البكتيريا النافعة (الميكروبيوم) ومتلازمة تكيس المبايض لدى النساء، ما العلاقة بينهما؟

تنتشر متلازمة تكيّس المبايض (PCOS) بنسبةٍ مرتفعةٍ بين أوساط اليافعات في سنّ الإنجاب، وعلى الرّغم من أنّ مسببات هذه المتلازمة غير معروفةٍ بدّقة حتى الوقت الحاليّ، إلّا أنّ هناك علاقة وثيقة بين ظهور أعراض متلازمة تكيّس المبايض، والسّمنة المرضيّة، وصحة الجهاز الهضميّ مُمثلةً بالبكتيريا النافعة فيه.

يضم الميكروبيوم (Microbiome) أنواعًا عديدة من البكتيريا، والفيروسات، والفطريات، وغيرها، التي تعيش بتوازنٍ داخل الأمعاء، لتؤدي دورًا مهمًا في تنظيم مناعة الجسم، والغدد الصماء، وعمليات الأيض، وحتى الوظائف العصبية، لذا فإنّ الإخلال بتوازن هذا "المجتمع المُصغّر" الموجود طبيعيًا داخل الجسم قد يحمل في طيّاته آثارًا سلبية على صحته، لعلّ أهمها اضطرابات المناعة الذاتية واضطرابات الجهاز الدوراني والعصبي، إلى جانب اختلال التمثيل الغذائي الذي يتضمّن متلازمة تكيّس المبايض (Polycystic ovary syndrome (PCOS)).

نُشرت مراجعة (Literature Review) في شهر يوليو من العام الحالي (2023) تتناول العلاقة بين متلازمة تكيّس المبايض وميكروبيوم الجهاز الهضمي لدى اليافعات اللاتي يعانين من السمنة المرَضيّة، بهدف تسليط الضوء على التأثير الإيجابيّ لتناول مكملات البكتيريا النافعة (Probiotics) في التخفيف من المشاكل المرافقة لهذه المتلازمة، وجاءت فكرة تسليط الضوء على كليهما نتيجةً لِما توصّلت له عدّة دراسات سابقة حول علاقة الميكروبيوم بمتلازمة تكيّس المبايض، فلُوحظ اختلافٌ واضح بين مستويات الميكروبيوم لدى النساء اللاتي يعانين من تكيس المبايض والنساء السليمات، إذ انخفض تنوُّع الكائنات الدقيقة النافعة لدى النساء المُصابات، وارتبط بزيادة مستوى هرمون الذكورة لديهُن، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الالتهابات، وظهور اضطرابات جهاز المناعة، والمشكلات الأيضيّة المرافقة لانخفاض مستوى البكتيريا النافعة.

خلُصت هذه المراجعة إلى نتيجة تشير إلى قدرة البكتيريا النّافعة (Probiotics) على تحسين عمليات التمثيل الغذائي لدى المُصابين بمتلازمة تكيّس المبايض، بالإضافة إلى تحسين مستوى التنظيم الهرموني في الجسم، خصوصًا هرموني الذكورة والإنسولين اللذان يقترن اختلال كل منهما بتكيس المبايض، كما أنّ للبكتيريا النافعة دورٌ في تخفيف الوزن ومؤشر كتلة الجسم، وعلى الرغم من الحاجة إلى المزيد من الدراسات للتحقق من هذه الفوائد، إلّا أنّ تناول مكملات البكتيريا النافعة يُعد خيارًا مثاليًا لدى اليافعات المُصابات بالتكيّس والسمنة المفرطة، ويعود ذلك إلى أنّ أُولى معالم تبلور هذه المتلازمة تبدأ في المراحل الأولى من تطور الجسم لتظهر أعراضها لاحقًا أثناء المراهقة، وهذا يتزامن مع تطوّر الميكروبيوم الذي يُكتسب عند الولادة، لذا فإنّ الحفاظ على توازن البكتيريا النافعة خلال مرحلة الطفولة قد يُسهم في الوقاية من الإصابة بمتلازمة تكيس المبيض.

المرجع:

Calcaterra, V. et al. (2023) "Probiotics and Polycystic Ovary Syndrome: A Perspective for Management in Adolescents with Obesity", Nutrients, 15(14), p. 3144. doi: https://doi.org/10.3390/nu15143144

كتابة: فريق المحتوى الطبي - طـبـكـان|Tebcan - الخميس ، 20 تموز 2023
آخر تعديل - الخميس ، 20 تموز 2023

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية