اضطرابات النمو عند الأطفال: أسبابها وأنواعها وعلاجها

تتسبّب اضطرابات النمو بمشكلات للأطفال بمراحل عُمريّة، إذ تتمثّل بتأُخر نمو الطفل عن أقرانه نتيحةً لعوامل مختلفة، منها ما هو وراثي ومنها ما هو هرمونيّ وغيره، يمكن اعتماد طرق معيّنة للعلاج بعد التشخيص المناسب وتحديد المُسبّب.

قد يشعر الوالدان بالقلق إذا لاحظوا أنّ أطفالهم ليسوا بنفس طول أو حجم أقرانهم، ومع أنّ الأمر يبدو طبيعيًّا لأنّ كل طفل ينمو بصورة مختلفة عن الآخر، إلا أنّه ينبغي التأكد من عدم إصابة الطفل باضطراب يُسرِّع أو يُبطِّئ نموه، فَالكشف عن أسباب تلك الاضطربات مبكِّرًا، يزيد من فرص العلاج ويُعزّز النمو بمعدّل أعلى فيما بعد، ويُوصَف اضطراب النمو عادةً على أنّه تباطؤ معدل النمو بما لا يتناسب مع عمر الطفل، ويحدث هذا الاضطراب نتيجة عوامل مختلفة مرتبطة بالجينات، أو الهرمونات، أو بسبب عدم امتصاص الجسم كمية كافية من العناصر الغذائية.[1][2]

النمو الطبيعي لجسم الطفل

توجد بعض الدلائل التي تشير إلى نمو الطفل طبيعيًّا في المراحل الأُولى من حياته، من أبرزها:[2]

  • المرحلة العمرية التي تمتد منذ الولادة حتى 12 شهرًا:

ينمو الطفل خلال هذه الفترة بمعدل 25 سنتيمتر، ويتأثر نموه بالطعام الذي يتغذى عليه.

  • الأطفال الرضّع من سنة إلى سنتين:

تلعب الهرمونات دورًا مهمًّا في نضج الطفل وزيادة نموه خلال هذه الفترة، إذ يزداد طوله بمقدار 13 سنتيمتر تقريبًا.

  • الأطفال من 2 إلى 3 سنوات:

يزداد طول الطفل في هذه الفترة بمعدل 9 سنتيمتر تقريبًا كل سنة.

أعراض اضطرابات النمو عند الأطفال

تظهر معظم أعراض اضطرابات النمو عند الأطفال بعد سن الخامسة، ولكن هناك احتمالية لظهور بعض الأعراض بعد ولادة الطفل مباشرة،[2] وتشمل أعراض اضطرابات النمو عند الأطفال:[2][3]

  • قصر طول قامة الطفل، إذ لا يزيد معدل نموّه عن 3.5 سنتيمتر سنويًا بالرغم من بلوغه 3 أعوام، ويُعد هذا العَرَض من أبرز علامات اضطرابات النمو عند الأطفال.
  • تأخر وبطء في تطور القدرات الجسدية عند الطفل: كالمشي، أو الجلوس، أو الوقوف، أو التدحرج.
  • بطء في تطور القدرات العقلية عند الطفل مع وجود مشكلة في مهارات التواصل لديه.
  • حدوث إمساك، وإسهال، وغثيان، وتقيؤ عند الأطفال بسبب اضطرابات المعدة.

أنواع اضطرابات النمو عند الأطفال

تلعب العديد من العوامل دورًا في الإصابة باضطرابات النمو، فقد يكون تأخُّر النمو ناتجًا عن طفراتٍ جينية، أو لمرضٍ مُكتسب، أو لعوامل بيئية،[4] وتتضمن أنواع اضطرابات النمو بناءً على العامل المسبّب:

  • قصر القامة الوراثي: تكون قامة الطفل قصيرة بسبب الجينات الموروثة المشتركة بين أفراد العائلة.[5]
  • طول القامة الوراثي: تكون قامة الطفل طويلة بسبب العوامل الجينية المتوارثة.[5]
  • العملقة: هي مشكلة ناتجة عن الإفراط في إفراز هرمون النمو من الغدة النخامية، مما يؤدي إلى نمو جسم الطفل بسرعة كبيرة لا تناسب مرحلته العمرية.[5]
  • اضطرابات النمو الناتجة عن مشاكل جينية: ومن أبرزها:[5][6]
  • متلازمة تيرنر: هي واحدة من أكثر اضطرابات النمو الجينية شيوعًا، تصيب الإناث فقط، بسبب فقدان كروموسوم x أو وجود مشكلة فيه، ممّا يُسبِّب قصر القامة وتأخر البلوغ لديهن، أو عدم حدوثه حتى.
  • متلازمة داون: تحدث بسبب وجود نسخة إضافية من الكروموسوم 21، وهو ما ينتج عنه قصر في القامة وبطء في النمو.
  • مرض الودانة (Achondroplasia): ويُشار له أيضًا باسم عجز النمو الغضروفي، وهو أكثر أنواع التقزّم شيوعًا، وينتج عنه قصر في اليدين والساقين مع زيادة في حجم الرأس وغيرها من الخصائص، إذ يُسبِّب هذا المرض تحوّل غضاريف الجسم إلى عظام (التعظّم الغضروفي).
  • اضطرابات ناتجة عن سوء التغذية: وهو أكثر شيوعًا بين الأطفال الذين لم يتجاوزوا 3 سنوات، وينتج عن عدم الحصول على الغذاء الكافِ، أو عدم القدرة على تناول الطعام أو رفض تناوله، كما قد ينتج عن الإصابة بالعدوى، أو أمراض الجهاز الهضمي، وقد يكون مؤشرًا يدُل على سوء معاملة الطفل وإهماله، ممّا يؤدي إلى بطء النمو ونقص الوزن عند الأطفال المصابين.[6]
  • اضطرابات ناتجة عن مشاكل هرمونية: تكون اضطرابات النمو في هذه الحالة ناتجة عن الإفراط في إفراز الهرمونات المسؤولة عن النمو خلال فترة الطفولة أو البلوغ أو نقصها الشديد، ومن أبرزها: نقص هرمون النمو الذي تفرزه الغدة النخامية، أو نقص إفراز هرمونات الغدة الدرقية الضرورية لنمو وتطور العظام.[6]
  • اضطرابات ناتجة عن مشاكل صحية: قد تحدث مشكلة نمو الطفل نتيجة الإصابة بإحدى الأمراض، مثل أمراض الرئة، أو القلب، أو الكلى، أو الجهاز الهضمي، أو الإصابة بمرض السكري، أو التعرض لإجهادٍ شديد ومزمن.[3]
  • اضطراب ناتج عن تأخر نمو بُنية جسم الطفل وبلوغه: ينمو الطفل بمعدل طبيعي لدى إصابته بهذا الاضطراب، لكن يقل متوسط طوله عن أقرانه ويتأخر البلوغ لديه، وغالبًا ما يبلغ الطفل المصاب بهذا الاضطراب الطول المناسب في فترة لاحقة.[3]
  • اضطراب النمو الناتج عن تأخر نمو الجنين في الرحم (IUGR): يكون وزن وطول الطفل حديث الولادة المصاب بهذا النوع أقل من المعدل الطبيعي، ومن العوامل المُسبِّبة لهذا الاضطراب تدخين الأم خلال فترة الحمل، أو عدم تلقيها الرعاية الكافية قبل الولادة.[3]

تشخيص اضطرابات النمو عند الأطفال

يبدأ تشخيص اضطرابات النمو عند الأطفال بعد الولادة مباشرة،أو عن طريق متابعة نمو الطفل بانتظام وبإشراف طبيب الأطفال المتخصص، وذلك من خلال معرفة التاريخ الطبي لِعائلة الطفل، وتسجيل أي أعراض يعاني منها، إضافةً إلى إجراء فحص سريري للتأكد من نموه بطريقة سليمة،[5][7] ويشمل هذا الفحص مراقبة نموّه بتسجيل مجموعة من القياسات الجسدية أثناء فترات معينة:[7]

  • قياس طول الطفل أثناء استلقاؤه على ظهره، وذلك دوريًّا من وقت الولادة وحتى 2 إلى 3 سنوات من عمره.
  • قياس طول الطفل أثناء الوقوف إذا كان قادرًا على ذلك.
  • قياس محيط رأس الطفل منذ الولادة وحتى عمر السنتين.
  • قياس وزن الجسم بالتزامن مع القياسات الأُخرى.

قد يوصي الطبيب بإجراء بعض الفحوصات، للكشف عن سبب بطء نمو الطفل أو توقفه، من أبرز هذه الفحوصات:[5]

  • فحص الدم: يُستخدَم لِقياس نسبة الهرمونات، أو فحص كروموسومات الطفل، أو تحديد السبب المُشتَبَه بارتباطه باضطراب النمو عند الطفل.
  • التصوير بالأشعة السينية الذي قد يُجرى لليد اليسرى مع المعصم لتقدير عمر العظام، خصوصًا وأنّ عمر العظام قد يقِّل عن الطبيعي في حال الإصابة بمشاكل هرمونية، أو تأخر البلوغ.

علاج اضطرابات النمو عند الأطفال

يساعد التشخيص والعلاج المبكِّر لاضطرابات النموّ عند الأطفال على زيادة فرصة نجاح العلاج، ووصول الطفل إلى الطول المناسب، وتجدر الإشارة على اختلاف نوع العلاج باختلاف العامل المُسبِّب،[6] ومن أبرز الطرق المُستخدمة في علاج اضطرابات النمو:[6]

  • حُقن هرمون النمو: تُعطى هذه الحقن لمن يعانون من نقص هرمون النمو خصوصًا المصابين بمتلازمة تيرنر، وتُعد حقن هرمون النمو آمنة وفعّالة للأطفال ولكنّ إكمال العلاج قد يحتاج فترة طويلة وربما لا يستجيب بعض الأطفال لهذه الحقن.
  • الأدوية الفموية لقصور الدرقية: تُعطى هذه الحبوب لمن يُعانون من نقص إنتاج هرمونات الغدة الدرقية.
كتابة: . أنفال نصار - الثلاثاء ، 22 تشرين الثاني 2022

المراجع

1.
National University Health System. (2022, March). Growth Disorders in Children. Retrieved from https://www.nuhs.edu.sg/For-Patients-Visitors/find-a-condition/Pages/Growth-Disorders-in-Children.aspx
2.
. What to Know About Growth Disorders. (2021, June). Retrieved from https://www.webmd.com/children/what-to-know-about-growth-disorders
3.
Stanford Medicine Children’s Health. (n.d.). Growth Problems in Children. Retrieved from https://www.stanfordchildrens.org/en/topic/default?id=growth-problems-90-P01956

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية