الدعامة المرنة: المزايا والعيوب

تُستخدم دعامة الانتصاب المرنة على نطاقٍ واسع لحل مشكلة ضعف الانتصاب بسبب كلفتها المنخفضة مقارنةً بكلفة أنواع دعامات الانتصاب الأُخرى، وقد تكون الدعامة المرِنة خيارًا مناسبًا للأشخاص الذين يعانون من ضعف الانتصاب عند فشل العلاج بالطرق غير الجراحيّة، إلّا أنّ صعوبة إخفاء وجود الدعامة بسبب الانتصاب الدائم لها، أحد أبرز عيوب دعامة الانتصاب المرِنة، ومع ذلك فإنّ درجة رضا المستخدمين لهذا النوع من الدعامات يُعد مقبولًا.

حدث خلال العقد الأخير تطوّرٌ ملموس في مجال العلاج الدوائيّ لحالات ضعف الانتصاب عند الرجال، إذ يعمد الأطباء حاليًّا إلى وصف الأدوية التي تنتمي لمجموعة مثبّطات الإنزيم فوسفودايستريز (PDE5) كإحدى الخيارات الفعّالة لعلاج ضعف الانتصاب، أو حقن القضيب بأدويةٍ موسّعة للأوعية الدموية، كما تُعدّ دعامات الانتصاب واحدةً من الخيارات الفعّالة التي استُخدمت منذ عام 1973 ميلادي وحتى الوقت الحاليّ لحلّ مشكلة ضعف الانتصاب، وما زال تطوير دعامات الانتصاب مستمرًّا بهدف تحسين جودتها وتقليل مخاطر استخدامها، خاصةً مع توقّعات الباحثين بشأن زيادة انتشار ضعف الانتصاب عالميًّا خلال السنوات القادمة.[1][2]

دواعي استخدام دعامة الانتصاب

تُعرف دعامة الانتصاب (Penile prosthesis) بأنّها نوع من الأدوات المُصمّمة خِصّيصًا لحل مشكلة ضعف الانتصاب لدى الرجال، إذ تُزرع هذه الدعامة في القضيب جراحيًّا في حال فشلت الطرق الأُخرى غير الجراحيّة في حل المشكلة، أو عند تعارضها مع حالة المريض الصحيّة، وقد تُستخدم أيضًا في حالة عدم تقبّل المريض للطرق غير الجراحيّة لعلاج مشكلته، وقد يكون استخدام دعامة الانتصاب خيارًا مطروحًا للمصابين بمرض بيروني (Peyronie disease)،[3][4] وهو من المشكلات غير الشائعة التي تؤثر غالبًا في الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 40-60 عامًا، ويتمثّل بتندّب في الأنسجة العميقة المكوّنة للقضيب لأسبابٍ غير معروفة تمامًا، وقد تتطوّر هذه الأنسجة الندبيّة في القضيب تلقائيًّا دون تأثير أيّة عوامل خارجيّة، أو تتطوّر بعد تعرّض القضيب لإصابةٍ ما، فيعاني المصاب بهذا المرض من مشكلاتٍ عِدّة أثناء الانتصاب تؤثر في القدرة على الجماع.[5]

يُشار إلى توفُّر نوعين من دعامات الانتصاب المتاحة للاستخدام في أنحاء العالم، إحداهما تُعرف بالدعامة الهيدروليكيّة، والأُخرى هي الدعامة المرنة.[2]

دعامة الانتصاب المرنة

طوَّر جوناس وجاكوبي أوّل دعامة انتصاب مرِنة عام 1980 ميلادي، وقد كانت هذه الدعامة مصنوعة من المعدن الملفوف بمادة السيليكون،[6] وعمومًا، تتكون دعامة الانتصاب المرِنة (Malleable penile prosthesis) من قضيبين يمتازان بالمرونة يمكن زراعتهما فيما يُعرَف الجسم الكهفي في القضيب (Intracavernous) أثناء الجراحة، ويتمكّن المريض بعد زراعة الدعامة المرِنة من ثني القضيب ورفعه في حالة الانتصاب لإتمام الجماع، أو ثنيه للأسفل في حالة عدم الحاجة للانتصاب.[2][3]

