تلعب كلٌ من العُزلة الاجتماعية والوحدة دورًا مهمًا في صحة الأفراد ككل، وهما مصطلحان يختلفان عن بعضهما، إذ تشير العزلة الاجتماعية إلى ميل الفرد لتجنب الاحتكاك بالمجتمع المحيط به، بينما تشير الوحدة إلى مشاعر الانفصال عن المجموعات الاجتماعية، فهي ترتبط بجودة علاقات الفرد ذاتها.
وفي هذا السياق، أشارت العديد من الدراسات السابقة إلى علاقة العزلة الاجتماعية والوحدة بارتفاع احتمالية حدوث الوفاة، إذ تكاثفت جهود الجهات المعنية في العقود الماضية بهدف التصدي لارتفاع نسب العزلة والوحدة التي ترتبط بأزمة صحية حقيقية، وتجدر الإشارة إلى أنّ كليهما يصيبان مرضى السُمنة بدرجة عالية مقارنةً بغيرهم، والسُمنة تؤدي بدورها إلى التسبب باضطراباتٍ صحية خطيرة، كالسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، وحتى الوفاة.
أجرى مجموعة من الباحثين دراسة تهدف إلى قياس إمكانية تخفيض معدلات الوفاة الناجمة عن السُمنة المرَضية لدى تحسين الحالة الاجتماعيّة للمشاركين والتخلص من الوحدة والعُزلة الاجتماعية، إذ شارك في الدراسة الحشدية ما يربو على 300 ألف مشارك من المصابين بالسُمنة وآخرين غير مصابين بها، وجرى متابعتهم لِما يُقارب 13 سنة تقريبًا، وأشارت الدراسة حال انتهائها إلى وفاة ما يقرُب من 22 ألفًا من المشاركين المصابين بالسُمنة وإصابة غيرهم بالسرطان أو اضطرابات القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى ملاحظة انخفاض معدلات الوفاة لدى المرضى الذين تراجعت لديهم نسب الوحدة والعزلة الاجتماعية، ويمكن تفسير نتائج الدراسة بميل المصابين بالسمنة والمنعزلين اجتماعيًا أو الذي يُعانون الوحدة إلى اتباعهم لعاداتٍ سيئة كالتدخين، وعدم ممارسة الرياضة، أو اتباع عاداتٍ غذائية سيئة نتيجة غياب الدعم المجتمعي حولهم، بالإضافة إلى ارتباط السُمنة بأمراضٍ مزمنة أُخرى، كالسكري وأمراض القلب، والالتهابات المزمنة.
المرجع:
- Zhou, J., Tang, R., Wang, X., et al. (2024). Improvement of Social Isolation and Loneliness and Excess Mortality Risk in People With Obesity. JAMA Network Open. https://jamanetwork.com/journals/jamanetworkopen/fullarticle/2814114