تقع الغدة الدرقية في الجزء السفلي الأمامي من الرقبة، وهي مسؤولة عن إفراز الهرمونات المُنظمة للعمليات الحيوية في الجسم، لدى حدوث أي خلل بمستويات أي من هذه الهرمونات قد يؤدي لحدوث اضطراباتٍ في الجسم، لذا يُكشف عنها من خلال فحص الغدة الدرقية.[1] ما هي اضطرابات الغدة الدرقية؟ وما هي فحوصات الغدة الدرقية؟
الغدة الدرقية
الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid gland) هي غدة صغيرة مسؤولة عن إفراز هرمونين أساسيين، هما: ثلاثي يود الثيرونين (بالإنجليزية: Triiodothyronine) ويُعرف بالاختصار (T3) وهرمون رباعي يود الثيرونين (بالإنجليزية: Tetraiodothyronine) ويُعرف بالاختصار (T4)، ويتبع اختلال افراز هذين الهرمونين في الدم، ظهور أعراضٍ مَرَضية كزيادة الوزن، والاكتئاب، والخمول عند انخفاض مستوياتهما في الدم متمثلًا بحالة تسمى قصور الدرقية (بالإنجليزية: Hypothyroidism)، أما الأعراض الأُخرى مثل فقدان الوزن، والقلق، والرعاش، فتظهر عند زيادة افرازهما من الغدة بحالة تدعى فرط نشاط الدرقية (بالإنجليزية: Hyperthyroidism).[1][2]
فحص الغدة الدرقية
يُطلق على فحص الدم الذي يُجرى للغدة الدرقية اسم فحص وظائف الغدة الدرقية (بالإنجليزية:Thyroid Function Tests) وهو أحد الفحوصات التي تُجرى بأخذ عينة دم للكشف عن وجود اضطرابات في الغدة الدرقية،[1] وتتضمن هذه الفحوصات:[2][3]
- فحص هرمون المنبه للدرقية (بالإنجليزية: Thyroid Stimulating Hormone Test) والذي يُعرف بالاختصار TSH، وهو أول ما يُجرَى فحصه، إذ يُعد مؤشرًا أوليًا لسلامة الغدة الدرقية في حال بقائه ضمن المعدل الطبيعي، أمّا في حال ارتفاع مستويات TSH، فيُلجأ إلى قياس مستوى هرمون (T4)، وعند انخفاضه دون المستوى الطبيعي، يُجرى فحص هرمونيّ (T4) و (T3) معًا.
- فحص T4، يُنصح بإجراء فحص T4 للأطفال بالتزامن مع فحص هرمون المنبه للدرقية؛ ويُعد ضروريًا لتطور الدماغ لدى الأطفال.
- فحص T3، وغالبًا ما يُستخدم لاختبار فرط نشاط الدرقية أو تقييم مدى شدته.
ما هي المستويات الطبيعية لفحوصات الغدة الدرقية؟
تكون المستويات الطبيعية لفحص الغدة الدرقية الهرمونيّ لدى البالغين الأصحّاء:[2][4]
- فحص هرمون المنبه للدرقية TSH من 0.4 إلى 4 ميللي وحدة/لتر (mU/l).
- فحص T4 من 9 إلى 25 بيكومول/لتر.
- فحص T3 من 3.5 إلى 7.8 بيكومول/لتر.
قد تختلف القراءات باختلاف المختبر والقيم الطبيعية وفقًا للحالة الصحية للشخص، إذ يقل مستوى هرمون المنبه للدرقية (TSH) لدى الحامل ويرتفع كُلًا من هرموني T4و T3، كما قد تختلف القراءات لدى الأطفال والرُضّع.[2]
تفسير نتائج فحص الغدة الدرقية
يُفسّر الطبيب نتائج الاختبارات إلى جانب الأعراض الظاهرة للكشف عن اضطرابات الغدة الدرقية وتحديد مدى شدتها، خاصةً إذا كانت قيم فحص هرمون المنبه للدرقية TSH وفحص T4 غير طبيعية،[2] وتشير نتائج فحص الغدة الدرقية:[2][3]
- إذا كانت نتائج فحص هرمون المنبه للدرقية TSH أعلى من المعدل الطبيعي وفحص T4 أقل من الطبيعي وT3 أقل أو ضمن المعدل الطبيعي، فيُشير ذلك إلى قصور الغدة الدرقية.
- إذا كانت نتائج فحص هرمون المنبه للدرقية TSH أقل من المعدل الطبيعي وفحص T4 وT3 أعلى أو ضمن المعدل الطبيعي، فيُشير ذلك إلى فرط نشاط الدرقية.
