البانثينول (Panthenol): استخداماته وآثاره الجانبية

يُعد البانثينول مركبًا مُشتقًا من فيتامين ب 5، ويُستخدم على نطاقٍ واسع في مجال العناية بالبشرة والشعر، ويتميز البانثينول بخصائصه المرطبة والترميمية التي تساعد على ترطيب البشرة والشعر وتحسين ملمسهما ومظهرهما، ويُستخدم البانثينول أيضًا لتخفيف حالات الحكة والتهيج والشرى والحساسية، وهو علاج فعّال وآمن للاستخدام المنتظم يوميًا للعناية بالبشرة والشعر لجميع الفئات العمرية.

حمض البانتوثينيك (Pantothenic Acid) هو أحد المركبات التي تنتمي لمجموعة فيتامينات ب المُركبة، ويُعرف بالفيتامين ب 5، تم اكتشاف حمض البانتوثينيك في عام 1931 بواسطة روجر ج. ويليامز (1893-1988) أثناء دراسته لعوامل نمو الجراثيم، وقد أطلق ويليامز وسوندرز اسم حمض البانتوثينيك على هذا المركب في عام 1933، والذي يشير إلى انتشاره الواسع في الطبيعة، ومع تطور الأبحاث والتجارب المخبرية ظهر مُستحضر البانثينول (Panthenol) الموضعي (أو كما يُعرف أيضًا ديكسابانثينول Dexapanthenol) الذي يُعد المُشتق الكحولي الثابت من حمض البانتوثينيك، وعلى عكس حمض البانتوثينيك فإنّ البانثينول يُمتَص عبر الجلد وله خصائص عديدة للحفاظ على الوظائف الحيوية للطبقة الخارجية من الجلد.[1]

ما هو البانثينول؟

يُسمى البانثينول أيضًا بفيتامين ب 5 الذي يُعد أحد المُكونات الطبيعية للجلد والشعر ويُعدّ عاملًا مهمًا للحفاظ على صحتهما، فعند استخدام البانثينول موضعيًا يتحول لحمض البانتوثينيك الذي له دورٌ رئيسيٌ في الحفاظ على صحة ونمو الأنسجة الطلائية المُكونة للجلد.[2]

استخدامات البانثينول

في دراسة أُجريت لمعرفة تأثير البانثينول في حماية حاجز الجلد والمُحافظة عليه وُجد أنّ استخدام البانثينول لمدة سبعة أيام ساهم في زيادة ترطيب الطبقة المُتقرنة من الجلد (Stratum corneum) وقللت من فقدان ترطيب البشرة،[3] ويُقصد بحاجز الجلد؛ الحاجز بين الجسم البشري والبيئة الخارجية الذي يحمي الجسم من العوامل الكيميائية والفيزيائية الخارجية، ويشارك في العمليات الأيضية، ويؤدي وظيفة امتصاصية وتنظيمية للحرارة، ويُعد الخط الأول للدفاع ضد الجراثيم المُمرضة، كما يشارك في العمليات المناعية.[4]

من استخدامات البانثينول:

ترطيب البشرة

ترطيب البشرة يُحافظ على مرونتها كما يُساعد في الحفاظ على الوظائف البيولوجية للبشرة أيضًا، ويُعد البانثينول من أفضل المُرطبات التي تحافظ على بشرة رطبة للبالغين والأطفال على حدٍ سواء، وتُظهر الدراسات الحديثة فعالية بعض مُرطبات الجلد المُحتوية على عدة مواد معًا من بينها البانثينول في ترطيب بشرة الأطفال دون الثلاثة أشهر.[5]

علاج الإكزيما

الإكزيما اضطرابٌ جلديّ مُزمن يتميز بأعراضٍ مزعجة، كالحكة، والتهاب الجلد المُتكرر، والجفاف، وتُصاب به كافة الفئات العمرية،[6] يُستخدم البانثينول لعلاج الإكزيما لِما يمتاز به من خصائص عِدّة:[6]

  • يخترق الجلد بسهولة ويُحافظ على ترطيبه ويحمي حاجز البشرة.
  • يُقلل من فقدان الماء من طبقات الجلد؛ ممّا يُعطيه مظهرًا ناعمًا ويحافظ على مرونته.
  • للبانثينول فعالية تُقارن باستخدام الكريمات المُحتوية على الكورتيزون لدى الشعور بالتوهجات الحادة للإكزيما في الحالات الطفيفة إلى المتوسطة، لذا يُعد البانثينول بديلًا جيدًا عن الكورتيزون، وذلك عند استخدامه باستمرار وبكمياتٍ كافية.
  • يُستخدم بأمان لعلاج الإكزيما لدى الحوامل، والمُرضعات، والأطفال.
  • يُستعمل لفترات طويلة.

المُساهمة في التئام الجروح

تمرُّ عملية شفاء الجروح بثلاث مراحل تتضمن الحماية من العدوى، وتقليل الالتهاب في المنطقة المُصابة، ومساعدة الخلايا على النمو والتكاثر للمساهمة في تعجيل شفاء الجرح، وتُشير دراسة نُشرت في مجلة (Pharmaceuticals) في العام 2020 ميلادية، أنّ البانثينول يتميّز بخصائص تجعله قادرًا على دعم المراحل الثلاث للشفاء من الجروح، ويُمثّل خيارًا علاجيًا مناسبًا وحديثًا للجروح الناتجة عن الإجراءات الطبية، وخاصةً لدى استخدامه مبكرًا بعد التعرُض للجروح السطحية للجلد.[7]

للبشرة الحساسة

يُستخدم البانثينول لتقليل احمرار البشرة الحساسة وخاصةً في فصل الشتاء، كما تُثبت الدراسات التي أُجريت على عدّة مواد معًا من بينها البانثينول أنه لا يُسبب تهيجًا للبشرة الحساسة، ويمكن استخدامه ككريم نهاري؛ إذ إنّه لا يُسبّب تهيُجًا من أشعة الشمس.[8]

تعزيز نمو الشعر

يُعزز البانثينول نمو الشعر بعدّة طرق، كالمُحافظة على نمو بُصيلات الشعر، ومنع العوامل المُؤدية لموت بُصيلات الشعر، وإطالة مرحلة نمو البُصيلة.[9]

وأشارت دراسة حديثة نُشرت في مجلة (Journal of Cosmetic Dermatology) في عام 2020 ميلادية لفعالية حُقن الديكسابانثول العضلية لدى استخدامها للنساء اللاتي يُعانين من تساقط الشعر الوراثي (Female Pattern Hair Loss)، إذ كانت نسبة رضى هؤلاء النساء عن النتائج بعد استخدام الدواء (بإشراف طبي) مُرضية بنسبة 85.7%، وتجدر الإشارة لضرورة إجراء دراسات أُخرى للجزم بفعالية وأمان الديكسابانثينول لهذا الغرض.[10]

علاج طفح الحفاظات

يُعاني نصف الأطفال الرُّضع من طفح الحفاظ الذي ينجم عن رد فعلٍ تحسّسي نتيجة التعرض المُطول للبول والبراز أو لموادٍ معينة بأيّ منهما، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يؤدي استخدام المُنظفات كالصابون لزيادة تهُيج الجلد في تلك المنطقة، ويُسهم استخدام المراهم الطبية المُحتوية على البانثينول في تقليل تهيج المنطقة واحمرارها، من خلال قدرته على تكوين طبقة عازلة تمنع وصول المواد المُهيجة للجلد، وزيادة ترطيب المنطقة المُصابة.[11]

علاج تشقُق الحلمات

تُعاني بعض المُرضعات من مشكلة تشقق الحلمات، الأمر الذي يُرغمهن على إنهاء فترة إرضاع الطفل بسبب الآلام التي يُسببها تشقق الحلمة، يُساعد البانثينول على علاج وترطيب المنطقة المُصابة ويُسرّع عملية شفائها، وذلك بوضعه مباشرة على الحلمة مرة كل 8 ساعات لمدة أُسبوعين.[12]

الأشكال الصيدلانية للبانثينول

يتوفر البانثينول بعدّة أشكال صيدلانية:[1][13]

  • كريم بتركيز 2%.
  • مرهم.
  • جِل.
  • لوشن.
  • محلول.
  • بخاخ.

طريقة استخدام البانثينول

يُستخدَم البانثينول موضعيًا على المنطقة المُستهدفة مرة أو مرتين في اليوم، ويجب تجنُب ملامسة العينين.[13]

الآثار الجانبية المُحتملة لاستخدام البانثينول

بالرغم من أنّ رد الفعل التحسسي للبانثينول يُعد نادرًا، فإنّ دراسة نُشرت في عام 2018 ميلادية في مجلة (Contact Dermatitis) بعنوان “التهاب الجلد الناتج عن الحساسية لمادة ديكسبانثينول” إذ أُجريت الدراسة على 2171 شخص عانى منهم 26 شخص من رد فعل تحسُسي لمادة ديكسبانثينول.[14]

بالإضافة لذلك تشمل بعض الأعراض الجانبية للبانثينول:[13]

  • الحكة.
  • الشعور بوخز أو تنميل.
  • الشرى.
كتابة: الصيدلانية مرام غرايبة - الإثنين ، 17 نيسان 2023
آخر تعديل - الإثنين ، 17 نيسان 2023

المراجع

1.
Ehrhardt Proksch, Raymond de Bony, Sonja Trapp & Stéphanie Boudon. (2017). Topical use of dexpanthenol: a 70th anniversary article, Journal of Dermatological Treatment, 28:8, 766-773. Retrieved from https://doi.org/10.1080/09546634.2017.1325310
2.
Camargo, F. B., Jr, Gaspar, L. R., & Maia Campos, P. M.. Skin moisturizing effects of panthenol-based formulations. Journal of cosmetic science, Journal of cosmetic science, (2011, Jul), 62(4):361–370. Retrieved from https://www.scinapse.io/papers/3564442
3.
Gehring W, Gloor M. Effect of topically applied dexpanthenol on epidermal barrier function and stratum corneum hydration. Results of a human in vivo study. Arzneimittelforschung. 2000 Jul;50(7):659-63. Retrieved from https://doi.org/10.1055/s-0031-1300268

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري جلدية أونلاين عبر طبكان
احجز