عملية غلق المهبل: ما خطواتها؟ وهل تفوق إيجابياتها سلبياتها؟

تستخدم عمليّة غلق المهبل لعلاج تدلّي أعضاء الحوض عند فشل الطرق الأُخرى في العلاج، أو في حالات رفض اتباع الوسائل غير الجراحيّة للسيطرة على الأعراض، وتُفيد عملية غلق المهبل النساء اللواتي لا يرغبن بممارسة الجماع كليًّا بعد العمليّة، كذلك اللواتي يعانين من مشكلات صحيّة أُخرى تحول دون قدرتهنّ على تحمّل الجراحة الكاملة والتخدير لفتراتٍ طويلة.

يُعدّ تدلي أعضاء الحوض (Pelvic organ prolapse POP) واحدًا من المشكلات النسائيّة الشائعة التي قد تحدث بسبب ارتخاء التراكيب الداعمة للأعضاء الموجودة داخل منطقة الحوض، كالعضلات، والأنسجة الضامّة، عند توفُّر عوامل مختلفة تؤثر في الجسم وتزيد من احتماليّة حدوث هذه المشكلة، كالولادة، والسمنة، والتقدم في السن، والتعرّض للإصابات المباشرة نتيجة إجراء عملية جراحية في منطقة الحوض، وزيادة الضغط في منطقة البطن، وظهور التشوهات الخلقيّة، وتجدر الإشارة إلى أنّ عمليّة غلق المهبل (Colpocleisis) قد تكون ضمن الحلول المُقترحة لعلاج تدلي أعضاء الحوض عند توفّر مجموعة من الشروط في المرأة المُصابة.[1][2]

ما هو غلق المهبل؟

غلق المهبل (Colpocleisis)، هو إجراءٌ طبي يُستخدم كاستراتيجيّة علاجيّة تهدف إلى إغلاق قناة المهبل لمنع هبوط وتدلّي أعضاء الحوض، ويُعدّ واحدًا من أكثر العمليّات الجراحيّة استقرارًا من بين تلك المُستخدمة لعلاج هبوط الرحم لفتراتٍ طويلة، وأقلّها حاجة للتداخل الجراحي،[2][3] ويُستخدم لغلق المهبل في الوقت الراهن تقنية مُعدّلة عن تقنية غلق المهبل التي وصفها الطبيب ليون ليفورت (Leon LeFort) للمرّة الأولى في عام 1877 ميلادي.[4]

من الجدير بالذكر أنّ مصطلح "Colpocleisis" مُشتقّ من الكلمات اليونانيّة "Kolpos" والتي تعني الطيّات أو التجويف، وكلمة "Cleisis" والتي تعني الإغلاق، ولذلك عُرفت باسم عملية غلق المهبل.[4]

متى يكون العلاج الجراحي مطروحًا لحالات تدلي أعضاء الحوض؟

قد يكون الخيار الجراحي مطروحًا لعلاج مشكلة تدلّي أعضاء الحوض في حال استمرّت أعراض هذه المشكلة دون تحسّن رغم اتباع الطرق غير الجراحيّة لعلاجها والسيطرة عليها، كأداء تمارين أرضيّة الحوض (Pelvic floor exercises) -تمارين كيجل-، واستخدام الفرزجة المهبلية (Pessary)، كذلك قد تُناسب هذه الجراحة النساء اللواتي يعانين من تدلّي أعضاء الحوض ويرفضن استخدام الفرزجة المهبلية لدعم أعضاء الحوض.[5]

يُذكر في هذا السياق بأنّ التدخل الجراحي لعلاج حالات تدلي أعضاء الحوض قد يتّخذ طُرقًا عِدة، فإمّا أن تُجرى جراحة ترميميّة شاملة في الحوض، وإمّا أن تُعطى الأولويّة للإجراءات الانسداديّة البسيطة (Obliterative procedures)، كاختيار عملية غلق المهبل للتخلص من مشكلة تدلي أعضاء الحوض.[2]

خطوات عملية غلق المهبل

تتضمّن عمليّة غلق المهبل إزالة الظهارة المهبلية (Vaginal epithelium) – البطانة الداخليّة للمهبل- عن الطبقات العضليّة الليفيّة أسفلها في الجدار الأمامي والخلفي من المهبل، تليها خطوة تثبيت جدران المهبل سويّة باستخدام الخيوط الجراحيّة.[6]

يعتمد نمط إزالة الظهارة المهبليّة خلال عمليّة غلق المهبل على نوع العمليّة التي يختارها الطبيب، إذ قد يعمد الطبيب في حالة الإبقاء على الرحم إلى ترك بعض الخلايا الطلائيّة في بطانة المهبل كأشرطة على الجدارين الأمامي والخلفي بهدف تكوين قنوات تساعد على تصريف محتويات الرحم بعد خياطة الجدران الأماميّة والخلفيّة معًا، وتُعرف هذه العمليّة باسم غلق المهبل الجزئي أو غلق المهبل لي فورت (LeFort)، ومع ذلك قد يُفيد غلق المهبل الجزئيّ في حالات تدلي أعضاء الحوض بعد استئصال الرحم، وفي بعض الحالات يكون غلق المهبل الكُلّي خيارًا متاحًا للسيطرة على الأعراض المُزعجة لتدلي أعضاء الحوض.[2][6]

تُجرَى عمليّة غلق المهبل -الكليّ أو الجزئيّ- بالتزامن مع عددٍ من الإجراءات الطبية الأُخرى في معظم الحالات، مثل رفو العجان (Perineorrhaphy)، وطي الرافعة (Levator plication)،[2] ويُقصد بـِعملية رفو العجان خياطة العجان بهدف إصلاح تدلّي أعضاء الحوض، سواءً استُخدمت هذه الجراحة وحدها أو إلى جانب أنواعٍ أُخرى من الجراحات، وقد يُستخدم مصطلح رفو العجان أحيانًا للإشارة إلى إصلاح العجان جراحيًّا،[7] بينما تنطوي عمليّة طي الرافعة الشرجية (Levator ani plication) على ثني عضلة الرافعة الشرجية باتجاه الوسط، وضمّ جزءٍ من الطبقة العضلية الليفيّة الجانبيّة لجدار المهبل الخلفيّ.[8]

دواعي غلق المهبل

يُعدّ غلق المهبل خيارًا مناسبًا ومثاليًّا لعلاج تدلي أعضاء الحوض في حالاتٍ معيّنة:[4][9]

  • عدم الرغبة بممارسة الجماع في الوقت الحاضر أو مستقبلًا، واتخاذ قرار نهائيّ بهذا الشأن، إذ قد يتسبّب غلق المهبل في إعاقة الولوج خلال العلاقة الجنسيّة.
  • التقدم في السن، بالأخص عندما تعاني المرأة المُسنّة من مشكلاتٍ في القلب والأوعية الدمويّة، ولا يمكنها تحمّل البقاء تحت تأثير التخدير المُستخدم في عمليات ترميم المهبل لفترةٍ طويلة.
  • الإصابة بأمراض ومشكلات صحيّة أُخرى إلى جانب مشكلة تدلي أعضاء الحوض.

إيجابيّات عملية غلق المهبل

تتراوح نسب نجاح عملية غلق المهبل بين 98%- 100% تقريبًا وفق عددٍ من التقارير المعنيّة بدراسة هذا النوع من الجراحات، وهذا يؤكد فكرة ارتفاع معدلات نجاح هذه العمليّة في السيطرة على أعراض تدلي أعضاء الحوض،[2] ومن الإيجابيات الأُخرى لعملية غلق المهبل:[4]

  • المدة اللازمة لاستكمال الإجراء قصيرة.
  • عدم خسارة الكثير من الدم خلال العملية.
  • سرعة التعافي بعد العملية.

سلبيّات عملية غلق المهبل

تُفيد عملية غلق المهبل في العديد من حالات تدلي أعضاء الحوض،[4] ولكن ثمّة سلبيات أيضًا لهذه العمليّة:[4][9]

  • عدم القدرة على ممارسة الجماع بعد الخضوع للعمليّة.
  • إعاقة الخضوع لفحوصات الرحم وعنق الرحم التي تكشف عن وجود أي تغيّرات غير طبيعيّة فيهما، وقد يُفسّر ذلك ضرورة إخضاع النساء قبل العملية لفحوصاتٍ تكشف عن وجود أيّة اختلالات لديهنّ في عنق الرحم أو في الرحم.
  • عدم ملاءمة غلق المهبل لعلاج تدلي أعضاء الحوض لدى النسوة الأصغر سنًّا، وقد يُعزى ذلك إلى عدم القدرة على التنبؤ بإمكانيّة تكرار حدوث تدلي أعضاء الحوض لدى هذه الفئة أو عدم تكراره.
  • عدم توفر المعرفة الكافية بخصوص فوائد اللجوء لجراحة غلق المهبل.
  • التخوّف بشأن غلق المهبل وعدم القدرة على التراجع عن القرار بعد الخضوع للعملية.
  • احتماليّة التأثير السلبي في النظرة للذات والندم على قبول الخضوع لهذا الإجراء الطبّي، وذلك بسبب التغير الواضح في البنية التشريحيّة للأعضاء الأنثوية بعد الجراحة.

على الرغم من سلبيات الخضوع لعملية غلق المهبل، فقد توصلت دراسة نُشرت في مجلة (Women's health London) في عام 2022 ميلادي، إلى أنّ غلق المهبل يبقى خيارًا قابلًا للتطبيق في حالات تدلي أعضاء الحوض دون مساسه بنوعية الحياة، والنظرة للجسد، والنشاط الجنسي، بالأخص عند حسن اختيار المريض للعمليّة الملائمة له، مع ضرورة إيلاء اهتمامٍ خاص لمشكلات المثانة والأمعاء التي قد تُصاحب عملية غلق المهبل، كونها واحدةً من أهم الأسباب الرئيسيّة لعدم الرضا الذي يتولّد لدى المرضى بعد الخضوع لهذه العملية.[3]

كتابة: الصيدلانية بيان ربيع - الإثنين ، 23 تشرين الأول 2023
تدقيق طبي: الصيدلانية أسيل الخطيب

المراجع

2.
Jones K, Wang G, Romano R, St Marie P, Harmanli O. (2023). Colpocleisis: A Survey of Current Practice Patterns. Female Pelvic Med Reconstr Surg. 2017 Jul/Aug;23(4):276-280. Retrieved from https://doi.org/10.1097%2FSPV.0000000000000372
3.
Felder L, Heinzelmann-Schwarz V, Kavvadias T. (2022). How does colpocleisis for pelvic organ prolapse in older women affect quality of life, body image, and sexuality? A critical review of the literature. Women’s Health. 2022;18. Retrieved from https://doi.org/10.1177/17455057221111067

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري الجراحة النسائية أونلاين عبر طبكان
احجز