تعد الأمراض النفسية أكثر انتشارًا ممّا يتوقعه البعض، إذ يُصاب أكثر من 792 مليون شخص حول العالم باضطرابات نفسية مختلفة وفقًا لإحصائية أُجريت عام 2017،[1] هناك أمراض نفسية معروفة مثل القلق والاكتئاب والفُصام واضطراب ثنائي القطب، ولكن هناك أمراض نفسية نادرة وغريبة قد تفاجئ الخبراء في الصحة النفسية.[2]
هوس العشق
يمثل هوس العشق Erotomania "الهوس الشبقي" أو ما يُعرف بمتلازمة دي كليرامبو De Clérambault Syndrome أحد الأمراض النفسية النادرة والغريبة، ويعاني فيه المريض من الاعتقاد الخاطئ بوقوع أحد الأشخاص في حبه، رغم أن هذا الشخص لا يكون قد رآه من قبل، وغالبًا ما يكون هذا الشخص من المشاهير، يُحسّن هذا الاعتقاد من مزاج المريض وثقته بنفسه؛ الأمر الذي يزعجه بشدة عند إخباره بأنّ هذا الاعتقاد غير حقيقي، ومع تطور الوهم قد يعتقد المريض بأن هذا الشخص يحاول التواصل معه عن طريق تلميحات غير شفهية أو إشارات من مواقف يومية مثل الأضواء على الطائرات.[3]
تُعد النساء أكثر عُرضة للإصابة بمرض هوس العشق، إلا أن بعض الدراسات أثبتت قابلية الذكور للإصابة بالمرض، وعادةً ما يتصف مرضى هوس العشق بعدم الثقة بالنفس والعزلة والشعور بالرفض وعدم القدرة على تقبل وجهات النظر المختلفة.[3]
قد أفادت بعض الأبحاث مؤخرًا أن وسائل التواصل الإجتماعي قد تكون أحد العوامل المسببة لهوس العشق، نتيجةً لدورها في تعزيز الأوهام لدى المرضى الأكثر عُرضة للذُهان، إذ تتيح الفرصة للتواصل مع الآخرين ومراقبتهم، بالإضافة إلى سهولة التوصل إلى المعلومات الشخصية من خلالها،[4] أو قد يكون هوس العشق نتيجة التاريخ العائلي بمعاناة أكثر من فرد من الأوهام وما يرافقها من مشاكل،[3] كما أن هوس العشق قد يكون عَرَضًا لإحدى الحالات المرضية الآتية:[3]
- الفُصام.
- اضطراب ثنائي القطب.
- أورام المخ.
- إدمان الكحول أو المخدرات.
- الخرف.
متلازمة كابجراس
تتمثل متلازمة كابجراس Capgras Syndrome في توهّم المريض أن الأشخاص المقربين إليه قد اُستُبِدلوا بآخرين مزيفين أو محتالين، قد تحتل الأوهام تفكير المريض أحيانًا إلا أنها تتراجع وتختفي أحيانًا أُخرى خاصة لدى مرضى الخَرف، وغالبًا ما يكون المريض متيقنًا من هذا الاعتقاد للحد الذي يستحيل إقناعه بغيره.[5]
تعد متلازمة كابجراس إحدى الأمراض النفسية النادرة والغريبة التي اكتشف الأطباء احتمالية مصاحبتها لبعض أمراض الدماغ، مثل الصرع ومرض باركنسون أو الأمراض العصبية التنكُّسية مثل مرض الزهايمر وخرف أجسام ليوي Lewy body dementia، أو مرض الفُصام أو مرض اضطراب ثنائي القطب أو الجلطات أو الإصابات الدماغية.[5]
متلازمة ستندال
سُميت متلازمة ستندال Stendhal Syndrome بهذا الاسم نسبةً إلى الكاتب الفرنسي ستندال الذي وصف إصابته بهذه المتلازمة خلال زيارته لإحدى المدن الإيطالية، وتتمثل أعراض المتلازمة في تعرض المريض لنوبات هلع وارتباك وهذيان ناجمة عن موجة عارمة من المشاعر الانفعالية عند رؤيته للفن فائق الجمال أو رؤيته للمعالم الطبيعية الخلابة.[6]
الاضطراب المفتعل
الاضطراب المفتعل Factitious Disorder هو مرض عقلي نادر يتظاهر فيه المريض بالإصابة بمرض ما والمبالغة في وصف الأعراض للآخرين، للحد الذي يَصعُب فيه كشف كذب المريض، وقد يستمر المريض في التظاهر بالمرض حتى مع انعدام الدعم من الآخرين، أو حتى مع مواجهته بما يُثبت كذبه،[7] كما يتسم الاضطراب المفتعل بعدة أعراض:[7][8]
- معرفة المريض الدقيقة والشاملة للأمراض والمصطلحات الطبية.
- أن تكون الأعراض التي يصفها المريض مبهمة وغير متّسقة مع المرض الذي يصفه.
- تظاهر المريض بتدهور حالته، حتى مع عدم وجود تفسير علمي لتدهورها.
- زعم المريض بعدم استجابة حالته للعلاج.
- استشارة المريض لأكثر من طبيب للحصول على مزيد من العلاجات الموصوفة، وقد يستعين المريض في ذلك بأسماء مزيفة.
- معارضة المريض لحديث الأطباء عن حالته الصحية إلى عائلته أو أصدقاؤه.
- تكرار إقامة المريض في المستشفى.
- الرغبة المُلحّة في الخضوع للفحوصات الطبية وحتى للعمليات الجراحية الخطيرة.
- الجدال المستمر مع الأطباء والطاقم الطبي.
- كثرة وجود الندبات وآثار العمليات الجراحية في جسد المريض.
- إيذاء وجرح المريض لنفسه في محاولة لإحداث إصابات يثبت بها ادعائه.
- محاولة تزييف نتائج الفحوصات المخبرية مثل تلويث عينات البول قبل تسليمها لفني المختبر.
هناك نوع آخر من الاضطراب المفتعل يَدّعي المريض لدى الإصابة به بمرض شخصٍ آخر فيما يُعرف بالاضطراب المفتعل المفروض على شخص آخر Factitious disorder imposed on another، أو كما كان يُعرف سابقًا بمتلازمة مونخهاوزن Munchausen Syndrome، وغالبًا ما يَدّعي المريض بهذا الاضطراب مرض أحد أبنائه؛ الأمر الذي قد يعرّض الطفل للخطر أو الخضوع لفحوصات طبية غير لازمة.[7]
متلازمة نزاهة الهوية الجسدية " حب البتر"
تعد متلازمة نزاهة الهوية الجسدية Apotemnophilia مرضًا عصبيًا يمكن إرجاعه إلى تلف الفص الجداري الأيمن من الدماغ، ويعاني فيه المريض من رغبة مُلحّة لقطع أجزاء من جسده رُغم صحة هذه الأجزاء، لذا يحاول المريض إتلاف أو بتر أحد أطرافه للحد الذي يستلزم إجراء عملية جراحية لبتر الطرف، وتكمن صعوبة العلاج في عدم سعي المريض للحصول على المساعدة الطبية، وتتمثل طرق العلاج المتاحة في العلاج المعرفي السلوكي والعلاج بالتبغيض (Aversion Therapy).[2]