عملية تنظير القولون هي إجراء غير جراحي يتضمّن استخدام الطبيب المختصّ لمنظار يحمل كاميرا بتمريره داخل الأمعاء الغليظة عبر فتحة الشرج للتحقّق من أسباب النزيف في المعدة والأمعاء، أو في حال الاشتباه بوجود ورم يُشير إلى الإصابة بسرطان القولون، وغيرها،[1] فما هي عملية تنظير القولون؟ وما هي فوائدها؟وما هي أضرارها؟
تنظير القولون
تنظير القولون (بالإنجليزية: Colonoscopy) هو فحص يمكن إجراؤه في عيادات الجرّاحين خارج المستشفى لمعاينة الأمعاء الغليظة (القولون والمستقيم)، والكشف عن أيّ تغييرات في القولون، مثل تورّم الأنسجة وتهيُّجها، أو وجود كتل غير طبيعية داخل القولون، إذ يمكن إزالة عينة من الأنسجة غير الطبيعية بواسطة منظار القولون لمعاينتها داخل المختبر، كما يُستخدَم لتقييم الأعراض المتعلقة بالجهاز الهضمي، مثل النزيف، وألم البطن، والإمساك أو الإسهال، وتغيُّر في لون البراز أو عدد مرات التبرز.[1][2]
يُجرى تنظير القولون بإدخال منظار القولون عبر الشرج؛ وهو أنبوب طويل ومرن يتصل به كاميرا فيديو تُتيح رؤية القولون كاملًا من الداخل.[2]
الفئات المرشحة لإجراء تنظير القولون
يُوصِي أطباء الجهاز الهضمي بإجراء تنظير القولون حال بلوغ الخامسة والأربعين من العُمر أو أكثر، إذ غالبًا ما يُنصَح بإجراؤه دوريًا كل 10 سنوات تقريبًا، أمّا في حال توافر عدّة عوامل خطر للإصابة بسرطان القولون فقد يُوصي الطبيب بإجراء التنظير في مرحلة عمرية أبكر دون الخامسة والأربعين،[1][2] كما قد يُوصَى بإجراء تنظير القولون للأشخاص الأصغر عمرًا حال توافر عوامل خطر تزيد من احتمالية إصابتهم بسرطان القولون، من عوامل الخطر:[1][3]
- الإصابة بداء السلائل الورمي الغدّي العائلي (بالإنجليزية: Familial polyposis syndrome)، وهو مرض وراثي يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالزوائد اللحمية.
- إصابة أحد أفراد العائلة بسرطان القولون، ويشمل ذلك الأفراد من الدرجة الأُولى، كأحد الوالدين، أو الأخ، أو الأخت، أو أحد الأبناء.
- إصابة عدد كبير من الأقرباء بسرطان القولون.
- الإصابة بأحد أمراض الأمعاء الالتهابية، مثل: داء كرون (بالإنجليزية: Crohn's disease) والتهاب القولون التقرحي (بالإنجليزية: Ulcerative colitis).
- الإصابة بمتلازمة لينش (بالإنجليزية: Lynch syndrome)، أو غيره من الاضطرابات الجينية التي تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان القولون.
- الذكور.
- الوزن الزائد.
- التدخين.
متى يطلب الطبيب تنظير القولون؟
يطلب طبيب الجهاز الهضمي من المريض إجراء تنظير القولون في بعض الحالات:[2][3]
- التحقق من سبب الأعراض الظاهرة المرتبطة بالجهاز الهضمي والأمعاء، بهدف تشخيص المشكلات الصحيّة وراءها، ومن هذه الأعراض ألم البطن، ونزيف المستقيم، والإسهال المزمن، والاضطرابات المعوية الأُخرى.
- خروج دم مع البراز.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- علاج بعض المشاكل في المعدة أو القولون، مثل: وضع دعامة أو إزالة الزوائد اللحمية في القولون.
- الكشف عن وجود أي سلائل (Polyps) جديدة في القولون نتيجة الإصابة السابقة بها، إذ يساعد ذلك على تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون مرةً أُخرى، كما يمكن للطبيب إزالة هذه الزوائد حال العثور عليها خلال التنظير.
- التحقق من وجود أيّ أورام سرطانية في القولون والمستقيم.
التحضيرات قبل تنظير القولون
قد يطلب الطبيب المختصّ تغيير النظام الغذائي في الأيام السابقة لتنظير القولون، كما يجدر التنويه إلى ضرورة إخبار الطبيب عن جميع الأدوية والفيتامينات المُتناولة، إذ قد يلزم إيقافها أو تعديل جرعاتها قبل عملية التنظير،[3] من هذه الأدوية:[2][3]
- الأسبرين (Aspirin).
- بعض أدوية علاج التهاب المفاصل.
- بعض أدوية علاج السكري.
- مضادات التخثر أو مميعّات الدم مثل الوارفارين (Warfarin)، دابيغاتران (Dabigatran)، ريفاروكسيبان (Rivaroxaban).
- مسكنات الألم اللاستيرويدية مثل إيبوبروفين (Ibuprofen)، والنابروكسين (Naproxen).
- المُكملات الغذائية التي تحتوي على الحديد.
