ترتبط السُمنة المرضية باضطرابات الكبد المزمنة لدى الذين يعانون منها جرّاء الاضطرابات الأيضية المصاحبة لها، وعلى رأسها مرض الكبد الدهني الذي يصيب ما يقارب 75% من مرضى السمنة، والذي يتطور مع مرور الوقت ليتحوّل إلى تليّف في الكبد، ومنه إلى سرطان الكبد المهدد للحياة.
مع ظهور أدلة سريرية جديدة تُثير الشكوك حول التأثير السلبي لسمنة الأمهات على أطفالهن في المستقبل، كارتفاع خطر الإصابة باضطراباتٍ عصبية إدراكية، والسمنة المرضية، بالإضافة للإصابة باضطراباتٍ أيضية، أجرى مجموعة من الباحثين دراسة مخبرية على مجموعة من الفئران بهدف التحقق من علاقة السمنة بتلك الاضطرابات الأيضية ومدى ارتباطها بسرطان الكبد لدى الأطفال على المدى البعيد.
استخدم الباحثون في هذه الدراسة مجموعة من الفئران الإناث التي جرى تقسيمها إلى مجموعتين، تناولت المجموعة الأولى حمية غذائية تُحاكي النظام الغذائي البشري المشبع بالدهون ذي المحتوى المرتفع من السعرات الحرارية، خصوصًا الذي يتبعه أولئك الذين يعانون من السمنة، أما المجموعة الثانية فاتبعت حمية غذائية طبيعية، وذلك لمدة 12 أسبوعًا قبل التزاوج والحمل بأطفالهن.
لاحظ الباحثون إصابة مواليد الفئران في المجموعة الأولى باضطرابات في الكبد، كتراكم الدهون فيه، وتليّفه، والتهابه عند بلوغهم 40 أسبوعًا، إذ تشكل مجموع هذه الأعراض اللبنة الاساسية لسرطان الكبد.
وللتحقق مما إذا كانت احتمالية الإصابة بسرطان الكبد لدى مواليد المجموعة الأولى مضاعفة، حقن الباحثون الفئران الصغيرة من كلا المجموعتين بالجين المسبب للورم، إذ لوحظ بعد ذلك إصابة الفئران الصغيرة من المجموعة الأولى بسرطان الكبد بنسبة 80%.
المرجع:
- Moeckli, B., et al. (2024) Maternal obesity increases the risk of hepatocellular carcinoma through the transmission of an altered gut microbiome. JHEP Reports. https://doi.org/10.1016/j.jhepr.2024.101056