحبها ووضع قطعةٌ من الشاش أو القطن المُعقّم الجاف موضع السحب ثم الضغط عليها برفق، ومن الضروري عدم ثني الذراع لتجنب حدوث ورمٍ دمويّ.
- تفريغ العينة في الأنبوب المُخصّص للفحص.
نتائج فحص مخزون الحديد في الدم
يوجد الفريتين في بلازما الدم ضمن تراكيز قليلة نوعًا ما، لكنها تُعطي مؤشرًا على مقدار ما يُخزن الجسم من الحديد،[8] ويُلاحَظ ارتفاع مستويات الفريتين في الدم عند الذكور مع التقدّم في العمر، وكذلك لدى الإناث بعد انقطاع الحيض، بينما يبقى كما هو لدى النساء في سنّ الإنجاب،[9] وتتراوح نطاقات مخزون الحديد الطبيعي في الدم كما هو موضّح:[8]
الفئة العمرية | المستويات الطبيعية | |
مخزون الحديد الطبيعي للذكور | (12 - 300) نانوغرام/مل | |
مخزون الحديد الطبيعي للإناث | (10 - 150) نانوغرام/مل | |
الأطفال | حديثي الولادة | (25 - 200) نانوغرام/مل |
أقل من شهر | (200 - 600) نانوغرام/مل | |
من 2 إلى 5 أشهر | (50 - 200) نانوغرام/مل | |
من 6 أشهر إلى 15 سنة | (7 - 142) نانوغرام/مل | |
تفسير انخفاض مستويات مخزون الحديد
غالبًا ما تُشير المستويات المُنخفضة من مخزون الحديد في الدم عن الحد الطبيعي إلى أنّ المريض يُعاني من فقر الدم، أو مشكلة مرَضية أُخرى قد تسبّبت بانخفاض الحديد (Iron) في الجسم،[6] أو غيرها من الأسباب:[9][11]
- سوء التغذية المرتبطة بانخفاضٍ شديد في مستويات البروتين في الجسم.
- غسيل الكلى.
- السرطان الغُدي في القناة الهضمية (Adenocarcinoma of gastrointestinal tract) الذي قد يؤدي إلى النزيف داخليًا.
- غزارة الحيض.
تفسير ارتفاع مستويات مخزون الحديد
تُشير المستويات المُرتفعة من مخزون الحديد في الدم عن الحد الطبيعي إلى وجود مستويات عالية من الحديد (Iron) في الجسم،[7] وقد يرتبط بعدة مشاكل مرَضية:
- داء الصباغ الدموي أو داء ترسب الأصبغة الدموية (Hemochromatosis)، وهو أحد الاضطرابات الوراثية الشائعة التي ينتج عنها زيادة تركيز الحديد في الجسم.[11]
- نقل الدم المُتكرر، أو الإفراط في تناول الحديد.[11]
- اضطرابات الكبد.[6]
- تعاطي الكحول.[6]
- الأمراض الالتهابية.[9]
- العدوى.[8]
- الأورام الخبيثة.[8]
- فرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism).[8]
- داء غوشيه (Gaucher`s).[8]
- عدوى العضلة القلبية.[8]
- مرض الكلى في مراحلهِ الأخيرة.[8]
- أمراض وعائية كولاجينية.[9]
- متلازمة البلعمة الدموية (Hemophagocytic syndrome).[9]
- فقر الدم ضخم الأرومات (Megaloblastic anemia).[9]
- الخضوع لنقل الدم مؤخرًا.[9]