الحمية الغذائية قد تساعد مرضى السكري من النوع الأول بجوانب صحيّة عديدة، أبرزها تحسين حساسية الجسم للإنسولين، دراسة حديثة

لطالما كان على مرضى السكري خصوصًا من النوع الأول اتباع حمية غذائية معينة، إذ عادةً ما تنطوي على الحدّ من تناول الطعام والاكتفاء بكميات قليلة للحفاظ على الوزن وتقليل نسبة السكر في الدم، وبالتالي تفادي تدهور الحالة الصحية وظهور أعراض مرَضية أُخرى، وللتحقق من نجاعة مثل هذه الحميات، أُجريت دراسة سريرية حديثة تقارن بينها وبين الحمية النباتية.

يمكن تعريف مرض السكري من النوع الأول على أنه اضطرابٌ مزمن يتمثل بارتفاع مستمر لسكر الدم، وينجم عادةً عن اعتلال خلايا البنكرياس المسؤولة عن إفراز هرمون الإنسولين في الجسم، وهو هرمون يتحكم بدخول السكر من الدم إلى الخلايا بهدف الاستفادة منه وتحويله إلى طاقة، لذا يؤدي السكري من النوع الأول إلى تراكم السكر في الدم.

مع تضاعف أعداد المصابين بالسكري من النوع الأول في الأعوام المنصرمة، والذي رافقه ازدياد العبء الاقتصادي المُتمثّل بالحاجة لمزيدٍ من جرعات حقن الإنسولين وأدوات مراقبة السكري التي يجب توفرها باستمرار لدى المصابين، ظهرت حاجة ملحة للبحث عن طرق أُخرى للسيطرة على المرض، ولعلّ أشهرها الحمية الغذائية.

ذكرت عدّة دراسات سابقة نجاح الحمية الغذائية النباتية دونًا عن غيرها من الحميات الغذائية في السيطرة على سكر الدم وتقليل حساسية الإنسولين لدى مرضى السكري من النوع الثاني، كما أن هذه الحمية أسفرت عن تحسن ضغط الدم، وانخفاض في نسبة الدهون، والتخلص من الوزن الزائد، إذ إن جميعها تؤدي إلى الإصابة بأحد أشهر مضاعفات مرض السكري، وهي اضطرابات القلب والشرايين التي قد تسبب الوفاة.

دفعت النتائج المبشرة لدى مرضى السكري من النوع الثاني مجموعة من الباحثين إلى تجربة الحمية الغذائية النباتية لدى مرضى السكري من النوع الأول، وذلك في دراسة سريرية تُعدّ الأولى من نوعها، ونُشرت في مجلة (Clinical Diabetes) عام 2024 ميلادي، شارك فيها نحو 58 من البالغين المصابين بالسكري من النوع الأول، إذ جرى تقسيمهم إلى مجموعتين، اتبعت المجموعة الأولى حمية غذائية نباتية تميزت بانخفاض نسب الدهون، ودون تحديد عدد السعرات الحرارية المتناولة يوميًا وبكمية غير محددة من الكربوهيدرات، أما المجموعة الثانية فاتبّع أفرادها حمية غذائية ذات حصص غذائية محدودة، وسعرات حرارية قليلة، كما كانت كمية الكربوهدرات مُقننة، إذ استمرت التجربة مدة 12 أسبوعًا، و أسفرت عن نتائج صادمة.

لاحظ الباحثون انخفاض كمية الإنسولين اليومية التي يحتاجها المريض، وتحسّن حساسية الجسم للإنسولين بدرجة كبيرة وبتفوّق لصالح المشاركين من المجموعة الأولى الذين اتبعوا الحمية الغذائية النباتية، كما رُصد انخفاض ملموس لمستويات الكوليسترول لدى المجموعة الأولى مقارنةً بالمجموعة الثانية، وتجدر الإشارة إلى أن الحمية الغذائية النباتية حسّنت من صحة الكلى وقللت من خطر الإصابة باضطرابات القلب والأوعية الدموية بنسبة كبيرة.

المرجع:

  • Kahleova, H., et al. (2024) Effect of a Dietary Intervention on Insulin Requirements and Glycemic Control in Type 1 Diabetes: A 12-Week Randomized Clinical Trial. Clinical Diabetes. https://doi.org/10.2337/cd23-0086

كتابة: فريق المحتوى الطبي - طـبـكـان|Tebcan - الثلاثاء ، 02 نيسان 2024

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري مرض السكري النوع الأول أونلاين عبر طبكان
احجز