انسداد قناة فالوب: هل يمكن علاجه؟ وما علاقته مع الحمل والدورة الشهرية؟

يحدث انسداد قنوات فالوب لأسبابٍ عديدة ومتنوعة، كالإصابة بمرض التهاب الحوض، والانتباذ البطاني الرحمي، وغالبًا ما يُصاحب هذا الانسداد ظهور مشكلاتٍ في الخصوبة تُعرقل القدرة على الإنجاب، ومع ذلك تتوفر العديد من الخيارات العلاجيّة التي تساعد في حل المشكلات المُسبّبة لانسداد قنوات فالوب وتعزيز فرص الحمل.

يُواجه حوالي 10-15% من الأزواج مشكلاتٍ في الخصوبة والقدرة على الإنجاب، وقد يعود ذلك إلى تأثير عوامل مختلفة في فرصة حدوث الحمل سواءً كانت من جانب الرجل أو من جانب المرأة، وفي هذا السياق يُذكر بأنّ ما نسبته 40% تقريبًا من حالات العقم (Infertility) ترتبط بمشكلاتٍ لدى المرأة، بينما تتراوح نسبة حالات العقم الناجمة عن وجود مشكلات في قناة فالوب بين حوالي 20-25% تقريبًا من مُجمل حالات العقم.[1]

ما هي قنوات فالوب؟

قنوات فالوب (Fallopian tubes)، هي عبارة عن قنوات عضليّة تصل بين المبايض والرحم لدى الأنثى، ويبلغ طول القناة الواحدة منها بين 11-12 سم ولا يتجاوز قطرها 1 مم، وفي الحقيقة تتمثّل وظيفة قناتيّ فالوب لدى المرأة في نقل البويضات خلالها بمساعدة الحركة الهدبيّة للخلايا المُبطّنة للطبقة المخاطيّة فيها، إلى جانب تناسق النشاط العضليّ للرحم وقناة فالوب، كذلك فإنّ تخصيب البويضة يحدث داخل هذه القنوات، وهذا يعني أنّ تعرّض قناتيّ فالوب لمشكلاتٍ معيّنة قد يكون سببًا في حدوث العقم أو صعوبة الإنجاب.[2][3]

أعراض انسداد قناة فالوب

يُعدّ العقم واحدًا من أبرز الأعراض والمشكلات المصاحبة لانسداد قناة فالوب (Blocked fallopian tubes)، كذلك قد يكون انسداد هذه القنوات مصحوبًا بظهور أعراضٍ أُخرى اعتمادًا على سبب حدوثه،[4] ومن هذه الأعراض:[4][5]

  • ألم أثناء الجماع.
  • ألم في الجزء السفلي من البطن أو في منطقة الحوض.
  • نزول الإفرازات المهبليّة.
  • حدوث نزيف مهبلي غير طبيعي.
  • عسر الجماع (Dyspareunia).

قد يزيد انسداد قناة فالوب من خطورة حدوث الحمل خارج الرحم (Ectopic pregnancy)،[3] وهو أحد مضاعفات الحمل الذي تنغرس فيه أنسجة الجنين خارج تجويف الرحم، غالبًا في قناة فالوب، وقد يُصاحبه ظهور أعراضٍ مختلفة، مثل النزيف المهبليّ، والشعور بالألم، والإصابة بالغثيان، والتقيؤ.[6]

أسباب انسداد قناة فالوب

يحدث انسداد قناة فالوب لأسبابٍ عِدة:

  • الانتباذ البطاني الرحمي (Endometriosis) -بطانة الرحم المهاجرة-،[7] والذي يحدث عند ظهور أجزاءٍ من بطانة الرحم في مكانٍ آخر خارج تجويف الرحم، كأن توجد على قنوات فالوب (Tubal endometriosis).[8]
  • ظهور الالتصاقات (Adhesions) والإصابات في منطقة الحوض بعد الخضوع للجراحة،[7] إذ تُعدّ الالتصاقات واحدةً من المشكلات المتكرّرة التي تظهر عادةً بعد الخضوع للعمليات التقليدية (المفتوحة) في منطقة الحوض بغية علاج مشكلاتٍ معيّنة لدى النساء، كالخضوع لعمليّة توسيع وكحت الرحم (Dilation and curettage).[9][10]
  • نقص التنسج الخلقي (Congenital hypoplasia).[7]
  • التهاب البوق (Salpingitis)‏،[4] وهو عبارة عن التهابٍ حادّ في قنوات فالوب، وغالبًا ما ينجم عن الإصابة بالعدوى التي تنتقل بالاتصال الجنسيّ.[11]
  • التهاب البريتون في الحوض (Pelvic peritonitis)،[4] ويُعرف التهاب البريتون بأنّه الالتهاب الذي يصيب غشاء البريتون المبطّن لتجويف البطن.[12]
  • التهاب بطانة الرحم (Endometritis)‏،[4] إذ يُعبّر التهاب بطانة الرحم عن ظهور التهابٍ وعدوى في الرحم، ويُصاحبه في كثيرٍ من الحالات الإصابة بأنواعٍ أُخرى من الالتهابات في الحوض.[13]
  • أسبابٌ أُخرى لانسداد قناة فالوب، مثل استمرار نزيف المهبل لفترةٍ طويلة، ومُمارسة الجماع خلال فترة نزول دمّ الحيض، ونموّ السلائل أو الألياف في الرحم، والإصابة بالسُّلّ أو التّدرّن (Tuberculosis) الذي قد يُثير التهابًا يُلحق الضّرر بالرحم وقنوات فالوب.[10][14]

أعراض انسداد قناة فالوب والدورة الشهرية

تنطلق البويضة بعد نضوجها من المبايض نزولًا خلال قناة فالوب إلى الرحم مرّةً واحدةً في كلّ شهر، وفي هذه المرحلة يحدث تخصيب البويضة في قناة فالوب عند وصول الحيوانات المنويّة إليها، ومن جانبٍ آخر تُحفّز الهرمونات الأنثوية تحضير الرحم لاستقبال البويضة المخصّبة وبدء الحمل، ويُشار إلى أنّ عدم تخصيب البويضة في قناة فالوب وحدوث الحمل يؤدّي إلى انتهاء الدورة الشهريّة بانفصال الطبقة السطحية المخاطيّة في بطانة الرحم بمساعدة انقباضات الرحم المتكرّرة، ويُصاحب هذه المرحلة نزول دم الحيض، وهذا يعني أنّ عدم تخصيب البويضة بسبب انسداد قناة فالوب لا يؤثر مباشرة في الدورة الشهريّة وانتظامها لدى المرأة.[2][15]

ومن جانبٍ آخر، قد يُصاحب بعض المشكلات التي سبّبت انسداد قناة فالوب اضطرابات في الدورة الشهريّة والحيض:

  • مرض التهاب الحوض (Pelvic inflammatory disease or PID) الذي قد يُصاحبه اختلال أو عدم انتظام في النزيف المهبليّ، كالتهاب البوق‏، والتهاب بطانة الرحم‏، والتهاب البريتون في الحوض.[4][5]
  • الانتباذ البطاني الرحمي (Endometriosis)، قد يتسبّب في ظهور أعراضٍ مختلفة من بينها حدوث اضطراب في الحيض، وعُسر الطمث (Dysmenorrhea)‏.[6][16]

أين تذهب البويضة في حالة انسداد قناة فالوب؟

يُعيق انسداد قناة فالوب في كثيرٍ من الحالات وصول الحيوان المنوي إلى البويضة في القناة رغم حدوث الإباضة،[17] وهذا يعني عدم تخصيب البويضة وموتها خلال 24 ساعة تقريبًا بعد انطلاقها من المبايض،[15][18] وبعد ذلك تساعد الخلايا البلعميّة (Phagocyte) على ابتلاع وهضم بقايا البويضة المُتحلّلة.[19]

تشخيص انسداد قناة فالوب

تتوفّر العديد من الطرق التي يمكن من خلالها تشخيص الإصابة بانسداد قناة فالوب:[7]

  • تصوير الرحم بالصبغة (Hysterosalpingography).
  • التخطيط الصوتيّ للرحم باستخدام صبغة متباينة (Hysterosalpingo-contrast-sonography).
  • تنظير الرحم (Hysteroscopy).
  • تنظير البطن (Laparoscopy).

