فحص السائل الأمنيوسي: ما أسباب إجراؤه؟ وهل هو آمن على الحامل؟

فحص السائل الأمنيوسي هو أحد أكثر الفحوصات الطبية شيوعًا التي تُستخدم للكشف عن التشوّهات الجنينية واضطرابات ما قبل الولادة، إذ تُجرَى من خلال أخذ عينة من السائل المحيط بالجنين، بالاستعانة بتقنية التصوير بالموجات فوق الصوتية، كما يمكن من خلاله قياس مستوى نضج الجنين، واكتمال نمو الرئة.

تُوفّر فحوصات ما قبل الولادة (Prenatal testing) معلوماتٍ هامة للاطمئنان على صحة الجنين أثناء فترة الحمل، من خلال إجراء اختبارات لتقييم مدى خطورة ظهور الاضطرابات الوراثية لدى الجنين بالاعتماد على التحورات الجينية لدى الوالدين (Screening test)، واختبارات تشخيص وجود هذه الاضطرابات الوراثية (Diagnostic test)، ومن أهم هذه الفحوصات التشخيصية فحص خملات الكوريون (Chorionic Villus Sampling CVS)، وفحص السائل الأمنيوسي (Amniocentesis)،[1] فما هو؟ ومتى يُجرى؟

ما هو فحص السائل الأمنيوسي؟

يُعدّ فحص السائل الأمنيوسي أحد أكثر الإجراءات الطبية طفيفة التداخل شيوعًا لتشخيص اضطرابات ما قبل الولادة، وتُجرى من خلال جمع عينة من السائل الأمنيوسي -السائل المحيط بالجنين مباشرةً-، بالاستعانة بتقنية التصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound) ضمن ظروفٍ مناسبة يُراعَى فيها التعقيم، والتي من خلالها يستدل الطبيب على مكان السائل الأمنيوسي.[2]


السائل الأمنيوسي هو سائلٌ شفاف ذو لونٍ أصفر فاتح يوجد داخل الكيس السلوي (Amniotic sacs)، يسمح للجنين التنفس، وبالحركة الضرورية لنمو عضلاته الهيكلية، كما يسمح بانتقال الماء والمواد المُذابة عبر كيس السلى والمشيمة خلال الثلث الأول من الحمل، ويحتوي السائل الأمينوسي على الخلايا الظهارية الجنينية، وبعض المواد الجنينية، مثل البول وإفرازات رئوية،[3] يُجرى فحص السائل الأمنيوسي في الفترة المُمتدة بين الأسبوع 16 إلى 20 من الحمل.[2]

دواعي إجراء  فحص السائل الأمنيوسي

توصي الكلية الأمريكية لأطباء الأمراض النسائية والتوليد بإجراء تحليل السائل الأمنيوسي لتقييم خطر الإصابة بالاضطرابات الجينية الوراثية، كما أنّه ضروري للحوامل اللاتي تزيد أعمارهن عن 35 عامًا، وذلك لازدياد احتمالية إصابة أجنتهنّ بمتلازمة داون (Down syndrome) وغيرها من الأمراض الجينية،[4] بالإضافة لأسبابٍ أُخرى:

  • تشخيص إصابة الأم باضطراب اختلال الصيغة الصبغية (Aneuploidy).[2]
  • ظهور تشوّهات هيكلية أثناء إجراء فحص الموجات فوق الصوتية للجنين.[2]
  • تقييم إصابة الجنين بالعدوى، أو اعتلال الهيموجلوبين (Hemoglobinopathy)، أو درجة فقر الدم الانحلالي (Hemolytic anemia)، أو عيوب الأنبوب العصبي (Neural tube defects)، أو نضوج رئة الجنين.[5]
  • علاج حالة الاستسقاء السلوي (Polyhydramnios) المعروف بزيادة السائل الأمنيوسي، أو متلازمة نقل الدم الجنيني (Twin-twin transfusion syndrome)، أو حالات تدلّي أغشية الجنين في الثلث الثاني من الحمل.[5]
  • تعرّض الأم لاضطرابات حمل سابقة، مثل إنجاب طفل مصاب بمتلازمة داون، أو تشقُّق العمود الفقري (Spina bifida)، أو وجود تاريخ عائلي للإصابة بأحد الاضطرابات الجينية، مثل التليُّف الكيسي (Cystic fibrosis).[6]
  • متابعة وعلاج المرض الانحلالي لحديثي الولادة (المناعة متماثلة الرايزوس (RH))، وذلك من خلال قياس مستوى البيليروبين (Bilirubin) في السائل الأمنيوسي لتقييم شدة انحلال الدم.[7]
  • إصابة الأم أو الأب بأحد الأمراض الجينية الوراثية.[8]
  • قياس مستوى نضوج الجنين،[7] واكتمال نمو الرئة من خلال قياس عدّة مؤشرات في السائل الأمنيوسي:[7]
    • فوسفاتيديل غليسرول (Phosphatidylglycerol)، ويُعدّ مؤشرًا على نضوج الرئة.
    • عدد الأجسام الصفائحية (Lamellar body count).
    • الكثافة البصرية للسائل الأمنيوسي (Optical density of amniotic fluid)، فكلما زادت كثافة السائل زادت درجة نضوج الرئة.
  • تقييم الضائقة الجنينية (Fetal distress)، والاستدلال عليها في حال تغيُّر لون السائل الأمنيوسي -اختلاطه باللون الأخضر-، والتي تحدث نتيجة ارتخاء العضلة العاصرة الشرجية واختلاط براز الجنين بالسائل الأمنيوسي.[7]

