الكحول أو ما يُسمى بالإيثانول، هو أحد العناصرالمُسكِّرَة الموجودة في المشروبات الروحية المُحرّمة والمُسبِّبة للإدمان، والتي بدورها تعود على الفرد والمجتمع بالضرر الشديد، وهي أحد عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة بالعديد من الأمراض، كاضطرابات القلب والأوعية الدموية، واختلال المناعة، ومشاكل في الإدراك، والكبد، والسرطان،[1] والجدير بالذكر دخول الكحول كمُكوّن في صنع بعض العلاجات الدوائية كتلك المُساعدة على علاج السعال، وغسول الفم، والعطور،[2] فكيف يمكن الكشف عن الكحول في الجسم؟
فحص الكحول في الدم
فحص الكحول في الدم (Blood Alcohol Content (BAC)) أو (Blood Alcohol Level (BAL)) هو تحليل دم مخبري يقيس نسبة الكحول أو الإيثانول في الدم، ويُعدّ أكثر الفحوصات المخبرية شيوعًا للكشف عمّا إذا تناول الشخص المشروبات الكحولية مؤخرًا، إذ يمكن لهذا الفحص الكشف عن نسبة الكحول في الدم حتى 12 ساعة من تناوله، كما أنه قد يكشف عن الكمية المُتناولَة،[3] فلدى شُرب الكحول تمتصهُ الأمعاء الدقيقة بنسبة أعلى والمعدة بنسبة أقل لينتقل مباشرةً إلى مجرى الدم، ثم يتأكسد ما يُقارب 90% منه في الكبد، أمّا ما تبقى فيتخلص الجسم منه عن طريق التبوّل، أو التعرّق، أو التنفّس.[4]
تجدر الإشارة إلى أن هُناك فحوصات دم يُمكنها الكشف عن وجود الكحول في الدم حتى عدة أسابيع من تناوله، كاختبار اضطراب إدمان الكحول (Alcohol Use Disorder)، وغالبًا ما يُجرى لمراقبة حالة الأشخاص الخاضعين لعلاجات الإدمان للتحقُق من مدى تعافيهم منه.[3]
دواعي إجراء فحص الكحول في الدم
غالبًا ما يُطلب فحص الكحول في الدم في حالات الاشتباه بتناول الكحول لأغراضٍ قانونية أو طبيّة،[4] أبرزها:
- التحقق من القيادة تحت تأثير الكحول لدى الاشتباه بذلك.[5]
- الكشف عن احتمالية تناول الشخص لجرعة زائدة من الكحول.[5]
- تأكيد أو نفي نتائج فحوصات الكحول الأُخرى، كاختبار التنفس.[5]
- ظهور أحد علامات التسمّم الكحولي، وهي أحد الحالات التي تُهدّد الحياة نتيجة شُرب كميات كبيرة من الكحول، ممّا ينتج عنه ارتفاع كبير في نسبة الكحول في الدم، إذ تتمثّل الأعراض المرافقة لحالة غياب العقل بسبب تناول الكحول:[3]
- صعوبة التوازن.
- عدم وضوح الكلام.
- بطء ردود الأفعال.
- التقيؤ والغثيان.
- تغيرات في المزاج.
- عدم انتظام التنفس.
- انخفاض درجة حرارة الجسم.
- النوبات التشنجية.
- متابعة الأشخاص المُصابين بالتسمم الكحولي، خاصةً في حال الإصابة بالعديد من الأمراض الأُخرى.[4]
- استكمال التحقيق الجنائي، أو التحقيق في حادث سيارة.[3]
- مراقبة الحالة الصحية أثناء علاج مُدمني الكحول.[3]
قد يُصاب الأطفال أحيانًا بالتسمّم الكحولي نتيجة شرب كمية كبيرة من أحد المنتجات المنزلية التي تحتوي على الكحول، كغسول الفم أو الأدوية المُخصّصة للسعال ونزلات البرد.[3]
شروط إجراء فحص الكحول في الدم
لا يحتاج فحص الكحول في الدم للصيام كبعض الفحوصات المخبرية الأُخرى، ولا لأيّ تحضيرات مُسبقة، إلا أنّه من الضروري الانتباه لوقت سحب عينة الدم وتدوينهِ على الأنبوب الخاص بها.[5]
طريقة إجراء فحص الكحول في الدم
يُجرى تحليل الكحول في الدم من خلال سحب عينة دم من الوريد، ويجدر التنويه إلى ضرورة تجنُّب استخدام الكحول الطبي في تعقيم المنطقة المُراد سحب العينة منها، بل يُنصح باستخدام الأيودين (Povidone-iodine) أو كلوريد البنزالكونيوم (Benzalkonium chloride) حتى لا يؤثر في نتائج الفحص، وتجدر الإشارة إلى ضرورة فصل المصل عن خلايا الدم الحمراء على الفور بعد سحب عينة الدم عبر جهاز الطرد المركزي (Centrifugation).[4]
تفسير نتائج مستوى الكحول في الدم
يوضّح الجدول أدناه القيم الطبيعية والحرجة لتحليل الكحول في الدم:[4][5]
نسبة الكحول الطبيعية في الدم | القيم الحرجة |
(0-50) ميلليغرام/ديسيلتر | أكثر من 300 ميلليغرام/ديسيلتر |
تُشير القيم الحرجة (المرتفعة) إلى شُرب الكحول بكميات كبيرة أو إصابة الشخص بالتسمم الكحولي.[5]
عوامل تؤثر في فحص الكحول في الدم
تؤثر بعض العوامل في دِقة نتيجة تحليل الكحول في الدم، منها:
فحوصات أُخرى لقياس نسبة الكحول في الجسم
يمكن الاستدلال على نسبة الكحول في الجسم من خلال إجراء فحوصات أُخرى غير الدم، إذ إن عينة الدم لا تكون مُتاحة دائمًا،[6]وتشمل:
- فحص التنفس للكشف عن الكحول، وذلك باستخدام أداة تُسمى جهاز فحص نسبة الكحول أو مقياس الكحول (Breathalyzer)، وهو جهاز يفحص الكحول في هواء الزفير الخارج من الشخص المَعني، للحصول على نتيجة سريعة، وغالبًا ما يُجرى من قِبل الجهات الحكومية.[3][5]
- فحص البول للكشف عن الكحول.[5]
- فحص اللعاب للكشف عن الكحول، وهو غير شائع.[5]
- فحص الشعر للكشف عن الكحول.[5]
جهاز فحص نسبة الكحول هو عبارة عن أداة صغيرة بحجم الهاتف المحمول، غالبًا ما يُستخدم في مراكز الشرطة والتحقيق المروري، يُوضَع الجهاز بالمكان المُخصّص له بالفم لِينفخ بداخلهِ الشخص المعني بعد أخذ نفسٍ عميق، وغالبًا ما تُؤكد النتيجة بعد ذلك بإجراء فحص الكحول في الدم.[7]
كم مدة بقاء الكحول في الدم؟
يمكن الكشف عن الكحول في الدم من خلال إجراء فحص الكحول في الدم (BAL) لمدة تصل إلى 12 ساعة بعد شرب الكحول،[3] إلا أن أعراض انسحاب الكحول من الجسم تبدأ بالظهور بعد 8 ساعات من شرب الكحول وتتمثل في الانزعاج والقلق، والاكتئاب، والصداع، والتعب العام، وغيرها من الأعراض.[1]