لطالما استخدمت الحوامل دواء باراسيتامول (Paracetamol) الشهير لعلاج آلامهن خلال فترة الحمل، إذ يُنظر إليه على أنه أكثر أنواع المسكنات أمانًا وأقلها تسببًا بأعراضٍ جانبية على الجنين، لذا تنصح الكلية الأمريكية لأطباء النسائية التوليد بالباراسيتامول كخيار أول للتخلص من الآلام وتخفيف الحمّى خلال الحمل في ظل ارتباط مسكناتٍ أُخرى باعتلالات لدى الأجنة، وذلك على الرغم من قلة الدراسات السريرية حول مأمونية استعمال باراسيتامول خلال الحمل إذ رُصدت حالات قليلة فقط لحدوث أعراض جانبية مرتبطة به.
ظهر مؤخرًا دليلٌ يشير إلى علاقة تناول دواء باراسيتامول خلال الحمل بإصابة الأجنة باضطرابات الكلام، خصوصًا مع المعرفة الوثيقة حول قدرته على عبور المشيمة إلى الجنين، وهو ما دفع الباحثون إلى دراسة تأثيره على المدى البعيد عبر دراسة حديثة نُشرت نتائجها في مجلة (Pediatric Research).
شملت الدراسة مجموعة من الحوامل في الفترة بين الشهر الثاني والرابع، ممن أبدين رغبة في تقديم تقارير مستمرة حول تأثير تناول الباراسيتامول خلال فترة الحمل كلها، إذ استمرت الدراسة في الفترة بين عام 2013 و2020 ميلادي، قاس خلالها الباحثون القدرة اللغوية لدى أطفال هؤلاء الحوامل في مقتبل أعمارهم.
خلُصت الدراسة إلى نتيجة مفادها ارتباط تناول كميات كبيرة من مسكن باراسيتامول خلال الحمل بضعف تطور اللغة والكلام لدى الأطفال الذكور بالتحديد، خصوصًا لدى تناوله في الثلث الثاني والثالث من الحمل، لكن تجدر الإشارة إلى ضرورة إجراء المزيد من الدراسات السريرية على مستوى أشمل وأوسع لمعرفة تأثير باراسيتامول في التطور العصبي لدى الأطفال.
المرجع:
- Examining the relationship of acetaminophen use during pregnancy with early language development in children. Woodbury, M.L. et al., Pediatric Research (2023), DOI: https://doi.org/10.1038/s41390-023-02924-4