فحص سلامة الجنين ثلاثي الأبعاد ورباعي الأبعاد (3D/4D)

يتيح فحص سلامة الجنين ثلاثي الأبعاد ورباعي الأبعاد، المعروف بفحص الألتراساوند، تصوير الجنين داخل رحم الأم  بتقنيّة عالية الوضوح وبزوايا مختلفة توفر تفاصيل ومعلوماتٍ في غاية الأهمية لضمان سلامة الجنين، كما تكشف عن أيّ تشوهاتٍ جنينيّة يُحتمل أن يُعاني منها، كما أنه لا يحمل أيّ خطورة على الجنين والأم لدى إجرائه في عيادة الطبيب المختص مع مراعاة معايير السلامة، وغالبًا قد لا يحتاج إلى تحضيرات مُعينة ويمكن إجراؤه من خلال سونار المهبل أو سونار البطن.

بات استخدام فحص الموجات فوق الصوتية أو سونار الحمل (Ultrasound) جزءًا لا يتجزأ أثناء فترة الحمل خلال الآونة الأخيرة، إذ يهدف فحص سلامة الجنين إلى الكشف عن عُمره والتحقق من نموه السليم، كما يكشف عن وجود التوائم، ويقدم تقييمًا لنمو الأجنة، بالإضافة إلى تحديد جنس الجنين، والكشف عن وجود التشوهات الخلقية، إذ وُجِدَت،[1] مثل أمراض القلب الخلقية، وتشوهات الكلى، واستسقاء الرأس، ويُعدّ فحص سلامة الجنين (سونار الحمل) باستخدام الموجات فوق الصوتية فحصًا آمنًا ولا يدعو إلى القلق لكلٍ من الأم والجنين،[2] وخلال العقدين الماضيين تطوّرت تقنية التصوير ثنائية الأبعاد (2D) التقليدية تطورًا ملحوظًا لتصبح ثلاثية الأبعاد (3D) ورباعية الأبعاد (4D)،[3] فما هو فحص سلامة الجنين ثلاثي الأبعاد ورباعي الأبعاد (3D/4D Ultrasound)؟

ما هو فحص سلامة الجنين ثلاثي الأبعاد ورباعي الأبعاد؟

يُعرّف فحص سلامة الجنين ثلاثي الأبعاد (3D Ultrasound) أو سونار الحمل ثلاثي الأبعاد على أنه فحصٌ يُتيح تصوير الجنين داخل الرحم بزوايا مُختلفة وتفاصيل عالية الدِقّة توفر معلوماتٍ واضحة عن التراكيب التشريحية للأجنّة، وتوكيد سلامة الجنين من التشوهات،[4] ويكون عبارة عن صور مقطعية متتالية، بينما يُوصَف فحص سلامة الجنين رباعي الأبعاد (4D Ultrasound) أو سونار الحمل رباعي الأبعاد على أنّه صورٌ متحركة أو فيديو مباشر يُوضّح حركة الجنين داخل رحم أمه لتقييمها.[5][6]

مزايا فحص سلامة الجنين (ثلاثي الأبعاد ورباعي الأبعاد)

أتاحت تقنية 3D و4D فرصة رؤية الجنين بصورة حية وهو في بطن أُمه، وهي تُقدّم معلوماتٍ لتقييم حالة الجنين قبل الولادة،[7] كما يمكن أن يُقيّم الطبيب أمراض القلب الخلقية للجنين عن طريق تقنية الموجات فوق الصوتية -ثلاثية الأبعاد ورباعية الأبعاد- بإجراء تخطيط صدى القلب للجنين الذي يُوفر تقييمًا دقيقًا لِحجم القلب والبطين،[8] يتمتّع فحص سلامة الجنين ثلاثي ورباعي الأبعاد بمجموعة من المزايا:

  • يُمكّن من رؤية تفاصيل وحركات وجه الجنين، كفتح وإغلاق العينين والفم، وحركات التنفس، وحركة الأطراف، ودوران الرأس.[7]
  • التحقُّق من نضوج الجهاز العصبي المركزي للجنين، ممّا يسمح للطبيب بالكشف المبكر عن سلامة نمو دماغه والاضطرابات العصبية التي قد تصيب الجنين خلال فترة الحمل.[7]
  • التحقق من النموّ الطبيعي لبعض أعضاء الجسم بمعرفة قياساتها، مثل محيط الرأس، بالإضافة إلى تقدير وزن الجنين وقت الولادة.[9]
  • تقييم الحالة العامة للمشيمة.[9]
  • تشخيص إصابة الجنين بتشوهات الوجه، مثل الشفة الأرنبية (Cleft lip).[9]
  • الكشف عن التشوهات الهيكلية للجنين، وعيوب العمود الفقري، والتشوهات الدماغية.[3][9]
  • تحديد مكان الحمل -داخل الرحم أو خارجه-، والتحقق من سلامة الجنين، وتقدير عمر الحمل.[10]
  • التحقق من فتحة عنق الرحم وطول عنق الرحم للتنبؤ بموعد الولادة، وتقييم معدل نمو الجنين.[10]
  • قياس كمية السائل الأمينوسي المحيطة بالجنين.[10]
  • معرفة التطوّر التشريحي في القلب والأوعية الدموية للجنين من خلال تخطيط صدى القلب له (Echocardiography)، وذلك باستخدام تقنية (3D) و(4D).[8]

مخاطر فحص سلامة الجنين (ثلاثي الأبعاد ورباعي الأبعاد)

حقيقةً لا يرتبط فحص سلامة الجنين ثلاثي الأبعاد ورباعي الأبعاد بأيّ مخاطر صحيّة تعود على الأم والجنين، إلا أنّه لا يجب التعرّض له لمدة تتجاوز 30 دقيقة، ويجدر إجراء الفحص من طبيب اختصاصي لضمان تحقيق معايير السلامة العامة،[11] كما أصدر كل من الاتحاد العالمي للموجات فوق الصوتية في الطب والأحياء والجمعية الدولية للموجات فوق الصوتية في طب التوليد وأمراض النساء بيانًا مشتركًا أُعتُمِد من العديد من المنظمات الدولية ينص على أنّه لا ينبغي الاستخدام الروتيني لفحص الموجات فوق الصوتية في جميع حالات الحمل المبكرة، كما أشار إلى الالتزام ضمن حدود زمنية مُعينة تتراوح من 5 إلى 10 دقائق، وكحدٍ أقصى لا يتجاوز 60 دقيقة، والجدير بالذكر أنّه لا يُنصح بتكرار التعرض للموجات فوق الصوتية في الثلث الأول من الحمل في حالات الحمل التي تُستكمَل بعد الخضوع لأحد علاجات الخصوبة، مثل أطفال الأنابيب أو الحقن.[12]

متى يُستخدم  فحص سلامة الجنين (ثلاثي الأبعاد ورباعي الأبعاد)؟

يُجرى فحص سلامة الجنين ثلاثي الأبعاد ورباعي الأبعاد أواخر الثلث الثاني من الحمل أو في الثلث الأخير منه،[12] إلا أنّ مؤسسة الغذاء والدواء الأمريكية لا تنصح الأم الحامل بإجرائه بهدف أخذ صور أو مقطع فيديو تذكارية للجنين فقط، إذ إنّ العديد من الشركات التجارية تُروّج له بطريقة غير مُصرحٍ بها.[13]

متى يُوصي الطبيب بإجراء فحص سلامة الجنين (ثلاثي الأبعاد ورباعي الأبعاد)؟

يوصي الأطباء عادةً بإجراء فحص سونار الحمل ثنائي الأبعاد للتحقق من سلامة الحمل والجنين عامةً، وذلك بتقييم حجم السائل الأمينوسي وتنفس الجنين وحركته، أمّا بالنسبة لفحص سلامة الجنين ثلاثي الأبعاد ورباعي الأبعاد فقد يُجريه الطبيب في حالاتٍ مُعينة يُشتبَه معها بزيادة خطر حدوث تشوّهات مُعينة في الجنين، أو في حالات الحمل المُعرّضة لحدوث تشوهاتٍ مُتكررة في الجنين.[4][13]

التحضيرات قبل فحص سلامة الجنين (ثلاثي الأبعاد ورباعي الأبعاد)

قد يطلب اختصاصي النسائية والتوليد من الحامل حبس البول في المثانة بشرب كمياتٍ مُعينة من الماء وعدم تفريغها عند إجراء فحص السونار في المهبل، إلا في حال كانت الحامل في الثلث الأخير من الحمل، عندها قد لا تحتاج إلى ملء المثانة، إذ يُطلب منها فقط الاستلقاء على الظهر لمدة 20 دقيقة قبل البدء بالفحص.[13]

خطوات فحص سلامة الجنين (ثلاثي الأبعاد ورباعي الأبعاد)

يُجرى فحص سلامة الجنين ثلاثي الأبعاد ورباعي الأبعاد إمّا عن طريق السونار المهبلي (Transvaginal ultrasound)، أو سونار البطن (Abdominal ultrasound)،[13] ويمكن تفصيلهما كلٌ على حدة:

سونار المهبل

يُعدّ سونار المهبل من الإجراءات الطبية غير المؤلمة إلا أنّه قد يسبّب الشعور ببعض الانزعاج وعدم الراحة أثناء إدخال المسبار (Probe) عبر المهبل،[13] ويُجرى من خلال سلسلة من الخطوات:[14][15]

  1. تعقيم المسبار المُراد استخدامه خلال فحص سونار المهبل لتجنب نقل العدوى باستخدام واقي مطاطي على المسبار يُستبدَل في كل مرة.
  2. خلع الملابس السفلية.
  3. اتخاذ الوضعية المناسبة للفحص بالاستلقاء على الظهر على المكان المُخصص، مع ثني الركبتين والمباعدة بينهما.
  4. وضع الجل المُخصص لذلك على المسبار ثمّ إدخاله عبر المهبل.

والجدير بالذكر أن حركة المسبار السريعة تؤدي إلى الحصول على صور 3D غير واضحة.[16]

سونار البطن

يمكن بيان طريقة إجراء فحص سلامة الجنين ثلاثي الأبعاد ورباعي الأبعاد باستخدام سونار البطن كما هو موضّح بالخطوات:[15][17]

  1. يُطلب من الحامل الاستلقاء على الظهر ونزع الملابس عن البطن.
  2. وضع طبقة رقيقة من الجلّ المُخصص لفحص السونار على البطن.
  3. وضع المسبار فوق الجِل مع الحرص على عدم تكوين فقاعات من الهواء ما قد يُعيق الاختراق الصحيح للموجات.
  4. يُطلب من الحامل حبس أنفاسها أثناء البدء بالفحص وتحريك المسبار على البطن، والتزامها بالهدوء مع عدم الحركة، ثم يبدأ الطبيب بتحريك المسبار بهدوء ليتمكّن من التقاط الصور بوضوح، ويستغرق عادةً فحص سلامة الجنين ثلاثي الأبعاد ورباعي الأبعاد من الوقت ما يُقارب 20 دقيقة، إلا أنّه وفي حالاتٍ قليلة قد يتجاوز 40 دقيقة، كما قد يعتمد أيضًا على حجم الجنين.

يتصل المسبار ثنائي الأبعاد بجهاز الحاسوب الخاص بجهاز فحص السونار الذي يُحوّل هذه الموجات فوق الصوتية إلى صورٍ ثلاثية الأبعاد، وذلك من خلال جمع العديد من الصور ثنائية الأبعاد وإعادة تكوينها وبرمجتها إلى ثلاثية الأبعاد.[9]

كتابة: . خولة يونس - الأربعاء ، 14 حزيران 2023
تدقيق طبي: الصيدلانية أسيل الخطيب
آخر تعديل - الأربعاء ، 14 حزيران 2023

المراجع

1.
Moncrieff G, Finlayson K, Cordey S, McCrimmon R, Harris C, Barreix M, Tunçalp Ö, Downe S. First and second trimester ultrasound in pregnancy: A systematic review and metasynthesis of the views and experiences of pregnant women, partners, and health workers. PLoS One. 2021 Dec 14;16(12):e0261096. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC8670688/
2.
MedlinePlus [Internet]. Bethesda (MD): National Library of Medicine (US); [updated Jun 24; cited 2020 Jul 1]. 2022. Ultrasound in pregnancy. Retrieved from https://medlineplus.gov/ency/imagepages/1110.htm
3.
Merz E, Abramowicz JS. 3D/4D ultrasound in prenatal diagnosis: is it time for routine use? Clin Obstet Gynecol. 2012 Mar;55(1):336-51. Retrieved from https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/22343249/

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري نسائية وتوليد أونلاين عبر طبكان
احجز