تُعرّف فحوصات وظائف الكبد (Liver function tests) على أنّها مجموعةٌ من الفحوصات التي تكشف عن اضطرابات الكبد، وتميّزها عن بعضها البعض، كما تقيّم مدى تلف الكبد واستجابته للعلاج،[1] وتتضمن فحص مستوى إنزيم ناقلة أمين الألانين (ALT)، وفحص إنزيم ناقلة أمين الأسبارتات (AST)، وفحص إنزيم الفوسفاتاز القلوي (ALP)، والبيليروبين،[2] فما هو فحص إنزيم الفوسفاتاز القلوي؟
ما هو فحص إنزيم الفوسفاتاز القلوي (ALP)؟
يُعدّ تحليل الفوسفاتاز القلوي ((ALP) Alkaline phosphatase) أحد فحوصات الدم المخبرية التي تقيس مستويات إنزيم الفوسفاتاز القلوي في الدم، وهو إنزيم يوجد في العديد من أنسجة الجسم،[3] خاصةً في كل من الكبد (تحديدًا في أغشية القناة الصفراوية)، والكلى، والعظام، والأمعاء الدقيقة، وكريات الدم البيضاء، والمشيمة، إلا أنّ 80% من كمية إنزيم الفوسفاتاز القلوي الموجود في الدم تفرز من الكبد والعظام، كما يُفرز بكمياتٍ أقل من الأمعاء.[4][5]
يوجد إنزيم الفوسفاتاز القلوي ضمن مستوياتٍ طبيعية مُحددة في الجسم، إذ إنّها تتفاوت بين الأشخاص الطبيعيين باختلاف أعمارهم، فتكون في أعلى مستوياتها أثناء مرحلة الطفولة والبلوغ نتيجة نمو العظام.[6]
نظرًا لإفراز إنزيم الفوسفاتاز القلوي بمستويات أعلى في القنوات الصفراوية في الكبد، فقد يؤدي انسداد القنوات الصفراوية (Biliary obstruction) إلى ارتفاع مستوياته في الدم،[7] إذ تبقى مستوياته مرتفعة في الدم حتى 7 أيام من علاج مشكلة انسداد القنوات الصفراوية، كما قد ترتفع مستويات (ALP) لدى الإصابة باضطراباتٍ في العظام نتيجة زيادة نشاط الخلايا البانية للعظم (Osteoblast)،[6] ولمعرفة ما إذا كان السبب الأساسي لارتفاع (ALP) يتعلّق بأحد أمراض الكبد، تُجرى فحوصات مخبرية أُخرى إلى جانب فحص الفوسفاتاز القلوي، مثل تحليل ناقلة الببتيد غاما غلوتاميل ((GGT) Gamma-glutamyl transpeptidase)، إذ يَظهر ارتفاع في مستوياته في الدم أيضًا لدى مرضى الكبد.[8]
دواعي إجراء فحص إنزيم الفوسفاتاز القلوي (ALP)
يُجرى فحص إنزيم الفوسفاتاز القلوي لتقييم اضطرابات الكبد، مثل انسداد القنوات الصفراوية خارج أو داخل الكبد، وتليف الكبد، كما أنّه يُعدّ مؤشرًا حساسًا على وجود الأورام النقيلية فيه، بالإضافة إلى الكشف عن أمراض العظام التي تؤثر في نموها، كالسرطانات النقيلية العظمية مثل سرطان الثدي، أو سرطان البروستاتا،[3] بالإضافة إلى عدة أسباب:
- تشخيص ومتابعة حالة المرضى المصابين بمرض باجيت العظمي (Paget's disease of bone PDB).[9]
- تقييم أمراض العظام الأيضية، مثل تليين العظام (Osteomalacia)، والكساح (Rickets)، وهشاشة العظام (Osteoporosis)، وفرط نشاط جارات الدرقية (Hyperparathyroidism).[9]
- التحقق من كفاءة وظائف الكبد.[10]
- ظهور أحد الأعراض التي تشير لاضطرابات العظام،[10] أبرزها:[10]
- تضخم العظام وتغير شكلها.
- ألم في العظام
- التهاب المفاصل.
- سهولة تعرّض العظام للكسر.
- ظهور أحد الأعراض التي تُشير لاضطرابات الكبد،[10] أهمها:[10][11]
- اليرقان (اصفرار الجلد وبياض العين).
- استسقاء البطن.
- فرط ضغط الدم البابي.
- تضخم الكبد.
- الضعف الجسدي العام، والإعياء.
- فقدان الشهية للطعام.
- خسارة الوزن.
- التقيؤ والغثيان.
- تورم الكاحلين والقدمين.
- ظهور البول باللون الأصفر الداكن، والبراز باللون الباهت.
- حكة شديدة.
ما هي مخاطر إجراء فحص إنزيم الفوسفاتاز القلوي (ALP)؟
عادةً لا يوجد ما يدعو للقلق لدى إجراء فحص إنزيم الفوسفاتاز القلوي، إلا أنّ المريض قد يشعر بوخزة طفيفة أثناء عملية سحب الدم، مع احتمالية ظهور كدمة موضع السحب، ولكن سرعان ما تختفي هذه الأعراض.[10]
التحضيرات قبل إجراء فحص إنزيم الفوسفاتاز القلوي (ALP)
يُفضّل الصيام لمدة لا تقل عن 8 ساعات قبل إجراء فحص (ALP)، إذ إنّ الأطعمة الدهنية تؤثر في النتيجة، وتُسبب ارتفاعًا خاطئًا في مستوى الإنزيم، خصوصًا الأشخاص ذوي فصيلة الدم من النوع O أو B، فتميل مستويات إنزيم الفوسفاتاز القلوي إلى الارتفاع بعد تناول الأطعمة الدهنية بسبب إفراز الأمعاء لجزءٍ من الفوسفاتاز القلوي في الدم، ويبقى هذا الارتفاع لمدة 12 ساعة تقريبًا،[6][7] كما يستوجب إطلاع الطبيب والمختبر الطبي على الأدوية التي يتناولها المريض، إذ إنّ البعض منها يؤثر في نتيجة الفحص،[7] ومن الأمثلة على الأدوية التي قد تؤثر في مستوى إنزيم الفوسفاتاز:
- أدوية ترفع إنزيم الفوسفاتاز القلوي، مثل حبوب منع الحمل، والفينوثيازين (Phenothiazine)، والمورفين (Morphine)، الفينيتوين (Phenytoin)، والوبيورينول (Allopurinol)، والكولشيسين (Colchicine)، وميثيل دوبا (Methyldopa)، وتتراسايكلين (Tetracyclines)، وبروبينسيد (Probenecid)، وحمض النيكتونيك (Nicotinic acid).[3][7]
- أدوية تخفّض مستويات إنزيم الفوسفاتاز القلوي، وتتضمن الأدوية الزرنيخ (Arsenical)، والسيانيد (Cyanide)، والفلورايد (Fluoride)، وأملاح الزنك (Zinc salts)، والأوكسالات (Oxalates)، ونيتروفورانتوين (Nitrofurantoin).[3]
طريقة إجراء فحص إنزيم الفوسفاتاز القلوي (ALP)
يُجرى تحليل إنزيم الفوسفاتاز القلوي من خلال سحب عينة دم من الوريد، وغالبًا ما تستغرق 5 دقائق من الوقت،[10] وذلك ضمن مجموعة من الخطوات:[12][13]
- توجيه المريض بأن يمُد ذراعه، ثم وضع العاصبة أعلى الوريد المُراد سحب الدم منه بمقدار 10 سنتيمترات، والحرص على عدم تركها لأكثر من دقيقة.
- تحديد الوريد المناسب لسحب العينة، وذلك من خلال تحسّسه.
- تعقيم الجلد بواسطة محلول معقِّم، والانتظار 30 ثانية حتى يجف تمامًا.
- شدّ الجلد فوق الوريد إلى الأسفل بواسطة الإبهام، ثم إدخال الإبرة باليد الأُخرى في الوريد، ثم جمع كمية الدم المطلوبة، وأخيرًا إزالة العاصبة.
- وضع قطعة شاش معقمة موضع السحب، ثم إزالة الإبرة بسرعة.
- الضغط بلطف موضع السحب لمنع تكوّن الورم الدموي.
نتائج فحص إنزيم الفوسفاتاز القلوي (ALP)
تختلف مستويات فحص إنزيم الفوسفاتاز القلوي مع التقدم في السن، فتكون بمستويات مرتفعة لدى الأطفال والمراهقين في فترة النمو، كما أنّها تزداد تدريجيًا ضمن الفئة العمرية التي تتراوح من (40 - 65) عامًا، ويُلاحظ أيضًا ارتفاع إنزيم الفوسفاتاز القلوية لدى الحامل في الثلث الأخير من الحمل، إذ يُقدّر ارتفاعه بضعفين إلى أربعة أضعاف ممّا هو عليه في الحالة الطبيعية لدى البالغين، وترتبط هذه الزيادة بارتفاع مستويات الإنزيم في المشيمة، وقد تبقى مستوياته مرتفعة حتى مرور ثلاثة أسابيع من الولادة،[5][14] وتتراوح المستويات الطبيعية لفحص إنزيم الفوسفاتاز القلوي كما في الجدول:[3][7]
الفئة العمرية | النطاقات الطبيعية | |
البالغين | الذكور | (45 - 115) وحدة دولية/لتر |
الإناث | (30 - 100) وحدة دولية/لتر | |
الأطفال والمراهقين | أقل من سنتين | (85 - 235) وحدة دولية/لتر |
(2 - 8) سنة | (65 - 210) وحدة دولية/لتر | |
(9 - 15) سنة | (60 - 300) وحدة دولية/لتر | |
(16 - 21) سنة | (30 - 200) وحدة دولية/لتر | |
أسباب ارتفاع نتائج فحص إنزيم الفوسفاتاز القلوي (ALP)
ترتبط أسباب ارتفاع مستويات الفوسفاتاز القلوي (ALP) بحدوث اضطراباتٍ في الكبد أو العظام،[7] وتتضمن:
- أمراض الكبد الصفراوي، مثل الركود الصفراوي (Cholestatic).[7][5]
- التعافي من الكسور.[5]
- تليُّن العظام.[5]
- مرض باجيت.[5]
- الكُساح.[5]
- فرط فيتامين د، أو نقص فيتامين د (الناتج عن الذرب البطني Celiac sprue).[5]
- هشاشة العظام.[5]
- فرط نشاط الغدة الدرقية.[5]
- فرط نشاط جارات الدرقية.[5]
- تسمم الدم.[5]
- الفشل الكلوي.[5]
- السكري.[5]
- سرطان رأس البنكرياس، تحديدًا.[7]
- انسداد القناة الصفراوية.[7]
- تليّف الكبد.[3]
- سرطان الكبد الأولي أو النقيلي.[3]
- الإقفار المعوي.[3]
- أورام العظام النقيلية.[3]
- الساركويد (Sarcoidosis).[3]
- التهاب المفاصل الروماتويدي.[3]
أسباب انخفاض نتائج فحص إنزيم الفوسفاتاز القلوي (ALP)
يُشير انخفاض مستوى إنزيم الفوسفاتاز القلوي لدى الأطفال قبل سن البلوغ إلى حدوث مشكلة في تكوين ونمو العظام،[7] بالإضافة إلى الإصابة ببعض الاضطرابات:
- قصور الغدة الدرقية.[7]
- الاضطرابات الهضمية، مثل الداء البطني (Celiac disease).[7]
- التليف الكيسي.[7]
- التهاب الكلى المزمنة.[7]
- نقص فوسفات الدم (Hypophosphatemia).[5]
- فقر الدم الوبيل.[5]
- سوء التغذية.[3]
- متلازمة الحليب القلوي (Milk-alkali syndrome).[3]