بكتيريا "الشيغيلا": ما هي؟ كيف تنتقل؟ وما هو العلاج؟

تتسبّب بكتيريا "الشيغيلة أو الشيغيلا" Shigella بعدوى تُعرَف باسم داء الشيغيلات أو الزُحار العصويّ، وهي تستهدف الجهاز الهضمي تحديدًا الأمعاء منه، إذ إنّها وعند استيطانها لبطانة الأمعاء تؤدّي إلى تهيُّجها ما يؤدّي إلى الإسهال كعرَض أوّلي يظهر على الشخص المُصاب، وعلى الرغم من أنّ معظم حالات الشيغيلا غالبًا ما تكون طفيفة إلى متوسطّة وقد لا تستدعي التدخُّل الطبّي، إلّا أنّ بعض الحالات قد تكون شديدة ومصحوبة بأعراض حادّة من الإسهال والاستفراغ، ما يستدعي اللجوء إلى المستشفيات ليتّم مراقبتها من اختصاصيين إلى حين استقرارها.

تنتقل بكتيريا الشيغيلا للأشخاص بعد تناول الأطعمة أو شرب المياه الملوّثة بها، أيضًا يُعدّ إهمال النظافة الشخصيّة أحَد أهّم أسباب انتشارها؛ إذ إنّ انتقالها عبر الاحتكاك المباشر مع بُراز الشخص المُصاب من ثمّ استخدام الأيدي -في إعداد الطعام مثلًا- دون تنظيفها وتعقيمها جيدًا من دواعي انتشار الشيغيلا، كما أنّ عدم غسل اليدين جيدًا بعد تغيير الحفاظات للأطفال قد يتسبّب بنقل هذه البكتيريا، لِذا فإنّ بكتيريا الشيغيلا تُعدّ شديدة العدوائيّة، ويُفضّل عدم استخدام الأدوات التي يستخدمها الشخص المُصاب حتى تنحسر العدوى لديه.

غالبًا ما يتعافى المرضى من الشيغيلا في الحالات الطفيفة في غضون 7 أيام، ويستطيع الجهاز المناعي التغلُّب على البكتيريا دون الحاجة للأدوية، لكن الحالات الأشّد قد تحتاج لرعاية طبيّة عن كثَب وقد يتطلّب الأمر تناول المُضادّات الحيويّة.

ما هي بكتيريا الشيغيلا؟

هي بكتيريا لاهوائيّة اختياريّة سالبة الجرام، تكون عصويّة الشكل وغير متحرّكة، وهي المسؤولة عن معظم حالات التهابات الأمعاء لدى الأطفال خصوصًا في الدول الناميّة بما يسمّى بالزُحار العصويّ.

ما هي أعراض الإصابة بعدوى "الشيغيلا"؟

تبدأ الأعراض بالظهور على الأشخاص المُصابين ببكتيريا الشيغيلا بعد انقضاء فترة الحضانة للبكتيريا، والتي قد تتراوح بين 12 ساعة إلى يومين أحيانًا، وتبدأ بالانحسار التدريجي بعد 4 إلى 7 أيّام تقريبًا، وتتلخّص الأعراض المُصاحبة لعدوى الشيغيلا بكُل من الآتية:

• الإسهال؛ وهو أوّل الأعراض الظاهرة التي يمرّ بها المُصاب بعدوى الشيغيلا، وغالبًا ما يُوصَف على أنّه إسهال مائي، ويترافق في معظم الحالات مع المُخاط أو الدم.
• الغثيان.
• تشنجُات في البطن وألم في المعدة.
• الحمّى.
• الاستفراغ.

كيف تنتشر بكتيريا الشيغيلا بين الأشخاص؟

يمكن أن تنتشر عدوى الشيغيلا بين الأشخاص في مكانٍ ما عن طريق التّماس المباشر مع بُراز المُصابين لتنتقل البكتيريا للتجويف الهضمي عبر الفَم إمّا عن طريق الطعام المُلوّث الذي قد يكون سبق وأن تمّ إعداده بيدين ملوّثة ببراز المُصاب أو ربمّا نتيجة إسهام الذباب بنقل البكتيريا للطعام بعد أن يكون قد حطّ عليه مسبقًا، أو يمكن أن يكون نتيجة وضع اليد داخل الفَم قبل غسلها، بعد الاحتكاك ببراز المُصاب، وذلك لدى الأطفال خصوصًا.

يتسبّب تناول الأطعمة الملوّثة ببكتيريا الشيغيلا أو النيئة أو غير المطبوخة جيدًا بانتشار العدوى كذلك، إضافة إلى قدرة المياه الملوثّة بهذه البكتيريا على نقل العدوى إمّا بشربها أو السباحة فيها.

أيضًا تكثُر حالات عدوى الشيغيلا في مراكز رعاية الأطفال والحِضانات حيث يتّم تغيير الحفاظات من ثمّ عدم تعقيم اليدين بعد الانتهاء، ما يساهم في نشر العدوى.

