زرع القرنية

تُعد عملية زراعة القرنية من الإجراءات التي قد يلجأ لها اختصاصيي طب وجراحة العيون لاستبدال القرنية (الجزء الأمامي الشفاف في العين) لدى المريض بسبب إصابتها بأحد الاختلالات، حيث ترتكز هذه العمليّة على الحصول على قرنيّة طبيعيّة من مُتبرّع عبر بنوك العيون المعروفة، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة والتحقُّق من التطابق يتّم تحديد موعد لزراعة القرنيّة للمريض. 

تجدُر الإشارة إلى أنّ جراحات العيون تطوّرت بشكل كبير في العقود الأخيرة، حيث بات جراحي العيون يعتمدون على تقنيات جديدة باستخدام الليزر لاستبدال القرنية، وهي تقنية قدمت مزايا عديدة للمريض وأتاحت له فترة شفاء أسرع وآلام ومضاعفات أقل.

تستغرق فترة العلاج في الاردن في حالة زراعة القرنية ما يُقارب "3 أيام". 

قد يلجأ جراح العيون لزراعة القرنية لدى بعض المرضى بسبب معاناتهم من بعض المشاكل في العين منها:

• القرنية المخروطية.
• ترقُّق سطح القرنية.
• انتفاخ القرنية أو ضبابيّتها.
• ظهور ندوب على القرنية بسبب جرحها أو التهابها.
• الإصابة بحثَل فوكس.
• تقرُّح القرنية.
• عتامة القرنية بسبب خدش العين ثم التهابها.
• سَبق الخضوع لعمليات في العين مثل الليزك وغيرها.

قبل إقرار إمكانيّة إجراء عملية زراعة القرنية للمريض يجب أن يخضع لبعض الفحوصات التي يطلبها جرّاح العيون، منها:

• فحص شامل للعين، يتضمّن قياس بعض التراكيب داخل العين إضافة إلى فحص قاع العين والضغط بداخلها.

قد يُصاب بعض المرضى ببعض المُضاعفات بعد عملية زراعة القرنية، مثل:

• التهاب العين أو انتفاخ القرنية.
• رفض الجسم للقرنية المزروعة.
• ارتفاع نسبة التعرُّض لمشكلة المياه السوداء في العين نتيجة ارتفاع في ضغط العين.
• ارتفاع نسبة الإصابة بالمياه الزرقاء في العين بسبب ارتفاع الضغط داخلها.

تشتمل عمليّة زراعة القرنية على المراحل الآتية:

1. الحصول على القرنيّة من مُتبرّع عبر بنوك العيون المعروفة حول العالم، حيث يتّم تسليمها تِبعًا للمواصفات المُناسبة للمريض (المُستقبل) مع شهادة توّضح جميع المعلومات، تُحفظ العيّنة في سائل مُغذّي للأنسجة مُضاف له مُضادّات حيويّة للحفاظ على القرنية إلى حين استخدامها.
2. تحضير المريض لعمليّة زراعة القرنيّة عبر إيقاف تناول أي أدوية أو مكمّلات غذائيّة وعلاج الالتهابات التي قد تكون في العين.
3.  تخدير المريض (مخدّر عام أو موضعي حسب الحالة).
4. إزالة الجزء التالف من أنسجة القرنية باستعمال إمّا:

- أداة تشبه المثقب، يتبعها تركيب القرنيّة الجديدة (من المُتبرّع) بواسطة غُرز خاصة

- جهاز الفيمتو الليزر (المشرط الضوئي)، حيث يقوم هذا الجهاز باستبدال القرنية التالفة مع الجديدة بدقة  ميكروسكوبيّة عالية حسب السماكة ودرجة الإعتام في العين، وتتميّز بعدم استعمال غُرز (خيوط) لتثبيت القرنية الجديدة، ويُستعاض عن ذلك بعدسة لاصقة تُوضع على القرنية.

قد تستغرق عملية زراعة القرنية ما يُقارب الساعة.

تُعتبَر عملية زراعة القرنية من العمليات الناجحة جدًا، لكنّها تعتمد بشكل كبير على المريض ومعدل اعتناؤه بالقرنية الجديدة، إذ يتحتّم على المريض بعد عملية زراعة القرنية مراعاة عدد من الأُمور لضمان الحصول على معدّل جيد من الإبصار وإنجاح العملية قدر المُستطاع، إذ يُوصي جراح العيون مريضه بعدة نصائح بعد زراعة القرنية، مثل: تجنُّب فَرك العين والمحافظة الدائمة على نظافتها وتجنُّب لمسها باليد بدون تعقيم، الحِرص على القرنيّة وتجنيبها أي عوامل قد تؤدي إلى جرحها أو إصابتها.

يتمكّن المريض من العودة لممارسة حياته بشكل طبيعي خلال أيام، أمّا النظر بعد زراعة القرنية فيكون تحسُّنه بشكل تدريجي.

تتميّز عملية زراعة القرنية بالليزر بفترة شفاء سريعة ونسبة انحراف أقل نتيجة عدم استعمال الخيوط في تثبيت القرنيّة، إضافة إلى أنّ نسبة رفض جسم المريض لقرنيّة المُتبرّع تكون قليلة جدًا إذ تكاد تصل 1% فقط. يستطيع المريض استعادة نظره مرة أُخرى بعد أسبوع إلى أُسبوعين بعد عملية الليزر بينما قد يحتاج إلى ما يُقارب 6 شهور بعد عملية زراعة القرنية التقليديّة.

في العمليّة التقليديّة لزراعة القرنية يحتاج المريض لإزالة الغُرز بعد 10 شهور إلى سنة تقريبًا.

يُوصي جراح العيون مريضه بعدة نصائح بعد زراعة القرنية، مثل: تجنُّب فَرك العين والمحافظة الدائمة على نظافتها وتجنُّب لمسها باليد بدون تعقيم، الحِرص على القرنيّة وتجنيبها أي عوامل قد تؤدي إلى جرحها أو إصابتها.

--------------------------------------------------------------------

كتابة: ليلى عدنان الجندي

تدقيق طبي: مركز الشامي للعيون، في 18 فبراير 2020