تحليل الأميليز في الدم والبول: على ماذا تدل نتائجه؟ وما طريقة إجراؤه؟

تحليل الأميليز في الدم والبول هو أحد الفحوصات المخبرية التي يُجريها الطبيب للكشف عن اضطرابات البنكرياس خصوصًا التهاب البنكرياس، والأميليز من الإنزيمات التي يفرزها البنكرياس ليُسهم في هضم الكربوهيدرات، إذ يوجد في الدم ضمن نطاقاتٍ طبيعية مُحدّدة، وتُشير المستويات المرتفعة أو المنخفضة للأميليز إلى وجود مشكلة صحيّة تتطلّب العلاج.

يُعدّ التهاب البنكرياس الحاد (Acute pancreatitis) أحد أكثر الاضطرابات الهضمية شيوعًا التي قد تُصيب الأطفال والكبار، وغالبًا ما تحتاج إلى علاج داخل المُستشفى مع رقابة طبية مباشرة، إذ من المُمكن أن يتطور المرض ويؤدي إلى الإصابة بمضاعفاتٍ خطيرة، يُشخص الطبيب إصابة المريض بالتهاب البنكرياس الحاد من خلال الأعراض الظاهرة، وبعض الفحوصات الإشعاعية، مثل ألتراساوند البطن (Transabdominal ultrasound)،[1][2] أو الفحوصات المخبرية، مثل فحوصات وظائف البنكرياس، ومنها الأميليز (Amylase)،[3] فما هو فحص الأميليز؟

تحليل الأميليز في الدم والبول؟

تحليل الأميليز في الدم والبول هو أحد الفحوصات المخبرية التي تقيس تركيز إنزيم الأميليز في الدم والبول، والأميليز هو إنزيم يفرزه البنكرياس لهضم الكربوهيدرات، إذ يوجد في الدم ضمن نطاقاتٍ طبيعية مُحدّدة، إلا أنّ حدوث بعض المشاكل في البنكرياس قد تؤدي إلى ارتفاع مستوياته في الدم خلال 12 إلى 24 ساعة من الإصابة، لكن يُرتشح الأميليز بواسطة الكلى لتعود مستوياته كما كانت في الدم بعد مرور يومين إلى ثلاثة أيام، إلا أنّه يبقى في ارتفاع مستمر في حال عدم علاج المشكلة، ممّا يؤدي إلى ارتفاع مستوياته في البول أيضًا بعد عِدة أيام من ارتفاعه في الدم،[4][5] كما أنّ انخفاض مستوياته في الدم والبول يرتبط بأحد اضطرابات البنكرياس والغدد اللعابية كونها تفرز جزءًا من إنزيم الأميليز أيضًا.[6]

دواعي إجراء تحليل الأميليز في الدم والبول

يُجري الطبيب غالبًا تحليل الأميليز في الدم لتشخيص اضطرابات البنكرياس خصوصًا التهاب البنكرياس،[7] بالإضافة إلى عدّة أسباب:

  • ظهور أحد أعراض اضطراب البنكرياس:[6][8]
    • ألم شديد في الجزء العلوي من البطن يزداد سوءًا بعد تناول الطعام، وقد ينتشر إلى منطقة الظهر.
    • فقدان الشهيّة للطعام.
    • الحمّى.
    • الشعور بالغثيان.
    • التقيؤ.
    • اليرقان (اصفرار الجلد).
    • تسارع في ضربات القلب.
    • البراز الدهني كريه الرائحة.
    • انتفاخ البطن.
    • تنفّس سريع وعميق (صعوبة في التنفس).
    • التعرّق.
  • الكشف عن بعض المشاكل المرَضية، مثل سرطان البنكرياس، واضطرابات المرارة، والنُكاف، بالإضافة إلى متابعة اضطرابات الأكل، وحالة مُتعاطيي الكحول والتليّف الكيسي.[6][7]
  • مراقبة علاج اضطرابات الجهاز الهضمي، واضطرابات الغدد اللعابية.[6]
  • تحديد السبب الأساسي لالتهاب البنكرياس -في حال كان ناجمًا إمّا عن حصى في المرارة أو لتعاطي الكحول- إذ يُسبّب حصى المرارة ارتفاعًا شديدًا في الأميليز أكثر ممّا هو عليه من التهاب البنكرياس الناتج عن تعاطي الكحول.[9]

أمّا تحليل الأميليز في البول فقد يُجرى إلى جانب فحص الأميليز في الدم،[7] وقد يطلبه الطبيب بعد فحص الدم لمراقبة علاج المريض، إذ تبقى مستويات الأميليز في البول مرتفعة بعد الإصابة بنوبة التهاب البنكرياس الحاد لمدة أسبوعين، لذا قد يفيد تحليل الأميليز في البول في مراقبة انخفاض مستوياته.[10]

تحضيرات ما قبل إجراء تحليل الأميليز في الدم والبول

على المريض الالتزام ببعض التعليمات عند إجراء تحليل الأميليز في الدم والبول:[10][11]

  • يتعيّن على المريض عند إجراء تحليل الأميليز في الدم الامتناع عن تناول الطعام لمدة ساعتين، ولا مانع من شرب الماء فقط.
  • يُستحسن شُرب كمية وفيرة من الماء في حال طُلب من المريض جمع عينة البول لمدة 24 ساعة -عند إجراء تحليل الأميليز في البول- لتجنب الإصابة بالجفاف.
  • إطلاع الطبيب على الأدوية التي يتناولها المريض، إذ إنّ الأدوية التي تُسبّب تشنجات في العضلة العاصرة الكبدية (The sphincter of Oddi) تُسبب ارتفاع مستوى الأميليز في الدم، لذا يُفضّل الحصول على عينة الدم قبل تناول الدواء.
  • تجنب تناول الكحول والأدوية المُخدرة.

طريقة إجراء تحليل الأميليز في الدم والبول

يُجرى تحليل الأميليز في الدم والبول كما هو موضّح أدناه،

تحليل الأميليز في الدم

تستغرق عملية سحب الدم أقل من خمس دقائق تقريبًا،[6] ويُجرى فحص الأميليز في الدم باتباع عِدّة خطوات:[4][6]

  1. سحب عينة الدم بواسطة إبرة صغيرة من الوريد في ذراع المريض.
  2. إزالة الإبرة والضغط موضع السحب بواسطة قطنة نظيفة لمنع خروج الدم.
  3. تفريغ عينة الدم داخل الأنبوب المُخصص للفحص.

لا يتأثر مستوى الأميليز في عينة الدم بدرجة حرارة الغرفة حتى مرور أربعة أيام، زذلك بعد فصلها والحصول على المصل، كما يمكن حفظها مُبردة لمدة أسبوعين عند خمس درجات مئوية.[9]

تحليل الأميليز في البول

يُجرى تحليل الأميليز في البول بجمع عينة البول بعد طرح ما يقارب نصف كمية البول،[6] باتباع مجموعة من الإرشادات:[6]

  1. غسل اليدين جيدًا في الماء والصابون.
  2. تنظيف المنطقة التناسلية جيدًا.
  3. جمع عينة البول من خلال التبوّل بدايةً في المرحاض لثوانِ ثم التوقف، وجمع ما تبقّى من البول باستكمال التبوّل داخل العبوّة المُخصصة التي يمكن الحصول عليها من المختبر، مع الحرص على عدم لمسها من الداخل.

يمكن أن يطلب الطبيب تجميع عينة البول لمدة 24 ساعة للحصول على نتيجة أكثر دقّة، إذ إنّ تركيز الأميليز في البول يتغيّر على مدار اليوم،[6] يُنصح باتباع بعض التعليمات عند جمع عينة البول في هذه الحالة:[10]

  1. تفريغ المثانة بدايةً وطرح البول في المرحاض، ثم تدوين الوقت على العبوّة المُخصصة، وبعد ذلك البدء بجمع العينة حتى مرور 24 ساعة.
  2. تخزين عينة البول داخل الثلاجة خلال فترة جمع البول.

يجب إجراء تحليل الأميليز في عينة البول خلال 12 ساعة من جمع العينة في درجة حرارة الغرفة، ويمكن حفظها مبردة في خمس درجات مئوية لمدة خمسة أيام دون يتأثر تركيز الأميليز فيها.[9]

تجدر الإشارة إلى إمكانية إجراء تحليل الأميليز بأخذ عينة من السائل الصفاقي أثناء خضوع المريض لجراحة في البنكرياس للكشف عن ورم أو التهاب البنكرياس.[9]

مخاطر إجراء تحليل الأميليز في الدم والبول

ليس هناك أي مخاطر تتعلق بإجراء فحص الأميليز في الدم والبول، إلا أن المريض قد يشعر بوخز طفيف لحظة إدخال الإبرة في الوريد أثناء عملية سحب الدم.[6]

نتائج فحص الأميليز في الدم والبول

تميل مستويات الأميليز إلى الارتفاع قليلًا عند الحوامل وكبار السن مقارنةً مع باقي الفئات،[11] وتتراوح المستويات الطبيعية لتحليل الأميليز في الدم والبول كما هو موضّح:[4][10]

نوع العينة

النطاقات الطبيعية


تحليل الأميليز في الدم


البالغين

(30 - 220) وحدة/لتر

حديثي الولادة

(6 -65) وحدة/لتر



تحليل الأميليز في عينة البول


عينة البول لساعتين


( 4 - 400) وحدة/لتر


عينة البول 24 ساعة


(24 - 76) وحدة/ملليلتر


تفسير نتائج تحليل الأميليز في الدم والبول

يُعد فحص الأميليز في الدم والبول من الفحوصات ذات الحساسية العالية لوجود المرض من عدمه، إلا أنّه غير قادر على تحديد المشكلة الأساسية، وترجع أسباب ارتفاع الأميليز إلى عدة اضطرابات ومشاكل،[4] أبرزها:

  • التهاب البنكرياس.[10]
  • إدمان الكحول.[10]
  • الحِماض الكيتوني السكري (المرتبط بزيادة إفراز الأميليز في الغدد اللعابية).[10]
  • الفشل الكلوي.[10]
  • الأورام، مثل ورم القواتم (ورم نادر يحدث في الغدة الكظرية (Pheochromocytomas)، والورم النخاعي (Myelomas).[10]
  • انسداد قنوات البنكرياس، أو نقص تروية البنكرياس.[10]
  • القرحة الهضمية.[11]
  • الانسداد المعوي.[11]
  • مغص المرارة.[11]
  • الجلطة المعوية.[11]
  • النكاف.[11]
  • ما بعد جراحة البطن.[11]
  • الحمل خارج الرحم.[11]
  • التهاب المرارة الحاد.[4]
  • انسداد الإثني عشر.[4]


أمّا انخفاض إنزيم الأميليز فيرتبط بحدوث بعض المشاكل المرَضية:[11]

  • تلف الكبد.
  • سرطان البنكرياس.
  • حالات تسمّم الحمل.

عوامل تؤثر في دقة تحليل الأميليز في الدم والبول

يُسبب فرط الدُّهنيات في الدم وفرط نشاط الغدة الدرقية ارتفاع مستوى إنزيم الأميليز في الدم،[10] بالإضافة إلى تناول بعض الأدوية التي تتسبّب بارتفاعٍ غير حقيقي لمستوى الأميليز:[10]

  • الأصباغ التشخيصية الإشعاعية (وسائط التباين).
  • الأدوية الأفيونية.
  • مدرات البول الثيازيدية.
كتابة: . خولة يونس - الإثنين ، 07 آب 2023
تدقيق طبي: الصيدلانية أسيل الخطيب

المراجع

1.
Valverde-López F, Martínez-Cara JG, Redondo-Cerezo E. (2022). Acute pancreatitis. Med Clin (Barc). 2022 Jun 10;158(11):556-563. English, Spanish. Retrieved from https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/35277268/
2.
Szatmary P, Grammatikopoulos T, Cai W, Huang W, Mukherjee R, Halloran C, Beyer G, Sutton R. (2022). Acute Pancreatitis: Diagnosis and Treatment. Drugs. 2022 Aug;82(12):1251-1276. Retrieved from https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/36074322/
3.
Santhi Swaroop Vege. (2023). Approach to the patient with elevated serum amylase or lipase. Retrieved from https://www.uptodate.com/contents/approach-to-the-patient-with-elevated-serum-amylase-or-lipase

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري جهاز هضمي وتنظير أونلاين عبر طبكان
احجز