أعراض الإجهاض وأنواعه

يُعدّ الإجهاض من مشكلات الحمل الشائعة التي يُصاحبها ظهور أعراض تختلف من امرأةٍ لأُخرى، أهمها حدوث النزيف المهبلي، وتقلصات البطن، ويعود السبب في حدوث الإجهاض عادةً إلى الاختلالات الكروموسوميّة أثناء تكوين الجنين، لهذا السبب يصعب منع حدوثه، ولكن تساعد الممارسات الصحيّة خلال الحمل على توفير بيئة سليمة للجنين تقلّل فرصة حدوث الإجهاض.

يُعرّف الإجهاض على أنّه من المشكلات الشائعة بين النساء، إذ إنّ حوالي 10-25% من مجموع حالات الحمل المُثبتة بالفحص تنتهي بخسارة الحمل تلقائيًّا، وغالبًا ما يحدث الإجهاض في الشهر الأول من الحمل،[1][2] أو قبل الأسبوع الخامس من الحمل تقريبًا، ويطلق على الحمل في هذه الحالة الحمل الكيميائي.[3]

ما هو الإجهاض؟

الإجهاض أو الإجهاض التلقائي (Miscarriage)، هو انتهاء الحمل المفاجئ قبل إتمام الأسبوع 20 من الحمل،[1] يحدث غالبًا بسبب وجود خلل في كروموسومات الجنين، وهو ما يؤثر في تطوّره داخل رحم الأم، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا لا يكون ناتجًا في معظم الحالات عن وجود مشاكل وراثية إنما لخلل أثناء انقسام خلايا الجنين، وقد يكون الإجهاض في حالاتٍ قليلة ذي صلة بوجود مشكلات صحيّة معيّنة لدى المرأة الحامل، مثل: العدوى، وأمراض الغدة الدرقية، والاضطرابات الهرمونيّة، ومرض السكري غير المُسيطَر عليه، وغيرها.[4]

الإجهاض خلال الشهر الأول من الحمل

قد يحدث الإجهاض خلال الشهر الأول من الحمل دون علم المرأة بكونها حامل أو أنّ الإجهاض قد حدث بالفعل، وفي هذه الحالة قد تشبه أعراضه أعراض الدورة الشهرية الاعتيادية، وقد تتمكن المرأة من تمييز الإجهاض عن الحيض المعتاد من خلال طبيعة النزيف المهبلي الذي قد يترافق مع التقلصات أسفل البطن، إذْ من الممكن أن يكون الدم الخارج غزيرًا يرافقه قِطَع نسيجية (من المشيمة أو من الجنين نفسه).[5]

ما هي أعراض الإجهاض؟

يُشار إلى أنّ طبيعة أعراض الإجهاض تختلف من امرأةٍ لأخرى، حتى أنّ المرأة نفسها قد تلاحظ تغيّر أعراض الإجهاض في كل مرة إذا ما تكرّر حدوثه لها،[1] وعمومًا، من أبرز أعراض الإجهاض:[2][6]

  • حدوث نزيف مهبلي، وهو أحد أعراض الإجهاض المتكرّرة، والذي تختلف طبيعته تِبعًا لظروف الحمل، إذْ يمكن ملاحظته على صورة نزيف مهبلي غزير يميل لونه للوردي أو الأحمر، بينما يظهر في بعض الحالات على صورة بقع خفيفة من الدم أو إفرازات مهبلية بنية اللون.
  • تدفق سائل من المهبل، أو مخاط لونه بين الأبيض والوردي.
  • انقباضات مؤلمة، إذ تتكرّر هذه الانقباضات كل 5-20 دقيقة.
  • ألم الظهر الذي يتراوح بين الألم الخفيف والشديد.
  • اندفاع نسيج مع تجلطات دموية من المهبل.
  • زوال ألم الثدي عند لمسه، والغثيان وأعراض الحمل الأُخرى.
  • خسارة الوزن.

يجب التأكيد على فكرة أنّ حدوث تبقيعٍ خفيف خلال الثلث الأول من الحمل يكون في كثيرٍ من الأحيان طبيعيًّا، ولا يدل على حدوث الإجهاض، ولكن يجدر بالمرأة مراجعة طبيب النسائية في أقرب فرصة مُمكنة في حال استمرّ النزيف المهبلي لديها لأكثر من ثلاثة أيام، أو كان غزيرًا.[1]

أعراض الإجهاض الصامت

يحدث الإجهاض الصامت أو الإجهاض الفائت (Missed Miscarriage) عند وفاة الجنين أو توقف نموّه داخل الرحم، فتكون خسارة الحمل دون ملاحظة أعراض الإجهاض الشائعة كالنزيف وألم البطن أو الظهر، بل من الممكن أن تشعر المرأة باستمرار ظهور أعراض الحمل لكن بدرجة أخف كالغثيان، والإرهاق، وألم الثدي عند لمسه، وأحيانًا يُظهِر فحص الحمل المنزلي نتيجة إيجابية عند استخدامه في هذه الحالة، لهذا السبب عادةً ما يُكشَف عن حدوث الإجهاض الصامت بالموجات فوق الصوتية (الألتراساوند) أثناء الفحص الروتيني فقط لدى زيارة طبيب النسائية.[7]

وعلى الرغم من أنّ معظم حالات الإجهاض الصامت قد لا يُصاحبها ظهور أية أعراض دالة على انتهاء الحمل، فإنّ بعض النساء يلاحظن نزول إفرازات مهبلية بنية اللون، أو اختفاء أعراض الحمل كالتعب والغثيان.[8]

أعراض الإجهاض غير المكتمل

تشبه الأعراض الرئيسية للإجهاض غير المكتمل تلك الأعراض المُصاحبة لأنواع الإجهاض الأُخرى، سواءً في حدوث النزيف المهبلي، أو ألم البطن، أو ألم الظهر، أو اختفاء أعراض الحمل المبكرة، غير أنّ الإجهاض غير المكتمل يُصاحبه بقاء جزء من الأنسجة المتكونة خلال الحمل داخل الرحم وعدم خروجه كليًّا،[9] وهذا يعني استمرار الشعور بمغصٍ أسفل البطن وحدوث النزيف المهبلي أثناء محاولة الرحم بتفريغ محتوياته بالكامل.[8]

أعراض الإجهاض في الثلث الثاني من الحمل

تتشابه أعراض الإجهاض في الثلث الثاني من الحمل مع أعراض الإجهاض المبكرة، ولكن يمكن الكشف عن حدوثه في الثلث الثاني من الحمل أيضًا بفحص نبض الجنين عند زيارة الطبيب المختص، كما وقد تلاحظ بعض النساء اختفاء حركة الجنين المُعتادة في حال حدوث الإجهاض في الثلث الثاني من الحمل.[10]

الأعراض المُحتملَة بعد الإجهاض

تظهر على المرأة في كثيرٍ من الأحيان أعراض مختلفة بعد تعرّضها للإجهاض، كأن تعاني من اضطرابٍ في الجسم، أو استمرار النزيف المهبلي،[11] وقد تُصاب بعض النسوة بعد خسارة الحمل بالإجهاض الإنتاني (Septic miscarriage)، وهو الإجهاض المصحوب بحدوث عدوى في الرحم، ومن أبرز أعراضه: الشعور بألم عند لمس الجزء السفلي من البطن، والإصابة بالحمى والقشعريرة، وخروج إفرازات كريهة الرائحة من المهبل.[4]

ولا يقتصر الأمر على ظهور الأعراض الجسدية بعد حدوث الإجهاض، فقد تعاني المرأة من حالة اضطراب عاطفي يتضمّن تأجّج مشاعر الحزن والقلق والإحساس بالذنب، ممّا يستدعي طلب الدعم النفسي والمساعدة من الزوج أو الأصدقاء أو أفراد العائلة، وقد يُفيد في هذه الحالة أيضًا الانضمام لمجموعات الدعم التي سبق وأن عايشَ أفرادها المشكلة ذاتها، أو مراجعة الاختصاصي النفسي لمناقشته حول المشاعر السلبية وكيفية التخفيف من أثرها على استمرار إنجاز الأنشطة اليومية.[11]

ما العوامل التي تزيد فرصة حدوث الإجهاض؟

تزداد خطورة تعرّض المرأة للإجهاض عند توفّر عوامل معينة:[8]

  • تناول كميات كبيرة من المشروبات التي تحتوي على الكافيين، كالقهوة، والشاي، ومشروبات الطاقة.
  • تدخين السجائر، وتناول المشروبات الكحولية.
  • التعرّض للإجهاض لمراتٍ عديدة مسبقًا.
  • التقدم بالسن.

كيفية تجنب الإجهاض

يصعب منع حدوث الإجهاض بما أنّه غالبًا لا يرتبط بأداء نشاطات أو أفعال خاطئة انخرطت بها الأم خلال حملها، بل هي اختلالات في كروموسومات الجنين تؤثر في نموه طبيعيًا، ومع ذلك، يُوصَى دائمًا بالمحافظة على صحة الجسم خلال الحمل وقبله بهدف تقليل المخاطر التي قد تنعكس سلبًا على سلامة الحمل، وتوفير البيئة المناسبة لنمو الجنين وتطوره،[1][2] ولتحقيق ذلك يوصى باتباع:[2][4]

  • الامتناع عن تناول الأدوية خلال فترة الحمل دون استشارة الطبيب.
  • حماية منطقة البطن من الإصابات المباشرة.
  • الامتناع عن تناول المشروبات الكحولية.
  • تجنّب الانخراط في الرياضات التي قد يُصاحبها التعرّض لإصابات خطِرة.
  • تجنّب التعرّض للمخاطر البيئية، كالإشعاعات، وأماكن انتشار العدوى.
  • الحد من تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين، أو الامتناع عن تناولها، فقد لوحظ في دراسة أُجريت حديثًا ارتفاع خطورة حدوث الإجهاض عند تناول مشروبين أو أكثر من المشروبات التي تحتوي على الكافيين في اليوم الواحد.
  • تناول الغذاء الصحي.
  • الامتناع عن التدخين، أو التواجد بالقرب من أشخاص مدخنين.
  • ممارسة الرياضة بانتظام دون إجهاد.
  • اتباع التدابير اللازمة للتخفيف من التوتر قدر الإمكان.
  • الالتزام بتناول الفيتامينات المتعددة (مثل حمض الفوليك) التي يوصي بها الطبيب.
  • مراجعة الطبيب بانتظام خلال فترة الحمل.
  • السيطرة على المشكلات الصحيّة خلال الحمل، واتباع تعليمات الطبيب في هذا الشأن.
كتابة: الصيدلانية بيان ربيع - الأحد ، 23 تشرين الأول 2022
آخر تعديل - الثلاثاء ، 07 آذار 2023

المراجع

1.
Masters, M. (2022). Miscarriage and Pregnancy. Retrieved from https://www.whattoexpect.com/pregnancy/miscarriage/#miscarriagesoccur
2.
American Pregnancy Association. (n.d.). Signs of Miscarriage. Retrieved from https://americanpregnancy.org/getting-pregnant/pregnancy-loss/signs-of-miscarriage/
3.
Miscarriage Association. (n.d.). Chemical pregnancy. Retrieved from https://www.miscarriageassociation.org.uk/information/miscarriage/chemical-pregnancy/

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري نسائية وتوليد أونلاين عبر طبكان
احجز