الجهاز اللمفي: أجزاؤه، وظائفه، وبعض الاضطرابات التي تصيبه

يُعد الجهاز اللمفي من أجزاء جهاز المناعة الذي يتكوّن من الأوعية اللمفاوية، والغدد اللمفاوية، والطحال، وغيرها من الأجزاء المهمة، إذ يُحافظ على توازن السوائل في الجسم ويحميه من الالتهابات، قد يتسبّب اختلال الجهاز اللمفي في حدوث بعض الاضطرابات، مثل الوذمة اللمفية وسرطان الغدد اللمفاوية.

يُعدّ الجهاز اللمفاوي جزءًا هامًا من جهاز المناعة في الجسم، كما أنه يُحافظ على مستويات السوائل في الجسم، ويمتص الدهون في الجهاز الهضمي، يؤثر حدوث التهاب أو انسداد أحد أجزاء الجهاز اللمفاوي نتيجةً لخللٍ ما في أدائه لوظائفه.[1]

ما هو الجهاز اللمفي؟

الجهاز اللمفي (بالإنجليزية: Lymphatic system) هو شبكة من الأوعية الدموية والأنسجة والأعضاء التي تعمل جنبًا إلى جنب لنقل السائل اللمفي (سائل مائي لا لون له) إلى الأوعية الدموية وإعادته إلى الأنسجة عبر العقد اللمفية بعد تصريفه من الأنسجة التي تسرّب إليها، إذ يتدفق حوالي 20 لتر من البلازما خلال الأوعية الدموية إلى أنسجة الجسم المختلفة، وبعد إيصال الأغذية لأجزاء الجسم، يعود حوالي 17 لتر من السوائل عبر الأوردة الدموية، وما تبقى من السوائل (3 لتر) تتسرب إلى أنسجة الجسم عبر الشعيرات الدموية وتُسمى السائل اللمفي؛ يجمع الجهاز اللمفي هذا السائل وينقله من أجهزة الجسم ويُعيده إلى مجرى الدم.[1][2]

ما هي وظائف الجهاز اللمفي؟

يؤدي الجهاز اللمفي مجموعة من الوظائف:

  • الحفاظ على توازن السوائل في الجسم، إذ يُجمّع السوائل الزائدة من الأنسجة ويُعيدها إلى مجرى الدم لتتدفق إلى أنسجة الجسم من جديد،[1] يؤدي حدوث خلل في الجهاز اللمفي إلى منعه من التصريف الصحيح للسوائل في الجسم ثم إلى حدوث وذمة، وإذا استمرت لفترة طويلة يؤدي إلى الوذمة اللمفية (بالإنجليزية: Lymphedema)‏.[2]
  • امتصاص الدهون والبروتينات من الأمعاء ونقلها إلى مجرى الدم، والوقاية من الالتهابات، وإزالة السوائل الزائدة في الأمعاء، إذ يحتوي جزء من الأمعاء الدقيقة على نتوءات صغيرة الحجم تُشبه الأصبع تُسمى الزغابات؛ تحتوي كل زغبة على الشعيرات اللمفاوية تُسمى الأوعية اللبنية (بالإنجليزية: Lacteals) والتي تمتص الدهون والفيتامينات الذائبة في الدهون لتصنيع سائل أبيض حليبي يُسمّى الكيلوس (بالإنجليزية: Chyle).[1][3]
  • حماية الجسم من الإصابة بالعدوى، إذ يُعدّ الجهاز اللمفي جزءًا من جهاز المناعة، فعند حدوث التهاب بكتيري أو فيروسي أو غيرها يُطلق الجهاز اللمفي الخلايا اللمفية (خلايا الدم البيضاء) كجزء من الدفاع وحماية الجسم، إذ يتواجد نوعان من الخلايا اللمفية؛ الخلايا التائية (بالإنجليزية: T cell) والخلايا البائية (بالإنجليزية: B cell).[3]
  • محاربة الخلايا السرطانية.[4]

ما هي أجزاء الجهاز اللمفي؟

يتكوّن الجهاز اللمفي من:

  • الأوعية اللمفاوية:

تتواجد في جميع أجزاء الجسم، وتُعدّ الشعيرات اللمفاوية (بالانجليزية : Lymph capillaries) أصغر حجمًا منها وهي المسؤولة عن امتصاص السوائل، بينما تحتوي الأوعية اللمفاوية الأكبر حجمًا على جدران عضلية تساعدها على الانقباض بسهولة، كما تحتوي الأوعية اللمفية على صمامات تمنع عودة السائل اللمفي مرةً أُخرى، وتنقل السائل اللمفي إلى العقد اللمفاوية وتُعيده منها إلى الأوعية اللمفية الكبيرة ومن ثمَّ إلى القنوات اللمفاوية التي تصُب جميعها في القناة الصدرية (Thoracic duct).[2][3]

  • العقد اللمفاوية:

يتواجد ما يُقارب 600 عقدة لمفية في الجسم؛ منها ما يوجد منفردًا ومنها ما يوجد على شكل سلسلة، ويُعدّ كُلًا من الإبط، والفخذ، والرقبة أبرز المناطق التي تتواجد فيها العقد اللمفية عادةً، كما قد تتواجد أيضًا في الحلق، والصدر، والبطن، تكمن وظيفة العقد اللمفاوية الأساسية في الدفاع عن الجسم من خلال تصنيع وتخزين الخلايا اللمفية وهي أحد أنواع خلايا الدم البيضاء التي تُهاجم البكتيريا، لذا تنتفخ العقد اللمفية عند حدوث التهابٍ في الجسم أو بسبب السرطان، وتُسمّى الحالة عندئذٍ بتضخم العقد اللمفية (بالإنجليزية: Lymphadenopathy)‏، كما تساهم في التخلص من الخلايا التالفة والخلايا السرطانية.[1][2][4]

  • الطحال:

وهو أكبر الأعضاء اللمفاوية حجمًا، ويتواجد في الجزء العلوي الأيسر من البطن أسفل الحجاب الحاجز مباشرةً، يُنقي الطحال الدم ويُخزنه، ويُصنع خلايا الدم البيضاء، ويُدمر خلايا الدم الحمراء القديمة أو التالفة، كما يزيد من حجم الدم في حالات النزف الشديد أو خسارة كمية كبيرة من الدم.[1][2] يتكوّن الطحال من نوعين من الأنسجة وهما اللٌّب الأحمر الذي يُصفّي خلايا الدم الحمراء التالفة ويُعيد تدويرها، واللٌّب الأبيض الذي يحتوي على الخلايا التائية والخلايا البائية الضرورية لمقاومة أنواع العدوى التي قد تصيب الجسم.[4]

  • الغدة الزعترية:

تقع في الجزء العلوي من الصدر داخل القفص الصدري، تُنقي الغدة الزعترية الدم وتضبط محتوياته من الخلايا المختلفة، كما إنّها تُنتج الخلايا التائية، أحد أنواع خلايا الدم البيضاء.[1][2]

  • اللوزتان:

وهما غدتان موجودتان في مؤخرة الحلق تُتنجان الخلايا اللمفاوية والأجسام المُضادة، وتُعدان خط الدفاع الأول في الجسم لحماية الرئتين والجهاز الهضمي من البكتيريا والفيروسات.[1][3]

  • نخاع العظم:

هو نسيج إسفنجي رخو يُصنّع خلايا الدم البيضاء، وخلايا الدم الحمراء، والصفائح الدمويّة، ويُعدّ ضمن الجهاز اللمفي لأنّ الخلايا اللمفية البائية تنضُج فيه.[1][3]

  • لَطَخاتُ باير (بالإنجليزية: Peyer’s patches):

وهي كتل صغيرة موجودة في تجاويف الغشاء المخاطي في الأمعاء الدقيقة، إذ تُدمّر البكتيريا الضارة التي قد تنشأ بها.[1]

ما هي الاضطرابات التي قد تصيب الجهاز اللمفي؟

تؤثر العديد من الاختلالات في الأوعية اللمفية أو الغدد اللمفية، إذ تحدث قبل الولادة أو في مراحل النموّ اللاحقة أثناء الطفولة،[1] من أهم الاضطرابات المتعلقة بالجهاز اللمفي:

  • الوذمة اللمفية، وهي أكثر الأمراض اللمفية شيوعًا، وهو تورم جزء من الجسم نتيجة تراكم السوائل اللمفية، وغالبًا ما تحدث في الذراعين والساقين، وقد تحدث في الرأس، والصدر، والثدي، والبطن، والأعضاء التناسلية.[5]
  • تضخم العقد اللمفية‏، ويحدث نتيجة التعرض للالتهابات أو العدوى أو السرطان، ومن أهم الالتهابات المُسبّبة لتضخم العقد اللمفاوية: التهاب الحلق، أو كثرة الوحيدات العدائية، أو فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، أو التهاب جروح الجلد.[1]
  • سرطان الغدد اللمفاوية وهما نوعان لمفوما هودجكين (بالإنجليزية: Hodgkin's lymphoma)، وهو أخطر الأمراض اللمفية الذي يُصيب الخلايا البائية ويُؤثر في العقد اللمفاوية في الجزء العلوي من الجسم، مثل الرقبة، والصدر، وتحت الذراعين، والنوع الثاني هو اللمفوما اللاهودجكينية (بالإنجليزية: Non-Hodgkin lymphoma) والذي قد ينشأ من الخلايا البائية أو الخلايا التائية.[1][3]
  • التهاب اللوزتين (بالإنجليزية: Tonsillitis).[1]
  • الوذمة الشحمية (بالإنجليزية: Lipedema) وهو تراكم الدهون الزائدة في الجزء السفلي من الجسم خاصةً في الأرداف، والفخذين، والساقين، ويُصيب النساء بمعدل أعلى.[5]
  • مرض جورهام (بالإنجليزية: Gorham's disease)، وهو من أمراض العظام النادرة التي تُدمر العظام، ويُصيب غالبًا عظام الكتف والحوض، ويحدث بسبب نموّ الأوعية الدموية بطريقة غير مُسيطر عليها، ممّا يُدمر أنسجة العظام.[5]
  • توسُّع الأوعية اللمفية المعوية (بالإنجليزية: Intestinal lymphangiectasia) قد يؤدي لحدوث وذمة أو احتباس للسوائل، ممّا يتسبب بانتفاخ البطن وتجمع السوائل حول الرئتين.[5]
  • الورم العضلي الأملس الوعائي اللمفي (بالإنجليزية: Lymphangioleiomyomatosis LAM)، وهو مرض رئوي نادر يتسبب بانسداد مجرى الهواء إلى الرئتين، وعدم قدرة الرئتين على نقل الأُكسجين إلى أعضاء الجسم الأُخرى.[5]
  • ورم وعائي لمفي (بالإنجليزية: Lymphangiomatosis) وهو ورم حميد عير سرطاني يُهاجم أنسجة الجسم، خاصة أنسجة العظام والأنسجة الضامة.[5]
  • التهاب الأوعية اللمفية (بالإنجليزية: Lymphangitis).[1]
  • كُثرة اللمفاويات (بالإنجليزية: Lymphocytosis) وهو ينجم عن تكوين الخلايا اللمفاوية بكميات تفوق المعدل الطبيعي.[1]
  • داء كاسلمان (بالإنجليزية: Castleman's disease) وهو فرط نموّ الخلايا في الجهاز اللمفاوي.[1]
  • التهاب العقد المساريقية (بالإنجليزية: Mesenteric lymphadenitis)، وهو التهاب العقد اللمفاوية في البطن.[1]
كتابة: الدكتورة الصيدلانية براءة الخطاطبة - الثلاثاء ، 03 كانون الثاني 2023

المراجع

1.
Cleveland Clinic. (2020, February 23). Lymphatic System. Retrieved from https://my.clevelandclinic.org/health/articles/21199-lymphatic-system
2.
Better Health Channel. (2017). Lymphatic system. Retrieved from https://www.betterhealth.vic.gov.au/health/conditionsandtreatments/lymphatic-system
3.
MacGill, M. (2022, May 2). What does the lymphatic system do?. Retrieved from https://www.medicalnewstoday.com/articles/303087#lymphoma

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية