أشارت دراسة سريرية حديثة نُشرت في مجلة (The BMJ today) إلى أن تناول بعض الأشكال الكيميائية لهرمون البروجيستيرون (Progestogen)، وهو أحد الهرمونات الجنسية التي تُستخدم لعلاج اضطرابات الدرورة الشهرية، وكمانع للحمل، وعلاج بعض الأعراض التي تُصيب النساء خلال فترة انقطاع الطمث، قد يتسبب بأورام في الدماغ، تحديدًا الأورام السحائية في قشرة الدماغ (Intracranial meningioma).
يُذكر بأن الأورام السحائية تُشكّل نحو 40% من مجموع الأورام التي تصيب الجهاز العصبي المركزي، وهو ورم يتميز بنموه البطيء الذي يكون حميدًا في معظم الحالات، إلّا أنه قد يتسبب بالضغط على أنسجة الدماغ الأخرى لدى نموّه، مما يحتّم الخضوع لعملية جراحية لاستئصاله، كما تجدر الإشارة إلى أن احتمالية ظهوره تزداد مع التقدم في السن، خصوصا لدى النساء اللواتي تجاوزن 65 عامًا.
حلل ثلّة من الباحثين بيانات مجموعة من النساء الفرنسيات ممن تبلغ متوسط أعمارهن 58 عامًا، وقد خضعن لعملية استئصال الورم السحائي في الفترة الواقعة بين الأعوام 2009 -2018 ميلادي، إذ رصد الباحثون استخدامهن لبعض مشتقات هرمون بروجيستيرون بواقع وصفة طبية واحدة على الأقل في السنة التي سبقت خضوعهن لعملية الاستئصال.
توصَّل الباحثون إلى نتيجة مفادها أن استخدام ميدروجيستون (Medrogestone)، وأسيتات ميدروكسي بروجستيرون (Medroxyprogesterone acetate)، وبروميجيستون (Promegestone)، لمدة طويلة ارتبط بزيادة خطر الإصابة بأورام سحائية، لكن لا يزال هناك حاجة ماسة لإجراء دراسات أخرى إضافية لتوضيح العلاقة بين الهرمون والورم السحائي بصورة أدق.
المرجع:
- Roland, N., et al. (2024) Use of progestogens and the risk of intracranial meningioma: national case-control study. BMJ. https://doi.org/10.1136/bmj-2023-078078