تُصاب ما نسبته 3% - 20% من النساء حول العالم بالاكتئاب قبل الولادة وبعدها، إذ تتعدى آثاره السلبية لدى الأُم لتؤثر في طفلها، وزوجها، والمجتمع من حولها، فقد يسبب الاكتئاب خلال الحمل اعتلالًا نفسيًا مستمرًا يقلل من مستوى جودة الحياة، ويزعزع العلاقات الاجتماعية والأسرية لدى هؤلاء النسوة.
درس مجموعة من الباحثين العلاقة بين الإصابة بالاكتئاب قبل الولادة وبعدها وازدياد خطر الإصابة بالأمراض المناعية، إذ ثبُت أن الإصابة بالاكتئاب الإكلينيكي خارج فترة الحمل يرتبط بالاعتلالات المناعية، كما توجد العديد من الأدلة التي تشير إلى العلاقة بين الأمراض المناعية وارتفاع احتماليّة الإصابة بالاكتئاب خلال فترة الحمل وما بعد الولادة.
في الدراسة المنشورة في مجلة (Molecular Psychiatry) عام 2024 ميلادي، حلل الباحثون بيانات ما يقارب 55 ألفًا من النساء في الفترة الممتدة بين عامي 2001 ميلادي وحتى عام 2013 ميلادي ممّن أُصبن بالاكتئاب خلال فترة الحمل أو خلال السنة اللاحقة بعد الولادة، بالإضافة إلى بيانات لنساء لم يُصبن بالاكتئاب في ذات الفترة الزمنية – بمعدل عشرة حالات عدم إصابة مقابل حالة إصابة واحدة-، وذلك بهدف رصد نسبة الإصابة بمجموعة من الأمراض المناعية لدى النساء اللواتي جرى تحليل بياناتهُن
خلُصت الدراسة إلى نتيجة مفادها وجود علاقة تبادلية بين الإصابة بالاكتئاب قبل الولادة وبعدها، وبين الإصابة بأمراض مناعية كان أبرزها التهاب الغدة الدرقية، والصدفية، والتهاب القولون التقرحي، والداء البطني -سيلياك-، إذ تزداد احتماليّة حدوث الاكتئاب خلال الحمل وبعد الولادة بنسبة 30% لدى النساء المصابات بأمراض مناعية، ومن جهةٍ أُخرى، ترتفع فرصة الإصابة باضطرابات مناعية لدى النساء اللواتي جرى تشخيصهن باكتئاب الحمل بعد الولادة وبنسبة تبلغ 30% كذلك، ومن الجدير بالذكر تضاعف نسب الإصابة لدى الحالتين لصالح مرض التصلب اللويحي تحديدًا.
المرجع:
- Bränn, E., et al. (2024) Bidirectional association between autoimmune disease and perinatal depression: a nationwide study with sibling comparison. Molecular Psychiatry , https://www.nature.com/articles/s41380-023-02351-1#MOESM1