- إذا كانت نتائج فحص هرمون المنبه للدرقية TSH أقل من المعدل الطبيعي وفحص T4 وT3 أقل أو ضمن المعدل الطبيعي، فيُشير ذلك إلى اضطراب ليس له علاقة بالغدة الدرقية، ونادرًا ما يُشير إلى قصور الغدة الدرقية نتيجة اضطرابٍ في الغدة النخامية.
- إذا كانت نتائج فحص هرمون المنبه للدرقية TSH أقل من المعدل الطبيعي وفحص T4 وT3ضمن المعدل الطبيعي، فيُشير ذلك إلى فرط نشاط الغدة الدرقية تحت السريري (بالإنجليزية: Subclinical hyperthyroidism).
- إذا كانت نتائج فحص هرمون المنبه للدرقية TSH أعلى من المعدل الطبيعي بقليل وفحص T4 وT3 ضمن المعدل الطبيعي، فقد يُشير ذلك إلى قصور نشاط الغدة الدرقية تحت السريري (بالإنجليزية: Subclinical Hypothyroidism) أو قصور الغدة الدرقية الطفيف، إذ قد يتطور على مدى سنوات إلى قصور الغدة الدرقية.
- إذا كانت نتائج فحص هرمون المنبه للدرقية TSH أقل من المعدل الطبيعي وفحص T4 أقل من الطبيعي، فقد يُشير إلى قصور الغدة الدرقية الثانوي الناجم عن قصور الغدة النخامية، إذ يُشير إلى فشلٍ في الغدة النخامية عمومًا.
قد يُشير نقصان هرمون المنبه للدرقية TSH للإصابة بداء غريفز (بالإنجليزية: Graves’ disease)؛ إذ يتمثّل بمهاجمة الجهاز المناعي للغدة الدرقية، ارتفاع مستوى اليود في الجسم، أو ارتفاع مستويات الأدوية المُتناولَة من هرمون الغدة الدرقية، بالإضافة إلى الإفراط في استهلاك الأدوية التي تحتوي على الدوبامين، أو أشباه الأفيونيات (بالإنجليزية: Opioid) مثل المورفين، والبيوتين.[4]
فحص الأجسام المضادة للغدة الدرقية
يُجرى فحص الأجسام المضادة للغدة الدرقية (Thyroid Antibodies) عند الاشتباه بوجود أحد الأمراض المناعية المُسببة لقصور الغدة الدرقية أو فرط نشاط الدرقية، إذ يقيس مستوى الأجسام المضادة للغدة الدرقية في الدم،[2][5] يضُم فحص الأجسام المضادة للدرقية:[2][5]
- فحص الأجسام المضادة لإنزيم بيروكسيداز الدرقي (بالإنجليزية:Thyroid peroxidase antibodies TPO)، وهو مؤشر للإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية، مثل: التهاب الدرقية لهاشيموتو (بالإنجليزية: Hashimoto's thyroiditis) والذي يُعدّ أحد الأسباب الشائعة لقصور الدرقية، وداء غريفز والذي يُعدّ أحد الأسباب الشائعة لفرط نشاط الدرقية.
- فحص الجسم المضاد لثايروغلوبيولين (بالإنجليزية: Thyroglobulin antibody)، قد يدل وجود هذا النوع من الأجسام المضادة في الدم على الإصابة بمرض هاشميتو.
- فحص مستقبلات الهرمون المنشط للدرقية (بالإنجليزية: Thyroid-stimulating hormone (TSH) receptor)، قد يدل وجودها في الدم على الإصابة بِداء غريفز.
طريقة إجراء فحص الغدة الدرقية
لا يوجد تجهيزات تحضيرية لفحص الغدة الدرقية، ولكن قد يتطلب إجراء فحص الغدة الصيام لعدة ساعات قبل إجرائه إذا ما تزامن مع إجراء فحوصات إضافية أُخرى للدم، كما يجب إخبار اختصاصي الغدد الصم والسكري في حال تناول أي أدوية قد تؤثر على نتيجة الفحص مثل دواء الليثيوم، إذ يُنصح بإجراء فحص هرمون المنبه للدرقية TSH قبل البدء بتناوله لتأثيره على قدرة الغدة الدرقية في أدائها لوظائفها.[1][4]
يُنصح بإجراء الفحص كل 6 إلى 12 شهر من تناول الليثيوم في حال كانت القيم لفحص TSH طبيعية، يُذكَر بأن فحص الغدة الدرقية يُجرى من خلال أخذ عينة من الدم وإجراء اللازم لها في المختبر.[4]