العلاج بالأكسجين المضغوط لإصابات الملاعب (الرياضيين)

يُعد العلاج بالأكسجين المضغوط من التقنيات التي قد تُستخدم في علاج إصابات الملاعب، إذ تُعزز التئام الجروح، والإصابات العضلية، والوترية، وكذلك الكسور، وتُقصّر من فترة النقاهة قبل العودة للنشاط الرياضي الطبيعي، وقد أثبتت بعض الدراسات السريرية فعاليّة هذا العلاج في العديد من الإصابات الرياضية.

خلال العقود الماضية ازداد عدد الأفراد المشاركين بالأنشطة الرياضية من كافة الفئات العمرية، مما أدى إلى ارتفاع عدد إصابات اللاعبين، من هنا ظهرت الحاجة لإيجاد طرقٍ أكثر كفاءة وفاعلية لعلاج الإصابات الرياضية؛ إذ إن الوقت اللازم للتعافي الكامل للاعب والعودة لممارسة نشاطاته الرياضية هو التكلفة الحقيقية للإصابة،[1] قد يوفّر العلاج بالأكسجين المضغوط (Hyperbaric Oxygen Therapy) وسيلةً علاجيةً أسرع لتعافي اللاعبين، لا سيّما إذا ترافق مع العلاج الفيزيائي وإجراءات إعادة التأهيل.[2]

ما هو العلاج بالأكسجين المضغوط؟

يُعد العلاج بالأكسجين المضغوط (Hyperbaric Oxygen Therapy (HBOT)) أحد الطرق العلاجية المعروفة قديمًا في علاج بعض الأمراض، إذ اُستخدم أول مرة على يد الطبيب البريطاني هنشو (Henshaw) عام 1662م، ويتضمّن العلاج تعرُّض المريض لتركيز 100% من الأكسجين النقي في حُجراتٍ ذات ضغط جوي مُحدد.[3]

تُولِّد البيئة عالية الضغط بالأكسجين النقي ارتفاع نسبة الأكسجين في كلٍ من الدم (Hyperoxemia) والأنسجة (Hyperoxia)، مما يُسهم في دعم بعض العمليات الحيوية في الجسم لعلاج العديد من الحالات المرضية، بما في ذلك التئام الجروح، وعلاج نخر الأنسجة، واستعادة التروية الدموية لبعض أنواع الإصابات.[3]

تُجرَى المُعالجة بالأكسجين المضغوط في حُجراتٍ مُجهزة ومُعتمدة خاضعة لمقاييس مُحددة، كما يُدرَب فريق مُختص لهذه الغاية، ويُعيَّن مديرًا للسلامة العامة لضمان الحفاظ على المعايير الخاصة لحُجرات الأكسجين المضغوط والفريق الطبّي المُشرف عليها، وتتنوّع الحجرات بين أُحادية؛ تستوعب مريضًا واحدًا على حِدة، ومتعددة؛ تتّسع لأكثر من مريض في الجلسة الواحدة.[4]

علاج الإصابات العضليّة باستخدام الأكسجين المضغوط

تشمل الإصابات العضلية للرياضيين؛ تشنجات العضلات، آلام ما بعد التمارين أو التعضيل (Delayed onset muscle soreness)، الإجهاد العضلي، التمزُق العضلي، ويُعد التمزق العضلي أكثر أنواع الإصابات شيوعًا لدى الرياضيين يليها الإجهاد العضلي، مُسببًا تغيبهم عن الفعاليات الرياضية وما يترتب عليه من خسائر مالية لأنديتهم،[5] وتُشير بعض الأبحاث السريرية إلى إمكانية الاستفادة من تقنية الأكسجين المضغوط لعلاج إصابات العضلات من خلال:[5]

  • تقليل الوذمة (edema) ونقص أكسجة الأنسجة المرافقين لإصابة العضلات؛ مما يُسرّع عملية الشفاء.
  • تحفيز إنتاج بعض أنواع الخلايا أو ما تُعرّف بالساتلة (Satellite cells) التي من وظيفتها إعادة بناء الألياف العضلية واستعادة قوة العضلات.

وتتضارب نتائج الأبحاث السريرية فيما يخُصّ فعالية العلاج بالأكسجين المضغوط لحالات آلام ما بعد التمارين (Delayed onset muscle soreness)،[5] ففي حين تُشير دراسة إلى فعاليته في علاج هذه المشكلات،[6] بينما دُحضت هذه النتائج في عدة دراسات أُخرى، كتلك التي نُشرت في المجلة السريرية للطب الرياضي (Clinical Journal of Sport Medicine)، إذ أظهرت نتائج هذه الدراسة بأنّ علاج الإصابات العضلية الناجمة عن التمارين الرياضية باستخدام الأكسجين المضغوط ليس فعّالًا.[7]

علاج الكسور بتقنية الأكسجين المضغوط

أظهرت الدراسات السريرية التي أُجريت لعلاج الكسور بتقنية الأكسجين المضغوط نتائج واعدة في هذا الصدد، وخاصةً في الحالات التي تتضمّن عدم انجبار الكسور، والكسور المُعقدة، والحالات التي تتضمّن زيادة خطر الإصابة بالعدوى،[1] وتشمل آلية العلاج بالأكسجين المضغوط لتسريع شفاء الكسور وتقليل وقت الشفاء:[1]

  • إنتاج الخلايا العظمية، وزيادة القدرة على إنتاج النسيج العظمي، وتقليل عمليات هدمه.
  • ترسيب المعادن في العظام (Bone Mineralization).
  • تحفيز إنتاج الكولاجين والبروتينات.
  • تحسين التروية الدموية.

علاج نقص التروية الدموية في العضلات باستخدام الأكسجين المضغوط

تُسبّب بعض الإصابات الرياضية نقص التروية الدموية في العضلات (Ischemia)، وينتج عن نقص التروية عمليات خلوية مُعقدة، مُسببةً خللًا في النظام الخلوي وتلفًا للعضلات،[8] ففي دراسة أُجريت على عددٍ من فئران التجارب نُشرت في مجلة (Clinical and Experimental Pharmacology and Physiology) في عام 2006، ظهرت نتائج مُبشرة لاستخدام الأكسجين المضغوط لعلاج نقص التروية الدموية في العضلات، وذلك بتقليل مستويات اللاكتات (Lactate) والجليسيرول (Glycerol)، وتعديل نشاط الإنزيمات المُضادة للأكسدة في العضلات الهيكلية الذي تسبّبت به نقص التروية الدموية نتيجة الإصابة العضلية.[9]

علاج إصابات الأربطة باستخدام الأكسجين المضغوط

تُعد إصابة الرباط الجانبي الأنسي (Medial collateral ligament (MCL) injuries) -وهو أحد أربطة منطقة الرُكبة- من أكثر الإصابات شيوعًا لدى الرياضيين في مختلف الرياضات ككرة القدم، والمُصارعة، والهُوكي، والجودو،[10] من فوائد الأكسجين المضغوط زيادة إنتاج الكولاجين في الأربطة، ممّا يساعد على شفاء الإصابات التي يتعرّض لها اللاعبين، كما يزيد إنتاج الأنسجة الندبية في منطقة الإصابة لتعزيز شفائها، وهذا ما أشارت إليه بعض الأبحاث التي أُجريت مخبريًا، لكن تجدر الإشارة إلى ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث في هذا المجال للتحقق من أمان وفاعلية الأكسجين المضغوط.[11]

تُعد إصابات الرباط الصليبي الأمامي (Anterior Cruciate Ligament) شائعة بين الرياضيين أيضًا وبالأخص الإناث،[12] ويُظهر الأكسجين المضغوط فعاليةً ونجاحًا كعلاجٍ مُساعد في مثل هذه الإصابات، كما يزيد من معدل نجاح جراحة الرباط الصليبي.[13]

علاج التواء الكاحل باستخدام الأكسجين المضغوط

يُقدم العلاج بالأكسجين المضغوط علاجًا لإصابات التواء الكاحل؛ وذلك بزيادة قدرة الكاحل على الانثناء (Ankle Dorsiflexion)، كما لُوحظ تحسنٌ واضح بعد الجلسة الأُولى، وخاصةً عندما يُستخدم كعلاجٍ مُساعد مع العلاجات الأُخرى، بالإضافة لذلك فقد وردت تقارير من المرضى الذين خضعوا للعلاج بالأكسجين المضغوط تُنبىء عن تحسُّن الأداء الوظيفي للكاحل بعد مرور 7 أيام من العلاج.[14]

هل العلاج بالأكسجين المضغوط فعال؟

للإجابة عن هذا السؤال يجب معرفة أنّ موقع الإصابة هو ما يُحدد فعالية وكفاءة العلاج بالأكسجين المضغوط، إذ تُظهر نتائج العلاج بالأكسجين المضغوط في المناطق قليلة التروية الدموية، مثل العضلات، والأربطة، ونقاط ارتباط العضلات بالأوتار.[8]

وتجدر الإشارة لضرورة تحديد الظروف المُناسبة لعلاج الإصابة؛ كالضغط الجوي للحُجرة، ومدة الجلسة، وعدد الجلسات العلاجية، ومدة العلاج، كما يؤثر في فعالية العلاج حجم الإصابة، والمُدة بين الإصابة وبدء العلاج بالأكسجين المضغوط.[8]

وقد أُستخدم العلاج بالأكسجين المضغوط في الدورة الشتوية للألعاب الأولمبية عام 2005 لعلاج إصابات اللاعبين وأظهر نتائج جيدة لعلاج إصابات العضلات، والعظام، والأوتار، كما قلل من إجهاد اللاعبين، وسرَّع عودتهم للعب من جديد.[15]

كتابة: الصيدلانية مرام غرايبة - الأحد ، 04 حزيران 2023
تدقيق طبي: الصيدلانية أسيل الخطيب

المراجع

1.
Babul, S., Rhodes, E.C. . 2000. The Role of Hyperbaric Oxygen Therapy in Sports Medicine. Retrieved from https://doi.org/10.2165/00007256-200030060-00002
2.
Dolezal V.. 2002. [Hyperbaric oxygen therapy in athletic injuries]. Retrieved from https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/12078582/
3.
Ortega, Miguel A., Oscar Fraile-Martinez, Cielo García-Montero, Enrique Callejón-Peláez, Miguel A. Sáez, Miguel A. Álvarez-Mon, Natalio García-Honduvilla, Jorge Monserrat, Melchor Álvarez-Mon, Julia Bujan, and María Luisa Canals.. 2021. "A General Overview on the Hyperbaric Oxygen Therapy: Applications, Mechanisms and Translational Opportunities" Medicina 57, no. 9: 864.. Retrieved from https://doi.org/10.3390/medicina57090864

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري العلاج بالأكسجين المضغوط أونلاين عبر طبكان
احجز