لطالما كان للصيام في شهر رمضان المبارك آثارٌ مذهلة في تهذيب النفس وضبطها وتحسين الصحة، إذ أشارت دراسات عديدة سابقة إلى ارتباط الصيام عامةً بانخفاض احتمالية الوفاة جرّاء الأمراض مزمنة، ومؤخرًا ازداد عدد الأبحاث الطبية التي تدرس العلاقة بين صيام شهر رمضان تحديدًا وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
عادةً ما ترتبط أمراض القلب والأوعية الدموية في الأساس بالإصابة باضطرابات صحيّة أيضية، مثل ارتفاع ضغط الدم، ومستوى الدهون، وسكر الدم، والتدخين، والسمنة، إذ تشترك جميعها في إمكانية السيطرة عليها والتخلص منها عن طريق تبني نظام حياة صحي، كاتباع حمية غذائية متوازنة، والنشاط الجسدي، والتوقف عن التدخين، وتجدر الإشارة إلى أن صيام شهر رمضان المبارك خير مثال على ذلك النمط الصحي، فهو يعتمد على الحدّ من السعرات الحرارية المتناولة من خلال حصر ساعات تناول الطعام.
تبعًا لما سبق، أجرى مجموعة من الباحثين مراجعة منهجية شاملة لمجموعة من الدراسات السريرية لتسليط الضوء على تأثير صيام شهر رمضان في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى البالغين الأصحاء مقارنةً بغيرهم من البالغين الأصحاء الذين لا يصومون شهر رمضان، إذ أشارت نتائج المراجعة إلى ارتباط صيام شهر رمضان بتحسن الاضطرابات الصحية الأيضية المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية مقارنةً بغير الصائمين، خصوصًا فيما يتعلق بضبط ضغط الدم المرتفع وخسارة الوزن الزئد، ورجّح الباحثون سبب ذلك إلى عدم تناول الطعام أو الشراب خلال اليوم، مما قلل مستوى هرمون الإنسولين الذي يؤثر في الجهاز العصبي ويرفع من ضغط الدم.
المرجع:
- Gholampoor, N., Sharif, A. H., and Mellor, D. (2024). The effect of observing religious or faith-based fasting on cardiovascular disease risk factors: A systematic review and meta-analysis. Nutrition, Metabolism and Cardiovascular Diseases, https://doi.org/10.1016/j.numecd.2024.02.002