تُعد بذور السمسم (Sesamum indicum L.) من محاصيل البذور الزيتية القديمة ولها دورٌ حيوي في النظام الغذائي للإنسان، وذلك بسبب محتواها العالي من الأحماض الدهنية الرئيسية مثل حمض اللينوليك (Linoleic acid)، كما أنّ زيت بذور السمسم الصالح للأكل له قيمة غذائية عالية، علاوة على ذلك، يحتوي السمسم على مستوى عالٍ من البروتين بالإضافة إلى عددٍ من المركبات المُعززة للصحة كالفيتوستيرول (Phytosterols)، والتوكوفيرول (Tocopherols)، والليغنان (Lignans).[1]
السمسم
السمسم ينتمي للعائلة الدعسية أو البيدالية (Pediaceae)،[2] هو نباتٌ حوليّ يتفاوت طوله ما بين 50 إلى 100 سم، أوراقه رُمحية عريضة ذات حافة كاملة يتراوح طولها من 3 إلى 14 سم، ويصل عرضها إلى 5 سم في الجزء السفلي من النبات وتمتد لأسفل الجذع المُزهر ليصل عرضها إلى 1 سم فقط.[3]
يتباين لون الزهور الأسطوانية ما بين الأرجواني إلى الأبيض، بطول يتراوح ما بين 2 إلى 5 سم،[3] أمّا بذور السمسم فهي بيضاوية مسطحة وصغيرة الحجم، كمثرية الشكل، وزنها يتراوح ما بين 2-3.5 ملغ وطولها ما بين 2-3 ملم، تجتمع كل 50-100 بذرة بداخل كبسولة، لكن يختلف عددها في كل كبسولة، إضافةً إلى أنّ حجم البذور، وطول الكبسولة يختلف بوضوح اعتمادًا على الصنف،[4] يتفاوت لون بذور السمسم ما بين الأبيض، والأسود، والأصفر حسب اللون للأصول الوراثية الجينية له.[2]
زيت السمسم
زيت السمسم هو زيت نباتي صالح للأكل يُستخلص من بذور السمسم التي تُزرع في المناطق الاستوائية والمناطق المعتدلة، وهو أحد أقدم المحاصيل الزيتية التي تُزرع على نطاقٍ واسع في آسيا وأفريقيا في المقام الأول بسبب محتواها العالي من الزيت ونكهته المميزة، تُعد الهند، والصين، والسودان من أكبر منتجي بذور السمسم في العالم ، إذ يساهمون بحوالي 60٪ من الإنتاج العالمي له،[5] وعلى الرغم من أنه يسمى عالميًا ب"السمسم"، ففي المقابل يُعرف أيضًا باسم بنيسيد (Benniseed) في أفريقيا، وبيني (Benne) في جنوب الولايات المتحدة، وجينجيلي (Gingelly) في الهند، وجينجيلين (Gengelin) في البرازيل، وتيلا (Tila) باللغة السنسكريتية.[6]
مكونات زيت السمسم
يختلف تكوين زيت السمسم باختلاف المنطقة الجغرافية، والنوع، والصنف، ولكن بالمجمل يتكون زيت السمسم من الزيت بنسبة (44%-58%)، والبروتين (18%-25%)، والكربوهيدرات (∼13.5%)، والرماد (∼5%)،[4] كما أظهرت فحوصات الأحماض الدهنية لزيت السمسم أنّ المُكون الرئيسي هو حمض اللينوليك (Linoleic Acid) الذي يحتوي على 41.8-45.1% من إجمالي الأحماض الدهنية، يليه حمض الستياريك (Stearic Acid) 32.6-24%، والحمض النخيلي أو البالمتيك (Palmitic Acid) 8.2-7 %، وحمض الأوليك (Oleic Acid) 4.6-56%، وهذه الأربعة تُشكّل 96% من إجمالي الأحماض الدهنية.[3]
يحتوي زيت السمسم على أكثر من 80% من الدهون غير المُشبعة التي تنتمي معظمها إلى أحماض الأوليك، واللينوليك، وتُشكل ما هو أقل من 20٪ من الدهون المشبعة من التركيب الكيميائي الكلي لزيت السمسم، من أهمها حمض الستياريك، وحمض البالمتيك،[4] كما أنّه يحتوي على بعض المركبات المضادة للأكسدة كالتوكوفيرول، والليغنان كالسيسامولين (Sesamolin)، والسمسمين (Sesamin)، والسمسمول (Sesamol).[7]
فوائد زيت السمسم
يُعد السمسم مصدرًا غنيًا بمختلف العناصر الغذائية الفعّالة، والتي تجعله يتمتع بخواص علاجية مختلفة.[8]
فوائد زيت السمسم للسُعال
يُعد زيت السمسم من الزيوت ذات الطبيعة الدافئة والرطبة، لذا اُستخدم قديمًا في حالات ضيق التنفس والسعال الجاف، وقد أظهرت دراسة نُشرت في مجلة (Traditional and Integrative Medicine) عام 2023 ميلادي وأُجريت على 101 مشاركًا مصابون بفيروس كورونا ويعانون من السعال الجاف، أنّ الاستخدام الموضعي لزيت السمسم بمعدل خمس مرات يوميًا على الصدر والظهر ولمدة أسبوع قد خفف من السعال الجاف.[9]
فوائد زيت السمسم لالتهاب المفاصل الروماتيدي
أشارت العديد من الدراسات إلى فعالية زيت السمسم في علاج التهاب المفاصل الروماتيدي، والذي يتمثل بالالتهاب المزمن مُسببًا تورم وتآكل المفاصل، وقد سبق أن أظهرت دراسة نُشرت في مجلة (The Egyptian Journal of Biochemistry & Molecular Biology) عام 2017 ميلادي، وأجريت على الجرذان المخبرية، أنّ استهلاكها لزيت السمسم بتركيز بلغ 1مل /كغ لمدة خمسة أسابيع قد خفض من الوسائط الالتهابية (Inflammatory Mediators)؛ مثل عامل نخر الورم (Tumor Necrosis Factor (TNF-α))، إنترلوكين (Interleukin-6 (IL-6))، أكسيد النيتريك (Nitric Oxide (NO)) وبالتالي خفّف من التهاب المفاصل.[10]
زيت السمسم والسكري النوع الثاني
يُعتقد أنّ لزيت السمسم دورٌ في تنظيم مستوى السكر لدى المرضى الذين يُعانون من السكري النوع الثاني (Diabetes Type 2)، إذ أظهرت دراسة نُشرت في مجلة (Journal of the American College of Nutrition) عام 2018 ميلادي، وأُجريت على 46 مشاركًا مصابين بمرض السكري من النوع الثاني أنّ استهلاكهم لزيت السمسم بتركيز بلغ 30 مل يوميًا لمدة 90 يومًا قد خفض مستوى سكر الدم، والهيموغلوبين السكري (Glycated Haemoglobin (HbA1c))، وزاد من حساسية الإنسولين.[11]
زيت السمسم وكوليسترول الدم
أشارت دراسة أُجريت على جرذانٍ مخبرية، ونُشرت في مجلة (Food Science and Technology) عام 2020 ميلادي، أنّ استهلاك زيت السمسم بتراكيز بلغت 2%، 4%، 6%، 8% قد خفض من مستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة الذي يُعرف أيضًا بالكوليسترول الضار (Low-density lipoprotein (LDL-C))، والبروتين الدهني منخفض الكثافة للغاية (Very-low-density lipoprotein (VLDL))، والدهون الثلاثية (Triglycerides (TG))، والكوليسترول الكلي (Total cholesterol (TC))، وزاد من مستويات البروتين الدهني عالي الكثافة أو ما يسمى بالبروتين النافع (High-density lipoprotein (HDL-C)).[12]
فوائد زيت السمسم للشعر
اُستخدمت زيوت السمسم تقليديًا لعلاج الشعر، إذ اُستخدم كعامل طبيعي واقٍ من الشمس عند وضعه على الشعر وفروة الرأس لمنع تلف الشعر الذي تُسببه الأشعة فوق البنفسجية، كما اُستخدم زيت السمسم كعامل مضاد للقشرة نتيجة احتوائه على مضادات البكتيريا ومضادات الفطريات،[13] أيضًا يُعرف زيت السمسم كعامل ترطيب لبصيلات الشعر ومنع جفاف الشعر، بالإضافة إلى ذلك، يُعد زيت السمسم ذو نفاذية عالية، لذا فإنّه يصل إلى بصيلات الشعر ويزيد من تدفق الدورة الدموية في فروة الرأس وبالتالي يزيد من نمو الشعر ويقلل من ظهور شيب الشعر،[14] كما يمكن استخدامه لتعزيز اللمعان الطبيعي للشعر.[13]
زيت السمسم للأطفال
يمكن استخدام زيت السمسم للأطفال في عدّة حالات:
للتدليك
يمكن استخدام زيت السمسم لتدليك الأطفال عن طريق تقنية مساج تدليك الظهر البطيء (Slow Stroke Back Massage (SSBM))، وقد سبق أن أشارت دراسة نُشرت في مجلة (The Iranian Red Crescent Medical Journal) عام 2016 ميلادي، أنّ عملية التدليك بزيت السمسم قد خفضت من مستوى القلق المرتبط بالدخول إلى المستشفى حال الحاجة إلى ذلك، إذ إنّها تُعد طريقةً فعّالة وبدون آثارٍ جانبية.[15]
للحفاظ على صحة الفم
اُستخدم زيت السمسم في المضمضة وتنظيف الأسنان بالزيت (Oil- pulling) نظرًا لكفاءته في الحفاظ على صحة الفم والأسنان، إذ أظهرت دراسة أُجريت على 45 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 10-12 عامًا، نُشرت في مجلة (International Journal of Clinical Pediatric Dentistry) عام 2018 ميلادي، أنّ المضمضة بزيت السمسم لمدة 5 دقائق قبل تنظيف الأسنان بالفرشاة قلل من ظهور اللويحات (Plaque) على الأسنان وحسّن من حالة اللثة عند الأطفال.[16]