يُصنّف التصلُّب اللويحي بأنّه أحَد الأمراض المُزمنة بحيث يتسبّب بحدوث خلل ما يؤدّي إلى مهاجمة الجهاز المناعي للطبقة المُحيطة بالألياف العصبيّة المُسمّاة "ميالين"، ما يؤثّر بشكلٍ رئيسيّ على الجهاز المركزي العصبي (المكوّن من الدماغ والنخاع الشوكي) مُسبّبًا مشاكل صحيّة عديدة نتيجة عدم قدرة الدماغ على إرسال الإشارات العصبيّة لمختلف أنحاء الجسم.
يُعاني المُصابين بمرض التصلُّب اللويحي من مجموعة من الأعراض والعلامات التي تختلف حسب نوعه، إذ يتضمّن أنواعًا مختلفة، منها:
- التصلُّب اللويحي المتعدد، المُتكرّر الانتكاس والهدوء: يُعدّ هذا النّوع هو الأكثر انتشارًا بين الأنواع الأُخرى، ويتضمّن إصابة المريض بفترات من الانتكاس يليها فترة سكون للمرض، بحيث لا تظهر على المريض أي أعراض تُذكَر خلال فترة السكون.
- التصلُّب اللويحي المُتعدّد المُترقّي الأساسي أو الانتكاسي: أمّا هذا النوع فيتضمّن تصاعد شدّة الأعراض مع الوقت، وتكون فترات سكون المرض قصيرة.
- التصلُّب اللويحي المتعدّد المُترقّي الثانوي: ينتقل المَرضى لهذا النّوع بعد إصابتهم بالتصلُّب اللويحي المُتعدّد المُترقّي الأساسي أو الانتكاسي، ويتضمّن الإصابة بنوبات انتكاسيّة مصحوبًا بازدياد الأعراض سُوءًا ما ينجُم عنه بعض الإعاقات الحركيّة.
الأسباب
لا تزال الأسباب الرئيسيّة وراء الإصابة بالتصلُّب اللويحي غير معروفة، إذ تشترك العديد من العوامل في رفع معدّل الإصابة طِبقًا للحالات المعروضة، إلّا أنّ أكثر ما يميل له العلماء هو الاستعداد الجيني لدى بعض الأشخاص من خلال امتلاك مجموعة معيّنة من الجينات إلى جانب مُحفّزات بيئيّة مُحيطة بحيث تجعلهم أكثر عُرضة من غيرهم للإصابة بالتصلُّب اللُويحي.
يُمكن تِعداد مجموعة من العوامل التي ما زالت قيد الدراسة والبحث ممّن رُجِّح ارتباطها مع الإصابة بالتصلُّب اللويحي المُتعدّد:
- الإصابة ببعض أنواع العدوى الفيروسيّة مثل: فيروس إبسين-بار، فيروس الهربس 6 والمفطورة الرئويّة؛ إذ إنّ مثل هذه الإصابات الفيروسيّة قد تُربِك الجهاز المناعي وتتسبّب بإيقاف عمله المُفتَرض.
- انخفاض مستوى فيتامين د، إذ توّصلت بعض الدراسات إلى أنّ الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة بالتصلُّب اللويحي قد يتجنّبون الإصابة في حال انتقالهم لمناطق يستطيعون من خلالها الحصول على فيتامين د من أشعة الشمس؛ إذ إنّ فيتامين د يرفع من قوّة وفاعليّة الجهاز المناعي.
- التدخين؛ يُعدّ المُدّخنين أكثر عُرضةً من غيرهم للتعرُّض لمشاكل الدماغ.
- انخفاض مستويات فيتامين ب12؛ إذ إنّ الجسم يستخدم هذا الفيتامين في إنتاج الميالين المسؤول عن حماية الألياف العصبيّة.
الأعراض
تختلف الأعراض والعلامات التي تظهر على المرضى المُصابين بالتصلُّب الُلويحي، إذ قد تتفاوت من مريضٍ لآخر من حيث شدّتها والعضو المُتضرّر، إلّا أنّه من الممكن تِعداد مجموعة شائعة من الأعراض التي قد يتشاركها المَرضى بمعدّل أعلى من غيرها، منها:
- صعوبة في المشي.
- مشاكل في التحكُّم في التبوُّل.
- خدَر وتنميل في أجزاء مختلفة من الجسم.
- تصلُّب وتشنُّج في العضلات.
- مشاكل في النظر.
- الشعور العام بالإجهاد والإرهاق.
- صعوبات في التفكير والتعلُّم وغيرها من المهارات الفكريّة.
العلاج
ما زالت الأبحاث جارية في سبيل التوّصُّل للعلاج التام من مرض التصلُّب اللويحي، إلّا أنّه لغاية الآن تقتصر العلاجات المُتاحة على التخفيف من الأعراض ومُساعدة المَرضى بالحِفاظ على مستوىً جيّد من القدرة على العمل والقيام بالأنشطة المختلفة قدر المُستطاع؛ وذلك من خلال مجموعة من الأدوية التي تُساعد في تجنيب المريض نوبات الانتكاس التي قد تُصيبه وتخفيف الأعراض المُصاحبة، وتشتمل الأدوية الأكثر شُيوعًا في علاج التصلُّب الُلويحي على التالية:
- انترفيرون بيتا.
- كلادريبراين.
- دالفامبرايداين.
- داي ميثيل (ثُنائي ميثيل) فيوماريت (عبر الفم).
- جلاتيرامر.
- مايتوكسانترون (عبر الوريد).
أيضًا يُمكن أن يعتمد اختصاصي الدماغ والأعصاب على بعض الستيرويدات لجعل نوبات التصلُّب اللويحي أقل شدّة ولفترة أقصر.
إلى جانب العلاج الدوائي قد يعتمد المريض على نوعين آخرين من العلاجات، أحَدها العلاج الطبيعي؛ للتغلُّب على الإجهاد والألم الدوري الذي يشعر به، والعلاج الوظيفي؛ للتغلُّب على صعوبات الحركة والمشي التي قد تُصيب مريض التصلُّب اللويحي.
تجدر الإشارة إلى أنّ استجابة المرضى للأنواع المختلفة من الأدوية تختلف من شخص لآخر، لِذا يُنصَح دائمًا باعتماد الدواء الأفضل اعتمادًا على نصيحة الاختصاصي المسؤول عن الحالة.