تحليل الألدوستيرون

تحليل الألدوستيرون هو أحد فحوصات الدم المخبرية التي تجرى باستخدام عينة الدم أو تجميع عينة البول لمدة 24 ساعة لقياس مستويات هرمون الألدوستيرون، الذي يوجد في الجسم ضمن نطاقات طبيعية مُحدّدة، ويشير انخفاض أو ارتفاع مستوياته إلى وجود مشكلة مرضية، مثل اضطرابات الغدة الكظرية، أو أمراض الكلى وضغط الدم.

تُعد الغدة الكظرية (Adrenal gland) إحدى الغدد الصماء التي تفرز هرموناتها في مجرى الدم، وتقع فوق الكليتين مباشرةً، تتكوّن الغدة الكظرية من القشرة (adrenal cortex) -وهي الجزء الخارجي- المسؤولة عن إفراز عِدّة هرمونات ومن ضمنها الكورتيزول (Cortisol)، والألدوستيرون (Aldosterone)، أمّا الجزء الداخلي للغدة الكظرية فيُدعى باللُّب الكظري (Adrenal medulla) الذي يُسهم في تنظيم أنشطة الجهاز العصبي الودّي (Sympathetic nervous system) من خلال إفراز الأدرينالين (Adrenaline) وهرمونات أُخرى،[1] تؤثر بعض الاضطرابات في وظيفة الغدة الكظرية مثل فرط نشاط الكورتيزول -المعروف بمتلازمة كوشينغ-، أو فرط الألدوستيرونية (Primary Hyperaldosteronism)،[2] الذي غالبًا ما يستدل الطبيب على الإصابة بها من خلال إجراء بعض الفحوصات المخبرية مثل تحليل الألدوستيرون،[3] فما هو؟

ما هو تحليل الألدوستيرون؟

يُعد تحليل الألدوستيرون ((ALD) Aldosterone test) أحد الفحوصات المخبرية التي تقيس مستويات هرمون الألدوستيرون في كل من الدم أو البول، إذ يُنتَج هرمون الألدوستيرون في الغدة الكظرية، وهو ضروري للحفاظ على توازن أحد أهم الكهارل في الدم، وهما الصوديوم (Sodium) والبوتاسيوم (Potassium)، وبالتالي الحفاظ على ضغط الدم ضمن المستويات الطبيعية،[4] فيزيد من امتصاص الصوديوم وإفراز البوتاسيوم في الأنابيب الكلوية، بالإضافة إلى أهميته في الحفاظ على التوازن الحمضي القاعدي في الجسم.[5]

تُفرز الخلايا المجاورة للكبيبات (Juxtaglomerular cells) هرمون الرنين (Renin) في مجرى الدم عند التعرّض لأحد المُحفزات، كانخفاض ضغط الدم، أو انخفاض مستويات الصوديوم في الدم، الذي بدورِه يحفز تنشيط هرمون الأنجيوتنسين (Angiotensin) في الكبد حتى يُفرز في مجرى الدم، ثمّ يُحفّز هرمون الأنجيوتنسين الغدة الكظرية على إفراز الألدوستيرون، وبدورِه يزيد امتصاص الصوديوم، ويزيد من إفراز البوتاسيوم، وإعادة امتصاص الكلوريد، بالتالي إعادة امتصاص الماء واحتباسه، وزيادة إفراز مستويات الحمض والبيكربونات.[5][6]

تتراوح مستويات هرمون الألدوستيرون ضمن نطاقات طبيعية مُحدّدة،[4] إذ يُشير ارتفاع أو انخفاض مستويات هرمون الألدوستيرون في الجسم إلى وجود مشكلة مرضية،[5] إلا أنّ بعض العوامل تؤثر في دِقّة نتائج تحليل الألدوستيرون، لكن عينة البول لمدة 24 ساعة تُعدّ أقل تأثرًا بتقلبات مستوى الهرمون على المدى القصير مقارنةً بعينة الدم،[7] كما قد يُجري الطبيب فحص نسبة هرمون الألدوستيرون إلى الرنين (Aldosterone: Renin ratio) بهدف تحديد سبب خلل مستويات هرمون الألدوستيرون، في حال كان يتعلّق باضطراب في الغدة الكظرية، أو الإصابة بأحد أمراض الكلى.[4][5]

