أورام القلب: ما هي أنواعها؟ وكيف تنشأ؟

تُعد أورام القلب أحد أنواع الأورام النادرة، وتنقسم إلى نوعين رئيسيين؛ أورام القلب النقيلية وأورام القلب الأولية، التي تنقسم بدورها إلى أورام سرطانية، مثل الساركوما وورم المتوسطة، وأورامٍ غير سرطانية، كالأورام المخاطية، والورم العضلي المخطط.

تُعَد أورام القلب (Cardiac Tumors) من المشكلات الصحية النادرة، إلا أنّها قد تعرّض المريض لعددٍ من المضاعفات الخطيرة، وتتنوّع أورام القلب بين الأورام الحميدة والأورام الخبيثة.[1]

أنواع أورام القلب

يُعرَّف الورم على أنّه نمو غير طبيعي لأنسجة الجسم، إذ ينجُم عن فرط نمو الخلايا وتضاعفها،[2] تنقسم أورام القلب إلى عدّة انواع:

أورام القلب الأولية

تُعد أورام القلب الأولية النوع الأقل شيوعًا بين أورام القلب المختلفة،[1] وهي تنقسم بدورها إلى نوعين:

أورام القلب الأولية الحميدة

الأورام الحميدة هي النوع الأكثر شيوعًا من أورام القلب الأولية، إذ تُشكّل نحو 75% من حالات أورام القلب الأولية، [3] وتشمل أورام القلب الأولية الحميدة:

  • الأورام المخاطية (Myxoma): هي أكثر انتشارًا بين النساء عنها لدى الذكور، وغالبًا ما تتراوح أعمار مرضى الأورام المخاطية بين 40 إلى 60 عامًا، تظهر الأورام المخاطية بأسطح زغبيّة مخاطية ملساء، يتراوح قطرها بين 1 إلى 15 سنتيمترًا، وغالبًا ما تتكون في الأذين الأيسر من عضلة القلب، ومن الجدير بالذكر أن العوامل الوراثية مسؤولة عن 10% من حالات الإصابة بهذا النوع من الأورام.[4]
  • ورم النسيج المرن الليفي الحليمي (Papillary Fibroelastoma): هو ورم حليمي غالبًا ما يصيب صمامات القلب، بالأخص الصمام الأبهر (الأورطي) والصمام التاجي (المترالي)، وهو أكثر شيوعًا بين الذكور خلال الخمسينات حتى الستينات من العمر، قد يؤثر الورم سلبًا في قدرة الصمامات الوظيفية، كما أنه قد يتسبب بانسدادها.[1]
  • الورم العضلي المخطط (Rhabdomyomas): هو عبارة عن كتل بيضاء صلبة غالبًا ما تتكوّن في البطينين، وهو أكثر شيوعًا بين الأطفال، قبل إتمام عامهم الأول تحديدًا، غالبًا يُصاب مرضى هذا الورم بمتلازمة التصلب الحدبي Tuberous Sclerosis (مرض وراثي نادر يتسبّب في تكوُّن أورام حميدة في عدّة أجزاء من الجسم، منها القلب[5])، ويُشَار إلى إمكانيّة تعافي المصابين بهذا الورم مع التقدم في السن، كما أنه نادرًا ما قد يتسبّب ببعض المضاعفات الخطيرة، مثل تسارع نظم القلب (Tachyarrhythmias).[1]
  • أورام القلب الليفية (Fibromas): هو أحد أورام النسيج الضام التي تصيب عضلة القلب، بالأخص البطين الأيسر، وتُعد أورام القلب الليفية ثاني أكثر أورام القلب انتشارًا بين الأطفال بعد الورم العضلي المخطط، وهي من أورام القلب الخطيرة؛ إذ إنها قد تتسبّب بالموت المفاجئ أو الفشل القلبي لدى تفاقمها لتشمل نظام التوصيل الكهربائي للقلب.[6]
  • الأورام الوعائية (Hemangiomas): قد تظهر الأورام الوعائية في أي جزءٍ من عضلة القلب، علمًا بأن الأورام الوعائية قد تصيب فئاتٍ عمرية مختلفة تتراوح بين الأطفال ذوي السبعة أشهر وحتى البالغين 80 عامًا، ونادرًا ما قد تتسبب الأورام الوعائية في حدوث أي أعراضٍ للمرضى، فغالبًا ما يُكشَف عنها بمحض الصدفة أثناء إجراء بعض الفحوصات الطبية.[7][8]
  • الورم المسخي (Teratomas): يُعَد الورم المسخي في القلب أكثر انتشارًا بين الأطفال، وخاصةً الإناث منهم، ويتكون من تكيسات عديدة، فقد يصل قطره إلى 15 سنتيمترًا، وغالبًا ما يتصل الورم المسخي بقاعدة بعض الأوعية الدموية، مثل الشريان الرئوي أو الشريان الأبهر.[8]
  • الورم الشحمي (Lipoma): أحد أورام القلب النادرة، وهو كتلة مغلفة من الخلايا الدهنية التي قد تظهر في بعض طبقات عضلة القلب، غالًبًا لا يتسبب بأي أعراض، فقد يكتشفه الطبيب بمحض الصدفة، ونادرًا ما قد يعاني مرضى الورم الشحمي من الأعراض التي تكشف عنه، إذ قد تشمل أعراض الورم الشحمي في القلب صعوبة التنفس وعدم انتظام نظم القلب.[9]
  • تكيُّس التامور (Pericardial Cysts): أحد العيوب الخلقية النادرة التي قد تتسبب في تكون تكيسات مليئة بالسوائل في غشاء التامور Pericardium (هو غشاء ليفي يحيط بالقلب والأوعية الدموية من الخارج)، وغالبًا لا يتسبّب تكيُّس التامور بأيّ أعراض، إلّا في بعض الحالات التي قد يشعر فيها المريض بألمٍ في الصدر، وانقطاع النفس.[10][11]
  • ورم المُستقتمات أو الورم المجاور للعقدة العصبية (Paragangliomas): هو نمو غير طبيعي ينشأ غالبًا من العقد العصبية الوديّة المجاورة للقلب، تفرز هذه الأورام بعض الهرمونات، مثل الأدرينالين والنورأدرينالين، والتي عادةً ما يفرزها الجسم لدى التعرُّض للتوتر أو الخوف، قد تتسبّب المستقتمات ببعض المضاعفات، أهمها ارتفاع ضغط الدم، وتسارع ضربات القلب.[12][13]

أورام القلب الأولية الخبيثة

تمثل الأورام الخبيثة نحو 25% من جميع أورام القلب،[14] وتشمل:

  • الساركوما (Sarcoma):

تمثل الساركوما نحو 95% من أورام القلب الخبيثة، وهي أكثر شيوعًا في الفئة العمرية من 30 إلى 50 عامًا، تمثل الساركوما الوعائية أو ما تُعرَف بالغرن الوعائي (Angiosarcomas) نحو 40% من حالات الساركوما في القلب، وغالبًا ما تصيب الأذين الأيمن، علمًا بأن الساركوما الوعائية قد تتسبّب بعددٍ من المضاعفات الخطيرة، مثل فشل القلب الاحتقاني (Congestive Cardiac Failure).[14]

  • ورم المتوسطة الخبيث (Pericardial Mesothelioma):

أحد أورام القلب النادرة، وهو أكثر شيوعًا بين الذكور عن الإناث، علمًا بأنّ ورم المتوسطة الخبيث قد يُسبّب اندحاس القلب Cardiac Tamponade (تراكم كمية كبيرة من السوائل أو الدم في الفراغ بين عضلة القلب وغشاء التامور المحيط بالقلب، ممّا يُسفر عن ضغطٍ شديد على عضلة القلب قد يعيقها عن أداء وظيفتها في ضخ الدم للجسم كما ينبغي [15])، كما قد ينتشر ورم المتوسطة إلى أنسجةٍ أخرى في الجسم، مثل النخاع الشوكي، والدماغ.[7]

  • سرطان الغدد اللمفاوية الأولية في القلب (Primary Lymphoma):

يُعدّ من أورام القلب النادرة جدًا، وهو أكثر شيوعًا بين مرضى نقص المناعة، مثل مرضى فيروس نقص المناعة المكتسب/الإيدز (HIV/AIDS)، تنمو الأورام اللمفية بسرعة في القلب حال نشوئها، ما قد يُسبّب قصور القلب، أو عدم انتظام ضرباته، أو الاندحاس القلبي.[7][14]

أورام القلب النقيلية

تنشأ أورام القلب النقيلية نتيجة إصابة أنسجة أُخرى في الجسم بأنواعٍ من السرطان تنتشر لتصيب عضلة القلب أيضًا، مثل سرطان الرئة، وسرطان الثدي، وسرطان الخلايا الكلوية، وابيضاض الدم (Leukaemias)، وسرطان الغدد اللمفاوية (Lymphomas)، ومن الجدير بالذكر بأن انتشار الورم الميلانيني (Melanoma) غالبًا يصِل إلى عضلة القلب لدى ما يُقارب من نصف إجمالي الحالات، مُسبّبًا إصابة حجراتها الأربعة، ولا تزال أسباب الانتشار هذه غير واضحة.[7][14]

علاج أورام القلب

تخضع معظم أورام القلب الحميدة للإجراء الجراحي بغية استئصالها، خصوصًا في مراحلها المُبكّرة، إذ إنّ مضاعفات الورم هي ما قد يتسبّب بالخطر للمريض وقد يُودي بحياته أحيانًا، فقد يؤدّي الورم الحميد في القلب إلى الانسداد، أو اضطراب نظم القلب، أو الانصمام في أحد الأوعية في الجسم.[7][14]

أمّا أورام القلب الخبيثة فتتلخّص طرق علاجها بالسيطرة على المضاعفات الناجمة عنها، واستخدام العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، على أنّها تُوصَف في هذه الحالة بأنّها تلطيفيّة فقط، إذ يُشَار إلى ضعف فرص تحسُّن المريض في حالات الأورام الخبيثة في القلب.[14]

كتابة: الصيدلانية نجلاء خطاب - الأحد ، 09 تموز 2023
آخر تعديل - الإثنين ، 10 تموز 2023

المراجع

1.
Rodriguez Ziccardi M, Tariq MA, Limaiem F, et al. (January, 2023). Cardiac Cancer. [Updated 2022 Oct 11]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK537144/
2.
MedlinePlus [Internet]. Bethesda (MD): National Library of Medicine (US). (2022, July 21). Tumor. Retrieved from https://medlineplus.gov/ency/article/001310.htm
3.
Sheppard M. and Mohiaddin R. (2010). Tumors of the Heart, Future Cardiol, 6(2): 181-193. Retrieved from https://www.medscape.com/viewarticle/719633_1

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري جراحة القلب أونلاين عبر طبكان
احجز