ما هي مخاطر فحص السائل الأمنيوسي؟

يُعد فحص السائل الأمنيوسي آمنًا بنسبة 86%،[3] إلا أنّه قد يتضمّن بعض المخاطر:[3][7]

  • نزيف جنيني أمومي.
  • حساسية تجاه العامل الرايزيسي، في حال كانت فصيلة دم الأم سالبة (Rh -negative).
  • تكوّن ورم دموي في جلد الأم موضع الإبرة.
  • إصابة الجنين؛ مثل نزيف الحبل السري، أو إصابة العين، أو المثانة، أو الأمعاء.
  • العدوى.
  • الإجهاض.
  • تسرّب السائل الأمنيوسي.
  • انفصال المشيمة المبكر.

يزداد خطر حدوث المضاعفات عند إجراء 3 وخزات أو أكثر للحصول على عينة السائل الأمنيوسي، لذا يجب إلغاء الفحص حين عدم تمكّن الطبيب من الحصول على عينة كافية بعد إجراء وخزتين، والمحاولة مرةُ أُخرى بعد مرور 24 ساعة.[3]

موانع إجراء  فحص السائل الأمنيوسي

يوجد عِدّة حالات يُمنع معها إجراء فحص السائل الأمنيوسي:[7][9]

  • عدوى الجلد النشطة موضع وخز الإبرة في البطن.
  • تقلّصات الرحم.
  • انخفاض حجم السائل الأمنيوسي.
  • تموضع المشيمة في الجزء الأمامي (المشيمة المنزاحة).
  • الحوامل اللاتي لديهنّ تاريخ سابق بولادات مبكرة.
  • ضعف عنق الرحم.

تحضيرات ما قبل إجراء فحص السائل الأمنيوسي

يُجرى فحص السائل الأمنيوسي في عيادة الطبيب أو في قسم التوليد داخل المستشفى،[10] وذلك ما بين الأسبوع 15 و18 من الحمل، إذ تُعدّ أكثر فترات الحمل أمنًا،[9] وغالبًا لا تشكّل خطرًا على حياة الجنين، وهو من الفحوصات التي لا تحتاج فيها الحامل إلى الصيام،[10] إلا أنّ هناك بعض التعليمات أو التوجيهات التي يجب مراعاتها:

  • إجراء تحليل نوع الدم للأم،[10] وحقنها بالغلوبين المناعي المضاد D (Anti-D immunoglobulin) في حال كانت فصيلة دمها سالبة.[3]
  • تقييم ضغط الحامل.[7]
  • تفريغ المثانة بالاعتماد على عمر الجنين، إذ تحرص الحامل على بقاء المثانة ممتلئة في حال لم تتجاوز فترة الحمل 20 أسبوعًا، وتفريغها في حال تجاوزه 20 أسبوعًا.[7]
  • تقييم الحالة الصحيّة العامة للجنين، والصوت الذي يُصدره القلب نتيجة نبضه وتدفق الدم فيه، وموضع المشيمة، وتوزيع السائل الأمنيوسي، وعدد الأجنة.[10]

طريقة إجراء فحص السائل الأمنيوسي

غالبًا ما يستغرق فحص السائل الأمنيوسي 15 دقيقة،[11] وقد تشعر الحامل خلاله بتقلصات لحظة ملامسة الإبرة للرحم،[7] ويُجرى من خلال عدة خطوات:

  1. توجيه الحامل باتخاذ وضعية الاستلقاء.[8]
  2. وضع مخدر موضعي على بطن الحامل.[11]
  3. تعقيم الجلد في منطقة البطن باستخدام بوفيدين أيدودين (Povidone-iodine)، وقطعة مُعقمة من الشاش.[3]
  4. وضع المادة الهلامية -جلّ- الخاصة بفحص الالتراساوند على البطن،[3] ثم باستخدام المسبار أو محوّل الطاقة يبدأ الطبيب بتفحّص تموضع الجنين والمشيمة باستخدام الموجات فوق الصوتية، لتحديد المكان الصحيح للحصول على العينة.[11]
  5. إدخال إبرة رفيعة طويلة عبر جدار البطن لتستقر تحديدًا في الكيس الأمنيوسي، ثمّ سحب العينة المطلوبة ببطء، وقد يتخلّص الطبيب من أول (1 - 2) ملليلتر من العينة المسحوبة لاحتوائها على بعض خلايا الأم، ثمّ تُوضع داخل أنابيب مُعتمة مُخصّصة للفحص لتجنيبها التعرض للضوء حتى لا تتأثر مستويات البيليروبين المرجو فحصها.[8][3]
  6. إزالة الإبرة ووضع ضمادة لاصقة موضعها.[8]
  7. الاطمئنان على نبض الجنين باستخدام جهاز الالتراساوند.[11]

ما بعد إجراء فحص السائل الأمنيوسي

على الحامل في حال شعرت بالغثيان أو الدوار بعد الانتهاء من إجراء فحص السائل الأمنيوسي الاستلقاء على الجانب الأيسر لعدّة دقائق قبل مغادرتها لغرفة الفحص،[7] وتجنب الجماع وممارسة النشاطات البدنية المُجهدة حتى مرور 24 ساعة من الإجراء،[8] ويجدر بها طلب المساعدة الطبية عند ظهور بعض الأعراض:[7][8]

  • حدوث تقلّصات شديدة.
  • نزيف مهبلي، أو خروج السوائل (فقدان السائل السلوي).
  • الحمّى.
  • نزيف موضع سحب السائل الأمنيوسي.
  • فرط نشاط الجنين.
  • خمول غير طبيعي في حركة الجنين.

نتائج  فحص السائل الأمنيوسي

يستغرق ظهور نتائج فحص السائل الأمنيوسي ما يُقارب عشرة أيام إلى ثلاثة أسابيع،[3] تُجرى عِدّة فحوصات باستخدام السائل الأمنيوسي للكشف عن العديد من الاضطرابات المختلفة، وغالبًا ما يُشار إلى نتيجة السائل الأمنيوسي الطبيعي بأنها سلبية (Negative) وتعني بأنّ الجنين لا يُعاني من الاضطراب الذي قُيّمَ لأجله، إلا أنّ ذلك لا يعني عدم معاناة الجنين من أيّ مشكلة صحية على الإطلاق، أمّا النتيجة غير الطبيعية فتُوصف بأنها إيجابية (Positive)، وتعني ارتفاع احتمالية إصابة الجنين بالاضطراب الذي قُيّمَ لأجله.[11]

يظهر السائل الأمنيوسي في الحالة الطبيعية بلونٍ باهت مائلٍ إلى الصُفرة، وذو مظهرٍ صافٍ،[7] أمّا كمية السائل الأمنيوسي الطبيعية فتتراوح ضمن نطاقات مُحدّدة كما هو موضّح بالجدول:[7]

مرحلة الحمل

النطاقات الطبيعية

15 أسبوع

450 ملليلتر

25 أسبوع

750 ملليلتر

(30 -35) أسبوع

1500 ملليلتر

فترة الحمل كاملة

أكثر من 1500 ملليلتر

كتابة: . خولة يونس - الإثنين ، 11 أيلول 2023
تدقيق طبي: الصيدلانية أسيل الخطيب

المراجع

1.
Pergament E. (2011). Prenatal Testing: Screening, Diagnosis, and Preimplantation Genetic Diagnosis. Springer New York. Retrieved from https://link.springer.com/chapter/10.1007/978-1-61779-530-5_7
2.
Dimri N, Baijal A. (2016). Amniocentesis. J Fetal Med 3: 131–135. Retrieved from https://doi.org/10.1007/s40556-016-0084-0
3.
Jindal A, Sharma M, Karena ZV, et al. (2023). Amniocentesis. [Updated 2023 Aug 14]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2023 Jan-. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK559247/

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري نسائية وتوليد أونلاين عبر طبكان
احجز