الهربس الفموي: ما هي أعراضه؟ وكيف يمكن علاجه؟

الهربس الفموي هو عدوى فيروسية شائعة تؤثر في الشفتين ومحيط الفم، ويُعرف أيضًا باسم قروح البرد، ويُسببه فيروس الهربس البسيط من النوع الأول (HSV-1) في أغلب الحالات، وينتج عنه أعراض مزعجة للغاية كالألم، والاحمرار، والتورم في المنطقة المصابة، وقد تكون الأدوية المضادة للفيروسات في هذه الحالة فعالة في تقليل شدة الأعراض وتعجيل عملية الشفاء، علاوةً على ذلك، ينبغي للأشخاص الذين يعانون من الهربس الفموي اتباع تدابير احترازية لتجنب نقل العدوى إلى الآخرين.

قد يشعر البعض بوخزٍ أو خدران في منطقة الشفتين ما حولهما، وما تلبث أن تنقضي عدة ساعات حتى تظهر بثور صغيرة مملوءة بسائل في تلك المنطقة،[1] وهو ما يُسمى بالهربس الفموي (Herpes Labialis)[2] أو كما يُعرف باسمه الشائع قرحة البرد (Cold Sores)، وتبقى البثور لعدة أيام ومن ثم تنفجر وتتشكل قشرة صلبة، وعادةً ما تُشفى في غضون يومٍ واحد إلى 10 أيام من تشكُل البثور، قد تتكرر الإصابة بالهربس الفموي وخاصةً في حال وجود مُحفزات لظهوره، كالتعرُض لأشعة الشمس، أو الإصابة بالحُمى، أو التعب الشديد، أو التغيرات الهرمونية كتلك التي ترافق الحمل أو الدورة الشهرية.[1]

ما هو الهربس الفموي؟

الهربس الفموي هو عدوى فيروسية يُسبّبها فيروس الهربس البسيط (Herpes simplex virus)، ولهذا الفيروس نوعان يُسبب النوع الأول منه أغلب حالات الهربس الفموي، أما النوع الثاني فهو المسؤول عن الإصابة بالهربس التناسلي،[3] وتنتقل العدوى نتيجة الاتصال المباشر مع مريضٍ آخر مُصاب بالهربس الفموي، ومن مميزات هذا الفيروس أنه يبقى خامًلا في العُقد العصبية بعد الإصابة الأولية به، لذا فإن الإصابة المتكررة أمر شائع،[4] وخاصة في حال توفر العوامل المناسبة لذلك:[4][5]

  • الإصابة بالحُمى.
  • التعرض المباشر لأشعة الشمس.
  • الإصابة بالزُكام.
  • التعرُض للضغوطات العاطفية.
  • التعب.
  • العلاج الكيماوي وتناول الأدوية المُثبطة للمناعة.
  • العدوى الفيروسية، مثل الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV).
  • اضطرابات المعدة.
  • الدورة الشهرية.

أعراض الإصابة بالهربس الفموي

تتراوح أعراض الهربس الفموي ما بين الطفيفة إلى المزمنة، وتبدأ الأعراض بالظهور بعد مرور أسبوع إلى ثلاثة أسابيع من التقاط العدوى نتيجة الاتصال المباشر مع المريض، كالتقبيل مثلًا، أو بسبب استعمال أدوات شخص مُصاب بالعدوى كمُشاركة شفرات الحلاقة، أو المناشف، أو الأكل من طبقٍ واحد.[6] تُقسم الأعراض المرافقة للهربس الفموي:

  • أعراض الإصابة الأولية:

ويُقصد بها الأعراض التي تُصيب المريض عند التقاط العدوى لأول مرة، وغالبًا ما يشعر المرضى بأعراضٍ أولية كالإرهاق، وفقدان الشهية، والحمى، وتورم الغدد الليمفاوية، بالإضافة إلى الإحساس بألم وتورم وتنميل في المنطقة التي ستظهر فيها قرحة البرد،[7] بعدها تبدأ البثور (Blisters) بالظهور على الشفتين، أو الفم، أو اللثة، أو الحلق لتظهر كبثور حمراء مملوءة بسائل تنفجر ليتسرب منها هذا السائل، أو بثور صغيرة يملؤها سائل أصفر شفاف، أو عدة بثور صغيرة تندمج سويًا لتشكل بثرة كبيرة، أو بثرة صفراء قشرية وتتحول بعدها إلى اللون الوردي.[6]

  • أعراض عدوى الهربس الفموي المتكررة:

عادةً ما تكون أعراض الإصابة المتكررة بالفيروس خفيفة إذا ما قُورنت بأعراض الإصابة الأولية للفيروس، وتقتصر الأعراض على الشعور بحُرقة، والتنميل، والحكة، وذلك لمدة 24 ساعة قُبيل ظهور البثور على الشفاه.[7]

علاج الهربس الفموي

غالبًا ما يكون الهربس الفموي مُزعجًا وقد يؤثر في جودة حياة المريض، لا سيّما إذا تكرر ظهوره،[8] وعلى الرغم من أنّ قُرحة البرد تتلاشى تلقائيًا دون الحاجة إلى العلاج،[9] فإن العلاجات المتوفرة حاليًا قد تُعجّل من شفائها بمقدار يومٍ واحد فقط، وتُخفف من شدة الأعراض المرافقة لها.[8]

علاج الإصابة الأولية بالهربس الفموي

في الحالات المتوسطة إلى الشديدة من الإصابة الأولية بفيروس الهربس البسيط تُستخدم مضادات الفيروسات الفموية (Oral Antiviral Medications):[10]

  • دواء أسيكلوفير (Acyclovir): يمكن استخدامه لعلاج الهربس الفموي للأطفال بجرعة 15 ملليغرام/كيلوغرام من وزن الطفل خمس مرات يوميًا لمدة أسبوع، وتُشير الأبحاث السريرية إلى أن دواء الأسيكلوفير ساهم في تقليل مدة المرض، وعجّل شفاء البثور الفموية.
  • دواء فامسيكلوفير (Famciclovir): يُستخدم بجرعة 500 ملليغرام مرتين يوميًا لمدة أُسبوع.
  • دواء فالاسيكلوفير (Valacyclovir): يُستخدم بجرعة 1 غرام مرتين يوميًا لمدة أسبوع.

وتجدر الإشارة إلى أنّ أدوية مُضادات الفيروسات الفموية لا تُصرف إلا بوصفة طبية وبإشراف الطبيب المُختص،[9] ويكون العلاج أكثر فاعلية كلما شُرع باستخدامه فور ظهور الأعراض.[10]

علاج الإصابة المُتكررة بالهربس الفموي

تتكرّر الإصابة بالهربس الفموي لدى 20-40 بالمئة من المرضى الذين أُصيبوا به سابقًا، وعادةً ما تكون الأعراض طفيفة ولا تحتاج إلى العلاج، ولكن إذا تكرّرت الإصابة به مراتٍ عديدة خلال السنة، أو إذا كانت التقرحات تُسبّب ألمًا للمريض ويتطلب شفاءها وقتًا طويلًا، أو إذا عانى المريض من أحد أمراض نقص المناعة، حينها يحتاج الهربس الفموي للعلاج،[11] وتشمل الخطة العلاجية:

  • كريم أسيكلوفير (Acyclovir cream) بتركيز 5%: يُستخدَم موضعيًا على الهربس الفموي خمس مرات في اليوم لمدة 4 أيام، وتكمن فعاليته لدى استخدامه فور ظهور الأعراض الأولية للهربس.[12]
  • كريم بينسيكلوفير (Penciclovir) بتركيز 1%: يُستخدَم موضعيًا على المنطقة المُصابة كل ساعتين (لا داعٍ لاستخدامه خلال ساعات النوم) لمدة 4 أيام.[10]
  • دواء أسيكلوفير الفموي (Oral Acyclovir): يمكن تناول حبوب الأسيكلوفير بجرعة 400 ملليغرام كل أربع ساعات لمدة خمسة أيام.[13]
  • دواء فالاسيكلوفير (Valacyclovir): يُؤخذ فمويًا بجرعة 2 غرام مرتين ليومٍ واحد.[10]

طرق الوقاية من الإصابة بالهربس الفموي

يجب تجنب المُهيّجات والمُحفزات التي تُسبّب ظهور الهربس الفموي للوقاية من الإصابة المتكررة بالعدوى، فعلى سبيل المثال يُنصَح بتجنُب التعرض المُباشر لأشعة الشمس في حال كان التُعرض مُحفزًا لظهور البثور على الشفاه أو باستخدام كريم واقِ من الشمس.[14]

وفي حال الإصابة بالعدوى، على المريض اتباع حُزمة من الإجراءات الوقائية لحماية الآخرين من التقاط العدوى:[9][14]

  • تجنُب تبادل القُبل.
  • عدم مُشاركة المناشف أو الأطباق أو أدوات الأكل.
  • الحرص على غسل اليدين جيدًا في حال مُلامسة البثور.
  • تجنُب الرياضات التي تتضمّن تواصلًا جسديًا.
  • الامتناع عن ممارسة الجنس الفموي، لأن الهربس الفموي قد ينتقل من الفم للأعضاء التناسلية مُسببا الهربس التناسلي.

ومن المُهم معرفة أنّ الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 8 أسابيع مُعرضون لخطر الإصابة بالعدوى، إذ لا يزال جهازهم المناعي غير قوي بما فيه الكفاية نتيجةً لعدم اكتمال تطوره، لذا يجب أن يحرص الوالدان على تجنُب تقبيل صغيرهم، والحرص على غسل يديهم بانتظام، والتأكد من عدم ملامسة الطفل للبثور بالخطأ.[9]

كتابة: الصيدلانية مرام غرايبة - الأحد ، 23 تموز 2023
تدقيق طبي: الصيدلانية أسيل الخطيب
آخر تعديل - الإثنين ، 24 تموز 2023

المراجع

1.
Mark AM.. Common oral sores and infections. J Am Dent Assoc 151: 640, 2020. Retrieved from https://doi.org/10.1016/j.adaj.2020.05.020
2.
Leung AKC, Barankin B. Herpes Labialis: An Update. Recent Pat Inflamm Allergy Drug Discov 11: 107–113, 2017. Retrieved from http://dx.doi.org/10.2174/1872213X11666171003151717
3.
MedlinePlus [Internet]. Bethesda (MD): National Library of Medicine (US); [updated Jun 24; cited 2020 Jul 1]. Cold Sores. Retrieved from https://medlineplus.gov/coldsores.html

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري جلدية كبار أونلاين عبر طبكان
احجز