التنظير الشرجي: ما دواعي اللجوء إليه؟ وهل يترافق مع أي مضاعفات؟

التنظير الشرجي هو أحد الإجراءات الطبية التي تُجرى للكشف عن بعض الاضطرابات التي تحدُث في كل من الشرج والمستقيم، ويتميّز بأنه إجراء غير مُكلِف نسبيًا ولا يستغرق وقتًا طويلًا لإتمامه، ويُجرَى باستخدام أداة مُعينة تُسمى المنظار الشرجي.

التنظير هو أحد الإجراءات الطبية التشخيصيّة والعلاجية التي تُمكِّن الطبيب من رؤية الأعضاء الداخلية بوضوح، ويتميز التنظير بأنه أقل ألمًا كونه يُقلل من رضوض الأنسجة، ويُسهم في تعافي المريض بسرعة أكبر مُقارنةً مع العمليات الجراحية المفتوحة التي تتطلب إجراء جروح في الجلد،[1] ومن الأمثلة عليه تنظير الشرج، فما هو؟

التنظير الشرجي

تنظير الشرج (Anoscopy) هو أحد الإجراءات الطبية التي يلجأ الطبيب إليها لرؤية أجزاء الجهاز الهضمي السفلي، التي تتضمّن العضلة العاصرة الشرجية (الشرج هو مكان خروج البراز)، والمستقيم (أحد أجزاء الجهاز الهضمي يقع أعلى فتحة الشرج ويتجمَّع فيه البراز قبل التخلّص منه)، وذلك من خلال تمرير أنبوب رفيع مرن يُعرف بالمنظار الداخلي (Endoscope) عن طريق فتحة الشرج، للكشف عن بعض المشاكل والاضطرابات التي تحدُث في كل من الشرج والمستقيم، ويتميّز التنظير الشرجي بأنه إجراء غير مُكلِف نسبيًا، ويُجرَى بسرعة.[2][3]

والجدير بالذكر أنّ أهم ما يمكن للطبيب رؤيته من خلال تنظير الشرج:[4]

  • القناة الشرجية.
  • الخط المسنن، وهو نقطة منتصف القناة الشرجية.
  • الغدد الشرجية.
  • الطيّات المُخاطية الطولية للأعمدة الشرجية المعروفة بأعمدة مورجاني.

دواعي إجراء التنظير الشرجي

يلجأ الطبيب لإجراء تنظير الشرج لتقييم حالة الجهاز الهضمي السُفلي وتقييم المشكلات المُشتبَه بها في حال لم يستطع التوصُّل لأي تشخيص نهائي بعد فحص المريض جسديًا، وإجراء فحص المستقيم يدويًا باستخدام الأصابع (DRE)، الذي يُسهم في إعطاء معلومات واضحة عن فتحة الشرج، والقناة الشرجية، والعضلة العاصرة الداخلية،[4][5] كما يُجرى التنظير الشرجي في عِدّة حالات:[3][4]

  • تشخيص الأمراض المُسبِّبة للشعور بالألم في منطقة الشرج، مثل الشقوق الشرجية، و العدوى المنقولة جنسيًا، و الأورام اللقمية الشرجية (Anal Condylomata).
  • التقييم الأوّلي لحالات النزيف الناتجة إمّا عن البواسير الداخليّة، أو تقرّح المستقيم، أو الدوالي الشرجية، أو التعرُض للإصابات الجسدية المباشرة في منطقة الشرج.
  • تشخيص الإصابة بالناسور الشرجي.
  • التحقق من الورم أو الكتلة التي سبق أن تحسسها الطبيب أثناء إجراء فحص المستقيم.
  • الكشف عن سبب الإصابة بآلام البطن، والإسهال، أو الإمساك.
  • أخذ خزعات من الخلايا الحرشفية المُشتبه بها، خاصةً الأشخاص المُعرضين للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV).
  • التحقق من سبب الإفرازات الغريبة من الشرج أو ِتدلي (هبوط) المستقيم.
  • الكشف عن مشكلة انحشار البراز.
  • علاج البواسير المُتدليّة باستخدام منظار الشرج.
  • تشخيص الأورام الحميدة الشرجية (نمو أنسجة غير طبيعية على بطانة فتحة الشرج).
  • الكشف عن سبب التهاب وتهيُّج فتحة الشرج.

أعراض تستدعي مراجعة الطبيب لإجراء تنظير الشرج

قد يَستدل المريض على حاجته لإجراء تنظير الشرج في حال ظهور أحد العلامات:[3]

  • خروج الدم بعد التبرّز.
  • حكة حول فتحة الشرج.
  • تحسُّس كتل صلبة حول فتحة الشرج.
  • الشعور بالألم عند التبرُّز.

التحضيرات قبل تنظير الشرج

غالبًا لا يحتاج المريض أي تحضيرات قبل إجراء تنظير الشرج، كَتفريغ الأمعاء وغيرها،[6] إلا أنّه في بعض الحالات التي يُعاني معها المريض من الإمساك الشديد قد يجدر حينها إعطاؤه حقنة شرجية لتنظيف المستقيم من البراز،[7] كما يترتّب على المريض خلع ملابسه وارتداء المريول الخاص بالتنظير، كما قد يطلب الطبيب إفراغ المثانة والتبرُز قبل الفحص.[3]

طريقة إجراء التنظير الشرجي

يمكن بيان طريقة إجراء تنظير الشرج من خلال مجموعة من الخطوات:[6][7]

  • جلوس المريض بالوضعية المطلوبة بالاستلقاء على أحد الجانبين مع ثني الركبتين باتجاه الصدر، أو غيرها من الوضعيات التي يُوصي بها الطبيب.
  • تفحُّص المنطقة الشرجيّة من الخارج جيدًا.
  • إجراء فحص المستقيم يدويًا، إذ يرتدي الطبيب القفازات ويضع على إصبعه القليل من الجل المُزلِّق، كما قد يستخدم الطبيب أحيانًا الجل للتخدير الموضعي بغية التخفيف من الألم، ومن ثم يبدأ بالفحص بعد دقيقتين من وضع الجلّ المخدر في الشرج، ويساعد فحص المستقيم اليدوي بتحديد مكان الألم، والتحقُّق من وجود أيّ كُتل أو نزف دموي.
  • وضع الجل المزلق المُخصص على المنظار المُراد استخدامه وسدادة التوجيه الخاصة به، ثم إدخال المنظار ببطء مع الحِفاظ على السدادة بمكانها حتى إدخال المنظار بالكامل، ثم إزالتها.
  • استكمال عملية التنظير حتى تحقيق المُراد منها، سواءً بعلاج مشاكل البواسير، أو أخذ الخزعة النسيجية في حال وجود أي كتل مُشتبه بها.
  • إرسال العينات المأخوذة من الإفرازات أو الخرّاج غير الطبيعي إلى المُختبر لإجراء الزراعة المخبرية للعينة.

يوجد نوعان من مناظير الشرج؛ أحدهما غير المشقوقة (Non-slotted anoscope) التي تُمكّن الطبيب من تدوير المنظار ورؤية القناة الشرجية بـمدى 360 درجة، والمناظير المشقوقة (slotted anoscope) التي تسمح للطبيب برؤية جزء صغير من المستقيم وفتحة الشرج في كل مرة، لِذا قد يتطلب الإجراء تمريره لأكثر من مرة عند عدم قدرة المريض على احتمال المنظار غير المشقوق.[4][6]

تفسير نتائج التنظير الشرجي

بناءً على نتائج التنظير يُشخّص المريض من خلال إصابتهِ بأحد المشاكل الصحيّة، سواءً بفتحة الشرج أو المستقيم، مثل البواسير، أو الشقوق الشرجيّة، أو الأورام الحميدة أو الخبيثة، وغيرهم.[3]

ما بعد التنظير الشرجي

غالبًا لا يحتاج المريض لرعاية خاصة بعد الخضوع لتنظير الشرج، إلا أنه يتوجب عليه التواصل مع طبيب جراحة الجهاز الهضمي المُشرف على حالته في حال الشعور بألمٍ شديد، أو حدوث النزيف.[6]

مضاعفات التنظير الشرجي

يُعدّ التنظير الشرجي إجراءً آمنًا نسبيًا، إلا أنّ بعض المرضى قد يُعانون من أحد الآثار الجانبية:[4][7]

  • نزيف طفيف.
  • جرح طفيف في الشرج أو المنطقة حوله.
  • تهيُّج منخفض الحدّة في الغشاء المُخاطي.
  • العدوى.

موانع إجراء التنظير الشرجي

تُستثنى بعض الفئات من الخضوع للتنظير الشرجي، كما يجب توخي الحذر في حالاتٍ أُخرى:

  • مشاكل فتحة الشرج التكوينية، كما يجب توخّي الحذر في حال الخضوع حديثًا لأحد العمليات الجراحية في الشرج،[5] أو وجود ألم شديد يستدعي خضوع المريض للتخدير الكلي.[6]
  • الأشخاص غير القادرين صحيًا على تحمّل الفحص.[4]
  • حالات النزيف الشديد الذي يمنع الرؤية الدقيقة من خلال المنظار.[4]
  • وجود كتلة معروفة مُسبقًا في المُستقيم، والتي قد تتهيج أو تتضرَّر عند إدخال المنظار.[4]
  • الانخفاض الشديد في مستويات ضغط الدم.[6]
  • النوبة القلبية الحادة، كما يجب توخّي الحذر في حال الإصابة باضطراب ضربات القلب أو نقص تروية عضلة القلب.[6]
  • التهاب الصِّفاق.[6]
  • الثقب المعوي الحاد.[6]
  • التهاب القولون الخاطف (Fulminant colitis).[6]

تنظير الشرج عالي الدقّة

تنظير الشرج عالي الدقة (High Resolution Anoscopy - HRA) هو تنظير شرجي مع خاصية التكبير يستخدم فيه الطبيب إلى جانب منظار الشرج جهازًا آخر، هو مجهر متحرك عالي الدقّة والوضوح متصل بشاشة لالتقاط الصور أو مقاطع الفيديو المتحركة لفحص القناة الشرجية عن قرب وملاحظة وجود أي خلل أو خلايا مشبوهة، إلا أنه يُستخدم مع إضافة 5% من محلول حمض الأسيتيك المُخفف على قُطنة أو قطعة شاش ليتفاعل الحمض مع بعض الخلايا غير الطبيعية لتصبح بيضاء اللون ويسهُل تميّزها،[8][9] وعادةً ما يُستخم كفحص وقائي للكشف عن خلل التنسّج السرطاني المعروف بورم داخل الظهارة الشرجية ((AIN) Anal Intraepithelial Neoplasia)،[10] كما يُستخدم أيضًا لمراقبة الحالة الصحيّة مرضى سرطان الخلايا الحرشفية الشرجي (Anal Squamous Cell Carcinoma) الذين قد خضعوا للعلاج الكيميائي الإشعاعي أو الجراحي.[5]

كتابة: . خولة يونس - الثلاثاء ، 30 كانون الثاني 2024
تدقيق طبي: فريق المحتوى الطبي - طـبـكـان|Tebcan

المراجع

1.
E. De Divitiis . De Divitiis, E. (2009). Endoscopy: Principles and Techniques. In: Sindou, M. (eds) Practical Handbook of Neurosurgery. Springer, Vienna. https://doi.org/10.1007/978-3-211-84820-3_2. Retrieved from https://link.springer.com/chapter/10.1007/978-3-211-84820-3_2#citeas
2.
Shawn London 1, Gilles J. Hoilat 2, Matthew B. Tichauer 3. Anoscopy. 2022 Aug 29. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2022 Jan–. PMID: 29083587.. Retrieved from https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/29083587/
3.
medlineplus. 2021. Anoscopy. Retrieved from https://medlineplus.gov/lab-tests/anoscopy/

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري تنظير الشرج أونلاين عبر طبكان
احجز