يحصل أعلى معدّل تجدد لخلايا جسم الإنسان في طبقة الخلايا الطلائية المُبطنة للأمعاء (Gut epithelium) حتى تؤدي وظائفها الحيوية في حماية التجويف المعوي على أكمل وجه، بالإضافة إلى الحفاظ على الاتزان الداخلي لأنسجتها، لذا من المهم معرفة العوامل الداخلية والخارجية -خصوصًا النظام الغذائي- التي تؤثر في هذه الوظائف والتي قد تؤدي إلى الإصابة باضطراباتٍ عدّة حال اختلال أيٍّ منها.
تُعدّ الألياف الغذائية مصدر الطاقة الأساسي للميكروبيوم (Microbiome) أو ما تُعرَف بالبكتيريا النافعة الموجودة في الأمعاء، خصوصًا الألياف القابلة للذوبان التي تستخدمها بكتيريا الأمعاء في إنتاج العديد من المواد المهمة للجهاز الهضمي، مثل الأحماض الدهنية وأملاح المرارة، بالإضافة إلى أنّ استهلاكها يعزز من مناعة الجهاز الهضمي ضد العديد من المُمرضات الداخلية والخارجية، ومن هنا، أجرى العلماء دراسة مخبرية بهدف دراسة تأثير تناول الإنولين (أحد أنواع الألياف الذائبة في الماء) في ميكروبيوم الأمعاء وطبقة الخلايا الطلائية المُبطنة لها.
خلُصت الدراسة التي أجريت على فئران مخبرية إلى نتيجة مفادها أنّ استهلاك الإنولين أبدى تأثيرًا إيجابيًا في تكاثر الخلايا الطلائية وتمايزها، بالإضافة إلى زيادة عدد خلايا جوبلت (Goblet cells) المسؤولة عن إفراز المخاط في الجهاز الهضمي، والتي تُمثّل حاجز حماية بين الخلايا الطلائية ومحتويات الأمعاء، عدا عن تعزيز الوظائف المناعية للخلايا الطلائية ضد الممرضات، وارتبطت هذه النتائج بضرورة وجود ميكروبيوم الأمعاء، لذا فإن فهم الاستجابات الفيسيولوجية للأجسام تجاه أنظمةٍ غذائية معينة قد يفتح الأبواب لاكتشاف طرقٍ جديدة أقل حاجةً للتدخل الجراحي للتحكم في التفاعلات الداخلية التي تحدث داخلها.
المرجع:
Corrêa, R.O., Castro, P.R., Fachi, J.L. et al. Inulin diet uncovers complex diet-microbiota-immune cell interactions remodeling the gut epithelium. Microbiome 11, 90 (2023). https://doi.org/10.1186/s40168-023-01520-2