فحص ألفا-1 مضاد التربسين: ما طريقة إجراؤه؟ وما علاقته بالانسداد الرئوي؟

يُعدّ فحص ألفا- 1 مضاد التربسين أحد فحوصات الدم المخبرية التي تقيس نسبة إنزيم مضاد التربسين ألفا-1 في عينة الدم، إذ إنّه يوجد ضمن نطاقات طبيعية مُحدّدة، ويرتبط انخفاض مستوياته بالإصابة بأمراض الرئة، والاضطرابات الكبدية.

يُعدّ مرض الانسداد الرئوي رابع أكثر الأسباب المؤدية للوفاة في العالم، إذ يتسبّب بحدوث مشاكل في تدفّق الهواء داخل الممرات الهوائية ممّا يُعيق عملية التنفّس، وقد يحدث نتيجة الإصابة بالتهاب القصيبات الانسدادي (Obstructive Bronchiolitis)، أو انتفاخ الرئة (Emphysema)،[1] كما يُعد التدخين السبب الأكثر شيوعًا للإصابة به، ومع ذلك يوجد بعض عوامل الخطر التي تلعب دورًا مهمًا في الإصابة بالانسداد الرئوي والتي تُعد أقل شيوعًا، منها نقص إنزيم ألفا-1 مضاد التربسين (Alpha-1 Antitrypsin Deficiency)،[2] الذي يُكشف عنه من خلال إجراء اختبار ألفا 1 مضاد التربسين في الدم،[3] فما هو؟

ما هو فحص ألفا-1 مضاد التربسين؟

فحص مضاد التربسين ألفا-1 (Serum levels Alpha one antitrypsin) هو أحد فحوصات الدم المخبرية الكميّة التي تقيس مستويات ألفا-1 مضاد التربسين في مصل الدم،[3] ويُعدّ إنزيم ألفا-1 مضاد التربسين أحد الإنزيمات التي يُنتجها الكبد، والمُثبطة لعمل إنزيمات البروتياز (Proteases)-إنزيمات بروتينية تُحلّل جزيئات البروتين الكبيرة-،كما أنه يحمي الرئتين من الضرر الناتج عنها،[4] والناتج عن تحلّل البروتين، بالإضافة إلى تثبيط عمل إنزيم الإيلاستيز (Elastase) الذي تفرزه الخلايا البلعمية استجابةً لحدوث أي تهيّج أو التهاب في الرئتين.[3][5]

يلعب إنزيم مضاد التربسين ألفا-1 ب دورًا في وقاية جدران الحويصلات الهوائية من الضرر، إذ إنّ للرئتين مساحةٌ سطحيةٌ واسعة ممّا يجعلهما عُرضة لمسببات الأمراض التي تنتقل عبر الهواء،[6] فهو يحمي الرئتين من نشاط الإنزيم البروتيني، بالأخص عند نوبات الالتهاب أو استنشاق المهيجات، مثل منتجات التبغ، بالإضافة إلى ذلك، قد يرتبط انخفاض مستويات إنزيم مضاد التربسين ألفا-1 في الدم بعدم إفراز الكبد له بالمعدل الطبيعي، ممّا يؤدي إلى تراكمه في الخلايا الكبدية، بالتالي الإصابة باضطرابات الكبد.[7]

ما هي دواعي إجراء فحص ألفا-1 مضاد التربسين؟

يُجرى فحص ألفا-1 مضاد التربسين لتقييم الإصابة بنقص إنزيم ألفا-1 مضاد التربسين لدى المرضى المُشتبه بإصابتهم،[6] وقد تتضمن أيضًا أسباب إجراء الفحص:

  • مرض انتفاخ الرئة المبكر.[6]
  • مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD).[6]
  • مرضى اضطرابات الكبد غير المبررّة سواءً لدى البالغين، أو الأطفال، أو الرُضع الذين يُعانون من اليرقان.[6]
  • ظهور أعراض أمراض الكبد المرتبطة بنقص إنزيم ألفا-1 مضاد التربسين عند الأطفال والرُضع،[8] أبرزها:[8][9]
    • تضخم الكبد.
    • تضخم الطحال.
    • الاستسقاء البطني.
    • اضطراب وظائف الكبد.
    • الحكة الجلدية المتكررة.
    • اليرقان (اصفرار الجلد وبياض العينين).
  • ظهور أعراض أمراض الرئة المرتبطة بنقص إنزيم ألفا-1 مضاد التربسين،[8] أبرزها:[4][8]
    • ضيق التنفّس.
    • الصفير.
    • السعال.
    • تسارع ضربات القلب أثناء الوقوف.
    • مشاكل في الرؤية.
    • أعراض الربو التي لا تتحسّن على الرغم من علاجها.
  • ظهور أعراض جلدية مرتبطة بنقص إنزيم ألفا-1 مضاد التربسين،[5] مثل التهاب السبلة الشحمية الناخر (Panniculitis)، وهي تشير إلى تهيُّج الدهون الموجودة تحت الجلد، وظهور لويحات جلدية (بقع من البثور الواسعة منتفخة) على الأرداف والفخذ، تُسبّب الألم عند لمسها.[4][5]


كما يجدر إجراء اختبار ألفا 1 مضاد التربسين في الدم للذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بنقص إنزيم ألفا 1 مضاد التربسين، ولا تظهر عليهم أي أعراض واضحة.[10]

ما هي مخاطر إجراء فحص ألفا-1 مضاد التربسين؟

حقيقةً لا يتضمن إجراء فحص ألفا-1 مضاد التربسين أي خطورة على المريض، إلا أنه قد يشعر فقط بألم طفيف لحظة دخول الإبرة في الوريد، وكما قد تظهر كدمة طفيفة لكن سرعان ما تختفي،[8] بالإضافة إلى احتمالية حدوث بعض المضاعفات القليلة والنادرة:[11]

  • الإصابة بعدوى موضعية.
  • تكوّن الورم الدموي، أو النزيف.
  • إصابة الشرايين، أو الأوردة، أو الأعصاب بالتلف.
  • الإغماء الوعائي المبهم (Vasovagal syncope).

تحضيرات ما قبل فحص ألفا-1 مضاد التربسين

غالبًا لا يحتاج فحص ألفا-1 مضاد التربسين إلى الصيام، ولكن قد يُطلب من المريض ذلك في بعض المختبرات الطبية،[12] كما لا يحتاج الفحص إلى أي تحضيرات أُخرى مسبقة،[13] إلا أنّ عينات المرضى الذين يُعانون من فرط الدهنيات غالبًا ما تُرفض.[5]

طريقة إجراء فحص ألفا-1 مضاد التربسين

يُجرى تحليل فحص ألفا-1 مضاد التربسين من خلال سحب عينة الدم من الوريد،[8] باتباع عِدّة خطوات:[11][14]

  1. توجيه المريض إلى إغلاق قبضة اليد لتحديد الوريد المناسب لسحب الدم، عن طريق تحسّسه بإصبع السبّابة.
  2. تعقيم الجلد في المكان المُراد سحب عينة الدم منه بواسطة الكحول، والانتظار 30 ثانية حتى يجف تمامًا.
  3. وضع العاصبة (Tourniquet) حول ذراع المريض، بموضع يرتفع عن الوريد المُراد السحب منه بما يُقارب 10 سنتيمترات تقريبًا، والحرص على عدم بقائها لأكثر من دقيقة.
  4. إدخال الإبرة في وريد المريض، ثم جمع كمية الدم المطلوبة داخل الأنبوب المُخصّص للفحص.
  5. فك العاصبة وإزالة الإبرة، ثم وضع قطعة شاش مُعقمة موضع السحب وتوجيه المريض إلى الضغط عليها لمدة خمسة دقائق.

نتائج فحص ألفا-1 مضاد التربسين

يوجد إنزيم ألفا-1 مضاد التربسين ضمن نطاقات طبيعية مُحدّدة في الدم:[5]

الفئة العمرية

المستويات الطبيعية

حديثي الولادة

(142 - 270) ملليغرام/ديسيلتر

البالغين

(78 - 200) ملليغرام/ديسيلتر

كبار السن

(115 - 200) ملليغرام/ديسيلتر

تفسير نتائج تحليل ألفا-1 مضاد التربسين

يُشير تحليل (Alpha-1 Antitrypsin) المنخفض إلى وجود طفرة جينية في الجين الحامل للإنزيم (AAT) لدى المريض،[8] وتتضمن:

  • الأشخاص الذين يحملون جينًا متحورًا واحدًا (Heterozygous)، لديهم مستويات منخفضة من إنزيم (AAT)، وبذلك هم أكثر عُرضة للإصابة بأمراض الرئة، أو اضطرابات الكبد قبل بلوغ سن 45 عامًا، كما أنهم قد يعانون أعراضًا خفيفة جدًا وقد لا تكون ظاهرة في بعض الأحيان، أو أنهم ممن يحملون جين نقص إنزيم (AAT) دون أي أعراض، إلا أنّ هُناك احتمالية أيضًا لنقل الطفرة الجينية لأبنائهم في المستقبل.[8][12]
  • الأشخاص الذين يحملون جينين متحورين (Homozygous)، فهم غالبًا يُعانون من أمراض الرئة والكبد الشديدة في وقتٍ مبكر من حياتهم.[12]

كما تُشير المستويات المنخفضة لإنزيم (AAT) أيضًا إلى بعض المشكلات الصحية:

  • متلازمة الضائقة التنفسية لدى الرُضع وحديثي الولادة.[12]
  • انتفاخ الرئة المبكر عند البالغين.[12]
  • تليّف الكبد لدى الأطفال.[12]
  • سرطان الكبد عند البالغين.[5]
  • المتلازمة الكلوية.[12]
  • سوء التغذية.[12]
  • الإصابة بأحد أنواع السرطان في مراحله الأخيرة.[12]
  • مرض السيلياك (Celiac disease)، أو ما تُعرَف بحساسية القمح.[3]
  • خلل التنسج العضلي الليفي (Fibromuscular dysplasia).[3]
  • التهاب البنكرياس.[3]

أمّا تحليل (alpha-1 antitrypsin) المرتفع فقد يرتبط بعدّة مشكلات صحيّة:[12][15]

  • الالتهابات الحادة والمزمنة.
  • العدوى.
  • الإصابة ببعض أنواع السرطانات.
  • حالات الحمل.
  • إصابة الغدة الدرقية بأحد أنواع العدوى.
  • التوتر.
  • تناول بعض الأدوية التي قد تزيد من مستويات إنزيم ألفا-1 مضاد التربسين، مثل حبوب منع الحمل، وهرمون الإستروجين، والمنشطات، واللقاحات.
  • الإجهاد الجراحي.
  • التدخين.
كتابة: . خولة يونس - الإثنين ، 30 تشرين الأول 2023
تدقيق طبي: الصيدلانية أسيل الخطيب

المراجع

1.
Uhlig, S., Martin, C., Dreher, M. (2021). Chronic Obstructive Pulmonary Disease. In: Offermanns, S., Rosenthal, W. (eds) Encyclopedia of Molecular Pharmacology. Springer, Cham. Retrieved from https://doi.org/10.1007/978-3-030-57401-7_250
2.
Ho M, Yap J, Bell D, et al. (2009). Chronic obstructive pulmonary disease. Reference article, Radiopaedia.org (Accessed on 22 Aug 2023) . Retrieved from https://doi.org/10.53347/rID-6452
3.
Abdulkarim A, Craig TJ. (2022). Alpha-1 Antitrypsin Mutation. [Updated 2022 Sep 26]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2023 Jan-. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK482180/

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري صدرية أونلاين عبر طبكان
احجز