ما هي دواعي إجراء تحليل الألدوستيرون؟

يُجرى تحليل الألدوستيرون لتشخيص المشاكل المرضية المُتعلّقة بِفرط الألدوستيرونية (Hyperaldosteronism)، أو نقص الألدوستيرونية (Hypoaldosteronism)،[8] إضافةً إلى أسباب أُخرى:

  • تشخيص اضطرابات الغدة الكظرية، كالإصابة بمتلازمة كوشينغ (Cushing Syndrome).[9]
  • اشتباه الإصابة بمرض أديسون (Addison).[9]
  • تحديد سبب اختلال مستويات الصوديوم والبوتاسيوم في الدم.[4]
  • الكشف عن سبب الإصابة بانخفاض ضغط الدم الانتصابي (Orthostatic hypotension).[4]
  • ارتفاع ضغط الدم باستمرار وصعوبة السيطرة عليه، المرتبط بانخفاض مستويات البوتاسيوم في الدم، أو تاريخ عائلي مرضي بارتفاع ضغط الدم، أو التعرَض لسكتة دماغية في عمر مبكر -أقل من أربعين عامًا-.[10]
  • ظهور أعراض ارتفاع هرمون الألدوستيرون (فرط الألدوستيرونية):[3][11]
    • ارتفاع ضغط الدم.
    • الضعف الجسدي العام.
    • الصداع.
    • كثرة التبوّل.
    • العطش.
    • ارتفاع مستويات الصوديوم في الدم.
    • انخفاض مستويات البوتاسيوم في الدم.
    • الدّوار.
    • مشاكل في الرؤية.
    • ألم في الصدر وصعوبة التنفس.
    • اضطراب ضربات القلب.
    • تشنّج وضعف العضلات.
    • تنميل الأطراف.
    • شلل مؤقت.
  • أعراض نقص الألدوستيرون (نقص الألدوستيرونية):[12][13]
    • ضعف جسدي عام.
    • انخفاض ضغط الدم.
    • ارتفاع مستويات البوتاسيوم.
    • انخفاض مستويات الصوديوم.
    • ضعف العضلات.
    • انخفاض معدّل ضربات القلب.
    • فقدان الوعي.

ما هي مخاطر إجراء تحليل الألدوستيرون؟

لا يوجد أيّ مخاطر تتعلّق بإجراء تحليل الألدوستيرون سواءً باستخدام عينة البول أو الدم، إلا أنّ المريض قد يشعر بوخزٍ طفيف لحظة إدخال الإبرة أثناء عملية سحب الدم.[4]

تحضيرات ما قبل إجراء تحليل الألدوستيرون

لا يحتاج المريض إلى الصيام عند إجراء تحليل الألدوستيرون سواءً في الدم أو البول،[7] كما يتعيّن على المريض الالتزام ببعض التعليمات:[7][14]

  • الجلوس باستقامة لمدة ساعتين على الأقل قبل سحب عينة الدم.
  • التقييّد بِنظام غذائي صحي محدود الصوديوم، يُقدّر بـ 3 غرامات في اليوم لمدة أسبوعين قبل إجراء فحص الألدوستيرون في الدم والبول، كما يجدر تناول البوتاسيوم ضمن الحصص الطبيعية المطلوبة لتعويض النقص في حال وجوده، إذ إنّ انخفاض البوتاسيوم يُقلّل من إفراز الألدوستيرون.
  • تخطي جرعات بعض الأدوية، أو التوقف عن تناولها لمدة أسبوعين بعد مناقشة الطبيب، إذ قد تؤثر بعض الأدوية في مستويات الصوديوم، والبوتاسيوم، والسوائل، بالتالي تؤثر في دِّقة النتائج، ومن أبرزها:
    • مدرّات البول، مثل سيبرنولاكتون (Spironolactone)، إبليرينون (Eplerenone)، التي قد يوقف الطبيب استخدامها لدى المريض لمدة 6 أسابيع قبل الخضوع للفحص دونًا عن باقي الأدوية.
    • أدوية تخفيض ضغط الدم، مثل حاصرات قنوات الكالسيوم نيفيديبين (Nifedipine)، وحاصرات بيتا، ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitor)، التي تُعطي نتائج مُنخفضة خاطئة لمستويات الألدوستيرون.
    • مشتقات الكورتيزون، مثل فلودروكورتيزون (Fludrocortisone).
    • حبوب منع الحمل.
    • مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (NSAIDS)، تُعطي نتائج مرتفعة خاطئة لمستويات الألدوستيرون.
  • تجنب تناول نبتة عرق السوس قبل أسبوعين من الخضوع لتحليل الألدوستيرون، وذلك لتأثيرها في دقة النتيجة، إذ إنّه ذو تأثير شبيه بتأثير الألدوستيرون في الجسم.


يستبدل الطبيب الأدوية التي يُمنَع المريض من تناولها قبل الفحص بأدوية أُخرى أقل تأثيرًا؛ حفاظًا على سلامة المريض.[14]

طريقة إجراء تحليل الألدوستيرون

يُجرى تحليل الألدوستيرون في الدم من خلال سحب عينة دم من الوريد في الذراع، وتستغرق عملية سحب الدم ما يُقارب الخمس دقائق،[4] باتباع بعض التعليمات:[6][7]

  1. جمع عينة الدم في الصباح الباكر-إذ يكون الألدوستيرون في أعلى مستوياته- مع ملاحظة تباينه باختلاف وضعية جسم المريض عند الاستلقاء أو الجلوس باستقامة، ففي حال جُمعت في وضع الاستلقاء لحظة استيقاظ المريض، يجدر حينها جمع عينة دم أُخرى في وضعية الجلوس بعد مرور 4 ساعات عليها.
  2. تدوين الوضعية التي جُمعت خلالها عينة الدم ضمن طلب فحص المختبر الخاص بالمريض.
  3. الحرص على سلامة العينة ونقلها مبرّدة في حال جُمعت وتجنب تحريكها بقوّة.

أمّا تحليل الألدوستيرون في البول يُجرى من خلال تجميع عينة البول لمدة 24 ساعة،[6] مع مراعاة عدّة إرشادات:[4][6]

  1. الحصول على العبوّة المُخصّصة للفحص من المختبر، والتي تحتوي على نسبة مُعينة من المواد الحافظة المناسبة للفحص، وغالبًا ما تكون حمض البوريك (Boric acid).
  2. التبوّل في المرحاض لتفريغ المثانة، ثمّ تدوين وقت البدء بجمع العينة على العبوّة.
  3. التبوّل داخل العبوّة طيلة الفترة المُحدّدة -24 ساعة- مع الحرص على حفظ العينة مُبرّدة في الثلاجة.
  4. محاولة التبوّل لآخر مرة عند اقتراب انتهاء ال 24 ساعة لضمان جمع كمية بول المثانة بأكمله.
  5. إرسال العينة مبرّدة في أقرب وقت إلى المختبر.

نتائج تحليل الألدوستيرون

تختلف النطاقات الطبيعية لتحليل الألدوستيرون بحسب وضعية جسم المريض، والجنس، والفئة العمرية، ففي وضعية الاستلقاء مثلًا، تبلغ المستويات الطبيعية (3 - 10) نانوجرام/ ديسيليتر،[7] ويمكن توضيح المستويات الطبيعية لوضعية الجلوس كما هو مدرج في الجدوّل أدناه:[6][7]

نوع العينة


الفئة العمرية

الجنس

المستويات الطبيعية



عينة الدم


البالغين الذكور

الذكور

(6 - 22) نانوجرام/ ديسيلتر

البالغين الإناث

الإناث

(5 - 30) نانوجرام/ ديسيلتر


الأطفال

حديثي الولادة

(5 - 60) نانوجرام/ ديسيلتر

(1 - 48) أسبوع

( 1 - 160) نانوجرام/ ديسيلتر

(1 - 3) سنة

(5 - 60) نانوجرام/ ديسيلتر

(3 - 5) سنة

(5 - 80) نانوجرام/ ديسيلتر


عينة بول تجميع 24 ساعة


(2.3 - 21) ميكروجرام/ 24 ساعة

تفسير ارتفاع تحليل الألدوستيرون

يرتبط ارتفاع هرمون الألدوستيرون في الجسم إمّا بسبب أساسي يتعلّق بالغدة الكظرية (فرط الألدستيورنية الأولية)، أو بسبب ثانوي (فرط الألدوستيرونية الثانوية)،[6] نتيجةً لعدّة أسباب:

فرط الألدوستيرونية الأولية

يُدعى فرط الألدوستيرونية الأولية أيضًا بمتلازمة كون (Conn's syndrome)،[4] وقد تحدث نتيجة:[6][7]

  • نمو الأورام في الغدة الكظرية (تضخم الغدة الكظرية)، ممّا يزيد من إنتاج هرمون الألدوستيرون.
  • تضخم عقدي في الغدة الكظرية (سرطان قشرة الكظر) (Adrenal cortical nodular hyperplasia).
  • متلازمة بارتر (Bartter syndrome).


فرط الألدوستيرونية الثانوي

تُعد أكثر شيوعًا من الأولية وغالبًا ما ترتبط بمشاكل مرَضية أُخرى ليس لها علاقة بالغدة الكظرية، وقد يرتبط ارتفاع الألدوستيرون بالاضطرابات الكلوية الناتجة عن انخفاض تدفق الدم إلى الكليتين،[4][6] بالإضافة إلى عدّة أسباب أخرى:[7][11]

  • الوذمة وتورُّم الجسم نتيجة تليف الكبد، أو قصور القلب الاحتقاني، أو مرض القلب الرئوي.
  • حالات الحمل.
  • انخفاض حجم الدم (Hypovolemia).
  • انخفاض مستويات الصوديوم في الدم.
  • ارتفاع مستويات البوتاسيوم في الدم.
  • تناول مُدرّات البول.
  • تناول المُليّنات بإفراط.
  • التوتر.
  • ارتفاع ضغط الدم الشديد.
  • الاستسقاء العام (تجمّع السوائل في الجسم).
  • تضيّق الشرايين الكلوية.
  • تناول حبوب منع الحمل.
  • النزيف.
  • متلازمة كوشينغ.
  • ورم في الخلايا المجاورة للكبيبات.

تفسير انخفاض تحليل الألدوستيرون

يرتبط نقص هرمون الألدوستيرون بوجود مشكلة أو قصور عام في وظائف الغدة الكظرية،[6] ومن أبرزها:

  • مرض أديسون.[6]
  • تضخّم الغدة الكظرية الخلقي (Congenital adrenal hyperplasia).[6]
  • مشاكل في الغدة النخامية.[4]
  • اضطراب في منطقة تحت المهاد، المسؤولة عن التحكم في وظيفة الغدة النخامية وإرسال الإشارات إلى الغدة الكظرية لإنتاج الألدوستيرون، وقد يحدث هذا الاضطراب نتيجة التوقف المفاجئ للأدوية الستيرويدية (مشتقات الكورتيزون) بعد تناولها لفترات طويلة.[4]
  • انخفاض هرمون الرنين.[7]
  • اتباع حميات غذائية عالية الصوديوم (ارتفاع الصوديوم في الدم).[7]
  • انخفاض البوتاسيوم في الدم.[7]
  • تسمم الحمل.[7]
  • تناول الأدوية الخافضة للضغط.[7]
  • التسمّم بالرصاص.[4]
  • مرض السكري.[4]

الجدير بالذكر أن مستويات هرمون الألدوستيرون تنخفض مع التقدّم في العمر، وفي حالات الإصابة بالمرض، لذا يُستحسن عدم إجراء الفحص إلا عند تحسُّن صحة المريض.[10]

كتابة: . خولة يونس - الأحد ، 18 أيار 2025
تدقيق طبي: الصيدلانية أسيل الخطيب

المراجع

1.
2.
Ctvrtlik F, Koranda P, Tichy T. (2014). Adrenal disease: a clinical update and overview of imaging. A review. Biomed Pap Med Fac Univ Palacky Olomouc Czech Repub. 2014;158(1):23-34. Retrieved from https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/24621966/#:~:text=The%20most%20frequent%20syndromes%20include%20hypercortisolism%2C%20primary%20hyperaldosteronism%2C,and%20adrenal%20hyperplasia%2C%20adrenocortical%20carcinomas%2C%20phaeochromocytomas%2C%20and%20metastases.

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري ارتفاع ضغط الدم أونلاين عبر طبكان
احجز