السونار: ما هو؟ وكيف يُجرَى؟

فحص السونار هو أحد أنواع فحوصات الأشعة التشخيصية الذي يستخدم الموجات فوق الصوتية العالية التردد لإعطاء صورة حيّة للأعضاء الداخلية، ويستخدمهُ الأطباء لرؤية الأعضاء الداخلية وتشخيص العديد من المشكلات الصحية التي قد يشكو منها المريض.

غالبًا ما يتبادر لأذهان العديد من الأشخاص فور سماعِهم لفحص السونار مشهدًا لفحص المرأة الحامل بغرض الكشف عن جنس المولود، إلا أن هُناك عِدّة استخدامات لفحص السونار،[1] فما هو فحص السونار؟ وما مبدأ عمل جهاز السونار؟

ما هو فحص السونار؟

يُعرّف فحص السونار أو الفحص بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound) على أنّه أحد الفحوصات الإشعاعية التشخيصية، التي تُعطي صورة حيّة لأعضاء الجسم الداخلية باستخدام موجات فوق صوتية عالية التردد أو الصدى (الإيكو Echo)، لتنتقل عبر أنسجة الجلد الرخوة والسوائل ممّا يسمح للطبيب رؤية الأعضاء أو الأنسجة الداخلية بوضوح دون اللجوء إلى أيّ إجراء جراحي، إذ يُستخدم فحص السونار على نطاقٍ واسع في المجال الطبي سواءً في الكشف عن بعض مشاكل القلب أو الكبد أو الكلى أو البطن وما يحويه من أعضاء، بالإضافة لتسهيله على الطبيب أخذ الخزعات خلال بعض الإجراءات الجراحية، ويُشير مصطلح الموجات فوق الصوتية إلى أنها موجات ذات تردد لا يمكن للإنسان سماعه.[2][3]

أنواع فحص السونار

يتضمّن فحص السونار ثلاثة أنواع أساسية:[4][5]

فحص سونار الحمل

يَكشف سونار الحمل عن الحالة الصحية للجنين والأعضاء التناسلية للأم، ويُوصي الأطباء بإجراء فحص السونار أثناء الحمل لعدّة أغراض أُخرى:[4][6]

  • تأكيد وجود الحمل والتحقّق من نبض الجنين.
  • تحديد عمر الجنين وتقدير موعد الولادة.
  • التحقق من وجود التوائم.
  • التأكد من سلامة الجنين ووضعيته داخل الرحم.
  • التحقق من عدم إصابة الجنين بالتشوهات الخلقية في القلب، أو الدماغ، أو الحبل الشوكي، أو متلازمة داون.
  • تشخيص حالات الحمل خارج الرحم، أو الإجهاض، أو موت الجنين داخل الرحم.
  • مراقبة كمية السائل الأمينوسي.
  • التأكد من سلامة المشيمة والرحم طيلة فترة الحمل.
  • تحديد جنس الجنين.
  • تقييم كمية الأكسجين التي يحصل عليها الجنين.

فحص السونار التشخيصي

يستخدمه الأطباء للكشف عن الأعضاء الداخلية للمريض كالكبد والكلى وغيرها، وللحصول على معلومات تُفيد في التحقّق من سلامة هذه الأعضاء،[4] ممّا يُسهّل على الطبيب تحديد المُشكلة التي يشكو منها المريض،[5] ومن الأمثلة على فحوصات السونار التشخيصية:

  • فحص السونار المهبلي (Transvaginal Ultrasound)، يبيّن صورة تفصيلية لمنطقة الحوض والأعضاء التناسلية الأُنثوية التي تشمل كل من المهبل، وعنق الرحم، وقناتي فالوب، والمبيضين، يُجرى فحص السونار المهبلي للكشف عن العديد من الحالات والتحقق منها مثل آلام الحوض، والنزيف المهبلي مجهول السبب ومعرفة أسباب العُقم ومشاكل التهاب الحوض، والتحقق من وجود اللولب الرحمي (أحد وسائل منع الحمل) في موضعه والكشف عن وجود أي أورام أو ألياف أو تكيسات داخل الرحم.[7]
  • فحص سونار البطن (Abdominal Ultrasound): يُستخدم لفحص الأعضاء الداخلية للبطن، مثل الكبد والطحال والبنكرياس والمرارة، والكشف عن أسباب لآلام البطن، ويُجرَى بتمرير الجهاز على المنطقة السطحية من الجلد في البطن.[5][7]
  • فحص السونار للكلى (Kidney Ultrasound): يُجرى لتقييم صحة وسلامة الكلى ويتضمن كل من الحالبين والمثانة، بالإضافة للكشف عن وجود أي تشوّهات أو التهابات أو أورام داخل الكلى.[4][5]
  • فحص سونار الثدي (Breast Ultrasound): يكشف عن وجود أي كتل غير طبيعية في الثدي، وقد يُجرَى بعد فحص الماموغرام عند الاشتباه بوجود مشكلة في الثدي.[5]
  • فحص سونار الدوبلر (Doppler Ultrasound): أو يسمّى الإيكو ويُستخدم لتقييم تدفّق الدم في الأوعية الدموية.[5]
  • فحص سونار الحوض (Pelvic Ultrasound): يتضمن الكشف على المثانة والبروستات والمستقيم والمبيضين والرحم والمهبل.[5]
  • فحص سونار الغدة الدرقية (Thyroid Ultrasound): يُستخدم للكشف عن أي تشوّهات أو أورام في الغدة الدرقية، والحصول على معلومات عن حجمها أو وجود العقيدات والتشوهات.[5]
  • فحص السونار عبر المستقيم (Transrectal Ultrasound): يُجرى للكشف عن وجود أي تشوّهات في المستقيم وغدة البروستات.[5]
  • فحص السونار ثلاثي الأبعاد (3D Ultrasound): يعرض صورة ثلاثية الأبعاد لِما في داخل الجسم.[8]
  • فحص السونار رباعي الأبعاد (4D Ultrasound): يُظهِر صورة متحركة ثلاثية الأبعاد.[8]

فحص السونار أثناء الجراحة

يُستخدَم خلال العمليات الجراحيّة كأداة مُساعدة للتوجيه والإرشاد وكوسيلة مُساعدة للجرّاحين لتحرّي الدقة أثناء الإجراءات الجراحية أو التشخيصية،[5] مثل:[5]

  • الخزعات، والتي تتضمن أخذ العينات النسيجية من المفاصل أو الأوتار وغيرها.
  • حالات التلقيح الاصطناعي (أطفال الأنابيب).

مخاطر فحص السونار

يُعد فحص السونار آمنًا ولا يترتّب على استخدامه أيّ خطورة على المريض، فهو عبارة عن موجات ذات طاقة منخفضة لم يسبق أن تسبّبت في إحداث خطورة صحية حتى الوقت الحالي، لكن قد لا تنتقل الموجات فوق الصوتية عبر الهواء مثل الرئتين أو المُغطّاة بالعظام مثل الرأس، كما هو الحال أيضًا للأشخاص الذين يُعانون من السُمنة في مناطق تراكم الدهون بكثرة مثل البطن، فقد يَصعُب على الموجات فوق الصوتية اختراقها، وفي مثل هذه الحالات قد يلجأ الأطباء إلى فحوصات إشعاعية أُخرى مثل التصوير الطبقي المحوري (CT)، أو بالرنين المغناطيسي (MRI)، أو بالأشعة السينية (X-rays).[8][9]

مبدأ عمل جهاز فحص السونار

يُرسل جهاز فحص السونار موجات صوتية بتردد عالِ يفوق حاجز 20000 هيرتز، أيّ أعلى من التردد الممكن التنبؤ به لدى حاسة السمع البشرية، من ثم ترتد هذه الموجات وتُحدث صدى، فيسجل جهاز السونار هذه الموجات الصوتية ويحوّلها بواسطة مقياس حيوي (Biometer) متصل معه إلى صور تفصيلية تُعرض على الشاشة.[2][10]

التحضيرات المطلوبة قبل فحص السونار

غالبًا قد لا يتطلب فحص السونار أي تحضيرات مُعينة إلا في بعض الحالات، ومن أبرزها:[8][9]

  • سونار المرارة، قد يطلب الطبيب من المريض عدم تناول الطعام أو الشراب لفترة مُعينة قبل إجراء الفحص.
  • سونار الحوض، يتطلب إجراء فحص سونار الحوض حبس البول في المثانة لتكون ممتلئة عند إجراء الفحص، لذا قد يُطلب شُرب كمية معينة من الماء مع عدم تفريغ المثانة حتى الانتهاء من الفحص.
  • سونار المستقيم، قد يتطلب أخذ حقنة شرجية قبل إجراء الفحص.
  • سونار المهبل، يُوصَى بإفراغ المثانة بالتبول قبل إجراء الفحص.

يُنصح بارتداء ملابس فضفاضة ونزع المجوهرات قبل الذهاب لإجراء الفحص، وإعلام فني الأشعة في حال الإصابة بالسكري.[8]

خطوات إجراء فحص السونار

تشمل خطوات إجراء فحص السونار:[9][10]

  • استلقاء المريض على المقعد أو السرير الخاص، بوضعية تسمح له بالكشف عن المكان المُراد فحصه.
  • وضع طبقة رقيقة من الجِل الخاص بفحص السونار (يمنع تشكُّل فقاعات هوائية تعيق الموجات) على المنطقة المطلوب التحقُّق منها، لتنتقل الموجات عبر الجِل إلى الجسم.
  • وضع محوّل الطاقة (Transducer) أو المسبار (أداة فحص صغيرة محمولة باليد) على طبقة الجِل فوق الجلد، ثم يبدأ بتحريكه مع ضغطٍ خفيف حسب الحاجة لِالتقاط الصورة أو رؤية الموقع المطلوب الكشف عنه بالفحص.

طُرق إجراء فحص السونار

يُجرى فحص السونار من خلال ثلاث طُرق رئيسية:[2][11]

  • فحص السونار الخارجي، يُستخدم بهِ المسبار فقط من خلال تحريكه على الجلد.
  • فحص السونار الداخلي، يُغلّف المسبار بطبقة مُعقّمة ثم يُمرّر عبر فتحة المهبل أو الشرج، قد يُسبب هذا النوع شعورًا بعد الراحة إلا أنه غير مؤلم.
  • فحص السونار بالمنظار (التنظير بالموجات فوق الصوتية)، غالبًا ما يُجرى من خلال تمرير أنبوب رفيع مرن إلى الفم لفحص المعدة أو المريء، وقد يُعطى المريض قبل الخضوع لإجراء الفحص مُخدر موضعي لتخدير الحلق، بالإضافة إلى مُهدّئ لمساعدته على الاسترخاء.

نتيجة فحص السونار

تتكوّن الصورة التفصيليّة التي تُعرض على الشاشة بالاعتماد على الموجات المُرتدّة والوقت اللازم لارتدادها، إذ يختلف ارتداد موجات العضو المُصاب عن العضو السليم، ليتمكّن الطبيب أو أخصائي الأشعة من تفسير الصور التي التقطتها الموجات فوق الصوتية، ومن ثمّ كتابة تقرير الأشعة بعد استكمال الفحص، وإرسالهِ للطبيب المُختص لمُناقشة وشرح النتائج للمريض.[10][9]

كتابة: . خولة يونس - الثلاثاء ، 20 كانون الأول 2022

المراجع

1.
Shelton, B. (2021). What Is an Ultrasound?. Retrieved from https://www.webmd.com/a-to-z-guides/what-is-an-ultrasound#1
2.
Brazier, Y. (2017-a). How do ultrasound scans work?. Retrieved from https://www.medicalnewstoday.com/articles/245491#Concept
3.
Krans, B. (2019-a). Ultrasound. Retrieved from https://www.healthline.com/health/ultrasound

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية