فحص الأجسام المضادة للكارديوليبين: ما دواعي إجراؤه؟ وعلى ماذا تدل نتائجه؟

يُعد فحص الأجسام المضادة للكارديوليبين أحد فحوصات الدم المخبرية المناعية، ويكشف عن وجود الأجسام المضادة للكارديوليبين في عينة مصل المريض، إذ يرتبط وجودها في الدم بأحد اضطرابات المناعة الذاتية، مثل الذئبة الحمامية الجهازية، أو حالات الإجهاض المتكرر.

تُعدّ متلازمة مضادات الفوسفوليبيد ((APS) Antiphospholipid syndrome) أحد أمراض المناعة الذاتية التي تؤدي إلى تكوّن خثرات في الشرايين، أو الأوردة، أو الأوعية الدموية، أو فقدان الحمل المتكرر لدى الحوامل،[1] نتيجة تكوّن أجسام مضادة تستهدف البروتينات المرتبطة بالفوسفوليبيد في الدم، وهو نوعٌ من الجزيئات الدهنية التي تُشكِّل جزءًا من غشاء الخلية، إذ تؤثر الأجسام المضادة للفوسوليبيد في وظائف الأوعية الدموية الطبيعية من خلال التسبب بتضييقها، واضطرابها (اعتلال وعائي)، بالإضافة إلى حدوث نقص في الصفائح الدموية (Thrombocytopenia)، وتكوّن الخثرات داخل الأوعية الدموية، وتعزيز مضاعفات اضطرابات المناعة الذاتية والأمراض الالتهابية، مثل السكتة الدماغية (Storke)، وخثار الأوردة العميقة المتكرر (Deep venous thrombosis)، والنوبة القلبية (Myocardial infarction)، والإجهاض.[2][3]

يُشخّص الطبيب الإصابة بمتلازمة مضادات الفوسفوليبيد عن طريق إجراء بعض الفحوصات المخبرية في ذات الوقت وتتضمن؛ فحص مضادات بيتا 2 جليكوبروتين ((b2-GP1)Anti-beta2 glycoprotein-1)، وفحص مضاد تخثر الذئبة (Lupus anticoagulant)، وفحص الأجسام المضادة للكارديوليبين (Anticardiolipin antibodies)،[2] فما هو فحص الأجسام المضادة للكارديوليبين؟

ما هو فحص الأجسام المضادة للكارديوليبين؟

يُعرّف فحص الأجسام المضادة للكارديوليبين على أنّه أحد فحوصات الدم المخبرية المناعية التي تُجرى للكشف عن وجود الأجسام المضادة للكارديوليبين -أحد أنواع الأجسام المضادة لمضادات الفوسفوليبيد- في عينة مصل أو بلازما الدم، والتي تشمل الغلوبين المناعي (G) (IgG) والغلوبين المناعي (M) (IgM)، ويُعد من الطرق السريعة والحساسة التي تُسهم في تشخيص متلازمة مضادات الفوسفوليبيد، إلا أنه غير محدد ويمكن أن يعطي نتيجة إيجابية خاطئة لدى المرضى الذين يُعانون من أحد اضطرابات المناعة الذاتية الأُخرى أو الالتهابات، وترتبط المستويات المرتفعة من الأجسام المضادة (IgG) المضادة للكارديوليبين بزيادة خطر الإصابة بالخثرات الشريانية والوريدية، بالإضافة إلى كونه عامل خطر للعديد من مضاعفات الحمل والولادة،[4][5] أمّا الأجسام المضادة (IgM) المضادة للكارديوليبين، فترتفع مستوياتها نتيجةً لاستجابة الجسم الالتهابية عامةً وتكون غير محددة، إلا أنّ المستويات المرتفعة جدًا لها قد تشير إلى احتمالية حدوث تخثرٍ في الدم.[6]

