يفتك مرض الإيدز بالأشخاص المُصابين به عبر تدميره للجهاز المناعيّ وجعل الجسم عُرضة للأمراض المختلفة، مثل: الالتهاب الرئويّ، السُل، التهابات الفم الفطريّة، السرطان وغير ذلك، ويُعدّ فيروس نقص المناعة البشري (HIV) المُسبّب الرئيسيّ للإصابة بمرض الإيدز، إذ يعمل على مهاجمة أحَد أنواع الخلايا التائيّة التابعة للجهاز المناعي والمعروفة باسم CD4، ومع استمرار تدمير هذا النوع من الخلايا ينخفض تِعدادها ليصِل ما يُقارب 200 لكل ملم3، عندها يتّم التشخيص بالإصابة بمرض الإيدز، ويُشير الإيدز إلى أكثر مراحل الإصابة بفيروسHIVحدّة وفتكًا بالجسم.
على الرغم من أنّه لا يوجد علاج تامّ وكامل لمرض الإيدز، إلّا أنّ العلاجات المُضادّة للفيروسHIV قد تُخفّف من تقدُّم المرض بشكلٍ كبير، إضافة إلى أنّ معظم الأدوية المتوافرة تستهدف السيطرة على الأعراض وتمكين المريض من مواصلة حياته بصورة طبيعيّة قدر المُستطاع، يُذكَر بأنّه قد يمضي عَقد من السنين قبل أن تتطوّر الأعراض وتصِل لمرحلة الإيدز لدى الأشخاص المُصابين بفيروسHIV، وتُشير الإحصائيّات الصادرة عن منظمّة الصحة العالميّة إلى أنّ ما تِعداده 37.9 مليون شخص حول العالم مُصابون بفيروس HIV.
أسباب مرض الايدز
كما هو معروف، فإنّ سبب مرض الإيدز فيروسي (HIV)، لكنّ انتقاله من شخص لآخر لا يحدث إلّا عبر انتقال أحَد سوائل الجسم للشخص المُصاب، مثل: الدم، السائل المنوي، حليب الأُم (من الثدي) أو الإفرازات المهبليّة والشرجيّة، بالتالي فإنّ ما يُشاع عن انتقال الإيدز عبر مُلامسة المريض أو استخدام أدواته الاعتياديّة غير صحيح، إلّا إذا كان أيّ منها يحتوي على عيّنة من السوائل السابقة من المُصاب.
يحتضن جسم الشخص المُصاب فيروس HIV لفترة قبل أن تبدأ الأعراض بالظهور، خلال هذه الفترة تهاجم هذه الفيروسات الخلايا المناعيّة وتدّمرها، وفي الحالات التي ينخفض معها تِعداد الخلايا ليصِل ما يُقارب 200 لكل ملم3 فإنّ مرحلة مرض الإيدز تكون قد بدأت، إذ إنّها المرحلة الأخطر والأشّد.
لا يقتصر مرض الإيدز على فئة معيّنة دون غيرها، إلّا أنّه ينتقل من الشخص المُصاب للسليم عبر أحَد الطرق الآتية:
- نقل الدم: يُمكن أن يتسبّب نقل الدم المُصاب بفيروسHIVفي المستشفيات لانتقال العدوى للشخص السليم، لكن نِسَب الإصابة عبر هذه الطريقة انخفضت بشكلٍ كبير، إذ إنّ جميع عينات الدم المحفوظة في بنوك الدم حول العالم تخضع لفحص الكشف عن الأجسام المُضادّة للفيروس المُسبّب للإيدز.استعمال الحقَن الملوّثة بدم المُصاب.
- الحمل، الولادة والرضاعة: يُمكن لأيٍّ منها أن تتسبّب بنقل العدوى للجنين/ الطفل في حال إصابة الأُم بمرض الإيدز.
- ممارسة الجنس، خصوصًا عبر الطرق غير المشروعة.
أعراض الايدز
تختلف حدّة الأعراض التي قد تظهر على المُصابين بالفيروس المُسبّب للإيدز HIVمن شخصٍ لآخر، إذ إنّ ظهور علامات الإصابة بالفيروس قد يستغرق شهورًا عدّة وربمّا سنوات منذ لحظة انتقاله للجسم. إلّا أنّه وتِبعًا للأبحاث والدراسات فإنّ الغالبيّة العُظمى من حاملي الفيروس تظهر عليهم علامات الإصابة بين 2 إلى 6 أسابيع بعد اجتياح الفيروس لأجسامهم، وتتشابه الأعراض بتلك المُرافقة للإنفلونزا، مثل: القشعريرة، الحمّى، ألم في المفاصل، تقرُّحات في الحَلق، تعرُّق، تضخُّم الغدد، ظهور طفح جلدي، الشعور بالتعب والضعف العام في الجسم، ألم في العضلات وغيرها ممّا يختلف من شخصٍ لآخر.
بعد انقضاء هذه الفترة من الأعراض الأوليّة، قد تختفي أي أعراض أُخرى تُذكَر لفترة طويلة لا يشعر خلالها الشخص المُصاب بأي شيء، إلّا أنّ الفيروس خلال هذه الفترة يُواصل تكاثره ما يُعطيه قوّة أكبر لإحداث ضرر بالغ في الجهاز المناعي ونقل المريض للمرحلة الأشّد والمعروفة باسم الإيدز، خصوصًا في حال عدم تناول أدوية مُضادّة للفيروس تُثبّط نموّه.
عند وصول المريض لمرحلة الإيدز، يكون جهازه المناعي قد وصل لحالة من الضعف تسمح للكثير من أنواع المُمرضات والعدوى باجتياح جسمه مُسبّبةً ضعفه، وتبدأ عندها بعض العلامات بالظهور على المريض، منها:
- الإصابة بإسهال مُزمن.
- التعرُّق الليلي.
- ضبابيّة الرؤية.
- تورُّم بعض الغدد لأسابيع.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم لِما يزيد عن 37 درجة لفترة تمتّد لأسابيع.
- الشعور بالضّعف والتعب.
- السعال الجاف.
- فقدان غير مُبرّر للوزن.
- انقطاع النَفَس.
علاج مرض الايدز
على الرغم من تقدُّم الطب في جميع المجالات إلّا أنّ البحوث والدراسات لم تتوّصل لغاية اللحظة لعلاج تامّ لمرض الإيدز، لكن يتوافر لدى مراكز العلاج المختّصة أدوية مُضادّة للفيروس المُسبّب للإيدزHIV تستطيع إيقاف تكاثر الفيروس داخل الجسم، ما يُتيح الفرصة للجهاز المناعي بإصلاح الخلل قدر الإمكان، بالتالي يوّفر للمريض القدرة على عَيش حياة طبيعيّة دون ظهور علامات تؤرّقه وتزعجه.
تجدُر الإشارة إلى أنّ تناول الأدوية المُضادّة لفيروس نقص المناعة البشري قد تتعارض مع أدوية أُخرى يُمكن أن يكون المريض قد اعتاد على تناولها -خصوصًا تلك الممكن الحصول عليها دون وصفة طبيّة- لِذا يجب إطلاع اختصاصي الأمراض الباطنيّة على الأدوية المُتناولة وكُل ما له علاقة بصحّة المريض، والذي من شأنه أن يُعزّز فرص العلاج والتخفيف من حدّة الأعراض التي قد تظهر عليه.
طرق الوقاية من مرض الايدز
كما يُقال دائمًا، فإنّ درهم وقاية خيرٌ من قِنطار علاج، لِذا فإنّ اتبّاع الإجراءات الاحترازيّة لتجنُّب انتقال العدوى والإصابة بالفيروس المُسبّب للإيدز يُعدّ أحَد أهم الطُرق السليمة لسّد جميع المنافذ التي قد يدخل من خلالها الفيروس لجسد الشخص السليم، أهمّ النصائح المتبّعة في هذا الشأن تتمثّل بالآتية:
- الالتزام بوسائل الحماية المتوافرة أثناء ممارسة الجنس.
- الحِرص على استخدام الحُقن النظيفة والمعقّمة.
- في حال اشتباه الإصابة بالفيروس، يجب إجراء مجموعة من الفحوصات بشكل دوري للكشف عن أي إصابة.