يُعدّ ارتفاع مستويات هرمون الذكورة أحد أهم العلامات التي تُرافق الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض، كما قد يكون أحد مسببات الإصابة بهذه المتلازمة منذ البداية، لذا ركّزت معظم الدراسات حول تحديد العلاج الدوائي الأمثل لتقليل نسب هرمون الذكورة لدى المصابات بهذه المتلازمة، ولأن ارتفاع الدهون يرافق ما نسبته 70% من حالات الإصابة، درس الباحثون العلاقة بين تقليل نسبته في الدم وبين تخفيض مستويات هرمون الذكورة وبالتالي علاج متلازمة تكيس المبايض.
أشارت العديد من الدراسات إلى قدرة أحد أدوية تخفيض الدهون التي تُدعى بالستاتينات (Statins) على التخلص من مقاومة الإنسولين، والتقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى الحدّ من عملية إنتاج الهرمونات، وذلك بسبب تخفيضها لنسب الكوليسترول الذي يدخل في تلك العملية.
من الأمثلة على الدراسات السريرية التي قاست تأثير الستاتينات لدى اللواتي يعانين من متلازمة تكيس المبايض، تجربة قارنت بين مجموعتين تناولت خلالها المجموعة الأولى دواء ميتفورمين (Metformin) بالتزامن مع أحد الستاتينات، بينما تناولت المجموعة الثانية الستاتين لوحده، وأظهرت النتائج انخفاضًا ملحوظًا في نسبة هرمون الذكورة، والدهنيات، بالإضافة إلى انخفاض مقاومة الإنسولين لدى المجموعة الثانية، كما أشارت دراسة سريرية أُخرى تناول خلالها مجموعة من النساء دواء سيمفاستاتين (Simvastatin) -أحد أنواع الستاتينات- بالتزامن مع دواء مانع للحمل وقورنت مع مجموعة أُخرى تناولت مانع الحمل وحده، إذ أسفرت النتائج عن انخفاضٍ ملحوظ في نسبة هرمونات الذكورة، وتقليل الدهون، وعلامات الالتهاب وبمستوى أفضل من تناول مانع الحمل لوحده.
قد تعود تلك النتائج إلى قدرة الستاتينات على تثبيط إحدى العمليات الأيضية التي ترتبط بمتلازمة تكيس المبايض، بالإضافة إلى حماية المبايض من ارتفاع الإنسولين المرتبط بارتفاع الكوليسترول، وثبيط تكاثر الخلايا في جريبات المبيض المسؤولة عن زيادة إنتاج الهرمونات.
المرجع:
- Kolnikaj, T. S., Herman, R., Janež, A., & Jensterle, M. (2024). The Current and Emerging Role of Statins in the Treatment of PCOS: The Evidence to Date. Medicina, 60(2), 244. doi: https://www.mdpi.com/1648-9144/60/2/244