ما دواعي إجراء فحص الأجسام المضادة للكارديوليبين؟

يُجري الطبيب فحص الأجسام المضادة للكارديوليبين بهدف تشخيص متلازمة مضادات الفوسفوليبيد للمرضى الذين يُعانون من تكرار حدوث خثراتٍ دموية أو الإجهاض المتكرر، إلا أنه يُجرى إلى جانبه فحص مضادات بيتا 2 جليكوبروتين وفحص مضاد تخثر الذئبة، وذلك لكونه غير محدد لتشخيص معين،[7] كما أنه يُجرى لعدة أسباب:

  • حدوث جلطات دموية غير متوقعة، خصوصًا لدى الأشخاص الذين لا يعانون من أي عوامل خطر لحدوث الجلطات الدموية وفئة الشباب.[8]
  • الحصول على نتيجة إيجابية لفحص مضاد تخثر مرض الذئبة.[8]
  • حدوث تخثر في الأوعية الدموية الصغيرة في أي عضو أو نسيج دون وجود دليلٍ واضح على التهاب جدران الأوعية الدموية.[9]
  • ظهور أحد أعراض الجلطة الدموية على المريض،[8] وأبرزها:[8]
    • تورم واحمرار الساق.
    • ضيق في التنفس.
    • الشعور بألم، وتنميل الساقين أو الذراعين، بالإضافة إلى شحوب الجلد .
  • ظهور أعراض متلازمة مضادات الفوسفولبيد،[10] وأبرزها:[10]
    • انخفاض في عدد الصفائح الدموية.
    • فقر الدم الناتج عن انحلال الدم.
    • الإصابة بالتزرق الشبكي (Livedo reticularis)، وهو تغيُّر لون الجلد إلى الأرجواني نتيجة اضطراباتٍ في أوعية الجلد الدموية الدقيقة.
    • ظهور تقرحات جلدية.
    • الصداع النصفي.

كما يُجرى تحليل (Anticardiolipin) للحامل في حالات الإجهاض المتكرر،[7] وذلك في حالات محددة:[9][11]

  • حدوث ثلاث حالات إجهاض تلقائية متتالية أو أكثر خلال العشرة أسابيع الأولى من الحمل.
  • وفاة جنين واحد أو أكثر دون تفسيرٍ واضح في الأسبوع العاشر من الحمل أو الذي يليه .
  • الولادة المبكرة للجنين قبل الأسبوع 34 من الحمل، نتيجة ارتفاع ضغط الدم لدى الحامل (تسمّم الحمل)، أو قصور المشيمة.
  • انخفاض عدد الصفائح الدموية لدى الحامل.

ما هي مخاطر إجراء فحص الأجسام المضادة للكارديوليبين؟

تُعد عملية سحب الدم للحصول على عينة لإجراء فحص الأجسام المضادة للكارديوليبين آمنة، إلا أنّها تحتمل حدوث بعض المضاعفات النادرة جرّاء ذلك،[12] من أبرزها:[12][13]

  • إصابة الأعصاب والشرايين.
  • العدوى الموضعية.
  • الإغماء الوعائي المبهم (Vasovagal syncope).
  • تكوّن الورم الدموي.

تحضيرات ما قبل إجراء فحص الأجسام المضادة للكارديوليبين

لا يحتاج فحص الأجسام المضادة للكارديوليبين إلى الصيام، وعلى المريض الاستمرار في تناول الأدوية الخاصة به ما لم يطلب الطبيب منه الامتناع عنها،[14] وقد تؤثر بعض الأدوية في نتائج فحص الأجسام المضادة للكارديوليبين وتعطي نتائج إيجابية خاطئة،[14] أبرزها:[14]

  • كلوربرومازين (Chlorpromazine).
  • هيدرالازين (Hydralazine).
  • بينيسيلين (Penicillin).
  • فينيتوين (Phenytoin).
  • كوينيدين (Quinidine).

طريقة إجراء فحص الأجسام المضادة للكارديوليبين

يُجرى فحص الأجسام المضادة للكارديوليبين من خلال سحب عينة دم من الوريد في الذراع،[15] وذلك باتباع سلسلة من الخطوات:[13]

  1. وضع العاصبة على ذراع المريض بالقرب من موضع السحب، والحرص على عدم تركها لمدة تتجاوز الدقيقة.
  2. تحسس الوريد المناسب ومحاولة تثبيته من خلال شد الجلد، ثم إدخال إبرة صغيرة في الوريد وإزالة العاصبة عندما يبدأ الدم بالتدفق، ثم الضغط بلطف بواسطة قطعة شاش معقمة موضع الإبرة وسحبها ببطء عند الانتهاء من جمع عينة الدم المطلوبة.
  3. الطلب من المريض الاستمرار بالضغط موضع السحب لبضع دقائق، والتأكد لاحقًا من توقف النزيف وعدم تكوّن الورم الدموي.

إجراءات الفحص في المختبر

يُجرى فحص الأجسام المضادة للكارديوليبين في المختبر من خلال اختبارٍ يدعى بمقايسة الممتز المناعي المرتبط بالإنزيم -الإليزا- (ELISA) (Enzyme-linked immunoassay)، إذ تُستخدم صينية تحتوي على أوعية صغيرة تسمى (ELISA plate)، وتُطلى هذه الأوعية بالكارديوليبين ذو الشحنة السالبة، ثم يضاف إليها ما لا يقل عن 0.4 من مصل المريض المخفّف المراد فحصه، إذ إنّ الأجسام المضادة للكارديوليبين ترتبط بالكارديوليبين والشحنة السالبة مما يُتيح الكشف عن وجودها لدى المريض.[16][17]

نتائج فحص الأجسام المضادة للكارديوليبين

تُقدّر النسبة الطبيعية لتحليل Anti-cardiolipin IgM بأقل من 11.0 وحدة، ويُعبّر عنها بنتيجة سلبية (Negative)، كما تُقدّر النسبة الطبيعية لتحليل IgG بأقل من 23.0 وحدة ويُعبّر عنها بنتيجة سلبية،[14] وتعني أن الأجسام المضادة للكارديوليبين غير موجودة في عينة دم المريض في الوقت الحالي،[15] ويمكن تفسير نتائج فحص الأجسام المضادة للكارديوليبين:

  • لا يشير ارتفاع مستوى الأجسام المضادة للكارديوليبين لفترات قصيرة، وضمن تراكيز منخفضة، ودون ظهور أعراضٍ سريرية على المريض إلى إصابته بمتلازمة مضادات الفوسفولبيد، وقد ترتبط إما بتقدم سنّ المريض أو تناول بعض الأدوية التي تؤثر في نتائج الفحص، إلا أنها تؤخذ بعين الاعتبار وتُفسر اعتمادًا على أعراض المريض والتاريخ الطبي.[15][17]
  • يُشير ارتفاع الأجسام المضادة للكارديوليبين بمستويات متوسطة أو مرتفعة إلى وجود واحد أو أكثر من فئات الأجسام المضادة للكارديوليبين، وتدعم النتيجة الإيجابية تشخيص المريض بمتلازمة مضادات الفوسفولبيد في حال حدوث خثرات وجلطات دموية، أو حالات الإجهاض، ويجدر عندها تكرار الفحص مرتين وبفارق 12 أسبوعًا للتأكد من صحة التشخيص،[15][17] وترتبط النتائج المرتفعة للكارديوليبين بعدة أمراض:[14][15]
    • الذئبة الحمامية الجهازية.
    • الجلطات الدموية الوعائية.
    • الإجهاض المتكرر.
    • مرض الزهري (Syphilis).
    • العدوى الحادة؛ مثل نقص المناعة البشرية (AIDS).
    • بعض أنواع السرطانات.
كتابة: . خولة يونس - الأحد ، 24 آذار 2024
تدقيق طبي: فريق المحتوى الطبي - طـبـكـان|Tebcan
آخر تعديل - الإثنين ، 25 آذار 2024

المراجع

2.
Knight J S, Branch D W, Ortel T L. (2023). Antiphospholipid syndrome: advances in diagnosis, pathogenesis, and management BMJ 2023; 380 :e069717. Retrieved from https://www.bmj.com/content/380/bmj-2021-069717
3.
MaryLee. (2017). Basic Skills in INTERPRETING LABORATORY DATA, Sixth Edition .

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية