تتنوع المسببات العضوية التي يمكن إلقاء لوم الإصابة بنوبة الصداع النصفي عليها والتي تختلف من شخصٍ إلى آخر، لكن وبحسب ما توصلت له أحدث الأبحاث، يشار إلى أنّ دور الجهاز الهضمي الصداع النصفي أكثر بكثير، فبالإضافة إلى كون بكتيريا الأمعاء، وهرمونات التوتر، ومؤشرات الالتهابات الحيوية، والهرمونات التي تتحكم بحركة الأمعاء تلعب دورًا في الإصابة بنوبة الصداع النصفي، إلّا أن الدور الذي يشغله نوع الطعام المُستهلك غالبًا ما يُهمّش، وذلك على الرغم من وجود علاقة وطيدة -لكن مجهولة الملامح- بين صحة الجهاز الهضمي والصداع النصفي (الشقيقة).
أجرى مجموعة من العلماء المصريين دراسة مقطعية تهدف إلى تتبُع أنماط الطعام المستهلك ومدى ارتباطها بنوبات الصداع النصفي بأنواعه ودرجات شدته المختلفة، إذ شارك في هذه الدراسة 124 مريضًا يعانون من نوبات الصداع النصفي جرى تقييم نظامهم الغذائي من خلال مجموعة من الأسئلة تنوعت بين عادات شرب الماء، وعدم تناول وجبة الإفطار، ومكونات الوجبات.
خلُصت الدراسة إلى نتيجة مفادها أنّ مأكولات مثل الفلافل، والمُثلّجات، والجبنة المُعتّقة، والحمضيات، واللحوم المصنعة، والشوكولاتة، كانوا ضمن قائمة أكثر المأكولات تسببًا بنوبات الصداع النصفي، كما أشارت الدراسة إلى أن الأطعمة الحلوة كالعسل، أو الدجاج واللحم المقلي، والمرتديلا والنقانق، والسَمنة، والطعام المُعلب ارتبطت بظهور نوبات صداع مزمنة، وذلك بسبب احتواء هذه الأطعمة على أوميغا 6 (Omega-6) التي تقلل من نسبة الأحماض الدهنية المسؤولة عن الوقاية من الصداع النصفي.
أمّا استهلاك البيض، ومشتقات الحليب، واللبن، والجبن منزوع الدسم، فارتبط بالإصابة بنوبات متقطعة من الصداع النصفي، والتي عزاها الباحثون إلى حدوث رد فعل تحسسي للبروتينات الموجودة في تلك الأطعمة مما يحفز جهاز المناعة على إفراز مواد تُوسّع الأوعية الدموية في الدماغ، وبالتالي حدوث نوبة الصداع النصفي.
المرجع:
Fayed, AG.I., Emam, H., Abdel-Fattah, A.N. et al. The correlation between the frequent intake of dietary migraine triggers and increased clinical features of migraine (analytical cross-sectional study from Egypt). Sci Rep 14, 4150 (2024). doi: https://doi.org/10.1038/s41598-024-54339-8