يعد ألم العصب الخامس (العصب ثلاثي التوائم) Trigeminal neuralgia حالة يعاني فيها المريض من شعورٍ بالوخز وآلامٍ شبيهة بالصدمات الكهربية وغالبًا ما تكون في جانبٍ واحد من الوجه، عادةً ما يشعر المريض بالألم في الجزء السفلي من الوجه والفك وأحيانًا قد يمتد الألم للأنف وأعلى العينين،[1] وتتنوع طرق العلاج المستخدمة لعلاج العصب الخامس بين الأدوية والجراحة.[2]
أعراض العصب الخامس
قد يعاني مريض العصب الخامس من عرض أو أكثر من الأعراض الآتية:[3][4]
- نوبات من الألم الشديد تستمر لثواني وحتى دقيقتين، وقد يعقبها شعورٌ بالحرقان.
- الشعور بالألم في الفك العلوي أو الفك السفلي أو الأسنان أو إحدى الوجنتين، ونادرًا ما يمتد الألم للعينين أو الجبهة.
- استمرار التعرض لنوبات من الألم لشهور، ثم انقطاع الألم لفترة قد تصل لسنوات.
- الشعور بالخدر والوخز الذي يشبه التعرض للصدمات الكهربية.
علاج العصب الخامس بالأدوية
عادةً ما يصف أطباء الدماغ والأعصاب أنواعًا من العلاجات التي تمنع إشارات الألم من الوصول للمخ ، لتخفيف آلام العصب الخامس،[5] خاصةً بعد أن وُجِدَ أن استخدام المسكنات المُعتادة مثل الباراسيتامول لا يُجدي نفعًا في علاج العصب الخامس.[6]
مضادات الاختلاج
يصف الأطباء مضادات الاختلاج Anticonvulsant (أدوية تستخدم للتحكم في نوبات الصرع) لعلاج العصب الخامس[7]، وتعد مادة الكاربامازبين Carbamazepine إحدى مضادات الاختلاج المستخدمة للعلاج،[6] وهي المادة الوحيدة المصرح بها من قِبل إدار ة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج العصب الخامس،[3] ولكن تقل فاعلية مادة الكاربامازبين مع طول فترة استخدام المريض لها، لذا عادةً ما ينصح طبيب الدماغ والأعصاب مرضى العصب الخامس بزيادة الجرعة تدريجيًا للوصول إلى الجرعة التي تخفف الألم بفاعلية، وقد تتسبب مادة الكاربامازبين ببعض الآثار الجانبية، مثل الدوار والإرهاق والارتباك ومشاكل الذاكرة والتركيز والرؤية المزدوجة ونقص كريات الدم البيضاء والتفاعلات التحسسية، إضافة إلى بعض الآثار الجانبية النادرة جدًا مثل محاولة إيذاء النفس أو الإنتحار،[6] قد يصف الطبيب أنواعًا أخرى من الأدوية المضادة للاختلاج، مثل تلك التي تحتوي على أيٍ من المواد الآتية:[5]
- أوكسكاربازيبين Oxcarbazepine
- جابابنتين Gabapentin
وقد يتوجب على المريض عند استخدامه لبعض مضادات الاختلاج إجراء بعض فحوصات الدم الدورية، للتحقق من تعداد خلايا الدم البيضاء وتعداد الصفائح الدموية ومستويات الصوديوم في الدم إضافة إلى وظائف الكبد.[7]
باسطات العضلات
قد تُستخدم باسطات العضلات Muscle relaxant agents مثل مادة الباكلوفين Baclofen في علاج العصب الخامس بمفردها أو بالتزامن مع استخدام مضادات الاختلاج، وقد تتسبب باسطات العضلات ببعض الآثار الجانبية مثل الارتباك والنعاس والغثيان.[3]
مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات
قد يصف طبيب الدماغ والأعصاب بعض مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات Tricyclic antidepressant، مثل مادة أميتريبتيلين Amitriptyline ومادة نورتريبتيلين Nortriptyline، للتحكم في أعراض العصب الخامس من النوع الثاني.[4]
علاج العصب الخامس بالجراحة
قد يلجأ طبيب الدماغ والأعصاب إلى الجراحة لعلاج العصب الخامس لدى المرضى الذين لا تتحسن حالتهم مع استخدام الأدوية،[4] أو الذين لا يستطيعون التعايش مع الآثار الجانبية المصاحبة لعلاجات العصب الخامس،[6] تتعدد أنواع الجراحات المستخدمة لعلاج العصب الخامس، ويرجّح الطبيب نوع الجراحة الأمثل بعد التشاور مع المريض بالإضافة إلى الأخذ بعين الاعتبار عدّة عوامل أُخرى، مثل مدى شدة الألم والصحة البدنية للمريض ومميزات ومخاطر الجراحة والجراحات السابقة التي خضع لها المريض،[4] وتشمل أنواع الجراحات المُستخدمة لعلاج العصب الخامس:
جراحة تخفيف ضغط الأوعية الدموية الدقيقة
تُجرى جراحة تخفيف ضغط الأوعية الدموية الدقيقة Microvascular decompression في حال اُكتُشِف بعد التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ MRI ضغط أحد الأوعية الدموية على العصب الخامس،[1] إذ تهدف الجراحة إلى فصل الوعاء الدموي عن العصب الخامس عن طريق وضع وسادة من "التفلون" Teflon حول الوعاء الدموي الضاغط على العصب،[7] وتعد جراحة تخفيف ضغط الأوعية الدموية الأكثر فاعلية لعلاج العصب الخامس،[1] بنسب نجاح تغطي 80% من الحالات، تُجرى العملية تحت تأثير التخدير العام، ويستغرق إجراؤها من ساعتين إلى ثلاث ساعات، وقد يضطر المريض بعد الخضوع للجراحة إلى المكوث يومين تقريبًا في المستشفى لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، وتتراوح فترة التعافي بين أربعة إلى ستة أسابيع.[7]
الجراحة الإشعاعية التجسيمية في الدماغ
تُعد الجراحة الإشعاعية التجسيمية في الدماغ (سكين غاما أو جاما نايف) Stereotactic radiosurgery تقنية جديدة نسبيًا لعلاج العصب الخامس، وتُجرَى تحت تأثير التخدير الموضعي وليس العام،[6] إذ يُوجه طبيب الدماغ والأعصاب حزمة مُركزة من الأشعة باتجاه جذر العصب الخامس لإتلافه، الأمر الذي ينجم عنه تخفيف الألم أو التخلص منه نهائيًا،[5] وقد يلاحظ المريض تحسنًا في حالته خلال بضعة أسابيع من إجراء جاما نايف.[4]
بَضع الجذر العصبي
يُجرى بَضع الجذر العصبي Rhizotomy تحت تأثير التخدير العام،[7] ويهدف إلى تخفيف آلام العصب الخامس من خلال إتلاف الألياف العصبية[5] بإحدى الطرق الآتية:
- الضغط بالبالون Balloon compression: يُدخِل الطبيب بالونًا فارغًا في الفراغ الموجود بين العصب الخامس وقاع الجمجمة، فيضغط البالون على العصب بعد نفخه مُسببًا تلفه ثم تخفيف الألم،[2] وقد ينجح الإجراء في تخفيف الألم لعامٍ أو عامين.[4]
- حقن غليسيرول Glycerol injection: يحقن الطبيب مادة غليسيرول في جذر العصب مما يتسبب في تلفه من ثم تخفيف الألم، وغالبًا ما يستمر أثر الحقن في تخفيف الألم لعامٍ أو عامين، ويمكن إجراؤه في حال عودة الألم مرة أخرى.[4]
- الجرح الحراري باستخدام الترددات الراديوية (اللاسلكية) Radio Frequency thermal lesioning: يهدف هذا الإجراء إلى إتلاف جزء من العصب المُسبِب للألم، إذ يُدخِل الجراح إبرة مجوّفة للعصب ليدمّر الألياف العصبية باستخدام الحرارة،[3] وهناك احتمالية بنسبة 50% أن يعاني المريض مجددًا من الأعراض خلال ثلاثة إلى أربعة أعوام بعد الإجراء.[4]