كما يوصي الطبيب أحيانًا بإجراء أنواعٍ معيّنة من التحاليل للكشف عن وجود عدوى في الحوض، مثل عدوى الكلاميديا (Chlamydia)‏ أو السيلان (Gonorrhea)، فعلى سبيل المثال، قد لا يُصاحب عدوى الكلاميديا في قناة فالوب ظهور أيّة أعراض على المرأة المصابة، ومع ذلك قد ينجم عن هذه العدوى أضرارٌ دائمة في هذه القنوات، كتكوّن نسيج ندبي يسدّها.[10]

علاج انسداد قناة فالوب

يُعالَج انسداد قناة فالوب بالاعتماد على سبب المشكلة التي تعانيها المرأة،[10] لذلك تتوفر عدّة طرق لعلاج انسداد قنوات فالوب:[5][10]

  • المضادات الحيويّة، إذ تُعطى المضادات الحيويّة عند تشخيص الإصابة بعدوى معيّنة في منطقة الحوض، كدواء دوكسيسايكلين (Doxycycline) مع دواء سيفترياكسون (Ceftriaxone)، أو دواء سيفوكسيتين (Cefoxitin) إلى جانب تركيبة بروبينسيد (Probenecid).
  • إزالة الأنسجة غير الطبيعيّة أثناء تنظير الرحم (Hysteroscopy) أو أثناء تنظير البطن (Laparoscopy)، ويُجرى العلاج في هذه الحالة جنبًا إلى جنب مع خطوة تشخيص انسداد قناة فالوب، وتجدر الإشارة إلى أنّ نسبة حدوث الحمل بعد الخضوع للجراحة بواسطة تنظير الرحم تصل إلى حوالي 60-70%، بينما لا تتجاوز نسبة حدوث الحمل بعد الخضوع لجراحة بواسطة تنظير البطن 25% تقريبًا.
  • جراحة لإصلاح تضرّر قناة فالوب في حال كان الانسداد ناجمًا عن عدوى معيّنة أو الحمل خارج الرحم، ويوصى في هذه الحالات باللجوء إلى الإخصاب في المختبر -أطفال الأنابيب- عند الرغبة في الإنجاب، نتيجة ارتفاع معدّل حدوث الحمل خارج الرحم عن المعدل الطبيعيّ حتى بعد الخضوع للجراحة وإصلاح الأضرار في قناة فالوب.

قد تكون تقنيات التلقيح بالمساعدة (Assisted reproductive technology) من الخيارات المتاحة لزيادة فرصة حدوث الحمل في الحالات التي تعاني فيها المرأة من انسداد قناة فالوب، بالأخص في الحالات التي لا يتجاوز فيها عمر المرأة 30 عامًا.[10]

كتابة: الصيدلانية بيان ربيع - الأربعاء ، 06 أيلول 2023
تدقيق طبي: الصيدلانية أسيل الخطيب
آخر تعديل - الأربعاء ، 06 أيلول 2023

المراجع

1.
Fataftah J, Tayyem R, Al Rshoud F, Al-Omari M. (2022). Spontaneous pregnancy rate after fallopian tube recanalization for unilateral obstruction with a patent contralateral tube. Egypt J Radiol Nucl Med 53. Retrieved from https://doi.org/10.1186/s43055-022-00916-8
2.
Han J, Sadiq NM. (2022). Anatomy, Abdomen and Pelvis: Fallopian Tube. [Updated 2022 Jul 25]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2023 Jan-. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK547660/
3.
Krystene B DiPaola. (2021). Fallopian Tube Reconstruction. Retrieved from https://emedicine.medscape.com/article/267512-overview#showall

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري نسائية وتوليد أونلاين عبر طبكان
احجز