مزايا وعيوب الدعامة المرنة

تُستخدم الدعامة المرِنة على نطاقٍ واسع في جميع أنحاء العالم لحل مشكلة ضعف الانتصاب بسبب كلفتها المنخفضة مقارنةً بالأنواع الأُخرى، وكونها تساعد على الانتصاب وإمكانيّة إيلاج العضو الذكري دون أنّ تتأثر القدرة على التبول، أو القذف، أو الإحساس، أو الوصول للرعشة الجنسيّة، بالإضافة إلى العديد من الخصائص الأُخرى التي تمتاز بها هذه الدعامة،[3][4] أبرزها:

  • إمكانية استخدامها لمن يعاني ضعف الانتصاب إلى جانب محدوديّة حركة اليد، كحالات الإصابة بمرض باركنسون،[3] وفي حالات الإعياء العضلي المصاحب للأمراض العصبية، كذلك للأشخاص الذين يعانون من محدودية الحركة لوجود مشكلة في العمود الفقري.[7]
  • تُعدّ خيارًا مناسبًا للمرضى الذين يعانون من مشكلات صحيّة شديدة، ولا يولون اهتمامًا لإخفاء وجود الدعامة في القضيب.[3]
  • انخفاض خطورة الإصابة بالعدوى بعد تركيبها، مقارنةً بغيرها من دعامات الانتصاب.[3]
  • سهولة الاستخدام.[1]
  • بساطة جراحة زراعة الدعامة المرنة مقارنةً بجراحات دعامات الانتصاب الأُخرى.[1]
  • القدرة على توجيه القضيب باتجاهات مختلفة عند الجماع أو التبول أو إخفائه تحت الملابس.[1]

على الرغم من المزايا العديدة للدعامة المرنة، لا بُدّ من بيان ما يقابلها من عيوب:[1][8]

  • استمرار انتصاب القضيب طوال الوقت.
  • احتمالية حدوث ألم مزمن بعد تركيب الدعامة.
  • صعوبة إخفاء وجود دعامة في القضيب.

الفرق بين الدعامة المرنة والهيدروليكية

ثمّة مجموعة من الفروقات بين الدعامة المرنة والدعامة الهيدروليكية:

وجه المقارنة

الدعامة الهيدروليكية

الدعامة المرنة

التكلفة

مرتفعة نوعًا ما.[7]أقل تكلفة مقارنة بتكلفة الدعامة الهيدروليكيّة.[7]

المظهر

إمكانيّة انتصاب القضيب وارتخائه حسب الحاجة، لذلك تُعطي الدعامة الهيدروليكيّة مظهرًا أفضل للقضيب مقارنةً بدعامات الانتصاب الأُخرى.[1]

يكون الانتصاب بوجود الدعامة الهيدروليكيّة شبيهًا بالانتصاب الطبيعي للقضيب.[7]

استمرار انتصاب القضيب حتى في حالة عدم الحاجة لانتصابه.[1]

أهم العيوب

احتماليّة تعطّلها بعد تركيبها.[1]احتمالية حدوث ألم مزمن، وصعوبة إخفاء وجود الدعامة في القضيب بسبب استمرار انتصابه.[9]

تصميم الدعامة

تصميمها أكثر تعقيدًا.[1]تصميمها غير معقّد مقارنةً بالدعامة الهيدروليكيّة.[7]

الحاجة لاستخدام اليد

بحاجة لاستخدام مهارة اليد عند الضغط على المضخّة وإفلاتها.[9]لا تحتاج للمهارة اليدويّة، فهي ملائمة في الحالات التي يفتقد فيها الرجل لمهارة استخدام اليد، ويواجه صعوبة في تحريك الأصابع.[7]

تعقيد الجراحة

تحتاج تقنيات جراحيّة أكثر تعقيدًا.[1] زراعة دعامة الانتصاب المرِنة أكثر سهولة مقارنةً بزراعة الدعامات الأُخرى، ويُعزى ذلك إلى عدم الحاجة لتركيب المخزن أو المضخّة.[7]

درجة رضا المريض

مرتفعة.[9]مقبولة، تعادل تقريبًا 77%، وهي أقل بقليل من درجة رضا المستخدمين عن استخدام الدعامة الهيدروليكيّة.[3][9]

مضاعفات تركيب الدعامة المرنة

قد يصاحب زراعة الدعامة المرِنة بعض المضاعفات:

  • تآكل النسيج بسبب الدعامة.[8]
  • تكوُّن التورم الدموي (Hematoma).[8]
  • ظهور كدمة على كيس الصفن أو القضيب.[8]
  • الإصابة بالعدوى،[8] وعادةً ما يستدعي ذلك إزالة الدعامة واستبدالها جراحيًا بدعامة أُخرى مباشرةً أو بعد مضيّ بضعة أشهر.[1]
  • حدوث إصابات أثناء الجراحة، كتضرّر الإحليل أو المثانة أو الأمعاء.[1]
  • الإصابة بمتلازمة الحشفة المرِنة (Floppy glans syndrome)، في حالة تركيب أُسطوانة أقصر من الطول المُفترض، وقد ينجم عن هذه المتلازمة صعوبة الإيلاج أثناء الجماع، إلى جانب عدم تقبّل مظهر القضيب، كما تزداد خطورة حدوث تآكل في الأنسجة والمعاناة من الألم المزمن في حال زُرعت أسطوانة أطول مقارنةً بالطول المناسب.[2]

زراعة الدعامة المرِنة

تتشابه مُعظم الإجراءات المُتّبعة قبل عملية زراعة الدعامة المرِنة وأثناءها وبعد الانتهاء منها مع الإجراءات المُتّبعة في حالة زراعة الدعامة الهيدروليكيّة.[2]

مرحلة ما قبل زراعة الدعامة المرنة

يُولي الطبيب اهتمامًا بالغًا حيال مجموعة من الأمور قبل تحديد زراعة الدعامة المرِنة:[2][3]

  • معرفة التاريخ الطبي والجراحيّ للمريض، وحالته الصحيّة العامّة.
  • إجراء الفحص السريري الذي قد يتضمّن الكشف على منطقة البطن وفحصها، وملاحظة أي شقوق جراحيّة قد تؤثر في النسيج في منطقة الحوض، كذلك غالبًا ما يلجأ الطبيب إلى فحص منطقة الأعضاء التناسليّة وتقييم طول وسماكة القضيب وغيرها من الاعتبارات الأُخرى.
  • مناقشة المريض حول الأسباب التي دفعته للتفكير بتركيب دعامة الانتصاب، كذلك معرفة توقعاته للنتائج بعد الجراحة ومدى واقعيّتها.
  • فتح باب الحوار حول الحالات التي تُستخدم فيها دعامات الانتصاب، وإعطاء تفصيل حول إجراءات التحضير للجراحة، وما يحدث أثناء الجراحة، وطبيعة الرعاية المُتّبعة بعدها، والمضاعفات المُحتمل حدوثها.
  • التحقق من عدم معاناة المصاب من مشكلة التهابات المسالك البوليّة، أو وجود عدوى في الجلد، أو في الجسم.
  • التوقف عن استخدام معظم مضادات التخثّر قبل الجراحة بِما يُقارب 3-7 أيام اعتمادًا على قرار الطبيب المختص.
  • السيطرة على مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري.
  • مناقشة أهميّة وقف التدخين قبل العملية لتحسين فرصة تعافي الجرح.

أثناء زراعة الدعامة المرنة

لا تستغرق عملية زراعة دعامة الانتصاب الكثير من الوقت في الحالة الطبيعيّة،[1] وقد يتّبع الطبيب وطاقم العمليّة مجموعة من الإجراءات قبيل وأثناء موعد الجراحة:[1][3]

  • إعطاء المريض بعض المضادات الحيوية وريديًّا قبل الشروع بالجراحة.
  • تزويد المريض بأنواع معيّنة من مسكنات الألم قبل التخدير للمساعدة على تخفيف الألم بعد الجراحة، ويُشار إلى أنّ زراعة دعامة القضيب غالبًا ما تُجرى تحت تأثير التخدير النصفي.
  • حلاقة الشعر في منطقة الجراحة أو قصّه، ولا يُنصح بحلاقة منطقة الجراحة من المريض نفسه خوفًا من إلحاقه الأذى في الجلد وزيادة احتمالية نموّ البكتيريا في المنطقة، إذ يتميّز الجلد في منطقة الأعضاء التناسليّة برِقته، ومرونته، واحتوائه على الكثير من الثنيات غير المنتظمة، وهو ما يزيد من احتمالية التعرّض للأذى أثناء الحلاقة.
  • تعقيم منطقة الجراحة بمحلول الكلورهيكسيدين والكحول (Chlorhexidine-alcohol).
  • اتباع الطريقة الجراحية الملائمة اعتمادًا على نوع الدعامة والخبرة في مجال الجراحة، وغالبًا ما يُجري الطبيب شقًّا جراحيًّا يُعرَف باسم الشق تحت التاجي (Subcoronal incision) لتركيب الدعامة المرِنة.
  • تركيب قسطرة فولي (Foley catheter) للمريض لتسهيل تفريغ محتويات المثانة أثناء الجراحة وتجنّب ظهور الآفات فيها.

مرحلة ما بعد زراعة الدعامة المرنة

عادةً ما يميل فريق الرعاية الطبيّة إلى إزالة القسطرة البولية (Foley catheter) في اليوم الأول بعد العملية في حالة عدم ظهور أيّة مضاعفات تستدعي القلق، ويتمكّن المريض من مغادرة المستشفى في غضون يومين،[1] ويتبع المريض بعد عملية تركيب الدعامة مجموعة من التوصيات:

  • الالتزام بمواعيد زيارة طبيب المسالك البولية، إذ غالبًا ما يحدّد الطبيب الموعد الأول لتفقّد جرح العملية والتأكد من أداء الدعامة بعد مضيّ أسبوعين على إجراء العمليّة، وخلال هذه الفترة يمكن ملاحظة أيّة أعراض تدل على حدوث العدوى في مكان الجرح وتستدعي مراجعة الطبيب على الفور.[1]
  • السيطرة على الألم.[3]
  • تجنّب الجماع لمدّة تتراوح بين 4-6 أسابيع بعد الجراحة.[3]
  • تجنب حمل الأشياء الثقيلة حتى يؤكّد الطبيب ذلك.[2]
  • استخدام مشدّ خاص لدعم منطقة كيس الصفن.[2]
  • إمكانيّة الاستحمام بعد مضي 24 ساعة على الجراحة.[2]
كتابة: الصيدلانية بيان ربيع - الخميس ، 15 حزيران 2023

المراجع

1.
Bettocchi C, Palumbo F, Spilotros M, et al. Penile prostheses. Therapeutic Advances in Urology. 2010;2(1):35-40. Retrieved from https://doi.org/10.1177/1756287209359174
2.
Chase T. Cavayero; Gregory V. McIntosh. (2023). Penile Prosthesis Implantation [eBook edition]. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK563292/
3.
Wayne John G Hellstrom. (2022, June 14). Penile Prosthesis Implantation. Retrieved from https://emedicine.medscape.com/article/446761-overview#showall

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

اطلب عرض سعر لدعامة الانتصاب المرنة من أفضل الاستشاريين
اطلب عرض سعر