كما يجب إخبار الطبيب إذا كان المريض يُعاني من الحساسية تِجاه بعض المواد، مثل اللاتكس، أو أدوية التخدير، أو أيّ أدوية أُخرى، وإخباره في حالة الحمل أو التخطيط له، أو إذا كان المريض مُصابًا بأيّ اضطرابات الدم.[4]
يُوصي الطبيب المُختص في معظم الحالات بتجنب تناول الأطعمة الصلبة قبل يوم إلى ثلاثة أيام من تنظير القولون، ويكتفي المريض بتناول السوائل والمشروبات المُصفّاة في هذه الفترة، ويُشَار إلى ضرورة تجنب شرب السوائل الحمراء أو الجيلاتين (حلوى هُلامية)، لتجنب الخلط بينها وبين شكل الدم في القولون أثناء الإجراء، كما قد يوصي الطبيب بالامتناع الكامل عن تناول المأكولات والمشروبات في الليلة السابقة لعملية التنظير،[2][3] تتضمّن قائمة الأطعمة المسموح تناولها في الأيام السابقة لإجراء تنظير القولون:[3]
- مرق الطعام خالِ الدسم.
- القهوة أو الشاي بدون حليب أو منكهات.
- عصير الفواكه المُصفّى، كالعنب الأخضر والليمون، لكن يُمنَع تناول عصير البرتقال.
- الجيلاتين المُنكّه بالبرتقال أو الليمون.
كما يحتاج المريض لتناول الأدوية الملينّة للأمعاء بالجرعات التي يُوصي بها الطبيب، إمّا قبل الإجراء بيوم فقط، أو في الليلة السابقة لعملية تنظير القولون والصباح التالي لها.[2]
خطوات إجراء تنظير القولون
يُجرى تنظير القولون بتوصية وإشراف مباشر من طبيب الجهاز الهضمي المُتمرّس، تستغرق العملية ما يُقارب 30 إلى 60 دقيقة،[5] ويتطلب إجراء تنظير القولون سلسلة من الخطوات:[4][5]
- التخدير بإعطاء المريض الأدوية المُهدّئة، أو المُخدرة عبر الوريد.
- إعطاء المريض الأكسجين، إذا لزم الأمر، تبقى مستويات كُل من الأكسجين، وضغط الدم، ونبضات القلب تحت المراقبة خلال عملية التنظير.
- توجيه المريض للاستلقاء على الجانب الأيسر مع رفع الركبتين نحو منطقة الصدر.
- إدخال منظار القولون عبر فتحة الشرج باتجاه المستقيم والقولون، كما يُطلب من المريض -في حال كان مستيقظًا- التنفُّس ببطء وبعمق أثناء إدخال المنظار، إذ قد يتسبّب بالألم، يمكن تغيير وضعيّة المريض لتسهيل دخول المنظار.
- نفث الهواء عبر المنظار لتوسعة القولون وتسهيل رؤيته جيدًا، أيضًا قد يستخدم الطبيب الماء داخل القولون بُغية تنظيفه، كما قد يسحب أيّ براز سائل موجود بواسطة أداة الشفط.
- يبدأ الطبيب بمعاينة القولون من الداخل عبر المنظار، وأخذ الصور له، كما قد ينزع جزءٌ صغير جدًا من النسيج (خزعة) الموجود في بطانة القولون حال الاشتباه برؤية أيّ كتل أو أورام غير طبيعية.
- يسحب الطبيب منظار القولون ببطء عند الانتهاء من التنظير.
ما بعد تنظير القولون
بعد إجراء التنظير قد يحتاج المريض إلى المكوث في غرفة الإنعاش، بعدها قد يُنقل إلى غرفة عادية في المستشفى أو قد يُسمَح له العودة لمنزله مباشرةً في بعض الحالات، ويعتمد ذلك على نوع التخدير، من الممكن أن يشعر المريض بوجود غازات وتقلصات في المعدة، لكنّها غالبًا ما تزول بسرعة، كما يمكن رؤية دم مع البراز بعد التنظير يستمر لمدة يومين، خاصةً إذ أخذ الطبيب خزعة أو أزال سلائل لحمية من القولون، ولكن إذا استمر خروج الدم مع البراز ورافقه ألم البطن أو الحُمى خلال الأسبوعين التاليين للعملية حينها تجب مراجعة الطبيب، كما يجب يُنصَح بتجنب قيادة السيارة أو العودة إلى العمل في ذات اليوم الذي أُجريَت به عملية التنظير.[1][2]
مخاطر عملية تنظير القولون
يندُر أن ترافق عملية تنظير القولون أيّ مخاطر مُحتملَة،[2] لكن يمكن أن تحدث بعض المضاعفات لدى إجراء تنظير القولون، ويُفضّل مراجعة الطبيب لدى الشعور بها:[2][3]
- تفاعلات تحسسية مع نوع المخدر المُستخدم خلال التنظير.
- ثقب في القولون أو المستقيم.
- نزيف موضع الخزعة أو السلالة اللحميّة المُزالة.
- ألم شديد في البطن.
من المضاعفات التي يجدر مراجعة الطبيب فورًا لدى الشعور بها:[2][3]
- الحُمى.
- نزيف مستمر من فتحة الشرج.
- الضعف العام.
- الدوخة.
هل يمكن إجراء تنظير القولون أثناء الدورة الشهرية؟
نعم، من الممكن إجراء تنظير القولون خلال أيام الدورة الشهرية.[1]
هل يمكن إجراء تنظير القولون للحامل؟
يجب على المرأة الحامل استشارة طبيب النسائية المُشرف على حالتها قبل إجراء تنظير القولون، ويُفضّل تأجيل تنظير القولون بعد الولادة إذا كان الغرض منه تشخيص روتيني فقط، لكن إذا اضطرت الحالة لذلك فغالبًا ما يُعدّ تنظير القولون للحامل آمنًا.[1]