فحص الزلال في البول: على ماذا تدل نتائجه المرتفعة؟ وما دواعي إجراؤه؟

تحليل زلال البول هو أحد الفحوصات المخبرية التي تُجرَى باستخدام عينة البول للكشف عن كمية بروتين الألبومين الموجودة في البول، إذ إنّه يتواجد بكميات قليلة في البول ضمن نطاقاتٍ مُحدّدة، وغالبًا ما يُشير ارتفاع مستوياته عن الحد الطبيعي إلى وجود مشكلة صحيّة ذات صِلة بالكُلى.

البروتينات هي جزيئات كبيرة مُعقّدة تؤدي العديد من وظائف الجسم الهامة،[1] ومن أبرزها وأكثرها وفرةً في بلازما الدم بروتين الألبومين (Albumin) المعروف باسم الزلال، إذ يُشكّل ما يُقارب من 50% من إجمالي بروتينات الدم، إذ يُصنّع الألبومين في الكبد، ويُفرز بعدها في مجرى الدم ليُحافظ بدورهِ على الضغط الجرمي (Oncotic pressure) داخل الأوعية الدموية، ممّا يساعد على منع تسرُّب السوائل أثناء تدفقُّه خلالها إلى الأنسجة الأُخرى، بالإضافة إلى دوره في نقل العديد من المركبات داخل الدم، والعديد من الوظائف المهمة.[2]

ما هو تحليل زلال البول؟

فحص زلال البول أو تحليل الألبومين في البول (Albumin urine test) هو أحد التحاليل المخبرية التي تقيس تركيز بروتين الألبومين في البول،[3] إذ إنّ الكليتين السليمتين لا تسمحان لِبروتين الألبومين بالمرور إلى البول إلّا بكمياتٍ قليلة في الحالة الطبيعية، لكن في حال تضرُّر الكُلى أو إصابتها بمشاكل صحية تتسرب كمية أكبر من البروتين إلى البول، لِذا قد يُشير ارتفاع مستوى البروتين في البول إلى الإصابة بأمراض الكلى.[4]

دواعي إجراء تحليل زلال البول

يُجرى تحليل زلال البول للكشف عن الإصابة بأمراض الكلى للأشخاص المُصابين بأمراضٍ مزمنة كالسكري أو ارتفاع ضغط الدم، كما يُستخدم كمؤشر حيوي لمراقبة تطوّر أمراض الكلى المزمنة، والكشف عن فعالية العلاج المُتّبعة،[3] بالإضافة إلى ذلك غالبًا ما يطلب الطبيب إجراء تحليل زلال البول ضمن فحص البول روتيني (Urine analysis)، أو في حال ظهور أحد الأعراض المُرتبطة بأمراض الكلى:[5]

  • جفاف الجلد.
  • الحكة.
  • انتفاخ كل من اليدين والقدمين، أو الجفون.
  • التعب العام.
  • خدر في الأطراف.
  • البول الرغوي، أو ظهور دم في البول.
  • كثرة أو قِلة التبوّل.
  • فقدان الوزن والشهية لتناول الطعام.
  • تشنّج العضلات.
  • الشعور بالغثيان والتقيؤ.
  • ضيق في التنفس، أو مشاكل في النوم.

في الحقيقة قد لا يُعاني المُصاب بأمراض الكلى من أية أعراض ظاهرة، خاصةً في المراحل المبكِّرة من المرض، لذا قد يُوصي الطبيب بإجراء فحص زلال البول بانتظام للأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة بأمراض الكُلى، كالأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بأمراض الكلى، أو الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، أو أمراض القلب، أو السكري.[5]

التحضيرات قبل إجراء تحليل زلال البول

عادةً لا يحتاج تحليل زلال البول أي تحضيراتٍ مُسبقة، إلّا في حال طلب الطبيب مُسبقًا تجميع عينة البول من المريض لمدة 24 ساعة ضمن توجيهاتٍ وشروطٍ مُعينة.[5]

كيفية إجراء تحليل زلال البول

يبدأ تحليل زلال البول عادةً من خلال أخذ عينة بول، ثم استخدام شريط فحص البول (Dipstick)، وهو شريط كيميائي مُتغيّر اللون يكشف عن وجود الزلال، يليه قياس تركيز الزلال وغيره من المواد في البول،[4] يمكن للمريض تزويد المختبر بعيّنة البول باتباع بعض التعليمات:[5]

  • غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون.
  • فتح العلبة المُخصّصة لوضع العينة دون لمسها من الداخل.
  • تنظيف المنطقة التناسلية جيدًا قبل وضع العينة.
  • الحرص على جمع العينة من البول المُتدفّق بعد طرح ما يُقارب نصف الكميّة، مع ضرورة تجنب ملامسة العبوة للجسم.
  • إغلاق العبوة المُخصّصة فور الانتهاء جيدًا، وفي حين كان المريض يُعاني من نزيف، سواءً من البواسير أو بسبب الحيض، فيجدر إخبار الطبيب بذلك.

كما قد يُوصي الطبيب بإجراء تحليل نسبة الألبومين إلى الكرياتينين (Albumin to Creatinine Ratio)، إذ يُعدّ الكرياتينين أحد مُخلّفات الجسم الذي يرتَشح في الكلى ويُطرَح عن طريق البول، يتضمّن هذا التحليل تجميع عينة البول لمدة 24 ساعة كاملة، لمعرفة النسبة بين كُل من بروتين الألبومين والكرياتينين في البول، ولتحديد كمية الألبومين (الزلال) التي تُرتشح في البول خلال 24 ساعة،[4] إذ إنّه يُعطي نتيجة أكثر دِقة لنسبة الزلال في البول، التي قد تتغير على مدار اليوم تأثرًا ببعض العوامل.[5]

كم نسبة الزلال الطبيعي في البول؟

لا تتجاوز كمية الألبومين في البول في الحالات الطبيعية 30 ملليغرام/24 ساعة، ويُشار إلى ظهور الزلال في حال كانت كمية بروتين الألبومين في البول أعلى من ذلك، ويُستدل عليها في حال تَغيُّر لون شريط الفحص وتُعدّ بذلك نتيجة إيجابية (Positive)، عندها يُعطي مؤشرًا إلى أنّ كمية الزلال في البول تتراوح من 30 إلى 40 ملليغرام/لتر في البول، ويُعبّر عن النتيجة الطبيعية لتحليل الزلال بواسطة شريط فحص البول بِالسالبة (Negative)، وقد يلجأ الطبيب لإجراء المقياس الكمّي لزُلال البول في العينة لتأكيد النتيجة من خلال إجراء فحص البيلة الألبيومينية الزهيدة (Microalbuminuria)، وتتراوح مستوياتها الطبيعية في عينة البول العشوائية ما يُقارب (20 - 200) ميكروغرام/دقيقة، أو بإجراء تحليل نسبة الألبومين إلى الكرياتينين (ACR) من خلال عينة بول صباحية،[6][7] يمكن توضيح القيّم المرجعية لتحليل زلال البول كما يظهر أدناه:[7]

عينة بول عشوائية

تجميع عينة بول 24 ساعة

تفسير النتيجة

أقل من 30 ميكروغرام من الألبومين/ملليغرام من الكرياتينين

أقل من 30 ملليغرام من الألبومين

طبيعي

30 - 300 ميكروغرام من الألبومين/ملليغرام من الكرياتينين

30 - 300 ملليغرام من الألبومين

ارتفاع بسيط في نسبة زلال البول عن الحد الطبيعي (Microalbuminuria)

أكثر من 300 ميكروغرام من الألبومين/ملليغرام من الكرياتينين

أكثر من 300 ملليغرام من الألبومين

ارتفاع شديد في نسبة زلال البول عن الحد الطبيعي

(Clinical albuminuria)

يجدر الذكر أنّ ارتفاع مستويات زلال البول عن الحد الطبيعي قد يكون مؤقتًا في بعض الحالات، ولا يعني دائمًا أنّ ثمّة مشكلة صحيّة.[5]

أسباب ارتفاع مستويات تحليل زلال البول

يُعزى ارتفاع مستويات زلال البول إلى الإصابة بأحد المشاكل الصحية:[3][7]

  • اعتلال الكلى السكري، أو الارتفاع الحاد في مستوى السكر في الدم.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • القصور الكلوي وأمراض الكلى المزمنة.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية كالقصور القلبي.
  • التهاب المسالك البولية.
  • الداء النشواني (Amyloidosis).
  • سرطان المثانة.
  • التهاب كُبيبات الكلى.
  • تسمم الحمل.
  • الذئبة الحُمامية الجهازية (Systemic lupus erythematosus).
  • مرض الكلى مُتعدد الكيسات.

كما أنّ هناك بعض العوامل التي تُسهم في رفع مستويات الزلال في البول مؤقتًا، ولا تُشير بذلك إلى حدوث أيّ مشاكلٍ في الكلى:

  • التقدّم في العمر.[3]
  • نقص مستويات فيتامين د.[3]
  • الإجهاد البدني.[6]
  • فترات الحيض.[6]
  • الحمّى.[6]
  • تناول الأطعمة الغنيّة بالبروتين.[7]
  • ظهور دم في البول.[6]
  • الجفاف.[5]
  • التوتر.[5]
  • حالات الحمل.[5]

يُنصح دائمًا بالتقليل قدر المُستطاع من استخدام الأدوية المسكِّنة للألم كالباراسيتامول (Paracetamol) ومضادات الالتهاب اللاستيرويدية كَالإيبوبروفين (Ibuprofen)، إذ إنّ استخدامها باستمرار وعلى المدى البعيد قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض الكلى المزمنة، التي تُعدّ من أحد أسباب ارتفاع نسبة الزلال في البول.[8]

كيف يمكن السيطرة على ارتفاع نسبة زلال البول؟

يعتمد علاج ارتفاع زلال البول على المشكلة الأساسية المُؤدية له، إلّا أنّه من الممكن السيطرة عليها باتباع بعض الطرق:[4]

  • تناول الأدوية المُخفّضة لضغط الدم، مثل حاصرات مستقبل أنجيوتنسين 2 (ACE)، ومثبطات الإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين.
  • اتباع نظام غذائي صحي، قليل الصوديوم والأملاح، والحرص على تناول أنواع معيّنة من البروتينات.
  • خسارة الوزن الزائد.
كتابة: . خولة يونس - الأربعاء ، 12 نيسان 2023
آخر تعديل - الأربعاء ، 12 نيسان 2023

المراجع

2.
Gounden V, Vashisht R, Jialal I. (2023, Jan). Hypoalbuminemia. [Updated 2022 Aug 29]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK526080/
3.
Daniel Y. Li, W.H. Wilson Tang. Chapter 21 - Cardiovascular Biomarker Assessment Across Glycemic Status, Editor(s): Ronald Ross Watson, Betsy B. Dokken, Glucoseke and Utilization in Pre-Diabetes and Diabetes, Ac Intaademic Press, 2015, Pages 245-268. Retrieved from https://doi.org/10.1016/B978-0-12-800093-9.00021-1

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري متابعة حالات أمراض الكلى أونلاين عبر طبكان
احجز