تتعدّد العوامل المُسبّبة لتساقط الشعر، فقد يُعزَى بعضها إلى الحمية الغذائية المُتَّبَعَة، أو التعرُّض للضغط العصبي والتوتر، أو الخلل الهرموني أو استخدام بعض الأدوية، أو التهابات فروة الرأس، أو قد يكون الصلع الوراثي (الثعلبة ذكرية الشكل) (Male Pattern Baldness-Androgenetic Alopecia) هو السبب وراء تساقط الشعر، إذ يُعدّ أكثر أسباب تساقط الشعر شيوعًا، كما قد يُسبِّب تَعَرُّض فروة الرأس للإصابات أو الحروق أو الجروح الناجمة عن حادثة أو جراحة ما تساقط الشعر الدائم في بعض مناطق الرأس، فضلًا عن بعض الأمراض الالتهابية، مثل: مرض الحزاز المُسطح (Lichen Planus)، والذئبة (Lupus)، ومرض القُشَيْعة (Morphea)،[1][2] وتُعدّ زراعة الشعر أحد أساليب العلاج المُتبعة للسيطرة على حالات تساقط الشعر الدائمة، وبالأخص أولئك الذين لم تتحسّن حالاتهم باستخدام طرق العلاج الأُخرى.[3]
متى تنبت البصيلات بعد زراعة الشعر؟
في الحقيقة غالبًا ما يُلاحِظ المرضى نتيجة عملية زراعة الشعر بعد ستة إلى تسعة أشهر من الإجراء، وقد تمتد لعامٍ ونصف لدى بعض المرضى، ويجدر التنويه إلى ضرورة الالتزام بالعلاجات التي قد يصفها الطبيب بعد العملية للحفاظ على النتائج الإيجابية، والوقاية من تساقط الشعر مرّةً أُخرى.[4][5]
تختلف كثافة الشعر النابت بعد زراعة الشعر تِبعًا لعدة عوامل:[1][2]
- مدى لِين فروة الرأس.
- كثافة البُصيلات في المنطقة التي خضعت لزراعة الشعر.
- مدى تَجَعُّد الشعر.
- طبيعة تركيب الشعر.
- لون الشعر وكثافته، فعادةً ما يُحقّق الشعر الكثيف الأشقر أو الشائب نتائج أفضل من تلك التي يُحقّقها الشعر الخفيف داكن اللون.
ما هي زراعة الشعر؟
زراعة الشعر (Hair Transplant) هي إجراء ينقل فيه الطبيب جذور الشعر من المنطقة في مؤخرة الرأس حيث الشعر أكثر كثافة، يُطلَق عليها اسم المنطقة المانحة، ليزرعها في المناطق التي تعاني من الصلع أو قلة كثافة الشعر، ليبدو الشعر المزروع طبيعي عندما ينمو لاحقًا، وغالبًا لا يشعر المريض بالألم أثناء زراعة الشعر، إذ تُجرَى العملية تحت تأثير التخدير الموضعي، وتُعدّ زراعة الشعر خيارًا مناسبًا في حال تمتُّع المريض بصحّة جيدة، ووجود مناطق من فروة رأسه تتمتّع بشعرٍ كثيفٍ ليَصلُح استخدامها في عملية زراعة الشعر.[2][3]
المُرشّحون لإجراء زراعة الشعر
قبل اتخاذ القرار بشأن إجراء عملية زراعة الشعر من عدمها، يفحص الطبيب فروة رأس المريض لتحديد مدى تطوُّر الصلع لديه، كما يستعلم عن سيرته المرَضية، والتاريخ العائلي لتساقط الشعر، وعمّا إذا كان قد استخدم علاجاتٍ معيّنة أو خضع لعملياتٍ جراحيّة أُخرى لعلاج تساقط الشعر،[1] وتعدّ عملية زراعة الشعر خيارًا مناسبًا لتعزيز ثقة البعض بأنفسهم ممّن يتأثرون سلبًا بحالة الصلع، بالأخص لدى بعض الحالات:[2][3]
- الصلع الوراثي لدى الذكور.
- الإناث اللواتي يُعانين من انخفاض كثافة الشعر.
- الخلل الهرموني، كمشاكل الغدة الدرقية.
- فقدان الشعر الناجم عن تَعَرُّض الرأس لحرقٍ أو إصابةٍ ما.
لا تُعدّ زراعة الشعر علاجًا نهائيًا للصلع الوراثي لدى الذكور، لأنّ الصلع الوراثي من الأمراض التي تتطور بمرور الوقت، فقد تفيد عملية زراعة الشعر في إخفاء مظهر الصلع، ولكن يُحتَمل أن يعاني الشخص من تساقط الشعر مرّةً أُخرى، لِذا قد يوصي الطبيب باستخدام الأدوية المُعالِجة للصلع بالتزامن مع زراعة الشعر، للتقليل من احتمالية الإصابة بالصلع مرةً أُخرى.[1]
حالات لا يمكنها إجراء زراعة الشعر
من الحالات التي قد لا تُجدي عمليات زراعة الشعر معها نفعًا:[2]
- النساء اللاتي تعانين من فقدان الشعر في مساحاتٍ كبيرة من فروة الرأس.
- الأشخاص الذين لا تتوافر لديهم مناطق ذات شعرٍ كثيف لاستخدامها كأجزاء مانحة لبُصيلات الشعر.
- تساقط الشعر نتيجة استخدام بعض الأدوية، مثل العلاج الكيميائي.
- الأشخاص الذين تكوَّنت لديهم في فروة الرأس ندبات الجدرة (Keloid Scars) الليفية السميكة، وذلك عقب تَعَرُّضهم لإصابة أو خضوعهم لجراحةٍ ما في الرأس.
كما أنّ إجراءات زراعة الشعر غالبًا لا تكون مناسبة مع حالات تساقط الشعر الناجمة عن مرض الثعلبة البقعية (Alopecia Areata).[4]
التحضيرات قبل إجراء زراعة الشعر
هناك عدة استعدادات وإجراءات تحضيريّة لا بُدّ أن تُؤخذ بعين الاعتبار قبل الخضوع لعملية زراعة الشعر:[1]
- مناقشة المخاطر والمضاعفات المُحتَمَلة لزراعة الشعر مع الطبيب قبل اتخاذ القرار النهائي بالخضوع لها.
- إخبار الطبيب عن أيّ أدوية يستخدمها المريض، بما في ذلك الفيتامينات والمُكمّلات الغذائية والأدوية التي تُصرَف دون وصفة طبيّة، بالإضافة إلى إخباره عن أيّ مواد أو أدوية يتحسّس منها المريض.
- الالتزام بإرشادات الطبيب لتهيئة الجسم للخضوع لتقنية زراعة الشعر، مثل استخدام بعض الأدوية.
كيفية إجراء زراعة الشعر
تستغرق إجراءات زراعة الشعر عادةً 4 إلى 8 ساعات، تبعًا لمساحة المنطقة المُراد زراعة الشعر بها، تُنَظّف فروة الرأس أثناء الإجراء بدايةً وتُحقَن بمادة مخدّرة،[6] ثم يُجرِي الطبيب عملية زراعة الشعر بإحدى الطريقتين:[4][6]
- تقنية زراعة الشعر بالوحدة الجُريبيّة أو الشريحة (Follicular Unit Strip Surgery (FUSS)):
يبدأ هذا الإجراء بقصّ الشعر في مؤخرة الرأس حيث المنطقة المانحة، إذ لا تتطلّب هذه الطريقة إزالة الشعر بالكامل، بعدها يزيل الطبيب رقعة رقيقة من جلد فروة الرأس هناك، ثم يُغلِق موضع الجرح بعدّة غرز، ثمّ يُقسّم الطاقم الطبي المُساعِد رقعة الجلد هذه إلى عددٍ من الطعوم التي تحوي بُصيلات الشعر، ويتراوح عددها بين 500 إلى 2000 طُعم، يحتوي كلٌّ من هذه الطعوم على 1-4 بصيلة، وتجدر الإشارة إلى اختلاف نوع وعدد الطُعوم باختلاف نوع شعر المريض ولونه ومساحة المنطقة المُصابَة بالصلع، بعد ذلك تُجهّز المنطقة المراد زراعة الشعر بها بتنظيفها وتخديرها، ثم يُجري الاختصاصي عددًا من الثقوب الدقيقة ليُزرَع بكلٍّ منها طُعمٌ واحدٌ، يندمل الجرح موضع الجراحة في مؤخرة الرأس بمرور الوقت بعد العملية، تاركًا خلفه ندبة لا تظهر غالبًا إلا في حال كان شعر الرأس قصيرًا جِدًّا.
- تقنية الاقتطاف أو اقتطاف وحدة الحويصلة (Follicular Unit Extraction (FUE)):
بدايةً يُحلَق الشعر من مؤخرة الرأس، لينزع طبيب الجلدية أو الطاقم الطبّي المُساعِد له جُريبات الشعر (بصيلات الشعر) من فروة الرأس في المنطقة المانحة واحدةً تلو الأُخرى، ثم تُزرَع البصيلات في فتحات دقيقة تُجرَى في المنطقة المُراد علاجها من الصلع، تظهر المنطقة المانحة عقب الجراحة وبها ندبات صغيرة تُشبه النقاط، غالبًا لا تظهر هذه الندبات، إذ يغطيها الشعر حولها.
قد تتطلّب حالة المريض الخضوع لجلساتٍ أُخرى لزراعة الشعر في حال استمرار تساقط الشعر، أو في حال رغبة المريض في الحصول على شعرٍ أكثر كثافة، أو في حال كانت مساحة المنطقة المُصابة بالصلع كبيرة.[4][6]
ما بعد عملية زراعة الشعر
ينبغي على المريض الالتزام بالتوصيات بعد زراعة الشعر، وذلك باستخدام الأدوية التي يصفها الطبيب بُغية التخفيف من الالتهابات والتورُّم، مثل مسكِّنات الألم، والمُضادات الحيويّة، والأدوية المُضادة للالتهاب.[2]
وتجدر الإشارة إلى أنّه عادةً ما يُسمَح للمريض بالعودة إلى عمله بمرور اليوم الثالث، ويزيل الطبيب الضمّادات بعد خمسة أيام من زراعة الشعر، وبحلول اليوم السادس يُسمَح للمريض بأن يغسل شعره ولكن برفق، وقد يزيل الطبيب الغُرَز غير الذائبة بعد أُسبوعين من العملية، وقبل مرور ذلك الوقت يُنصَح المريض دائمًا بتوخّيِ الحذر عند تعامله مع الشعر المزروع، إذ تكون الطُعوم المزروعة لا زالت قيد الالتئام والالتحام في فروة الرأس، قد يتساقط الشعر المزروع بين الأُسبوعين الثاني والثامن بعد زراعة الشعر، فقد يصبح الشعر بحلول الشهر الثالث أقل كثافة ممّا كان عليه قبل الخضوع للإجراء، ولكن لا يستدعي هذا الأمر الشعور بالقلق والتوتر بشأن نجاح زراعة الشعر من عدمها.[5][4]
مضاعفات زراعة الشعر
قد تُسبِّب عملية زراعة الشعر خلال الأسابيع التالية لها بعض الآثار الجانبية والمضاعفات التي يجب إخبار الطبيب لدى حدوث أيٍّ منها:[2][3]
- النزيف.
- الحكّة.
- الإصابة بالعدوى.
- تورُّم فروة الرأس.
- ظهور كدمات في المنطقة المُحيطة بالعين.
- تكوُّن قشرة في فروة الرأس في المنطقة المانحة أو المنطقة التي زُرِع بها الشعر.
- الشعور بالخدَر والتنميل في الرأس.
- الندبات.
- التهاب الجُريبات (Folliculitis): التهاب بصيلات الشعر وإصابتها بالعدوى.
- نمو الشعر المزروع وظهوره بمظهر لا يُشبه الشعر الطبيعي.
- تساقط طفيف للشعر الطبيعي من المنطقة التي خضعت لزراعة الشعر.
- الإحساس بألم نابض أو بأنّ فروة الرأس مشدودة.
- فقدان الإحساس تمامًا في المنطقة المانحة أو المنطقة التي خضعت لزراعة الشعر.