الأشعة السينية: استخداماتها، أنوعها، أضرارها، كيف تُجرَى؟

الأشعة السينية عبارة عن أشعة كهرومغناطيسية تُستخدم كثيرًا في المجال الطبي، يمكن استخدامها للحصول على صور تفصيلية لبعض الأعضاء الداخلية والأنسجة، تحديدًا للعظام والأسنان، دون اللجوء لأيّ إجراءٍ جراحي، ممّا يُسهّل تشخيص المريض.

يعتمد الأطباء على تقنياتٍ مختلفة من أنواع التصوير الطبي التشخيصي للحصول على صور تفصيلية للأعضاء الداخلية في الجسم تساعد في التشخيص الدقيق للحالة، من هذه التقنيات التصوير بالأشعة السينية،[1] فما هي استخدامات الأشعة السينية؟ وما هي أضرارها؟ وما هو مبدأ عملها؟

ما هو التصوير بالأشعة السينية؟

يُعد التصوير بالأشعة السينية (X-ray) أحد فحوصات الأشعة التشخيصية الشائعة التي تُسهم في الكشف عن الأمراض والمشكلات الصحية ومراقبتها، وذلك من خلال تمكين للطبيب من رؤية التراكيب الداخلية في الجسم، تحديدًا العظام والأسنان، دون الحاجة لأيّ إجراءٍ جراحي،[2] إذ تُعدّ الأشعة السينية أحد أشكال الإشعاع الكهرومغناطيسي التي اُكتِشفت من قِبل أستاذ الفيزياء الألماني فيلهلم رونتجن (Wilhelm Roentgen)، الذي أثبت قُدرتها على اختراق أنسجة جسم الإنسان باختلاف كثافتها، واستخدام ذلك لتكوين صور للعظام والأجسام المعدنية التي اخترقتها، ثم إظهارها على شريط من الصور الإشعاعية.[3]

مبدأ عمل الأشعة السينية

تنبعث موجات كهرومغناطيسية دقيقة من جهاز تصوير الأشعة السينية لتمر بعدها خلال جسم الشخص المُتموضع بمواجهة الجهاز، إلا أنّ الجسم يمتصّها بكمياتٍ مختلفة وفقًا لكثافة العضو الذي تمُر من خلاله، فيُعبِّر اللون الأبيض الظاهر في صورة الأشعة السينية عن المواد الأكثر كثافة التي تمنع كمية كبيرة من الأشعة بالعبور من خلالها، مثل العظام أو المعادن، أما اللون الأسود فيُعبِّر عن الأجسام ذات الكثافة المنخفضة، والتي لا تمنع الإشعاع بالمرور إطلاقًا من خلالها، كالهواء الموجود داخل الرئتين أو أماكن حدوث الكسور، أمّا بالنسبة إلى اللون الرماديّ فيُعبِّر عن المناطق التي تسمح لمعظم الأشعة بالمرور من خلالها، مثل الدهون أو العضلات أو الجلد أو الدم.[4][2]

استخدامات الأشعة السينية

يُعدّ التصوير بالأشعة السينية جزءًا أساسيًا من عملية التشخيص، إذ تُسهم في الكشف عن عديد المشكلات المَرَضية ومراقبتها ومتابعة استجابة الجسم للعلاج،[5] بالإضافة إلى عدد من الاستخدامات الأُخرى:[4][5]

  • تحديد أماكن الكسور والالتهابات في العظام والأسنان.
  • تقييم وتشخيص بُنية التجويف الفموي والفك.
  • الكشف عن أورام العظام.
  • تشخيص الإصابة بهشاشة العظام من خلال قياس كثافة العظم.
  • تشخيص الإصابة بالالتهاب الرئوي، أو السل، أو سرطان الرئة.
  • تساهم في تشخيص الإصابة بقصور عضلة القلب أو تغيّرات تدفّق الدم إلى القلب والرئتين.
  • تشخيص الإصابة بسرطان الثدي، إذ يعتمد جهاز الماموغرام Mammogram على الأشعة السينية للكشف عن أيّ تغيُّراتٍ في الثدي، بما فيها الكُتَل والأورام.
  • تشخيص بعض اضطرابات الجهاز الهضمي، مثل حصوات الكلى.
  • تحديد مكان الأجسام الغريبة في الجسم في حالات بلعِها (كالألعاب والعملات النقديّة).
  • توجيه الأطباء أثناء بعض الإجراءات الطبية عند إدخال القسطرة أو الدعّامات (الشبكات) وغيرها من الأجهزة والأدوات الطبية المُستخدمة داخل جسم المريض.
  • تُستخدم كتقنيات مُساعِدَة لدى علاج بعض المشكلات المرضية، مثل السرطان، وإزالة جلطات الدّم.
  • الكشف عن حالة المفاصل بمساعدة صبغة تباين خاصّة تُحقَن مباشرة في المفصل المُراد تشخيصه.
  • مراقبة النزف الدموي في الدماغ والإصابات المباشرة التي قد تؤثر فيه.

التحضيرات لإجراء فحص الأشعة السينية

يتعيّن على المريض إطلاع الطبيب على تاريخهِ الطبي وعن الأدوية التي يتناولها أو في حال كان يُعاني من أي حساسية قبل إجراء فحص الأشعة السينية، أمّا النساء المُقرّر لهُنّ الخضوع للتصوير بالأشعة السينية، فمن الواجب عليهن إعلام الطبيب في حالة الحمل أو الرضاعة،[6] وتتضمن الإجراءات التحضيرية قبل التصوير بالأشعة السينية:[7]

  • ارتداء ملابس فضفاضة، قد يُطلب من المريض تبديل ملابسه وارتداء رداء مُخصّص لهذا الغرض.
  • خلع المجوهرات والحُليّ، أو أي شيء معدني.
  • تتطلّب بعض صور الأشعة السينية إعطاء المريض مادة تباين أو ما تُسمى بصبغة التباين، وغالبًا ما تحتوي على اليود أو الباريوم لتحسين جودة الصور، إذ تؤخذ عن طريق الفم، أو تُحقن في الجسم، أو تُعطَى كحقنة شرجية قبل الفحص، إذ تهدف هذه الخطوة إلى تحسين جودة صورة الأشعة لتشخيصٍ أدق.
  • تتطلّب بعض صور الأشعة السينية الخاصة بالجهاز الهضمي الصيام أو عدم شرب الماء، كما أن البعض منها أيضًا قد يتطلّب تناول بعض الأدوية لتفريغ الأمعاء.

يجدر التنويه إلى أن الحامل تُمنع من إجراء فحص الأشعة السينية إلا عند الضرورةِ القُصوى، وذلك لِما لها من تأثير في زيادة خطر الإصابة بالتشوّهات لدى الجنين، أو الإصابة بأحد أنواع السرطان للمولود لاحقًا، ويعتمد حجم الضرر الذي تُحدِثه الأشعة السينية على عمر الجنين وكمية الإشعاع الذي تعرّض له.[4]

طريقة إجراء فحص الأشعة السينية

يُجرى فحص الأشعة السينية في مراكز الأشعة أو المُستشفيات باتباع مجموعة من الإجراءات:[8][6]

  • يُطلب من المريض امتثال الوضعية المُناسبة وفقًا للمكان المُراد تصويره، فقد يكون المريض واقفًا أو جالسًا، على أن يكون بين جهاز الأشعة وشريط الصور المُتخصّصة الذي ستعبر الأشعة السينية إليه مُخترقةً جسد المريض لتتكوّن صورًا للأنسجة والأعضاء المُراد الكشف عنها.
  • تُغطّى بقية أجزاء الجسم غير المطلوب تصويرها بغطاءٍ من الرصاص كدرعٍ يُجنّبها التعرُّض للأشعة السينية.
  • يُطلب من المريض عدم الحركة والسكون في وضعيته المُحددة، للحفاظ على وضوح الصورة.
  • تُوجّه الأشعة من الجهاز للمكان المُراد تصويره من الجسم، كما أنّه يمكن توجيهها نحو زوايا مختلفة.

أنواع الأشعة السينية

تتوافر أنواع مختلفة من الأشعة السينية، من أبرزها:[9][6]

  • التصوير الإشعاعي للثدي (Mammogram)، الذي يُستخدم للكشف عن الإصابة بسرطان الثدي، وتقييم طبيعة الأورام في الثدي.
  • التصوير الطبقي المُحوسَب (CT scan)، هي تقنية تعتمد استخدام الأشعة السينية بالتزامن مع الحاسوب لمعالجة وتجهيز صور تفصيلية لمقاطع عرضية من أعضاء الجسم وأنسجته.
  • الكشف الفلوري (Fluoroscopy)، تُستخدم أيضًا من خلاله الأشعة السينية لإعطاء صورة هيكلية مُتحركة تُظهِر حركات حيّة تُستعرَض باستخدام التنظير الفلوري لتقييم حركة الأمعاء أو تدفق الدم مثلًا.
  • الأشعة السينية للبطن (Abdominal X-ray)، تُظهِر صورة للأعضاء الداخلية بمساعدة مادة تباين شرجية (الباريوم) في منطقة البطن، مثل الكلى والكبد والمعدة والمثانة، لتُساهم في تشخيص بعض الاضطرابات، مثل حصوات المثانة والكلى.
  • الأشعة السينية للعظام (Bone X-ray)، تُستخدم للكشف عن الكسور، والتهاب المفاصل، والعدوى، وسرطان العظام.
  • الأشعة السينية للصدر (Chest X-ray)، تكشف عن الإصابة باضطرابات القلب، والرئتين، وعظام الصدر.
  • الأشعة السينية للأسنان (Dental X-ray)، تُستخدم للتحقُّق من صحة الأسنان واللثة.

أضرار الأشعة السينية

على الرغم من أهميّة استخدامات الأشعة السينية ضمن المجال الطبي، إلا أنّ هُناك احتمالًا للتعرّض لبعض المخاطر بسبب الإشعاعات التي تبُثها أثناء التصوير، وذلك اعتمادًا على كمية الإشعاع الذي قد يتعرّض له الشخص على مدى الحياة، فكلما تعرّض للأشعة السينية أكثر كلما زادت نسبة الخطر،[3] تتمثّل أضرار الأشعة السينية في حال التعرّض لها بمستويات عالية جدًا:[3]

تجدر الإشارة إلى بعض العوامل التي قد تُساهم في رفع معدل الإصابة بمخاطر وأضرار الأشعة السينية:[9]

  • التعرّض للأشعة السينية في مرحلة عمريّة مبكرة.
  • الجنس، إذا تُعد النساء أكثر عُرضة من الرجال للإصابة بالسرطان ذات الصلة مع الأشعة السينية على المدى الطويل.

استشارة الطبيب بعد إجراء التصوير بالأشعة السينية

يتعرّض المريض في بعض الأحيان إلى رد فعلٍ تحسُسي تجاه مادة التباين التي يُحقن بها أو يتناولها قبل التصوير بالأشعة السينية،[6]لذا يجدر طلب المُساعدة الطبية لدى ظهور أحد الأعراض:[6]

  • طفح جلدي مصحوب بالحكة.
  • الغثيان أو التقيؤ.
  • الصداع.
  • صعوبة في التنفس.
كتابة: . خولة يونس - الخميس ، 02 شباط 2023

المراجع

1.
Winters W. (n.d). Diagnostic imaging. Retrieved from https://www.britannica.com/science/diagnostic-imaging
2.
Mayo Clinic. (2022, February). X-ray. Retrieved from https://www.mayoclinic.org/tests-procedures/x-ray/about/pac-20395303
3.
Cunha J. (2022, May). X-Rays. Retrieved from https://www.medicinenet.com/x-rays/article.htm

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية