فحص الأجسام المضادة للنواة: سبب إجراؤه، التحضيرات قبله، دلالات نتائجه

فحص الأجسام المضادة للنواة هو أحد فحوصات الدم المخبرية التي تُجرى للكشف عن الأجسام المضادة -في حال وجودها- في الدم التي تستهدف نواة الخلايا، ويرتبط وجودها بعدة اضطرابات مناعية، أبرزها الذئبة الحمامية الجهازية، ومتلازمة شوغرن.

تُعرّف اضطرابات المناعة الذاتية (Autoimmune disease) على أنّها خللٌ يُصيب الجهاز المناعي ويتسبّب بمهاجمته لأنسجة الجسم السليمة،[1] من خلال إنتاج الأجسام المُضادة الذاتية (Autoantibodies)، التي تُهاجم أنسجة مُعينة في الجسم باعتبارها أجسامًا غريبة، إذ يستدل الأطباء على إصابة المريض بأحد أمراض المناعة الذاتية بناءً على الأعراض الظاهرة، إلى جانب إجراء عِدّة فحوصات مخبرية خاصة لتأكيد التشخيص، مثل فحص الأجسام المضادة المقاومة للببتيد السيتروليني الحلقي (Anti-ccp)، وفحص الأجسام المضادة للنواة (Antinuclear antibodies)،[2] فما هو فحص الأجسام المضادة للنواة؟

ما هو فحص الأجسام المضادة للنواة؟

يُعدّ تحليل الأجسام المضادة للنواة أحد فحوصات الدم المخبرية التي تكشف عن وجود الأجسام المضادة في الدم، وهي عبارة عن بروتين (جلوبيولين مناعي) يُهاجم خلايا الجسم ويستهدف نواتها تحديدًا، وقد يرتبط وجودها بأنواعٍ معينة من أمراض المناعة الذاتية، ويُستخدم كعلامة لكشف الأجسام المضادة في الأمصال.[3][4]

توجد الأجسام المضادة للنواة في الجسم في الحالة الطبيعية ضمن تركيزٍ منخفض في الدم،[5] إلا أنّ ارتفاعها يرتبط بمجموعة من أمراض المناعة الذاتية الروماتيزمية الالتهابية الجهازية ((SARD) Systemic inflammatory autoimmune rheumatic disease) التي تُعرف بأمراض النسيج الضام ((CTD)Connective tissue disease)، وتتضمّن الذئبة الحمامية الجهازية (Systemic lupus erythematosus)، ومتلازمة شوغرن (Primary Sjogren syndrome)،[6] كما يمكن من خلال فحص الأجسام المضادة للنواة الكشف عن الأجسام المُضادة التي تستهدف المكونات في السائل الخلوي -خارج النواة-.[7]

ما هي دواعي إجراء فحص الأجسام المضادة للنواة؟

يُعدّ فحص الأجسام المضادة للنواة (ANA) أحد الفحوصات التي تكشف عن الإصابة بأمراض المناعة الذاتية الجهازية، كما يمكن العثور عليه لدى المرضى الذين يُعانون من أمراض مناعية تصيب أعضاءً محددة، مثل الغدة الدرقية، والكبد، والرئة، وبعض أنواع العدوى، كالسّل، والتهاب الكبد C، وفيروس نقص المناعة البشرية ((HIV) Human immunodeficiency virus)،[8] بالإضافة إلى دواعي أُخرى:

  • استبعاد أو تأكيد الإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية، وتحديد نوعها، ومتابعتها، وتقييم فعالية العلاج.[7][9]
  • تأكيد الإصابة بمرض الذئبة الحمامية الجهازية.[3]
  • ظهور أحد أعراض اضطرابات المناعة الذاتية،[6] مثل الحمّى، والطفح الجلدي أو تغيُّر لون الجلد، وألم وتورّم المفاصل، والألم العضلي.[5]
  • متابعة المرضى المصابين بمرض الالتهاب المفصلي الروماتويدي اليفعي ((JIA) Juvenile idiopathic arthritis).[6]
  • تشخيص التهاب الكبد المناعي الذاتي (Autoimmune hepatitis).[6]

ما هي مخاطر فحص الأجسام المضادة للنواة؟

لا يوجد أي مخاطر تدعو للقلق عند إجراء فحص الأجسام المضادة للنواة، إلا أنّ المريض قد يشعر بألمٍ خفيف لحظة إدخال الإبرة أثناء عملية سحب الدم، وهُناك احتمالية لظهور كدمة خفيفة موضع السحب ولكن سرعان ما تختفي.[5]

تحضيرات قبل إجراء فحص الأجسام المضادة للنواة

لا يحتاج تحليل الأجسام المضادة للنواة إلى تحضيراتٍ مسبقة، إلا أنّه يُستحسن إطلاع الطبيب على الأدوية التي يتناولها المريض، فقد يؤثر البعض منها في نتيجة الفحص،[10] فمنها ما يؤدي إلى ارتفاع أو انخفاض خاطئ لتركيزه في الدم، من أبرز الأدوية التي قد تؤثر في نتائج الفحص:[9][11]

  • أدوية ترفع نسبة الأجسام المضادة للنواة، مثل أسيتازولاميد (Acetazolamide)، وحمض أمينوساليسيليك (Aminosalicylic acid)، وكلوربروتيكسين (Chlorprothixene)، وغريزيوفولفين (Griseofulvin)، هيدرالازين (Hydralazine)، وبروكاييناميد (Procainamide)، والبنسلين (Penicillin)، وتتراسايكلين (Tetracyclines).
  • أدوية تُخفض نسبة الأجسام المضادة للنواة، مثل أدوية الكورتيزون، والفينيتوين (Phenytoin)، والبينيسيلين (Penicillin).


كما تؤثر بعض الأورام، وأمراض الكبد المزمنة، والأمراض الفيروسية، والالتهابات المزمنة، في نتيجة تحليل (ANA)، وتتسبّب بحدوث انخفاضٍ مغلوط في مستوياته.[11]

طريقة إجراء فحص الأجسام المضادة للنواة

يُجرى تحليل الأجسام المضادة للنواة من خلال سحب عينة دم من الوريد، وقد تستغرق عملية سحب الدم هذه ما يُقارب خمسة دقائق،[5] إذ تتضمّن مجموعة من الخطوات:[12]

  1. توجيه المريض لمد ذراعه وإغلاق قبضة اليد، لتحديد الوريد المُناسب للحصول على عينة الدم المطلوبة، وذلك من خلال تحسّسه باستخدام إصبع السبابة.
  2. تعقيم الجلد موضع السحب باستخدام الكحول، والانتظار حتى يجف، ثمّ وضع العاصبة (Tourniquet) على الذراع، مع الحرص ألّا تبقى لأكثر من دقيقة.
  3. إدخال الإبرة في الوريد، وجمع كمية الدم المطلوبة، ثمّ تفريغها في الأنبوب المُخصص للفحص.

نتائج فحص الأجسام المضادة للنواة

يُشار إلى نسبة تحليل (ANA) الطبيعية بالسالبة (Negative)، وتعني عدم العثور على الأجسام المضادة للنواة في الدم، وأنّ المريض أقل عُرضةً للإصابة بأحد اضطرابات المناعة الذاتية،[5] ويُعبّر عن نتيجة الفحص بالوحدات العالمية كما في الجدول:[3][11]

النطاقات الطبيعية

تفسير النتائج

أقل من أو يساوي 1.0 وحدة عالمية

سلبية (Negative)

(1.0 - 3.0) وحدة عالمية

نتيجة إيجابية مشكوك بها (Weakly positive)

(3 - 6) وحدة عالمية

إيجابية (Positive)

6.0 وحدات عالمية أو أكثر

نتيجة إيجابية مؤكدة (Strongly positive)

تفسير نتائج فحص الأجسام المضادة للنواة

تُشير النتيجة الإيجابية إلى العثور على أجسامٍ مضادة للنواة في عينة دم المريض، إلا أنّ هذا لا يعني دائمًا بأنّ المريض مُصابٌ بمرضٍ معيّن، فقد تميل مستويات فحص الأجسام المضادة للنواة بالارتفاع مع التقدّم في السن وفي حالات الحمل، لذلك يُشخّص الطبيب المريض اعتمادًا على الأعراض التي يشكو منها، إلى جانب إجراء فحوصات دم أكثر دقّة للحصول على التقييم الصحيح، وتحديد أنواع الأجسام المُضادة في حال وجودها.[5][10]


وقد يرتبط ارتفاع نسبة تحليل (ANA) بعِدّة أمراض:[9][7]

  • الذئبة الحمامية الجهازية.
  • تصلّب الجلد (Scleroderma).
  • متلازمة شوغرن.
  • مرض النسيج الضام المختلط.
  • الذئبة الحمامية التي تتسبّب بها بعض أنواع الأدوية.
  • التهاب العضلات (Polymyositis)، أو التهاب الجلد والعضلات (Dermatomyositis).
  • التهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid arthritis).
  • التهاب الشرايين العقدي (Polyarteritis nodosum).
  • مرض جريفز (Grave disease).
  • داء هاشيموتو (Hashimoto thyroiditis).
  • التليّف الرئوي مجهول السبب (Idiopathic pulmonary fibrosis).
  • التهاب الكبد المزمن.
  • كثرة الوحيدات العدوائية (Infectious mononucleosis).
  • مرض رينود (Raynaud disease).
  • ابيضاض الدم (Leukemia).
  • الوهن العضلي الوبيل (Myasthenia gravis).
  • تليّف الكبد (Cirrhosis).
كتابة: . خولة يونس - الأحد ، 03 أيلول 2023
تدقيق طبي: الصيدلانية أسيل الخطيب
آخر تعديل - الأحد ، 03 أيلول 2023

المراجع

1.
Richard-Eaglin A, Smallheer BA. (2018). Immunosuppressive/Autoimmune Disorders. Nurs Clin North Am. 2018 Sep;53(3):319-334. Retrieved from https://doi.org/10.1016/j.cnur.2018.04.002
3.
Jane Vincent Corbett, Angela Denise Banks. (2013). LABORATORY TESTS AND DIAGNOSTIC PROCEDURES with NURSING DIAGNOSES - EIGHT EDITION .

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري الذئبة الحمامية الجهازية (الذئبة الحمراء) أونلاين عبر طبكان
احجز