تصوير الثدي (الماموغرام)

تصوير الثدي أو ما يدعى بالماموجرام هو أحد الفحوصات الإشعاعية ثنائية الأبعاد التي تُستخدم للكشف المبكر عن سرطان الثدي، وتشخيص بعض المشكلات الأُخرى في الثدي، يعتمد على الأشعة السينية منخفضة الطاقة، ويُجرى بإشراف طبيب الأشعة.

يُوصَف سرطان الثدي على أنّه ثاني أكثر الأسباب الشائعة المُسبّبة للوفاة عند النساء في العالم، وغالبًا ما يظهر سرطان الثدي دون أعراضٍ واضحة، إذ تُكشف معظم الحالات من خلال الفحص الروتيني المُستخدم للكشف عن سرطان الثدي، ويعدّ تصوير الثدي الشعاعي (Mammography) المعروف بالماموجرام أحد الطرق المُستخدمة للكشف عن الإصابة بسرطان الثدي،[1] فما هو الماموجرام؟ وكيف يُجرى؟

ما هو تصوير الثدي؟

تصوير الثدي الشعاعي (الماموجرام)، هو أحد الفحوصات الإشعاعية التي تُعطي صورة ثنائية الأبعاد لأنسجة الثدي الداخلية باستخدام الأشعة السينية (X-ray) -منخفضة الطاقة- التي تخترق أنسجة الثدي للكشف عن وجود أي تشوّهات، أو كتل، أو تكلّسات داخل الثدي،[2] وقد أسهم فحص الماموجرام في خفض معدل الوفيات الناتجة عن سرطان الثدي بنسبة تُقارب 40%، ويُعدّ أيضًا من أهم الفحوصات التي تسمح بملاحظة أي تغيّراتٍ في أنسجة الثدي -إن وُجدت- عند الخضوع لها سنويًا وباستمرار، خصوصًا عند النساء اللواتي يمتلكنّ أثداء بكثافة نسيجيّة مرتفعة.[3]

ما هي أنواع تصوير الثدي؟

يوجد نوعان لتصوير الثدي الشعاعي (الماموجرام):[4]

  • تصوير الثدي الإشعاعي الاستطلاعي (Screening mammography))، هو ذاته الفحص السنوي للكشف عن سرطان الثدي، والذي لا يستدعي إجراؤه ظهور أيّ أعراض واضحة، إذ يُجرى من خلال أخذ صور لأنسجة الثدي من زاوية عمودية أعلى وأسفل الثدي، ومن زاوية أفقية لكلا جانبي الثدي مرورًا بمنطقة تحت الإبط.[3][4]
  • تصوير الثدي الإشعاعي التشخيصي (Mammography diagnostic)، وهو ما يُجرى عادةً عند الكشف عن وجود تشوهات في أنسجة الثدي بعد الخضوع لفحص الماموجرام الاستطلاعي، أو في حال ظهور أحد الأعراض كوجود ورم أو كتلة واضحة في الثدي، إذ يتضمّن أخذ صور للثدي من عِدّة زوايا مختلفة والتركيز على مناطق مُعينة في الثدي، وغالبًا ما يُجرى بإشراف طبيب الأشعة.[3][4]

دواعي إجراء تصوير الثدي

غالبًا ما يُجرى تصوير الثدي (الماموجرام) لعدّة أسباب:

  • الكشف عن الإصابة بسرطان الثدي للنساء اللاتي لا تظهر عليهن أي أعراض.[5]
  • تقييم المشاكل والتشوهات في الثدي.[5]
  • متابعة فئات من النساء اللواتي يرتفع لديهن خطر الإصابة بسرطان الثدي:[6]
    • إصابة سابقة بسرطان الثدي.
    • تضخم الأقنية الشاذ (Atypical ductal hyperplasia) عند إجراء خزعة الثدي.
    • ظهور الورم الفصيصي (Lobular neoplasia) في خزعة الثدي.
  • فحص النساء اللاتي لديهن طفرات جينية (BRCA1, BRCA2) تُعرضهنّ للإصابة بسرطان الثدي.[6]
  • متابعة النساء ممّن لديهنّ تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي، إذ يُنصح بالخضوع لفحص تصوير الثدي قبل عشر سنوات من العمر الذي أُصيبت فيه أصغر أقارب الدرجة الأولى سنًا.[6]
  • الخضوع للعلاج الإشعاعي في منطقة الصدر عن عمرٍ يُناهز 10 إلى 30 عامًا.[6]
  • النساء اللواتي يُعانين من ظهور أحد الأعراض:[7][8]
    • آلام في الثدي.
    • تورم الثدي.
    • ظهور كتلة في الثدي.
    • خروج إفرازات من الحلمة.
    • تغيرات طبيعة جلد الثدي (تنقر الجلد).
    • زيادة سماكة جلد الثدي.
  • تحديد موقع الكتلة غير الظاهرة داخل الثدي لغايات أخذ الخزعة.[8]

مخاطر تصوير الثدي

يستخدم جهاز تصوير الثدي الإشعاعي (الماموجرام) تقنيات تصوير تُقلل من التعرّض للإشعاع أثناء الفحص، ومع ذلك فإنّ هذه الجرعات القليلة من الإشعاع قد تكون مصدر قلق خلال تصوير الثدي لحساسية أنسجة الثدي للإشعاع، لذا غالبًا ما يُوصى بإجراء تصوير الثدي للنساء اللاتي تزيد أعمارهنّ عن الأربعين عامًا، إذ تقل احتمالية الإصابة بأضرار الماموجرام عند التقدم في العمر، كما تِقل حساسية أنسجة الثدي نتيجة تعرضها للإشعاع.[9]

تحضيرات تصوير الثدي

ينبغي على المريضة قبل الخضوع لفحص تصوير الثدي مراعاة بعض الإرشادات:

  • تجنب إجراء تصوير الثدي الإشعاعي خلال الأسبوع الذي يسبق موعد نزول دم الحيض، بل اختيار وقت التصوير بعد أسبوع من انقضاء فترة الدورة الشهرية، إذ غالبًا ما يكون الثدي مؤلمًا لدى لمسه خلال هذه الفترة.[7]
  • إحضار نتائج تصوير الثدي الإشعاعي السابقة -في حال وجودها- حتى يتمكّن الطبيب من مقارنتها بنتائج الفحص الحالي.[7]
  • عدم استخدام مزيلات العرق، أوالبودرة، أوالعطور في نفس يوم الفحص، إذ إنّ هذه المواد الكيميائية قد تتداخل مع نتائج صور الماموجرام.[10]
  • خلع المجوهرات والحليّ المُحيطة بمنطقة الرقبة والصدر.[8]
  • ارتداء ملابس فضفاضة يسهل خلعها والكشف عن الجزء العلوي من الجسم.[10]
  • تغطية الحلمات والشامات الكبيرة -حال وجودها- باستخدام لاصِقات صغيرة مُخصصة.[10]
  • تقليل تناول مشروبات الكافيين لمدة ثلاثة أشهر قبل الخضوع للفحص لتخفيف الألم.[10]
  • تناول أحد أنواع المُسكنات قبل ساعة من الخضوع للإجراء، أو استخدام الليدوكائين الموضعي (Lidocaine) للتخفيف من الألم.[10]

ويجدر على المريضة إطلاع الطبيب على جميع العلاجات المُستخدمة، أو العمليات الجراحية التي قد خضعت لها سابقًا مثل عمليات تكبير الثدي.[7][8]

طريقة تصوير الثدي

يستغرق فحص تصوير الثدي الماموجرام ما يُقارب 10 إلى 30 دقيقة،[8][10] ويُجرى في قسم الأشعة داخل المستشفيات أو مراكز الأشعة الخاصة،[8] ضمن سلسلة من الخطوات:

  1. وضع أحد الثديين في كل مرة على اللوح أو الصفيحة في المكان المُخصّص له.[8]
  2. يُضغط الثدي بين الصفيحتين لتقليل كمية الأنسجة التي ستعبُر من خلالها الأشعة السينية، كما قد يزيد ضغط الثدي من جودة الصورة الإشعاعية للثدي.[3]
  3. التقاط صور الأشعة من عدّة زوايا، وأثناء ذلك قد يطلب طبيب أو فني الأشعة من المريضة حبس نفَسها عند أخذ كل صورة.[11]

جهاز تصوير الثدي (الماموجرام)

يبدو شكل جهاز الماموغرام وكأنه صندوق كبير يتصل به أنبوب خاص يُرسل الأشعة السينية، [7] بالإضافة لوجود صفيحتين ذوات أسطح مستوية تُسمى بِالضاغطة (Compressor)، يُثبَّت عليها الثدي ثمّ يُضغط ليصبح مُفلطحًا، ممّا يسمح لأنسجة الثدي بأن تصبح مستوية للحصول على أفضل تقييم تشخيصي.[11]

نتائج تصوير الثدي

يُفسّر طبيب الأشعة نتيجة فحص الماموجرام،[8] عن طريق كتابة تقرير الأشعة الذي يُرفقه إلى جانب صور الأشعة، ثم تُرسل لاحقًا إلى الطبيب الاختصاصي المُشرف على المريضة،[7] ويُشار إلى نتائج أنسجة الثدي التي لا تظهر فيها أي تشوهات، أو تكلسات، أو كتل غير اعتيادية بأنها طبيعية، وليس من الضرورة أن تكون جميع النتائج غير الطبيعية لفحص الماموجرام سرطانية، إنمّا قد يكون مُعظمها كتل أو أورام حميدة ولا تدعو إلى القلق، إلا أنّها قد تحتاج إلى المزيد من الفحوصات الإشعاعية لتحديد التشخيص، وتُجرى خزعة الثدي في حال الاشتباه بأنّها سرطانية،[11] ومن الدلائل التي قد يراها طبيب الأشعة في نتائج صور الثدي الإشعاعية:[11][12]

  • بقع شفافة منتظمة ومحددة الحواف، وقد تُشير إلى وجود التكيّسات وعلى الأرجح بأنها غير سرطانية.
  • ظهور كتل غير منتظمة الشكل في الثدي.
  • ظهور مناطق ذات كثافة أعلى من غيرها في نفس الثدي، وقد تُشير إلى سرطان الثدي.
  • التكلّسات، وغالبًا ما تكون ذات شكل عنقودي وسرطانية بنسبة 60%، أمّا التكلسات الحميدة فقد تكون بيضاوية، أو على شكل أوعية دموية، أو عصوية، أو تكلسات على شكل فشار.

تميل الكتل غير الحميدة (السرطانية) بأن تكون ذات حواف غير منتظمة، أو غير واضحة، أو مشققة، كما أنّها تكون أكثر كثافة من أنسجة الثدي الطبيعية،[13] كما وتُشير النتائج غير الطبيعية إلى الإصابة بأحد الأمراض:[8]

  • التهاب الثدي القيحي الحاد (suppurative mastitis).
  • خرّاج الثدي.
  • تغيرات الثدي الكيسية الليفية (Fibrocystic changes).
  • تكيسات الثدي.
  • الورم الغدي الليفي الحميد (Fibroadenoma).

تفسير نتائج فحص الماموجرام

أنشأت الكلية الأمريكية للأشعة (ACR) نظام يُبيّن مرحلة، وحجم، ومدى انتشار سرطان الثدي (BI-RADS) وفقًا لِفئات مُصنّفة، وذلك لغايات توحيد تفسير التصوير الشعاعي للثدي،[13] كما هو مُدرج في الجدول:[8][13]

الفئة

تفسير النتائج

0

ملاحظة وجود خلل مُعين غير طبيعي، ويُنصح عندها بتكرار الفحص الماموجرام مرة أُخرى.

1

نتيجة سلبية، أيّ لم يلاحَظ وجود أي تشوّه أو أنسجة غير طبيعية.

2

ملاحظة نتائج حميدة (غير سرطانية).

3

احتمال نتائج حميدة، إلا أنّها بحاجة إلى المزيد من الفحوصات.

4

نتائج مُشتبَه بها، ويجب إجراء خزعة الثدي.

5

اشتباه شديد بأورام سرطانية، يجب اتخاذ الإجراء المناسب.

6

سرطان الثدي، ويجب اتخاذ الإجراء المناسب.

موانع إجراء تصوير الثدي

تُستثنى بعض النساء من الخضوع لإجراء تصوير الثدي الماموجرام:[8]

  • الحوامل، وذلك لتجنب تعرّض الجنين لخطر الأشعة.
  • النساء اللاتي تقل أعمارهنّ عن 25 عامًا.

الجدير بالذكر بأنّه لا يُوصَى بإجراء فحص الماموغرام قبل سن الأربعين للنساء اللاتي لا يُعانين من أعراضٍ ذات صِلة بسرطان الثدي، خصوصًا إذا كان معدل خطر الإصابة معتدلًا لديهُن، كما لا تُستثنى المرأة المُرضع من الخضوع لفحص تصوير الثدي الماموجرام، إنمّا يستلزم خضوعها لتعليمات وإرشادات خاصة قبل الفحص.[6]

عوامل تؤثر في تصوير الثدي

تؤثر بعض العوامل في جودة تصوير الثدي ومن أبرزها:[14]

  • كثافة الثدي الدهنيّة.
  • معدّات الأشعة السينية.
  • التقنية المُستخدمَة لمعالجة الصور.
  • مهارات فني الأشعة.
  • ضغط الثدي أثناء التصوير.

تصوير الثدي الرقمي

تصوير الثدي الرقمي (Digital mammography) هو أحد تقنيات تصوير الثدي باستخدام الأشعة السينية، إلا أنّه يُعطي صورًا ثلاثية الأبعاد لأنسجة الثدي الداخلية، وما يُميّز تصوير الثدي الرقمي عن تصوير الثدي التقليدي (ثنائي الأبعاد) قدرته على الكشف عن الكتل المشبوهة التي قد لا تظهر خلال تصوير الثدي التقليدي بسبب الكثافة العالية للأنسجة، وزيادة فرصة اكتشاف سرطان الثدي بنسبة تُقدّر (15 - 30)%،[2][3] فباتت تقنية تصوير الثدي الرقمية تتُيح فرصة الحصول على نتائج ذات دِقّة عالية إلى جانب انخفاض نسبة التعرّض لِلإشعاع،[7] وعلى الرغم من أنّها ذات تكلفة مرتفعة مقارنةً بِالماموجرام التقليدي، إلا أنّها قد تكون مفيدة للنساء اللاتي تقِل أعمارهنّ عن 50 عامًا، وقد سبقت الموافقة عليه من مؤسسة الغذاء والدواء الأمريكية عام 2000 ميلادي.[10]

كتابة: . خولة يونس - الخميس ، 06 تموز 2023
تدقيق طبي: الصيدلانية أسيل الخطيب
آخر تعديل - الخميس ، 06 تموز 2023

المراجع

1.
Fadi M. Alkabban. (2022). Breast Cancer. Retrieved from https://www.statpearls.com/articlelibrary/viewarticle/18564/
2.
Iranmakani, S., Mortezazadeh, T., Sajadian, F. et al. (2020). review of various modalities in breast imaging: technical aspects and clinical outcomes. Egypt J Radiol Nucl Med 51, 57 . Retrieved from https://doi.org/10.1186/s43055-020-00175-5
3.
Harjit Singh, Janet A Neutze. (2012). Radiology Fundamentals Introduction to Imaging & Technology Fourth Edition .

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري الكشف المبكر عن سرطان الثدي أونلاين عبر طبكان
احجز