الجهاز الهضمي: أجزاؤه ووظائفه وأمراضه

أهمية الجهاز الهضمي

تكمن أهمية الجهاز الهضمي في قدرته على تحليل وامتصاص المواد الغذائية من الطعام والشراب الذي يتناوله الشخص، إذ تلعب هذه العملية دورًا في حصول الجسم على الطاقة ومساعدته في أداء مهامه وتحفيز نمو الخلايا وتعويض التالف منها.^[1]

تتضمن المواد التي يمتصها الجهاز الهضمي: الدهون، والكربوهيدرات، والبروتينات، والفيتامينات، والمعادن، والماء، لكن لتتحقق استفادة الجسم من هذه العناصر الغذائية يلجأ إلى تحطيمها إلى أجزاءٍ أصغر، إذ يحطّم الدهون إلى أحماضٍ دهنية وجليسرول ويحطّم البروتينات إلى أحماضٍ أمينية أما الكربوهيدرات فيحلّلها إلى سكرياتٍ بسيطة.^[4]

أجزاء الجهاز الهضمي

تتعاون أجزاء الجهاز الهضمي في هضم الطعام ضمن عملية تسلسلية لاإرادية، تبدأ من اللعاب المسؤول عن تفتيت الطعام إلى الإنزيمات التي تُكمل العملية الهضمية، وذلك من خلال الحركة الدودية التي تساهم في دفع الطعام من عضوٍ إلى آخر بسبب انقباض العضلات الموجودة فيها،^[5] وتشمل أجزاء الجهاز الهضمي:

• الفم:

يلعب الفم دورًا في هضم الطعام من خلال الأسنان التي تمزقه إلى قطعٍ صغيرة، واللعاب الذي تفرزه الغدد اللعابية الموجودة بالقرب من الفك السفلي أسفل اللسان، إذ يكون مسؤولًا عن ترطيب الطعام وتحليل بعض الكربوهيدرات إلى سكريات ونشويات بواسطة إنزيم الأميليز (Amylase) الموجود في اللعاب، أيضًا تساعد العضلات الموجودة في اللسان والفم في بلع ودفع الطعام باتجاه البلعوم.^[2]

• البلعوم أو الحلق:

هو ممر للهواء والطعام تتفرع منه كل من القصبة الهوائية المرتبطة بالرئتين والمريء المرتبط بالمعدة، يُغلق مدخل القصبة الهوائية تلقائيًا عندما تصل السوائل والأطعمة للبلعوم وتُمرّر إلى المريء بواسطة نسيج مرن يسمّى لسان المزمار.^[2][6]

• المريء:

هو أنبوب عضلي يربط بين البلعوم والمعدة ويقع خلف القصبة الهوائية، تكمن وظيفته في دفع الطعام باتجاه المعدة ضمن سلسلة من الانقباضات العضلية تسمّى بالحركة الدودية، وينتهي المريء بحلقة عضلية تسمى العاصرة المريئية السفلى (Lower esophageal sphincter) وهي مسؤولة عن تمرير الطعام إلى المعدة ومنعه من الرجوع نحو المريء مرةً أخرى.^[6]

• المعدة:

هي عضلة مسؤولة عن تحليل الطعام إلى أجزاءٍ صغيرة بواسطة الإنزيمات والأحماض الموجودة في العصارة الهاضمة، يسمى الخليط الناتج عن الهضم سائل الكيموس (Chyme) الذي يتميز بقوامه السميك ويندفع خارج المعدة باتجاه الأمعاء الدقيقة عبر صمام عضلي صغير الحجم يسمى بوابة المعدة.^[2]

• الأمعاء الدقيقة:

عبارة عن أنبوب عضلي بطول 6 متر تقريبًا، تحتوي على الملايين من النتوءات الشبيهة بأصابع اليد تسمى الزغابات المعوية (Villi)، تزيد هذه النتوءات من المساحة السطحية الداخلية للأمعاء ممّا يؤدي إلى زيادة معدل امتصاص المواد الغذائية التي يحتاجها الجسم كالدهون والبروتينات والكربوهيدرات.^[2][7] تنقسم الأمعاء الدقيقة إلى 3 أجزاء:^[2]

• الإثنا عشر: يمثّل الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة ويشبه حرف C شكلًا، في هذا الجزء تُضاف العصارة الصفراء القادمة من الكبد والإنزيمات القادمة من البنكرياس إلى الكيموس.
• الصائم: هو الجزء المُلتف الذي يتوسط الأمعاء الدقيقة، يستكمل هضم الكيموس ويمتص المواد الغذائية منه.
• اللفائفي: الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة ليتصل بالأمعاء الغليظة، وهو مسؤول عن امتصاص فيتامين ب12 والحمض الصفراوي ومواد غذائية أُخرى.

• الأمعاء الغليظة:

عبارة عن أنبوب عضلي بطول 2 متر تقريبًا يتكون من 3 أجزاء هي: الأعور والقولون والمستقيم، تكمن وظيفته في امتصاص ما تبقى من موادٍ غذائية وتكوين البراز الذي يحتوي على سوائل وبقايا طعام غير مهضومة، إذ يدخل إلى الأمعاء الغليظة بقوامه السائل ويندفع بواسطة الحركة الدودية حتى يصل إلى المستقيم وهو في حالة صلبة نتيجة امتصاص الماء منه.^[4][7]

• فتحة الشرج:

تتكون فتحة الشرج من عضلات قاع الحوض والعضلة العاصرة الشرجية الداخلية والخارجية، تتحكم هذه الأجزاء في وقت خروج البراز من عدمه، وذلك عبر تنبئها بحالة البراز من خلال مكوناته فيما إذا كانت في حالة صلبة أو سائلة حال وصوله للمستقيم.^[8]

• الكبد:

يقع في الجزء العلوي الأيمن من البطن، يساعد الكبد في إكمال عملية الهضم من خلال إنتاج العصارة الصفراوية التي تمتص الدهون من الخليط المهضوم، إضافةً إلى دوره في تحطيم البروتينات والكربوهيدرات لِجزيئات أصغر يمكن الاستفادة منها، إلى جانب دوره في تنقية الدم من المواد السامة.^[2][5]

• البنكرياس:

تكمن وظيفة البنكرياس في إنتاج عصارة هضمية ونقلها عبر قنواتٍ صغيرة إلى الأمعاء الدقيقة، إذ تحتوي هذه العصارة على إنزيمات تحلّل الكربوهيدرات والبروتينات والدهون.^[4]

• المرارة:

عبارة عن حويصلة لتخزين العصارة الصفراوية التي يُنتجها الكبد، إذ تنساب العصارة عبر القنوات الصفراوية إلى الأمعاء الدقيقة لامتصاص الدهون من الطعام الموجود فيها إضافةً إلى نقل الفضلات من الكبد عندما التي لا تستطيع الكلى ترشيحها، وعند تفريغ الأمعاء من الطعام تبقى العصارة الصفراء في المرارة لعدم حاجتها لها.^[6]

أمراض الجهاز الهضمي

تصيب أمراض الجهاز الهضمي الكثير من الأشخاص الذين يفضّل العديد منهم الصمت على المشكلة وعدم البوح بها، على الرغم من أنّ بعضها يحتاج إلى طبيب الجهاز الهضمي لإجراء التشخيص المناسب،^[9] ومن أبرز مشكلات الجهاز الهضمي وأكثرها شيوعًا:^[10][11]

• التهاب الزائدة الدودية:

هي عدوى تصيب الزائدة الدودية وتستلزم تدخلًا طبيًا حال الشعور بأعراض التهابها، لأنّ عدم العلاج قد يُفاقم حالة الزائدة ويؤدي إلى تمزقها وانفجارها.

• داء الارتداد المعدي المريئي:

يشعر المريض لدى الإصابة بالارتجاع المريئي بحرقة في الصدر أو الحلق نتيجة ارتداد جزء من مكونات المعدة الحمضية إلى المريء.

• التهاب الرتج (Diverticulitis):

مشكلة يشعر معها المريض بألمٍ طفيف، أو قد يكون شديدًا في الجانب السفلي الأيسر من البطن نتيجة التهاب الجيوب غير طبيعية التي تظهر في الجزء السفلي من الأمعاء الغليظة.

• قرحة المعدة:

مشكلة صحية تستمر لفترة طويلة، تنجم قرحة المعدة عن التهاب بكتيري يصيب بطانة المعدة، تسمى البكتيريا المسبّبة لها بالملوية البوابية (Helicobacter pylori)، لكن من غير المعروف حتى الآن سبب إصابتها لبعض الأشخاص دون غيرهم.

• البواسير:

يُعرّف الباسور على أنّه نتوء يظهر حول فتحة الشرج أو داخلها نتيجة تورم الأوعية الدموية، يسبب الألم والحكة وقد ينتج عنه أيضًا نزول دم عند الذهاب إلى المرحاض، وهذا يستدعي استشارة طبية.

• حصى المرارة:

هي الحصوات التي تنتقل من المرارة الصفراوية إلى القنوات المجاورة، وقد تسبب مضاعفات للمريض إذا انتقلت إلى أي جزء من أجزاء الجهاز الهضمي.

• الإمساك:

يُعرّف الإمساك على أنه قلة إخراج البراز، إذ يكون بحالة صلبة تكون حركتها صعبة داخل الأمعاء.

• ألم البطن:

يشعر المريض بألم في البطن بسبب وجود غازات، أو تقرحات في الجهاز الهضمي، أو نتيجة الإصابة بالقولون العصبي، أو الإصابة بحصى المرارة.

الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي

ينبغي استشارة الطبيب المختّص عند الشعور بمشاكل صحية ذات صلة بالجهاز الهضمي، لاستيضاح الطرق التي تعزّز من صحة الجهاز الهضمي ومعرفة ماهية الأطعمة التي ينبغي تناولها والأُخرى التي يجب الابتعاد عنها،^[1] تشمل طرق الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي:^[1][12]

• شرب كميات كافية من المياه لتسهيل حركة الطعام داخل الجهاز الهضمي، لأنّ الجفاف يتسبّب غالبًا بالإمساك.
• اتباع نظام غذائي صحي قائم على تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل: الخضار والفواكه التي تزيد من نمو البكتيريا النافعة إضافة إلى تناول الأطعمة والمكملات التي تحتوي على البروبيوتيك (البكتيريا النافعة للجهاز الهضمي التي تثبّط نمو البكتيريا الضارة).
• الحصول على ساعات نوم كافية، لأنّ قلة النوم قد ترفع احتمالية الإصابة بالسمنة ما قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي.
• ممارسة التمارين الرياضية للحفاظ على الوزن المثالي الذي يقلّل من خطر الإصابة بمشاكل الجهاز الهضمي.
• السيطرة على التوتر المرتبط بالعديد من الأمراض الهضمية، كحرقة المعدة ومتلازمة القولون العصبي، ومحاولة تعلم تقنيات علاجية تساعد على الاسترخاء.
• الامتناع عن الكحول والتدخين الذي يزيد من خطر الإصابة بالارتداد المريئي وحرقة أو تقرح في المعدة.