التمييز بين ألم الصدر والقلب

على الرغم من تشابه ألم الصدر وألم القلب، إلا أنّ ألم القلب ينتشر من خلف عظمة القص مباشرة إلى الكتف الأيسر والفك والرقبة وأعلى البطن، كما يمكن وصف ألم القلب على أنه وخزات أو طعنات في منطقة الصدر، أمّا ألم الصدر غير القلبي فقد يترافق مع أعراض أُخرى تستوجب كراجعة الاختصاصي لإجراء اللازم واستبعاد المُسببات الخطيرة، فقد يُعزى ألم الصدر للارتجاع المريئي.

يُعد ألم الصدر عرضًا شائعًا يستدعي زيارة الطبيب خاصًة لدى الأشخاص بعمر 45-64 عامًا، ويُشكل تحديد سبب ألم الصدر تحديًا للطاقم الطبي لأنه قد ينجم عن أمراض مختلفة، كمتلازمة الشريان التاجي الحاد (Acute Coronary Syndrome) أو الجلطة الرئوية (Pulmonary Embolism) والتي تشكل تهديدًا على حياة المريض وتستدعي تدخلًا علاجيًا طارئًا، لكن عمومًا لا داعي للقلق فأغلب حالات ألم الصدر قد تُدلل على حالات أقل خطورة، كداء الارتجاع المريئي (Gastro-oesophageal Reflux) وغيرها من المشاكل الصحية الأٌخرى.[1]

أسباب ألم الصدر

يُشكّل ألم الصدر أو الإحساس بالضيق والضغط في المنطقة الصدرية مؤشرًا مهمًا لاضطرابات القلب والشرايين،[2] ولكنه قد يرتبط أيضًا بأسبابٍ صحيةٍ أخرى غير متعلقة بالقلب، على الرغم من ذلك فهي تسبب الإحساس بألمٍ في الصدر.[3]

ألم الصدر الناجم عن أمراض القلب والشرايين

تسبب أمراض القلب والشرايين ألمًا في الصدر يختلف موقعه ونوعه اعتمادًا على عدّة عوامل،[2] من أبرز اضطرابات القلب والشرايين التي تسبب ألمًا في الصدر:

أمراض الشرايين التاجية

تُعد أمراض الشريان التاجية أبرز مُسببات آلام الصدر المزمنة يُدلل عليها الذبحة الصدرية المتكررة، إذ يشعر المريض غالبًا بثقل في الصدر في الجانب الأيمن أو الأيسر، ويقل مستوى الألم في غضون دقائق قليلة بتناول دواء النتروجليسرين (Sublingual Nitroglycerin) -بعد توصية بتناوله من الطبيب المُختص- وهو مما يُدلل على أنّ منبع ألم الصدر مشكلة في الشريان التاجي.[2]

احتشاء عضلة القلب (النوبة القلبية)

تُشكل احتشاء عضلة القلب (Myocardial infarction) تهديًدا لحياة المريض إذا ما اتُخذت الإجراءات الطبية اللازمة في الوقت المناسب، وتتشابه أعراض النوبة القلبية الذبحة الصدرية من حيث موقع الألم ونوعيته، ولكن تختلفان بأنّ ألم احتشاء عضلة القلب أكثر شدةً وأطول مدةً من الذبحة الصدرية.[2]

إقفار عضلة القلب

يُعد إقفار عضلة القلب (Myocardial Ischemia) أو ما يُعرف أيضًا بنقص تروية القلب سببًا لحدوث ألم متكرر في الصدر، وينجم عن انسداد بعض الشرايين التاجية المُغذية له.[2]

تشنج الشريان التاجي

يُسبب تشنج الشريان التاجي (Coronary Vasospasm) نقصًا بتروية عضلة القلب مُسببًا ألمًا شديدًا في الصدر لدرجة أنه قد يُوقظ المريض أثناء نومه.[2]

تسلخ الشريان الأبهر

يَصف المرضى الذين عانوا من تسلخ الشريان الأبهر/الأورطي (Aortic Dissection) الألم كأنه تمزق في منطقة الصدر، وينتقل الإحساس بالألم من أعلى الصدر إلى منطقة أسفل الظهر.[4]