تذكر التقارير بأنّ عدوى الشيغيلا قد تنتشر في أماكن التجمُّعات السكنيّة المكتظّة أو مستشفيات علاج الأمراض النفسيّة، السجون، حمامات السباحة المشتركة أو دور رعاية كِبار السّن.

القدرة الإمراضيّة لبكتيريا الشيغيلا

تتمثّل إمراضيّة الشيغيلا بقدرتها على اقتحام البطانة الظهاريّة للقولون والصفيحة المخصوصة Lamina propria التي تقبع تحتها في القولون لتتسبّب بما يُعرَف بالقولون الالتهابي، والذي يترافق أيضًا مع التقرُّحات في الطبقة المخاطيّة الموجودة فيه ليكون البُراز مصحوبًا بالمخاط أو الدم أحيانًا.

طرق علاج بكتيريا الشيغيلا

تُؤخَذ عيّنة براز من المُشتبَه بإصابتهم بعدوى الشيغيلا، وبعد تشخيص الإصابة يتقرّر العلاج الأفضل للمريض، غالبًا ما تستطيع الحالات الطفيفة تجاوز العدوى بالاعتماد على الجهاز المناعي فحسب، ويُنصَح المرضى بشكلٍ أساسيّ بالحِفاظ على شرب كميّات وافرة من السوائل لتجنُّب الجفاف الذي قد ينجُم عن الإسهال، لا يحبّذ الاختصاصيين تناول المرضى للأدوية التي تثبّط الإسهال؛ إذ إنّها قد تسهِم في بقاء البكتيريا لفترة أطول في التجويف الهضمي.

أمّا الحالات المتوسطّة إلى الشديدة فقد يلجأ الاختصاصيين معها إلى التوصية باستخدام أنواع معيّنة من المضادّات الحيويّة التي من شأنها أن تخلّص المريض من بكتيريا الشيغيلا خلال فترةٍ أقصر، أيضًا قد تحدّ من انتشار العدوى ليخلو البراز من البكتيريا المُسبّبة لها، وهو المصدر الأول لانتشار العدوى.

طرق الوقاية من الإصابة ببكتيريا الشيغيلا

اتبّاع العادات التي من شأنها أن تقِي من الإصابة بعدوى الشيغيلا وغيرها من الأمراض المعديّة المنقولة بذات الطريقة أسهل وأفضل بمرّاتٍ عديدة من أن ينغمس المريض في رحلة الألم وينتظر انحسار العدوى والوصول للعلاج الأفضل، يمكن تجنُّب الإصابة بالشيغيلا أو الحدّ من انتشارها باتبّاع النصائح التالية:

• الحِفاظ على نظافة اليدين وتعقيمهما قبل إعداد الطعام أو قبل تناوله.
• الالتزام بغسل اليدين جيدًا بالماء والصابون بعد التغوُّط، والتحقُّق من نظافة الأظافر حتى لا يعلَق شيء تحتها.
• تناول الأطعمة المطبوخة جيدًا، خصوصًا حيث يُشتبَه بانتشار أنواع من البكتيريا كالشيغيلا وغيرها.
• الحِرص على شرب الماء من مصادر نظيفة، أو غليّ الماء قبل شُربه لمزيدٍ من الاطمئنان.
• الحِرص على غسل اليدين بعد تغيير الحفاظات للأطفال، وعزل هذه الحفاظات في مكبّات خاصّة بعد إحكام إغلاقها.
• تجنُّب الاحتكاك المباشر مع الأشخاص المصابين ببكتيريا الشيغيلا إلى حين انقضاء فترة العدوى، أيضًا يتوجّب على هؤلاء المرضى عدم إعداد الطعام لغيرهم حتى لا تنتشر العدوى.
• تجنُّب الجِماع إلى حين التعافي من العدوى.
• مَنع الأطفال المُصابين بالعدوى من الاحتكاك بأقرانهم لكسر حلقة انتشارها.
• تعقيم الأدوات المُستخدمَة للطعام والشراب باستمرار.

المراجع

1. Baron S. (Eds). 1996. Medical microbiology: Shigella (4^th ed.). Galveston (TX): University of Texas Medical Branch at Galveston [Ebrary version]. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK8038/
2. Disease Prevention and Control Branch. (n.d.). Shigella infection (Shigellosis). Retrieved from https://www.sfcdcp.org/infectious-diseases-a-to-z/shigella-infection-shigellosis/
3. Roth E. 2021. Shigellosis. Retrieved from https://www.healthline.com/health/shigellosis
4. Shigella-Shigellosis. 2020. Retrieved from https://www.cdc.gov/shigella/index.html
5. Mayo Clinic. 2020. Shigella infection. Retrieved from https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/shigella/diagnosis-treatment/drc-20377533
6. DerSarkissian C. 2020. What is Shigella? Retrieved from https://www.webmd.com/food-recipes/food-poisoning/what-is-shigella#3-9

مصدر الصورة: https://microbenotes.com/laboratory-diagnosis-treatment-and-prevention-of-shigella-dysenteriae/