فحص الأميلويد بيتا بروتين: ما طريقة إجراؤه؟ ما علاقة نتيجته بمرض ألزهايمر؟

يُعد فحص الأميلويد بيتا بروتين أحد الفحوصات المخبرية التي تكشف عن الإصابة بمرض الزهايمر قبل ظهور الأعراض الإدراكية على المريض، وذلك من خلال أخذ عينة سائل النخاع الشوكي ثم التحقق من مستويات بروتين الأميلويد، إذ يُشير انخفاض مستوياته إلى تراكم البروتين في الدماغ مُسبّبًا أحد اضطرابات الخرَف.

تتكوّن الجينات (Genes) من الحمض النووي الريبي منزوع الأكسجين (DNA)، الذي يحتوي على شيفرات بروتينات مُعينة لصنع الإنزيمات اللازمة لاستكمال جميع العمليات الحيوية في الجسم،[1] ويُعد الجين (PSEN2) مسؤولًا عن صناعة بروتين بريسينيلين-2 (Presenilin 2)، الضروري لتحليل بعض البروتينات، مثل بروتين الأميلويد الطلائعي (Amyloid precursor protein) -أحد البروتينات الموجودة في الدماغ وأنسجة الجسم-، وتحويله إلى وحدات بروتينية أصغر تسمى بيبتيدات، ومن أحد هذه الببتيدات الناتجة ببتيد بيتا أميلويد (Amyloid beta)،[2] يؤدي تراكم هذا الببتيد في الدماغ، أو حدوث الطفرات في الجين المسؤول عنه، إلى زيادة خطر الإصابة بمرض ألزهايمر (Alzheimer's disease)، أو الداء النشواني الدماغي الشرياني (Cerebral amyloid angiopathy)،[3][4] لذا قد يلجأ الأطباء لإجراء فحص الأميلويد بيتا بروتين لتأكيد تشخيص المرضى المُشتبه إصابتهم بالزهايمر،[5] فما هو فحص الأميلويد بيتا بروتين؟

ما هو فحص الأميلويد بيتا بروتين؟

يُعدّ فحص الأميلويد بيتا بروتين (Amyloid beta protein precursor) أحد الفحوصات المخبرية التي تكشف عن نسبة بروتين الأميلويد بيتا في عينة سائل النخاع الشوكي ((CSF) Cerebral spinal fluid)،[6] إذ يتسبّب تراكم بروتين الأميلويد بيتا في الدماغ بالإصابة بمرض الزهايمر عند كبار السن، فقد أشارت إحدى الدراسات التي أُجريت على مرضى الزهايمر الوراثي إلى أنّ تجمّعات لويحات الأميلويد بيتا بروتين تبدأ بالتراكم في الدماغ قبل 15 إلى 20 سنة من بدء ظهور الأعراض الإدراكية على المريض.[7]

يُعدّ الأميلويد بيتا بروتين أحد البروتينات القابلة للذوبان في الماء، فهو أحد نواتج عمليات التمثيل الغذائي داخل الخلايا، إذ تُفرزه الخلايا إلى الخارج -السوائل المحيطة بها- ليصل إلى سائل النخاع الشوكي،[8] إلا أنّ قطع بروتين الأميلويد بيتا لدى مرضى الزهايمر تترسب على هيئة لويحات في الدماغ، لذلك يُلاحظ انخفاض مستوياته في عينة سائل النخاع الشوكي لدى المرضى الذين يُعانون من الزهايمر أو أنواعٍ أُخرى من اضطرابات الخرف.[6]

الجدير بالذكر أنّ وظيفة الأميلويد بيتا بروتين الطبيعية غير معروفة حتى الوقت الحالي، إذ يُحلل الدماغ الأميلويد بيتا بروتين ضمن آلية مُعينة ويتخلّص منه، إلا أنّ اختلال توازن هذه الآلية يؤدي إلى تراكمه في الدماغ، وأشارت الأبحاث في الآونة الأخيرة إلى أنّ الارتفاعات القليلة من بروتين الأميلويد -(Oligomers) تحديدًا- في الدماغ تتسبّب بحدوث خللٍ في منطقة التشابك العصبي، وبالتالي تعطيل التواصل العصبي كما ينبغي، ثم موت الخلايا العصبية.[9]

ما هي دواعي فحص الأميلويد بيتا بروتين؟

يُستخدم تحليل الأميلويد كأحد الطرق المفيدة في تشخيص المرضى بدقّة، خصوصًا أُولئك الذين يُعانون من الاضطرابات العصبية، مثل الضعف الإدراكي الطفيف (Mild cognitive impairment)،[5] فهو علامة تشخيصية ذات حساسية مرتفعة لمرض ألزهايمر، خاصةً في المراحل المبكرة التي يكون العلاج الدوائي خلالها أكثر فاعلية،[8] ويُعدّ الزهايمر من أكثر أمراض التنكّس العصبي انتشارًا في العالم، وهو يتميّز بتراكم الأميلويد بيتا بروتين، وبروتين تاو (Tau) في الدماغ -وهو أيضًا يُصنّف كعلامة حيوية أُخرى للإصابة بمرض الزهايمر-،[10] كما أنّ فحص أميلويد بروتين يُجرى لتقييم فعالية العلاجات المُستخدمة لمرضى الزهايمر.[7]

تجدر الإشارة إلى أنّ بعض الفئات مُعرضة لخطر الإصابة بالزهايمر أكثر من غيرها، مثل مرضى متلازمة داون، إذ إنّهم يملكون نسخة إضافية من كروموسوم رقم 21 – وهو الكروموسوم الذي يحمل الشيفرة الوراثية لبروتين الأميلويد -، ممّا يؤدي إلى ارتفاع مستوى بروتين الأميلويد نتيجة زيادة إنتاجه، كما أنّ تراكم بروتين الأميلويد في الدماغ لدى مرضى متلازمة داون يبدأ بالتراكم في سن الثلاثين ممّا يؤدي إلى تطور مبكر في أعراض مرض الزهايمر لديهم.[9]

ما هي مخاطر فحص الأميلويد بيتا بروتين؟

حقيقةً ينضوي فحص الأميلويد بيتا بروتين على خطرٍ ضئيل، وذلك بسبب اللجوء لإجراء البزل القطني (Lumbar puncture) لسحب عينة سائل النخاع الشوكي اللازمة للفحص، وهي التي تُعدّ أداةً تشخيصية جيدة للكشف عن مرض الزهايمر، إلا أنّه قد يُصاحبها بعض المضاعفات،[8] أبرزها:[8][11]

  • الصداع.
  • النزيف.
  • ألم أسفل الظهر قد يمتد إلى الساقين.
  • عدوى موضعية أو عدوى ناجمة عن الإجراء نفسه، أو المعدات المُستخدمَة، أو قد ينقلها الطبيب أو الفنّي أثناء الإجراء في حال عدم مُراعاة التعليمات.
  • الغثيان.
  • طنين في الأذن.

تحضيرات ما قبل فحص الأميلويد بيتا بروتين

بدايةً يجب الحصول على موافقة المريض لإجراء الفحص، وإطلاعه على جميع الفوائد والمخاطر التي قد تحدث أثناء إجراء البزل القطني بهدف جمع عينة من سائل النخاع الشوكي،[12] بالإضافة إلى بعض الإرشادات التي يجب مراعاتها:[6][12]

  • تقييم حركة وإحساس الساقين للمريض قبل البدء بإجراء البزل القطني.
  • إبلاغ المريض بعدم حاجته إلى الصيام قبل إجراء الفحص.
  • تفريغ المثانة والأمعاء.
  • توجيه المريض إلى اتخاذ الوضعية المناسبة لجمع العينة، مع التوصية بالحرص على عدم الحركة مطلقًا أثناء الإجراء، إذ قد تؤدي إلى حدوث إصابة.
  • لا يحتاج الفحص إلى استعمال المهدئات، إنما قد يستخدم الطبيب مُخدّرًا موضعيًا مكان إدخال الإبرة.

ما هي طريقة فحص الأميلويد بيتا بروتين؟

يمكن إجراء فحص الأميلويد بيتا بروتين باستخدام عينة سائل النخاع الشوكي وبلازما الدم،[9] إلا أنّ عينة سائل النخاع الشوكي تُعدّ أفضل عينة ممكن أنّ تعكس مؤشرات الإصابة بمرض الزهايمر،[13] من خلال إجراء البزل القطني،[8] ضمن عِدّة خطوات:[6][14]

  1. يُطلب من المريض الاستلقاء على الطاولة المُخصّصة للفحص، مع اتخاذ الوضعية المناسبة.
  2. تعقيم الجلد موضع إدخال الإبرة الشوكية في منطقة الظهر.
  3. حقن مخدر موضعي في المنطقة المُراد سحب العينة عبرها.
  4. توجيه المريض إلى تشبيك يديه حول ركبتيه وضمهم إليه، مع عدم الحِراك.
  5. إدخال الإبرة الشوكية بين فقرتين أسفل العمود الفقري، من ثم سحب عينة سائل النخاع الشوكي.

يجدر بالمريض البقاء مستلقيًا على ظهره لمدة ساعة أو ساعتين من الإجراء لتقليل فرصة الإصابة بالصداع،[14] كما يُنصح بتناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين للتخفيف من ألم الصداع المُصاحب لإجراء البزل القطني،[11] أيضًا يجب إبلاغ الطبيب لدى ظهور بعض الأعراض، كالشعور بخدَر ووخز في الأطراف، أو الشعور بألمٍ مستمر موضع الحقن، أو خروج الدم أو سائل النخاع الشوكي منه.[6]

نتيجة فحص الأميلويد بيتا بروتين

تُقدّر نسبة تحليل أميلويد بيتا بروتين الطبيعية بما يزيد عن 450 وحدة/لتر في عينة سائل النخاع الشوكي،[6] وتُشير المستويات المنخفضة من الأميلويد بيتا بروتين إلى انخفاض تصفية البروتين من الدماغ،[9] والإصابة بمرض الزهايمر.[6]

كتابة: . خولة يونس - الأحد ، 17 أيلول 2023
تدقيق طبي: الصيدلانية أسيل الخطيب
آخر تعديل - الأحد ، 17 أيلول 2023

المراجع

1.
Quasar S. Padiath . (2023-a). Genes and Chromosomes. Retrieved from https://www.msdmanuals.com/home/fundamentals/genetics/genes-and-chromosomes#v711445
2.
MedlinePlus [Internet]. Bethesda (MD): National Library of Medicine (US); [updated Jun 24; cited 2020 Jul 1]. (2008-a). PSEN2 gene. Retrieved from https://medlineplus.gov/genetics/gene/psen2/#conditions
3.
Chen GF, Xu TH, Yan Y, Zhou YR, Jiang Y, Melcher K, Xu HE. (2017). Amyloid beta: structure, biology and structure-based therapeutic development. Acta Pharmacol Sin. 2017 Sep;38(9):1205-1235. Retrieved from https://doi.org/10.1038/aps.2017.28

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري علاج الزهايمر أونلاين عبر طبكان
احجز