التهاب التأمور

قد يكون التهاب التامور (Pericarditis) -هو غلاف رقيق يُحيط بعضلة القلب أو ما يُعرَف بشغاف القلب- لعدوى أو لسببٍ آخر، ومن أبرز أعراض التهاب التأمور الشعور بألم في الصدر يُصاحبه ضيق في التنفس.[5]

ألم الصدر الناجم عن أسباب أخرى لا علاقة لها بالقلب

يُعد ألم الصدر غير القلبي اضطرابًا مزمنًا يقلل من جودة حياة المريض، ولكنه لا يُشكل تهديدًا على حياته، ويمثل داء الارتجاع المَعدي المريئي (GERD) السبب الأكثر شيوعًا لألم الصدر غير القلبي، ويترافق ألم الصدر مع أعراض أخرى كالإحساس بالحرقة وارتجاع أحماض المعدة، وتزول أعراض الارتجاع المريئي باستخدام مضادات الحموضة أو مثبطات مضخات البروتون (Proton Pump Inhibitor).[3]

من الاضطرابات الأخرى التي تُسبب ألم الصدر غير المرتبط بأمراض القلب:[3]

  • التهاب البنكرياس (Pancreatitis).
  • الالتهاب الرئوي (Pneumonia).
  • الجلطة الرئوية (Pulmonary Embolism).
  • سرطان الرئة.
  • مرض الألم العضلي الليفي/الفيبروميالجا (Fibromyalgia).
  • عدوى الهربس النطاقي (Herpes Zoster).
  • متلازمة الضلع المنزلق (Slipping Rib Syndrome).
  • بعض الأمراض النفسية.

كيفية التمييز بين ألم الصدر وألم القلب

على الرغم من صعوبة التمييز بين ألم الصدر وألم القلب، لكن يمكن الاعتماد على عدّة عوامل كالتاريخ الطبّي للمريض وغيرها للتشخيص الدقيق وتحديد سبب ألم الصدر فيما إذا كان قلبيًا أم لا،[6] يساعد الطبيب تخطيط القلب (Electrocardiogram (EKG)) والفحص السريري للمريض، وربمّا بعض الفحوصات المخبرية بالتقييم الدقيق للحالة وتزويد المريض بالعلاج المناسب دون تأخير إذا ما استدعت حالته ذلك.[7]

ألم الصدر الذي يستدعي مراجعة الطبيب على الفور

يُوصى بضرورة مراجعة الطبيب أو طلب الرعاية الطارئة إذا شعر المريض بمجموعة أعراض تصاحب ألم الصدر، فذلك قد يدل على الإصابة بنوبة قلبية،[8] ومن أبرز أعراضها:[8]

  • ألم في الفك أو الرقبة أو الظهر.
  • ضعف عام أو دوار.
  • الشعور بعدم راحة في الصدر.
  • ألم في الذراع أو الكتف.
  • ضيق في التنفس.
كتابة: الصيدلانية مرام غرايبة - الأربعاء ، 24 تموز 2024
تدقيق طبي: فريق المحتوى الطبي - طـبـكـان|Tebcan
آخر تعديل - الأربعاء ، 24 تموز 2024

المراجع

1.
Harskamp RE, Laeven SC, Himmelreich JC, Lucassen WAM, van Weert HCPM.. (2019). Chest pain in general practice: a systematic review of prediction rules. BMJ Open. 2019 Feb 27;9(2):e027081.. reference.JournalTitle . . Retrieved from 10.1136/bmjopen-2018-027081
2.
Hickam DH. (1990). Chest Pain or Discomfort. In: Walker HK, Hall WD, Hurst JW, editors. Clinical Methods: The History, Physical, and Laboratory Examinations. 3rd edition. Boston: Butterworths; 1990. Chapter 9 . https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK416/
3.
Fass R, Achem SR. (2011). Noncardiac chest pain: epidemiology, natural course and pathogenesis. J Neurogastroenterol Motil. 2011 Apr;17(2):110-23. reference.JournalTitle . . Retrieved from 10.5056/jnm.2011.17.2.110. Epub 2011 Apr 27

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية