نُشر حديثًا في مجلة (Frontiers in Nutrition) دراسة سلطت الضوء على علاقة اضطرابات بكتيريا الأمعاء النافعة -الميكروبيوم- بكسل الغدة الدرقية (Hypothyroidism)، وهو أحد أشهر اعتلالات الغدة الدرقية الذي يؤدي إلى الإصابة بالعديد من المضاعفات الخطيرة، مثل أمراض القلب، والعقم، ومشاكل في نموّ الدماغ وتطوره خصوصًا لدى الأطفال، ولأن علاجه في الوقت الحالي يقتصر على السيطرة على أعراضه المزعجة ومحاولة كبح حصول مضاعفات أُخرى، كان لا بُدّ من الوصول إلى الأسباب الرئيسية التي تقف وراء الإصابة بكسل الغدة والحدّ منها.
ركّز الباحثون جلّ اهتمامهم على مجتمع البكتيريا النافعة في الجسم لِما لها من تأثير مباشر في صحة الإنسان، إذ يرتبط اضطرابها بأمراض كالسمنة والسكري، وقد توصل الباحثون إلى نتيجة تشير إلى ارتباط المستوى المنخفص من بكتيريا (Akkermansia) المسؤولة عن دعم بطانة الأمعاء، والطبقة المخاطية التي تحميها، وتنظيم الاستجابة المناعية، بازدياد احتمالية الإصابة بكسل الغدة الدرقية، كما أشار الباحثون إلى أن اضطراب وظيفة بكتيريا (Butyrivibrio species) المسؤولة عن إنتاج الأحماض الدهنية في الأمعاء يرتبط بكسل الغدة الدرقية على المدى البعيد، أمّا بكتيريا (Intestinimonas) و (Anaerostipes) فارتبط ازدياد مستوياتهما في الجسم بكسل الغدة الدرقية.
تجدر الإشارة إلى أن تلك النتائج قد تُعبّد الطريق نحو إجراء المزيد من الأبحاث السريرية لتحديد الآلية الحيوية الدقيقة التي تقف وراء تأثير تلك الأنواع من البكتيريا النافعة، والتي قد تجعل من الممكن استخدامها مستقبلًا لتعزيز الرعاية الصحية الجيدة لمرضى اضطرابات الغدة الدرقية.
المرجع:
- Shi C et al., (2024) Cross-talk between the gut microbiota and hypothyroidism: a bidirectional two-sample Mendelian randomization study. Front. Nutr.. doi: https://www.frontiersin.org/articles/10.3389/fnut.2024.1286593/full?utm_source=S-TWT